ما ستجده في هذا المقال:
يعد فقدان الذاكرة عند السجناء ظاهرة نفسية معقدة تتأثر بعوامل متعددة وتترك تأثيرات عميقة على حياتهم اليومية وعملية إعادة تأهيلهم. وإن إدراك أهمية دراسة وفهم هذه الظاهرة النفسية بشكل أعمق يمكن أن يساهم في تحسين برامج إعادة التأهيل وتوفير الدعم النفسي للسجناء.
ما هي الأسباب النفسية لفقدان الذاكرة لدى السجناء؟
تشمل أبرز الأسباب النفسية ما يأتي:
التوتر والضغط
ينجم فقدان الذاكرة (Memory Loss) عند السجين عن توتر وضغط نفسي هائل مستمر، وذلك بسبب وجود المعتقل في مواقف يصعب عليه أو على عقله تحملها.
وتولد هذه المواقف ردات فعل في جهاز الشجين العصبي في محاولة للبحث عن طريقة لمواجهة هذه الصدمات أو الظروف التي يعيشها وهو ما قد يسمى (البحث عن طريقة للبقاء على قيد الحياة).
أشارت الدراسات إلى أن غالبية من هم في المعتقلات وخاصة (سجن صيدنايا) في سوريا يعانون من حدوث فقدان الذاكرة
الخوف
يشكل العقل عند التعرض للصدمات النفسية مثل الوقوع تحت تهديد أو شعور مباشر بالخطر ردة فعل فور تلقي أي إشارات تهديدية تزيد النشاط الكهربائي في الدماغ مما ينتج الأدرينالين وهرمون الكورتيزول.
تؤدي هذه الزيادة إلى إصابة الشخص بفقدان الذاكرة، خاصة إن ترافق ذلك مع خوف شديد لا يمكن للسجين التخلص منه. ويعزى ذلك إلى وجود علاقة وثيقة بين العقل والدماغ والجسد والأعصاب (وهذه العلاقة هي التي تؤدي لفقدان الذاكرة).
الاكتئاب
يمكن أن يؤدي مرض الاكتئاب الذي يعاني منه السجين إلى إضعاف العقل مما يؤثر على الذاكرة والتركيز والوعي:
- قد يكون العقل والعواطف مثقلة عند السجين لدرجة أنه لا تستطيع الانتباه كثيرًا لما يحدث. وبالتالي، فإن تذكر شيء لم يكن تنتبه إليه أمر صعب.
- يمكن أن يسبب الاكتئاب أيضًا مشاكل في النوم الصحي، مما قد يجعل تذكر المعلومات أكثر صعوبة.
القلق
يعاني المساجين من القلق أثناء وجودهم السجن، ويعاني آخرون من اضطراب القلق العام الأكثر انتشارًا والذي يتداخل باستمرار مع الأداء الصحي، بما في ذلك الذاكرة.
إن تحديد وجود اضطراب القلق ثم علاجه يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة الحياة، وربما الذاكرة أيضًا.
ما هي الأسباب الجسدية لفقدان الذاكرة لدى السجناء؟
تشمل أبرز الأسباب الجسدية ما يأتي:
- التعب والحرمان من النوم: أثبتت الدراسات أن الشعور بالتعب بسبب عدم النوم جيدًا وهو ما يحدث للسجناء كل يوم تقريبًا يؤثر على الذاكرة والتعلم.
- إصابات الرأس: يمكن أن تتسبب الارتجاجات أو إصابات الرأس الرضحية التي قد تحدث أثناء التعذيب في ضعف الذاكرة قصيرة المدى، أو بالخرف على مر السنين
- الالتهابات: يمكن أن تسبب العدوى داخل السجون، مثل الالتهاب الرئوي أو التهابات المسالك البولية أو النسيان (Forgetfulness)، وخاصة لدى كبار السن وغيرهم ممن يعانون من حالات صحية مزمنة.
هل يمكن أن يكون الحبس الانفرادي أحد أسباب فقدان الذاكرة عند السجناء؟
يمكن أن يكون للحبس الانفرادي تأثيرات معرفية:
- تميل العمليات المعرفية لدى السجناء إلى التدهور أثناء عزلهم.
- يبلغ بعض السجناء المحبوسين عن فقدان الذاكرة.
- يبلغ جزء كبير من السجناء المعزولين عن ضعف التركيز أو الضعف الإدراكي (Cognitive Impairment).
