ما ستجده في هذا المقال:
تعد الغدة الدرقية جزءاً من نظام الغدد الصماء الذي يتحكم في عملية التمثيل الغذائي في الجسم. فهي تؤثر على التنفس والطاقة سرعة نبض القلب. كما أنها تنظم درجة حرارة الجسم ودورات الحيض الشهرية، لذلك فإن أي اختلال في توازن هرمونات الغدة الدرقية سواء كان بفرط النشاط أو الخمول يؤدي إلى ظهور أعراض كثيرة.
تعرف معنا على أعراض فرط الغدة الدرقية وما يمكنك القيام به للمساعدة في تجاوز المشكلة.
أعراض الجسدية لفرط نشاط الغدة الدرقية
عند حدوث فرط نشاط للغدة الدرقية لدى الشخص، فإن هناك مجموعة من الأعراض التي قد يعاني منها. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد لا تظهر جميعها لدى الشخص، إلا أنه غالباً ما ترافق هذه الحالة:
- زيادة الشهية.
- فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
- زيادة معدل ضربات القلب أو حدوث اضطراب في نبضاته.
- ملاحظة ارتعاش اليدين.
- الشعور بضعف في العضلات.
- التعرق المفرط أو عدم القدرة على تحمل الحرارة.
- اضطراب حركة الأمعاء أو الجهاز الهضمي بشكل عام.
- تضخم حجم الغدة الدرقية بحيث يتمكن الشخص من ملاحظتها في أسفل الرقبة.
الأعراض النفسية لنشاط الغدة الدرقية
ترتبط الحالة النفسية بالتغيرات الطارئة على نشاط الغدة الدرقية بشكل كبير، حيث قد تسبب تقلبات مزاجية واضحة للآخرين. كما يمكن ملاحظة بعض الأعراض النفسية الشائعة في بعض الأحيان وأخرى النادرة لكن لا يزال حدوثها أمراً محتملاً. ومن بين الأعراض النفسية لفرط نشاط الغدة الدرقية:
- الشعور بالقلق، فقد أظهرت الدراسات أن 60% ممن يعاني من هذه المشكلة يعاني من اضطرابات القلق.
- الانزعاج الشديد والشعور بعدم الرضا.
- التهيج والانفعال السريعين والعصبية المفرطة.
- تقلب المزاج بشكل متكرر وواضح.
- الإصابة بالاكتئاب، حيث يعاني ما نسبته (31 – 69) % ممن شخص بفرط نشاط الغدة الدرقية من الاكتئاب.
- اضطراب نمط النوم.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- حدوث نوبات من الهوس وفرط النشاط البدني والحركة السريعة، ويعود ذلك إلى وجود كميات كبيرة من الطاقة في الجسم، الأمر الذي بحاجة إلى استهلاكها بشكل أسرع.
- التعرق غير المعتاد.
- التدهور المعرفي لدى كبار السن، فقد أظهرت الدراسات وجود صلة بين التدهور المعرفي ووظيفة الغدة الدرقية لديهم بما في ذلك عدم القدرة على الانتباه والتذكر وقلة اليقظة. ومما يصعب التعرف على مشكلات الغدة الدرقية لدى كبار السن ارتباط هذه الفئة العمرية بالاضطرابات المعرفية أيضاً.
على الرغم من ارتباط كل من القلق والاكتئاب بفرط نشاط الغدة الدرقية، إلا أن هذه الأعراض النفسية أكثر ارتباطاً بقصور الغدة الدرقية.
المضاعفات المحتملة لفرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن السيطرة على حالة فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل فعّال. ومع ذلك فإن وجود كميات كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية في الجسم قد يؤدي إلى حدوث الكثير من المضاعفات التي تختلف في مدى خطورتها. فقد تشتمل هذه المضاعفات على:
- قصور الغدة الدرقية:
في بعض الأحيان قد يعمل العلاج الدوائي المخصص لعلاج فرط الغدة الدرقية إلى خفض مستويات الهرمونات عن الحد الطبيعي. مما يدخل الشخص في مشكلة أخرى للغدة (خمول الغدة الدرقية).
