Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الصلابة النفسية

ما هي الصلابة النفسية؟

قد يعاني الشخص مع الضغوط الحياتية المتراكمة من الكثير من المشكلات اليومية، إلا أن التعامل بصلابة نفسية يساعد في تحول هذه المواقف والضغوطات إلى فرص يمكن الاستفادة منها، مما ينعكس بشكل إيجابي على جميع جوانب الحياة لديه، فما معنى الصلابة النفسية وكيف يمكن للشخص تعزيزها لديه؟

ما هي الصلابة النفسية؟

تعرف الصلابة أو القوة النفسية (Psychological Hardiness) على أنها قدرة الشخص على تحويل المواقف الصعبة أو القوية التي يمر بها إلى مواقف يمكن أن يتعلم منها، بحيث يصبح أكثر قدرة على إدارة الأحداث الحياتية المجهدة والتعامل مع المواقف الصعبة بشكل أفضل، ويتميز الشخص في هذه الأثناء بما يلي:(المرجع 1) (المرجع 3)

      • التعمق بالذات.

      • بالسيطرة على الكثير من الأمور.

      • الرغبة بالتعلم بغض النظر على النتائج المحتملة.

    هل تعتبر الصلابة النفسية سمة شخصية؟

    لا يمكن اعتبار الصلابة النفسية سمة يتصف بها الشخص، بل هي أسلوب تعايش يمثل طريقته في تشكيل نظرته الخاصة للعالم من حوله، ففي الوقت الذي تعتبر به السمة الشخصية خاصية ثابتة لا تتغير فإن النظرة للمواقف تتغير باختلاف هذه المواقف.(المرجع 2)

    آلية حدوث الصلابة النفسية

    يمكن للصلابة النفسية أن تحدث للشخص عند تعرضه لمجموعة كبيرة من المواقف المجهدة التي تعمل على تراكم كميات كبيرة من الإجهاد داخله تستدعي التأقلم، ففي حال اختار الشخص طرق التأقلم النشطة بدلاً من غير الصحية، بالإضافة إلى التقليل من احتمالية تجنب المواقف الصعبة، عندها يتمكّن من الوصول إلى:(المرجع 1)

        • الدعم الاجتماعي القوي سواء كان بتلقيه أو تقديمه.

        • الممارسات الصحية القوية، مثل تقنيات الاسترخاء والتمارين الرياضية.

      ما هي عناصر الصلابة النفسية الثلاثة؟

      تتكون الصلابة النفسية من ثلاثة عناصر أساسية، تساعد توفرها على التمكن من التعامل مع الإجهاد بطرق أكثر فاعلية، مع ضرورة امتلاك المبادئ المهمة لذلك، وهذه العناصر هي:

      الالتزام

      على نقيض من الاغتراب والذي يحدث فيه العزلة والابتعاد عن الآخرين، فإن الشخص من خلال الالتزام يعمل بشكل جماعي، وبالتالي يمكنه التأثير على العالم المحيط به، فهو يتصف بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 5)

          • الاهتمام بالآخرين والبيئة المحيطة به.

          • ينخرط الشخص بالأنشطة الاجتماعية.

          • يمتلك الفضول الكافي للتعايش ضمن الآخرين.

        وللتمكن من الشعور بالالتزام لا بد أن يمتلك الشخص معنى لما يقوم به وهدفاً واضحاً لذلك، مما يسمح له بالالتزام بشكل أكبر، وغالباً ما يكون هذا المعنى شخصي لا يعني الآخرين.(المرجع 3) (المرجع 4)

        السيطرة

        بشكل معاكس للعجز والذي يبدو فيه الشخص غير قادر على السيطرة على أموره وتتحكم قوى خارجية بذلك، فإن الصلابة النفسية تشعر الشخص بقدرته على التحكم بالأمور الخاصة به دون أي تدخل، مما يقلل من الشعور بالتوتر، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال:(المرجع 2) (المرجع 3)

            • إقناع النفس بالقدرة على التحكم بالأمور الشخصية.

            • العمل على إدارة أي مشكلة يواجهها الشخص بشكل ذاتي.

            • النظر إلى الأمور بشكل إيجابي.

          التحدي

          في حالة الأمان، فإن الشخص يبقى في دائرة الراحة بالنسبة له ويسعى إلى الثبات في جميع الأمور، وعلى عكس ذلك يأتي التحدي في الصلابة النفسية، والذي يحتم على الشخص التغيير بشكل مستمر مما يوفر فرصاً أكبر للتطور، وما يساعد في ذلك إقتناع الشخص بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 4)

              • الأخطاء هي سبب التعلم.