- يشير السجناء أيضًا إلى شعورهم بالارتباك الشديد ثم عدم القدرة على تحديد المكان والزمان.
من الأعراض النفسية الأخرى المرتبطة بالحبس الانفرادي أعراض الذهان والذي قد ينجم عن عدم قدرة السجين على الحفاظ على تدفق متماسك للأفكار.
ما أعراض فقدان الذاكرة عند السجناء؟
يمكن أن تشمل الأعراض ما يأتي:
- صعوبة تعلم معلومات جديدة.
- صعوبة تذكر الأحداث الماضية أو المعلومات المألوفة سابقًا.
- ذكريات كاذبة إما مختلقة تمامًا أو ذكريات حقيقية تم وضعها في غير محلها.
- الارتباك أو فقدان الاتجاه.
كيف يمكن تشخيص فقدان الذاكرة عند السجناء؟
يحتاج تشخيص فقدان الذاكرة المرتبط بالسجن (Incarceration-Related Memory Loss) إلى تقييم شامل:
- يبدأ التقييم بسجل طبي مفصل.
- قد يطرح مقدم الرعاية الصحية العديد من الأسئلة للمساعدة في فهم فقدان الذاكرة.
- قد يشمل الفحص البدني فحصًا عصبيًا للتحقق من ردود الفعل ثم الوظائف الحسية أو التوازن.
- قد يطلب مقدم الرعاية الصحية اختبارات مثل؛ اختبارات التصوير أو اختبارات الدم أو التصوير المقطعي وغيره.
يمكنك إجراء اختبار القلق أو اختبار فرط الحركة أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
هل يمكن علاج فقدان الذاكرة عند السجناء؟
يركز علاج فقدان الذاكرة في السجون على الاستراتيجيات التي تساعد في تعويض مشكلة الذاكرة. ومن المهم أيضًا معالجة الأمراض الكامنة التي تسبب فقدان الذاكرة:
- المساعدة التكنولوجية: يجد العديد من المصابين أنه من المفيد استخدام التكنولوجيا الذكية، مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي المحمول.
- العلاج المهني: قد يشمل تدريب الذاكرة استراتيجيات لتنظيم المعلومات بحيث يسهل تذكرها ثم فهمها بشكل أفضل عند التحدث إلى الآخرين. وقد يشمل العمل مع معالج مهني.
هل يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في تخفيف فقدان الذاكرة؟
نعم، العلاج النفسي يمكن أن يكون فعالاً في تخفيف فقدان الذاكرة بين السجناء:
- يكون هذا مفيدًا بشكل خاص عندما يكون الفقدان ناتجًا عن عوامل نفسية مثل الإجهاد، أو القلق، أو الصدمات النفسية، أو ظروف الحياة الصعبة.
- تعتمد كفاءة العلاج النفسي في تحسين الذاكرة على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الفقدان وسببه، ونوع العلاج المستخدم.
- يمكن أن تساعد أنواع مختلفة من العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي، أو العلاج النفسي الحديث، أو التدريب العقلي في تحسين القدرة على التركيز، أو التذكر، وإدارة الضغط النفسي.
- يمكن للجلسات العلاجية توفير بيئة آمنة وداعمة للمريض للتعبير عن مشاعره أو تجاربه بشكل فعال، وهذا قد يساعد في تقليل الضغط النفسي الناتج عن الفقدان في الذاكرة.
- بشكل عام، العلاج النفسي يمكن أن يكون أداة قيمة في تقديم الدعم ثم المساعدة للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة نتيجة لعوامل نفسية قد يتعرض لها المساجين.
- يمكن للعلاج النفسي أن يساهم في تحسين جودة حياتهم أو قدرتهم على التعامل بفعالية مع التحديات اليومية.
قد يكون من المفيد التحدث مع الآخرين الذين يفهمون ما يمر به الشخص، إذ قد يكونون قادرين على تقديم نصائح أو نصائح حول التعايش مع فقدان الذاكرة.
نصيحة عرب ثيرابي
استعد ذاكرتك، استعد حياتك. يعد العلاج النفسي لفقدان الذاكرة لدى السجناء مفتاحاً لتحسين جودة حياتهم وإعادة بناء ثقتهم بأنفسهم. من خلال جلسات مبنية على الدعم والتوجيه الفردي، نساعدهم على التغلب على تحدياتهم النفسية ثم استعادة ذاكرتهم وتركيزهم. انطلقوا نحو طريق الشفاء والتجديد اليوم.