ما ستجده في هذا المقال:
الكثير من الأهالي يرتكبون خطئًا كبيرًا في الخوف الشديد على الأبناء؛ حيث يظنون أنهم بهذه الطريقة يحمون الأبناء أو يساعدونهم في الحصول على حياة أفضل، إلا أن ذلك خاطئ تمامًا.
كيف أتخلص من الخوف الشديد على الأبناء؟
يمكن اتباع الطرق التالية للتخلص من الخوف على الأبناء:
تعاطف بدلًا من الإصلاح
عندما يخبرك ابنك عن مشكلة ما ركز أكثر على التعاطف معه وليس حل المشكلة بدلًا عنه؛ ليس من واجبك دائمًا حل المشكلة، لأن ذلك لن يساعد أبنائك على امتلاك مهارة حل المشاكل على المدى الطويل.
راقب بدلًا من التسرّع
عندما ترى أي علامة أو دلالة على حصول مشاكل لا تقفز إلى الاستنتاجات بشكل سريع، ولا تتوقع أن هناك مشكلة ستحصل لا محالة؛ بل راقب ما سيحصل مع ابنك، وامنحه فرصة للتعامل مع المواقف لوحده؛ قد يتمكن من حل الموقف بطريقة رائعة دون أن ينتهي بأي مشكلة.
رحّب بالفشل بدلاً من الخوف منه
من المؤلم أن ترى أبنائك يواجهون الفشل، ولكن إذا لم تمنحه الفرصة للتجربة والفشل لن يستطيع مكافحة الفشل في حياته. وفي أول مرة يخفق فيها غالبًا سوف يستسلم ولن يحاول مجددًا.
مارس الرعاية الذاتية بدلًا من إهمال الذات
حتى تتخلص من الخوف الشديد على الأبناء سيكون عليك أن تهتم بنفسك جيدًا، ومن الخاطئ تمامًا أن تقوم بإهمال نفسك حتى تعتني بأبنائك، وليس عليك أبدًا أن تخصص كل وقتك وطاقتك للإعتناء بأبنائك، خصص بعض من الوقت والطاقة لنفسك؛ حتى تكون قدوة جيدة لهم.
اعرف المزيد: ما تأثير الاهتمام بالذات على الصحة النفسية؟
استسلم للمشاكل بدلًا من محاربتها بقوة أكبر
أحيانًا قد لا تجد حلًا سهلًا لأحد المشاكل التي يواجهها أبناؤك أو تواجهها أنت معه، وفي هذه الحالة الأفضل أن تستسلم وتقبل حدوث هذه المشكلة، وأن تتوقف عن محاربتها أو محاولة مقاومتها.
كيف أتعامل مع الخوف الشديد على الأبناء؟
إليك بعض الأمور المهمة التي يمكنك فعلها للتعامل مع الخوف على الأبناء:
لا تفعل الأشياء عنه
إذا كان طفلك أو ابنك قادرًا على فعل الشيء لا تفعله أنت بدلًا منه أبدًا، واتركه يتحمّل مسؤولية بعض الأمور التي يعرف كيف يفعلها، أو يمكن أن يتعلمها ويصبح قادرًا على فعلها بنفسه.
دعه يفكر بمفرده، واسمح له بالشعور بعدم الراحة أو الألم؛ إنه جزء من النمو
تخلص من أفكارك السلبية
توقّف عن التركيز على طفلك طوال اليوم وتخيّل أسوأ الأمور التي يمكن أن تحصل له؛ تخلص من جميع الأفكار السلبية وابدأ بالتفكير بطرق لمساعدته على تحسين نفسه، أو تقوية شخصيته، أو زيادة ثقته بنفسه حتى يصبح قادرًا بشكل أفضل على التعامل مع مشاكله الخاصة.
ابنك ليس مركز الكون الخاص بك
لَا تحاول تلبية جميع احتياجاتك العاطفية باستخدام ابنك، إذا كنت تعمل أكثر من اللازم لأجل ابنك سوف يواجه صعوبة في العمل بمفرده في العالم، والأهم أن لا تسمح لإنجازات ابنك تحديد قيمتك الذاتية.
لا تصنّف طفلك
” المضحك“، أو ” الكسول”، أو “الجميلة”، أو “من سيصبح مثل والدته”، لا تفعل ذلك أبدًا؛
أنت بذلك تضع ابنك في صندوق أو قالب قد لا يكون مناسبًا له، وقد يجعله يقتنع بوجود بعض الصفات به حتى لو لم تكن موجودة. ومن الأفضل أيضًا أن تتجنب قول “أنت أبدًا”، أو “أنت دائمًا”، لا تقرر من سيصبح ابنك ولا تقل له إلا الكلام الداعم.
