Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

دور التدليك العلاجي في التخلص من الاكتئاب

من المعروف أن الاكتئاب له الكثير من الأعراض الجسدية المزعجة والتي من ضمنها تشنج العضلات وألمها. لذلك فإن الخضوع لجلسة تدليك علاجي يساعد في التقليل من هذا التأثير العضلي، بالإضافة إلى زيادة الرفاهية النفسية في الوقت ذاته.

تعرف معنا على دور التدليك في الخطة العلاجية ومدى فاعليته للتقليل من الأعراض المختلفة لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.

 

ما هو التدليك العلاجي؟

على الرغم من أن البعض يلجأ إلى التدليك كنوع من الرفاهية، إلا أن هذا التدليك له دور علاجي في الكثير من الحالات أيضاً. حيث يتم اللجوء إليه سواء كانت المشكلة التي يعاني منها الشخص نفسية أو جسدية. 

فخلال عملية التدليك يتم التلاعب بالعضلات والأنسجة الرخوة من قبل المعالج لتحقيق فوائد وظيفية للجسم والوصول إلى الاسترخاء. وتنطوي هذه العملية على حركات من الفرك والضغط والتمديد، وقد يتم ذلك من خلال الملامسة الجلدية للضغط باليد والذراع وأطراف الأصابع والمرفق أو بواسطة الحجارة الملساء الدافئة أو الوخز بالإبر

تتنوع خيارات التدليك العلاجي، مثل تدليك الأنسجة العميقة الذي يساعد على تصحيح مشاكل العضلات أو تدليك الشياتسو لتوفير ضغط قوي مصحح لمشكلات العضلات.

 

دليل على فائدة التدليك العلاجي للتخلص من الاكتئاب

خلال دراسة تناولت النساء المصابات بسرطان الثدي، واللاتي تم إخضاعهن لجلسات تدليك علاجية لمدة 5 أسابيع، كانت النتيجة أنهن شعرن بأعراض أقل للاكتئاب مما كن عليه قبل الجلسات. 

وتظهر الأبحاث أن الخضوع لجلسات تدليك عند الإصابة بالاكتئاب يعمل على تخفيف حدة الاكتئاب والقلق المرتبطين بالكيمياء الحيوية في الجسم.

حيث أن التدليك يعزز إفراز كل من هرموني السيروتونين والدوبامين على حد سواء، وهما الهرمونين المسؤولين عن الشعور بالاكتئاب. فما أن يتم إفراز المزيد من هذه الهرمونات حتى تقل أعراض الاكتئاب وحدته لدى الشخص.

 

هل يكفي التدليك وحده لعلاج الاكتئاب؟

على الرغم من الفائدة الكبيرة التي قد يحصل عليها مريض الاكتئاب من التدليك من شعور بالراحة وتعزيز الحالة المزاجية، إلا أن هذا التدليك لا يعد علاجاً محدداً لحالات الاكتئاب.  هنا يعد التدليك حلاً مؤقتاً للمشكلات التي يعاني منها الشخص.

لكن للحصول على الفائدة المرجوة وملاحظة التحسن على شدة الأعراض التي يعاني منها الشخص، لا بد من تزامن جلسات التدليك العلاجي مع العلاج التقليدي للاكتئاب والذي يتضمن الأدوية والعلاج النفسي. 

عندما يقوم معالج متدرب ومحترف بتطبيق التدليك، فإن الشخص يشعر بالراحة والهدوء والاسترخاء فوراً، وتتحقق النتائج الإيجابية بشكل رائع.

 

أنواع التدليك الأفضل للاكتئاب

إن الخضوع لجلسات التدليك من شأنها أن تقلل من توتر العضلات والأنسجة المحيطة بها، بالإضافة إلى مساعدته في تدفق المزيد من الدم مما يعزز الاسترخاء. عندها سيشعر الشخص المكتئب أن الأعراض الجسدية مثل ألم الظهر وشد العضلات والخمول وحتى مشكلات النوم قد بدأت بالاختفاء تدريجياً.

ومن أفضل أنواع التدليك التي تقدم هذه الفوائد لحالات الاكتئاب هي:

  • التدليك العطري أو التدليك السويدي للتقليل من حدة القلق المرافق للاكتئاب والشعور بالاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا التدليك يزيد من طاقة الجسم.
  • تدليك القدم بالضغط على نقاط محددة فيه، الأمر الذي يحفز أو ينشط الجسم للقيام بوظائفه المتنوعة بشكل أفضل.

