ما ستجده في هذا المقال:
عندما يمتلك الشخص هواجس تتعلق بالموت بحيث يتجاوز الأمر المخاوف الطبيعية، يصبح تفكيره منحصر بالموت وما يتعلق به. عندها يعاني الشخص من أفكار ومخاوف وصور متطفلة ومزعجة ومستمرة حول الموت والاحتضار، مما يؤثر على التفاصيل الحياتية بشكل كامل. من هنا تظهر أهمية علاج وسواس الموت نهائياً.
كيفية علاج وسواس الموت نهائياً
لأن الأفكار المتعلقة بوسواس الموت تتعارض مع الفكرة من الحياة، فإن التعايش مع مثل هذه الأفكار يعتبر أمر فائق الصعوبة. لذلك لا بد من السعي للتخلص من هذا النوع من الوسواس بشكل نهائي. ويمكن ذلك من خلال:
العلاج النفسي لوسواس الموت
يساعد العلاج النفسي في التخلص من وسواس الموت نهائياً من خلال اتباع واحد أو أكثر من الأساليب العلاجية الفعّالة التالية:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يعتمد هذا العلاج بشكل أساسي على اكتساب أنماط تفكير جديدة أكثر فائدة من الأنماط التي يمارسها الشخص. بالإضافة إلى تعلم المزيد من أساليب تهدئة النفس للتمكن من التعامل مع المواقف التي تنطوي على الموت بشكل أكثر تقبلاً. أو التمكن من الحديث عن الموت بشكل هادئ أو دون إظهار أي من معالم الخوف.
- العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): يعتبر هذا العلاج من العلاجات التي تجعل الشخص أكثر مواجهة لمخاوفه بدلاً من إخفائها أو تجنبها. حيث يقوم المعالج النفسي بتعريض الشخص لمواقف تتعلق بالموت بشكل تدريجي، فما أن يصبح أكثر تقبلاً لفكرة معينة حتى يتم الانتقال إلى فكرة أكثر حدة.
علاج وسواس الموت بالأدوية
بما أن وسواس الموت يعتبر من اضطرابات القلق بشكل عام، فإن العلاج بأدوية القلق المختلفة أو الأدوية المضادة لحالات الاكتئاب غالباً ما تساعد في التخلص من الأعراض الذعر والإجهاد لكن ليس نهائياً بل على المدى القصير. ومن أدوية الاكتئاب الموافق عليها لحالات الوسواس القهري:
- زولفت (Zoloft).
- بروزاك (Prozac).
- لوفوكس (Luvox).
- باكسيل (Paxil).
لا يمكن الاعتماد على مضادات القلق على المدى الطويل، حيث يكون الشخص تكيف مع الكميات العلاجية ويحتاج مع مرور الوقت إلى المزيد من الجرعات (حالة إدمانية).
فائدة تقنيات الاسترخاء في علاج وسواس الموت نهائياً
تساعد تقنيات الاسترخاء المتنوعة في الحد من مستويات التوتر والقلق التي ترافق الأفكار الوسواسية المتطفلة، وبالتالي التخلص من المخاوف أو تقبل التحدث عنها دون إبداء مشاعر متطرفة. ومن ضمن هذه الأساليب:
- التنفس العميق.
- تشتيت التفكير عن الفكرة المزعجة وذلك بالتركيز على أمر مادي موجود في البيئة المحيطة.
- ممارسة التأمل.
- ممارسة التخيل الموجه.
أعراض وسواس الموت
عندما يعاني الشخص من وسواس الموت فهو يجرب مجموعة من الأعراض غير المرغوب بها. فمثلاً:
- امتلاك الأفكار والصور المتطفلة والخوف الشديد من الموت، وتجنب المواضيع المتعلقة بالموت، والطقوس أو الإجراءات الروتينية المرتبطة بالموت.
- الشعور بضائقة عاطفية كبيرة، ويصعب تجاهلها. حيث يميل الشخص الذي يعاني من الوسواس القهري المتعلق بالموت إلى الخوف غير العقلاني من الموت.
- غالباً ما يتجنب مريض الوسواس القهري الذي يعاني من وسواس الموت المواقف أو المواضيع التي يمكن أن تثير هذا الخوف في محاولة للتعامل معها. قد يتضمن هذا التجنب تجنب المحادثات أو الأنشطة المتعلقة بالوفاة مثل الجنازات.
