Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

كيف يمكن علاج القلق الناتج عن الفقد؟

من الطبيعي أن يسبب التعرض للفقد أو خسارة أحد الأشخاص المقربين مشاعر مثل الحزن الشديد، والذي قد يتطور لدى البعض ليتحول إلى قلق وتوتر ناتج عن هذا الفقد، مما قد يتطلب في هذه الأثناء إلى التعامل مع الذات بطرق خاصة أو الحصول على العلاج.

تعرف معنا على ما قد يفيدك في التغلب على المشاعر السلبية بعد تعرضك لفقد أحد أحبائك واستعيد السيطرة على حياتك من جديد.

 

هل يمكن أن تصاب بالقلق بعد فقدان أحد المقربين؟

على الرغم من عدم شيوع الشعور بالقلق في كثير من الأحيان كرد فعل للحزن الناتج عن فقدان أحد الأحبة، إلا أن الشعور بعدم الأمان والسيطرة قد يكون سبباً في الشعور بالقلق في هذه الأثناء خاصة في حال قام الشخص برعاية من توفى قبل موته أو أثناء فترة مرضه. حيث يصبح الشخص أكثر قلقاً مثلاً من احتمال فقدان شخص آخر في المستقبل.

ويمكن أن يأخذ هذا القلق أشكالاً متنوعة في هذه الحالة، حيث قد يظهر على هيئة:

القلق بشأن سلامة الأشخاص المقربين

بعد مرور بعض الوقت على فقدان أحد المقربين، فقد يزداد القلق بشأن سلامة وصحة الأحباء الآخرين. الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على سير الحياة اليومية ومدى القدرة على القيام بما هو مطلوب. فمثلاً قد:

  • يواجه الشخص مشكلات في النوم بسبب تفكيره المفرط.
  • عدم القدرة على التركيز أو التشتت المستمر.
  • محاولة السيطرة على جميع الأمور الخارجة عن السيطرة الذاتية في سبيل تأمين الحماية اللازمة للمقربين. حيث يظن أن سيطرته وتحكمه بالأمور قد تمنع حدوث مكروه لمن يحب. 

القلق من الموت

ما أن يفقد الشخص أحد المقربين عليه خاصة إن كان مصاب بمرض معين، حتى تصبح فكرة الموت لا تفارق الذهن. حيث يصبح الشخص أكثر قلقاً بشأن حالته الصحية ويأخذ بتفقد حالته في حال ظهرت أي أعراض جسدية. فقد يصاب بذعر حقيقي فيما يتعلق بصحته الجسدية.

قد ينتاب الشخص شعوراً غريباً بأن لا شيء مهم أو أن الحياة لا معنى لها. مما يؤدي إلى شعور بالانفصال عن الروتين اليومي أو صعوبة البقاء في اللحظة الحالية.

القلق بشأن مشاعر الحزن

قد يظن الشخص أن مشاعر الحزن التي يشعر بها لن تنتهي بل ستستمر إلى الأبد. فيعتقد أنه لن يستعيد حياته السابقة كما كانت أو يشعر بأن عالمه الخاص قد تحكم، فيبدأ بالقلق حول ذلك.

وفي أحيان أخرى، قد يحاول الشخص مقاومة الشعور بالحزن والغضب بعد فقدان أحد المقربين في سبيل المضي قدماً في الحياة أو إظهار مدى القوة والصلابة النفسية. إلا أن هذا الأمر قد يزيد من مشاعره السلبية الداخلية ويؤدي إلى شعور بالقلق.

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى اتباع استراتيجية التجنب للتعامل مع القلق. وعلى الرغم من فائدة الأمر على الصعيد الآني، إلا أنه غالباً ما يزيد المشكلة ويؤدي إلى الإصابة بالحزن المعقد.

الأعراض الجسدية

بسبب ارتباط كل من الدماغ والجسد معاً بشكل مباشر، فمن الطبيعي أن يعاني الشخص خلال حزنه وقلقه من مجموعة من الأعراض الجسدية التي لم يكن يعاني منها من قبل. فمثلاً قد يشكو من:

  • آلام المعدة والغثيان والحاجة الملحة والمستمرة لدخول الحمام.
  • الصداع.
  • تشنجات العضلات.
  • الدوخة أو الدوران.
  • الشعور المستمر بالتعب.
  • تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • الارتعاش.
  • التعرق المفرط.
  • صعوبة النوم أو البقاء نائماً.