سواء كان تدليك أو أي شيء آخر، فإن أي طريقة يمكنها زيادة التواصل بين الدماغ والجسم ستؤدي إلى تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية والحد من أعراض الاكتئاب.

 

كيفية تأثير التدليك على الجسم

إن الخضوع لجلسة تدليك لمدة ساعة فقط لن تشعرك بالاسترخاء فقط، بل أنها قادرة على إعادة التوازن لهرمون الجسم بشكل فعّال. ففي حالة الاكتئاب تزيد من مستويات هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر في الجسم. وفي المقابل فإن هرمون السيروتونين تكون في أدنى مستوياتها.

لكن جلسة التدليك هذه من شأنها التقليل من كميات الكورتيزول والحد من نسبة الجلوكوز والتخلص من استجابة القتال أو الهروب المفرطة. بينما مستويات السيروتونين تبدأ بالعودة إلى طبيعتها، وبالتالي تقل مشاعر الاكتئاب. وهذا بمجمله يعمل على محاربة الألم والقلق أو مشاعر الحزن.

تتراوح مدة جلسة التدليك ما بين (15 – 90) دقيقة، وخلالها يستمع المعالج لاحتياجات المريض واهتماماته بشكل فعّال. مما يوفر دعماً نفسياً في الوقت ذاته.

 

فوائد أخرى للتدليك العلاجي

هناك المزيد من الفوائد التي يحصل عليها الشخص عند خضوعه للتدليك العلاجي، مما يساعده على التخلص من أعراض الاكتئاب الجسدية والنفسية بسرعة أكبر. 

لكن في البداية لا بد أن يستمع المعالج المختص للأعراض التي يعاني منها الشخص على وجه التحديد، ليتمكن بعد ذلك من تحديد أفضل طرق التدليك التي تتناسب الحالة للحصول على الفوائد المرجوة. والتي من ضمنها:

  • الشعور بمزيد من التفاؤل.
  • تحسين نمط النوم، وبالتالي الحد من الشعور بالتعب والتمكن من التركيز بشكل أفضل على المهام اليومية.
  • تعلم تمارين تساعد على التعامل مع المواقف الحياتية المحفزة. فمثلاً إن كنت تعاني من الاكتئاب، فأنت بحاجة إلى تعلم تمرين التنفس العميق وتمارين التمدد.
  • التقليل من التوتر والقلق الناتج عن الضغوط الحياتية (سواء كانت مهنية أو عائلية أو اجتماعية) من خلال تهدئة الغدد المسؤولة عن إفراز هرمونات التوتر المختلفة.
  • التقليل من الألم من خلال زيادة تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم.
  • البقاء حاضراً والتقليل من الانخراط في الأفكار السلبية.
  • التقليل من التشتت الذهني.
  • خفض ضغط الدم المرتفع، حيث أنه من المعروف أن التوتر والقلق من شأنهما التأثير على ضغط الدم بشكل سلبي. 
  • التخلص من الصداع والشقيقة الناتجة عن التوتر والضغط النفسي.
  • المساعدة في التصريف الليمفاوي للسموم والفضلات الجسدية، وبالتالي التقليل من احتمالية تعرض الجسم للعدوى أو الالتهابات المختلفة. 

توفر جلسات التدليك العلاجية أسلوباً مناسباً للتعامل مع أعراض اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة أيضاً.

 

كلمة من عرب ثيرابي

تعد رحلة التعافي من مرض الاكتئاب رحلة طويلة ومزعجة. لكن من خلال اتباع بعض الأساليب المساعدة يصبح الأمر أقل حدة ومشقة.

لذلك، غالباً ما يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى ما قد يساعد المريض على الشعور بالتعافي والخروج من قوقعة الاكتئاب. من هنا يأتي دور جلسات التدليك العلاجية، فهي تعمل على:

  • تحسين المزاج والشعور بالاسترخاء.
  • زيادة الثقة والصورة الذاتية.
  • التقليل من حدة التوتر.
  • الشعور بالتمكين والارتياح.
  • التركيز على كيفية ترابط الجسم مع العقل.
  • الشعور بالأمان والرعاية عند الحديث عن المشاعر.