- هشاشة العظام:
تعتبر الغدة الدرقية مسؤولة عن الكثير من الوظائف في الجسم، ومن بين هذه الوظائف التمثيل الغذائي للعظام. ففي الوضع الطبيعي تتكسر المواد العظمية السليمة باستمرار ويتم استبدالها بعظام جديدة. لكن في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، يستغرق العظم وقتاً أطول لإعادة البناء بدلاً من الانهيار، مما يؤدي إلى خسارة العظام وهشاشته وسهولة تكسره.
- مشكلات الحمل:
في حال عدم علاج مشكلة الغدة الدرقية تصبح المرأة أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات أثناء الحمل. فقد تتعرض المرأة الحامل إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة أو تسمم الحمل.
- مشكلات القلب والسكتة الدماغية:
قد ينتج عن فرط الغدة الدرقية مشكلات في القلب مثل الرجفان الأذيني (حالة تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب). كما يحتمل أن يواجه القلب صعوبة في ضخ الدم بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تجمع الدم فيه مكوناً بذلك تجلطات دموية التي تجد طريقها إلى الدماغ مسببة سكتة دماغية.
- مشكلات القلب الأخرى:
يحتاج القلب إلى ضخ الدم بشكل أسرع وأصعب بسبب الكمية الزائدة من هرمونات الغدة الدرقية. مما يولد ضغطاً إضافياً على القلب ويؤدي إلى حدوث مشكلات فيه.
- العاصفة الدرقية:
وهي تحدث عندما لا يتلقى الشخص العلاج نهائياً أو عند عدم استجابته للخطة العلاجية. حيث تصل كمية هرمونات الغدة الدرقية في الجسم إلى مستويات خطيرة. وتتطلب هذه الحالة النادرة والخطيرة عناية طبية فورية.
بشكل عام، ستتحسن هذه الأعراض العاطفية وتقلبات المزاج، إلى جانب الأعراض الجسدية، مع العلاج الفعال.
معلومات مهمة تخص الغدة الدرقية
إن تم تشخيص حالتك مؤخراً بفرط نشاط الغدة الدرقية فأنت بحاجة إلى معرفة المزيد من المعلومات حول هذه الحالة. فمثلاً كن على دراية بما يلي:
- من المفترض أن تتحسن مشكلات الصحة العاطفية والعقلية مع استقرار حالة الغدة الدرقية لديك، لذلك توقع أن تصبح الأمور جيدة مع مرور الوقت.
- إذا لم تتحسن الأعراض التي تعاني منها مع العلاج، فقد تكون استجابتك العلاجية بطيئة وتحتاج إلى مزيد من الوقت أو أنها ناجمة عن شيء آخر، الأمر الذي قد يحتاج إلى مزيد من التحقق من قبل الطبيب المعالج.
- يساعدك الحديث مع أحد الأشخاص الذين مروا بالتجربة ذاتها بشكل كبير. يمكنك أيضاً الثقة بأحد أفراد العائلة أو صديق مقرب والتحدث عما تشعر به في هذا الوقت العصيب.
- تحدث إلى طبيبك الذي من المفترض أن يكون قادراً على مساعدتك، أو يمكنك طلب النصيحة حول الإحالة إلى أخصائي نفسي متمرس.
غالباً ما تكون مشكلات الغدة الدرقية متوارثة في العائلات، لذلك إن كنت تعاني من إحدى مشكلاتها فحاول تشجيع باقي أفراد العائلة لإجراء الفحوصات اللازمة للتحقق من حالتهم أيضاً.
كلمة من عرب ثيرابي
لا تقلق، إن كنت تعاني من الأعراض النفسية والعقلية المرافقة لفرط نشاط الغدة الدرقية فغالباً ما تتحسن هذه الأعراض ما أن يتم السيطرة على الحالة بشكل جيد. لكن لا بد من التحلي بالصبر، فقد يحتاج الأمر المزيد من الوقت قبل الوصول إلى النتائج الإيجابية.
ومع ذلك، إن لم تستطيع التأقلم من الأعراض النفسية التي تعاني منها، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يفضلون الخضوع للجلسات العلاجية التي تساعد الشخص على التعامل مع عواطفه وأفكاره في هذه الفترة وتحد من تفاقم الأمور.