- الانخراط في طقوس أو إجراءات روتينية متعلقة بالموت، مثل تكرار عبارات أو أرقام معينة أو اجترار موضوعات متعلقة بالوفاة.
غالباً ما يكون الهدف من الطقوس هو توفير الراحة المؤقتة، لكن تكمن المشكلة في أن لها تأثير ضار على الصحة النفسية للشخص أيضاً.
اليقظة الذهنية لعلاج وسواس الموت نهائياً
تعتبر اليقظة الذهنية من أساليب التأمل التي تعتمد على التركيز على اللحظة الحالية، حيث أنها تعمل على إدارة المخاوف والأفكار بشكل أكثر فاعلية. وذلك من خلال صرف الانتباه عن الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها مع السيطرة بشكل أفضل على أعراض الوسواس القهري. مما يساعد في تجاوز المواقف المتعلقة بالموت دون انفعالات مبالغ بها. ومن ضمن الممارسات التي يمكن تطبيقها في هذه الأثناء:
- التركيز على أنماط التنفس وزيادة الوعي بالأحاسيس الجسدية، مثل أخذ أنفاس بطيئة وعميقة مع تصفية العقل من الأفكار السلبية من خلال تصور الأوقات السعيدة. حيث أن التركيز على التنفس العميق والوعي بما يحدث في الجسد يمكن أن يساعد في من وسواس الموت، والقدرة على البقاء هادئاً وأكثر تماسكاً.
- الانخراط في الأنشطة التي تتضمن الحواس الخمس من خلال أنشطة مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الطبخ أو شم الزهور في الحديقة أو المشي وسط الطبيعة أو مراقبة الطيور أو الاستماع إلى الناس وهم يضحكون.
ممارسة الرعاية الذاتية للتخلص من وسواس الموت
إذا كنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري المتعلق بالموت، فإن إجراء بعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة اليومية والتي تزيد من الرعاية الذاتية يعتبر أمر مهم وفعال في التخلص من هذه الوساوس. لذلك قم بتجربة:
- وضع روتين للنوم: فمثلاً قم بممارسة نشاط مهدئ قبل وقت النوم، ومن ثم الذهاب إلى النوم في الوقت ذاته يومياً مع الاستيقاظ أيضاً في نفس الوقت. إن كنت تشعر بحاجتك إلى أخذ قيلولة في النهار فلا بأس في ذلك.
- تقليل تناول الكافيين أو الكحول: ومحاولة استبدال ذلك بممارسة السلوكيات التي توفر لك الشعور بالراحة والهدوء.
- ممارسة سلوكيات تساعد في السلام الداخلي: مثل القراءة وممارسة اليوجا والتأمل الذهني أو تمارين التاي تشي أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق.
- المشاركة في مجموعات الدعم: تساهم النصائح المقدمة من قبل الأشخاص الذين يعانون من الأفكار ذاتها في تعلم المزيد من مهارات التأقلم والتكيف.
- اتباع نمط غذائي صحي: هناك الكثير من الأطعمة التي تساعد في الحد من القلق والتوتر. لذلك حاول تناول ما يعزز صحتك النفسية.
- التواصل مع المقربين: إن امتلاك مجموعة دعم نفسي مكونة من الأشخاص الإيجابيين له الدور كبير في تحسين نفسيتك وشعورك بالمزيد من الراحة في المواقف الصعبة.
يمكن أن تؤدي قلة النوم أو الأرق إلى زيادة التوتر والقلق لديك، مما قد يسبب الكوابيس المتعلقة بالموت أو الرعب الليلي، وبالتالي يؤدي إلى تفاقم الأفكار والمخاوف والصور المتطفلة المرتبطة بالموت.
كلمة من عرب ثيرابي
إن كانت هذه الأفكار لا تزال تراودك أو تؤثر على حياتك اليومية لمدة تزيد عن 6 أشهر، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن الوقت قد حان للحصول على المساعدة المتخصصة. والتي تساعدك في الوصول إلى الرفاهية النفسية والحد من التوتر أو تجنب المواقف المزعجة.