              • الخسائر دائماً ما تكون مقدمة للفوز.

              • نقاط الضعف تتيح فرصاً للنمو والتطور.

            كيفية زيادة القوة النفسية

            لا تُعد عملية رفع القوة النفسية لدى الشخص من العمليات الصعبة، حيث أن بعض الإجراءات اليومية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على هذا الصعيد، فقد يساعد الشخص تجربة ما يلي:(المرجع 2) (المرجع 3)

                • المشاركة في محادثة بسيطة مع الآخرين خارج المنزل، أو الخروج من المنزل بشكل عام.

                • كسر الروتين اليومي والقيام بشيء جديد وإن كان بسيط، أو القيام بأي أمر يساعد في الخروج من دائرة الراحة الخاصة بالشخص.

                • الاستجابة بشكل مناسب للتغيرات الطارئة، من خلال تعلم مهارات التأقلم الصحية من المواقف الحياتية المختلفة.

                • تغيير طريقة حديث الشخص مع ذاته، ومراقبة ذلك باستمرار.

                • كتابة الأفكار مما يساعد في اكتشاف ما هو مفيد وما هو ضار منها.

                • تحفيز النفس بشكل مستمر بالقدرة على القيام بالأمور الصعبة.

                • إقناع النفس أن ليست كل التغيرات الحياتية هو تغيرات سلبية، بالإضافة إلى التقليل من شأن التأثيرات الناتجة منها.

              كيفية التحقق من القوة النفسية لدى الشخص

              من خلال اختبار على الإنترنت، يتمكن الشخص من معرفة مدى القوة النفسية أو الصلابة النفسية التي يتحلى بها، فما عليه إلى الإجابة على مجموعتين من الأسئلة كما يلي:

              أسئلة التقييم الذاتي

              وفيها يقييم الشخص ذاته على النقاط المطروحة بالدرجة التي تنطبق عليه، ومنها:(المرجع 7)

                  • مدى امتلاك الشخص لأنشطة أو هوايات يستمتع بالقيام بها.

                  • مدى تفضيل القيام بالمهام المعروفة لدى الشخص بدلاً من تجربة أنواع جديدة من المهام.

                  • درجة الأهمية للأدوار التي يقوم بها الشخص في الحياة.

                  • إمكانية القدرة على الابتعاد عن المهام الحياتية دون الشعور بالندم اتجاه ذلك.

                  • مدى الشعور بالانفصال عما يفعله الشخص في حياته.

                  • مدى رغبة الشخص بعدم القيام بالأمور المختلفة في حالة المرور بيوم سيء.

                  • اعتقاد الشخص بمدى سيطرته على أموره الحياتية.

                  • مدى الشعور بالتحفيز عند الاستيقاظ صباحاً.

                أسئلة المواقف

                وفيها يختار الشخص الإجابة الأقرب إلى السلوك الذي يحتمل أن يقوم به في المواقف الحياتية المشابهة، ومن هذه المواقف:(المرجع 7)

                    • بعد الفشل بمحاولة إنجاز المهام عدة مرات، هل يمكن أن تتخلى عن إتمام هذه المهمة؟

                    • ما هو شعور الشخص عند العمل على مشروع ذو نتائج مستقبلية، إلا أنه في المنظور الحالي لا يبدو أي تقدم فيه؟

                    • ما هو السلوك المتوقع عند شكوى مجموعة من الزملاء على أدائك المهني، على الرغم من الشعور بالرضا الذاتي عن أدائك؟

                    • كيف يمكن للشخص التصرف عند الانتقال إلى قسم جديد في العمل؟

                  فائدة الصلابة النفسية 

                  لا شك أن الصلابة النفسية تزيد من المرونة النفسية التي يمكن للشخص أن يتصف بها، والتي من خلالها يستطيع أن:(المرجع 5) (المرجع 6)

                      • يتعامل مع المواقف الحياتية بتأقلم أكبر.

                      • يقلل من احتمالية التعرض للاحتراق الذاتي الذي يؤثر سلباً على جميع تفاصيل الحياة.

                      • يزيد من الشعور بالرضا اتجاه المواقف السابقة في الحياة.

                      • يحل المشكلات بشكل أسرع.

                      • يقلل من الأعراض الجسدية التي يمكن أن يشعر بها نتيجة التعرض للإجهاد والتوتر المستمرين.(المرجع 7)

                      • يتطور وينمو مهنياً ونفسياً تحت تأثير أي نوع من الضغوط الحياتية والمهنية.(المرجع 7)