الرهاب المحدد

إن كان سبب فقدان أحد المقربين هو حادث سيارة مثلاً، فمن الطبيعي أن يشعر الشخص بالقلق تجاه قيادة السيارة ويحاول قدر الإمكان أن يبقى حذراً. من هنا تظهر احتمالية أن يطور الشخص رهاباً محدداً بعد التعرض لفقدان أحد المقربين عليه. على الرغم من معرفته أن قلقه وخوفه هذا قد يبدو غير منطقي أو عقلاني. إلا أنه لا يستطيع السيطرة على نفسه.

 

علاج القلق الناتج عن الفقد بشكل ذاتي

لا بد من التوقف عن القلق والتخلص منه في أقرب وقت وإلا كانت نتائج ذلك وخيمة على الحالة النفسية. لذلك يتوجب على الشخص اتباع مجموعة من الاستراتيجيات لعلاج نفسه من القلق والحزن الناتج عن فقد أحد المقربين. حيث يستطيع الاعتماد على:

كتابة اليوميات

تعد كتابة اليوميات من الطرق الجيدة للتعامل مع الحزن، حيث أنها تعلم الشخص كيفية اكتشاف مشاعره ومحفزات وتبقيه على اطلاع بما يعانيه.

لكن لا بد أن يكون الشخص صادقاً قدر الإمكان فيما يكتبه أو يعبر عنه، حيث أن الاعتراف بالقلق وكيفية تفاعلك معه يعطي طابعاً جيداً حول ما يقوم به الشخص بعد التعرض لفقد الشخص المقرب، مما يساعده في علاج نفسه.

هذا الأمر يساعد في قبول المشاعر وعدم إخفائها أو تجنبها، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالتواصل النفسي والتقليل من الانفصال عن الذات والواقع.

أتح المجال أمام نفسك لتتعرف على مشاعرك عن كثب، فما أن تبدأ بالكتابة حتى تتدفق الكلمات والمشاعر من وحدها. مع ضرورة عدم الشعور بالخجل  مما تقوم بكتابته.

ممارسة تمارين التنفس

تعد تمارين التنفس المتنوعة من ضمن تقنيات الاسترخاء التي تساعد الشخص في التخلص من توتره وقلقه. وبالتالي التقليل من الأعراض التي يعاني منها والتعافي من فقد أحد أحبائك بسرعة أكبر. فمثلاً يمكن التنفس بعمق كلما شعر الشخص بالتوتر أو القلق يتفاقمان.

تحدث إلى أحد الأصدقاء

يمكن علاج القلق الناتج عن فقد أحد المقربين من خلال التحدث عن المشاعر السلبية والخوف الذي ينتابك. حيث أن التواصل مع الأصدقاء أو العائلة حول ما تشعر به يساعد في التقليل من حدة المشاعر أو تفاقمها في داخلك.

إن لم يكن لديك من تستطيع التحدث معه بصراحة ودون خوف من إصدار الأحكام القاسية فإن مجموعات الدعم المتوفرة عبر الإنترنت تشكل حلاً جيداً في هذه الأثناء. كما أنها توفر النصائح الكافية لتجاوز الأمر نتيجة لتعرض معظم الأشخاص فيها للمشاعر ذاتها.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إن استمر الشعور بالقلق أو تفاقم فقد يؤدي ذلك إلى التأثير على جميع تفاصيل الحياة اليومية للشخص، الأمر الذي ينعكس سلباً على حالته النفسية.

لذلك فإن التحدث مع أحد المعالجين النفسيين الحصول على التوجيه والإرشاد فيما يمكن أن تقوم به في هذه الأثناء يساعدك على التعامل مع حالتك بشكل أفضل والتقليل من مشاعرك السلبية في هذه الأثناء. مما يمنحك الشعور بالمزيد من الراحة والهدوء.

لا تتردد في طلب المساعدة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي في حال لم تستطيع السيطرة على مشاعرك من جديد بعد فقدانك لأحد أحبائك.