هو شخص مختلف عنك
تجنّب أن تأخذ الأمر على محمل شخصي إذا كان ابنك لا يتفق معك أو يفعل الأشياء بشكل مختلف عنك؛ حيث أن لديه أفكار ومعتقدات مختلفة عنك ولا بأس بذلك، ولا يجب أن تقمع أفكاره ولا معتقداته الخاصة به، بل يجب أن تتقبلها، وأن تأخذها على محمل الجد.
اعرف المزيد: هل يمكن تربية الأطفال دون عصبية؟ اعرف الطريقة
ما تأثير الخوف الشديد على الأبناء؟
يجب عليك أن تتخلص من الخوف الشديد على الأبناء لأنه يسبب الأمور التالية:
- قلق الوالدين أو الخوف الزائد على الأبناء يزيد من خطر القلق لدى الأطفال.
- عدَم الرغبة في خوض التجارب أو تجربة أشياء جديدة.
- الميل إلى تهويل الأحداث.
- الاعتقاد بأن العالم ليس آمنًا بالنسبة له.
- الخوف من التعبير عن القلق، أو المشاعر السلبية للآباء؛ لأنهم بطبيعة الحال يشعرون بالقلق أو الارتباك.
- تدني احترام الذات، أو تدني الشعور بالكفاءة الذاتية.
- زيادة خطر الإصابة باضطراب القلق العام، أو اضطراب قلق الانفصال.
- زيادة مخاطر الإصابة بمرض الرهاب المحدد، أو في اضطرابات الاكتئاب.
نصائح للتخلص من الخوف الشديد على الأبناء
مِن أهم النصائح التي تتعلق في التخلص من الخوف على الأبناء:
- اعلم أن طفلك يحتاج لارتكاب الأخطاء، وأخذ القرارات من أجل أن ينمو ليصبح شخصًا قويًا وذكيًا.
- قلِل من شعورك بالقلق أو الخوف من خلال ممارسة تمارين التأمل اليقظ، أو كتابة اليوميات، أو ممارسة هوايات وأنشطة جديدة.
- تحدث إلى طفلك حول مخاوفك لتشعر بالراحة وتقليل الوحدة.
- تذكر دائمًا إنجازات وقدرات ابنك، وما هو قادرًا على فعله؛ حيث أن ذلك يزيد من ثقتك به وبقدراته، ويقلل من خوفك عليه.
- ذكّر نفسك أنه لا يمكنك التحكم في نفسك إلا في هذه اللحظة، وأن ابنك قادر تمامًا على التعامل مع نفسه.
- كن موجودًا من أجل ابنك دائمًا، ولكن امتنع عن تقديم أي نصائح غير مرغوب بها، واجعل نصائحك إيجابية وقوية.
- في مرحلة البلوغ حاول أن تمنع نفسك من توجيه ابنك، أو إبداء رأيك دون أن يطلب هو منك ذلك.
- عندَما يأتي ابنك إليك ليطلب النصيحة أو المساعدة عليك أن تكون موجودًا لأجله، وأن تقدم له النصيحة أو المساعدة اللازمة.
- احترم وشجّع استقلالية ابنك بدلًا من أن تتحكم به أو تحاول أن تجعله يفعل الأمور بطريقتك الخاصة.
- اترك ابنك يتعامل مع المشاكل التي يفعلها، وأن يتحمّل مسؤولية أفعاله بين الحين والآخر، حيث أن الحد من دعمك المالي والعاطفي يساعد ابنك على بناء المرونة.
- اكتب مشاعرك، وكل الأفكار المقلقة التي تأتي في عقلك بدلًا من أن تطبق قلقك على ابنك.
- خصص وقتًا خاصًا وهادئًا من يومك حتى تكتب أفكارك وتتخلص من القلق بطريقة فعّالة.
- تطوّع لمساعدة الأشخاص الآخرين أو تعلّم هواية جديدة حتى تملئ وقتك بأمور مفيدة بدلًا من ملاحقة ابنك أو مراقبته.
- تحدث إلى الآباء الآخرين، واطلب منهم المشورة، وشارك أفكارك ومخاوفك معهم.
تقبّل أن الألم والأخطاء مجرد جزء من الحياة، وابنك سوف يجربها في حياته، وسوف تساعد ابنك في النهاية على تطوير المهارات والحكمة لتشكيل طريقه الخاص
كلمة من عرب ثيرابي
التربية لا تكون سهلة دائمًا، وأحيانًا قد تسبب الكثير من القلق والحيرة، قد لا تتمكن من السيطرة على بعض جوانب أطفالك، ولا بأس بذلك، امنحهم بعض الحرية لاتخاذ القرارات، وارتكاب الأخطاء، وتحمُّل المسؤولية، واحظى ببعض الاسترخاء. ربما يساعدك التحدث إلى أخصائي على تعلّم كيفية التعامل مع أطفالك بأفضل طريقة، تحدث إلى أخصائي عرب ثيرابي الآن.