ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن الحياة المهنية يجب أن تكون مصدراً للشعور بالثقة بالنفس والرضا الذاتي، إلا أنها في بعض الأحيان قد تكون من أسباب الشعور بالضيق المفاجئ للشخص. حيث أن بيئات العمل غير الصحية قد تعود على الأشخاص فيها بالكثير من المشاعر السلبية والمشكلات النفسية. كيف يمكن لهذه البيئات أن تؤثر على نفسية الشخص؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية.
أسباب الضيق المفاجئ في العمل
يقضي الشخص العادي جزءاً كبيراً من حياته اليومية في مكان العمل أو العمل بشكل عام. لذلك فقد يكون العمل من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالضيق المفاجئ لدى الشخص بناءً على المواقف التي يمر بها. حيث يظهر تأثير بيئة العمل في ذلك من خلال:
عدم المساواة في الأجور
في كثير من الأحيان قد يبقى الشخص في عمله بسبب عدم توفر فرص عمل أخرى. على الرغم من شعوره بأن ما يتقاضاه لا يتناسب مع ما يمتلكه من مهارات وخبرة. قد يتسبب مشاعر سلبية عميقة مثل التوتر والقلق والغضب والإحباط.
بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة والمخاوف بشأن تغطية النفقات الشهرية الأساسية قد يزيد من الأمر سوءاً.
المخاوف بشأن الأمان الوظيفي
على الرغم من أن عدم الشعور بالأمان في مكان العمل قد يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، إلا أنه يعتبر حافزاً غير صحي. عندها قد يظن الشخص أن الشعور بالضيق المفاجئ الذي ينتابه له أسباب أخرى. لكن الإحصائيات تكشف أن عدم الشعور بالأمان الوظيفي يمكن أن يولد الكثير من المشاعر السلبية مثل القلق أو الاستياء أو الإرهاق العقلي لدرجة أنه يلغي أي تقدم في أدائك الوظيفي.
العلاقات السامة
سواء كانت العلاقات السامة تضم أشخاصاً من الزملاء أو الإدارة. فإن التعامل مع هؤلاء يشكل ضغطاً إضافياً على الشخص، ويجعل بيئة العمل بيئة غير مرغوب في البقاء بها. كما أن لها تأثيرات أخرى، حيث أنها تقلل من ثقة الشخص بنفسه وتكون لديه تجارب سلبية ذات تأثيرات مستقبلية.
الاحتراق الوظيفي
تعتبر المهام المتراكمة والحدود غير الواضحة من الأمور التي تزيد من احتمالية تعرضك للاحتراق الوظيفي. حيث غالباً ما يأتي وقت وتصبح لديك رغبة في ترك العمل أو تهمل المهام الموكلة إليك بسبب المشاعر السلبية التي تملؤك (التعب والتوتر باليأس والإحباط والقلق).
وفقاً لمعظم التقديرات، فأنت تقضي في العمل ما يصل إلى ثلث حياتك أو حوالي 90 ألف ساعة طوال حياتك.
بيئة العمل المضطربة
لتتمكن من العمل بروح ونفسية جيدة لا بد من توفير بيئة العمل المناسبة من حولك بغض النظر إن كان العمل عن بعد في المنزل أو كان في مكتب. حيث أن البيئة الفوضوية والتشويش المفرط يزيد من شعور الشخص بالضغط والاستياء لعدم قدرته على التركيز. وبالتالي عدم القدرة على الإنجاز، الأمر الذي يترتب عليه تراكم العمل والذي يعتبر من أسباب الشعور بالضيق بشكل مفاجئ.
لكن كيف يمكن معرفة ما إذا كنت قد تأثرت في الأسباب السابقة أم لا؟ هل هناك علامات تدل على ذلك؟ تابع القراءة لمعرفة كيفية اكتشاف الأمر.
علامات تشير إلى أن العمل من أسباب الضيق المفاجئ
إن كنت تعاني من الشعور بالضيق المفاجئ لأسباب مختلفة بالعمل، فغالباً هذا يظهر بوضوح بالعلامات التالية:
- التغيرات الجسدية: في معظم الأحيان تتأثر جسدياً بشعورك بالضيق، حيث تعاني من الشعور بالتعب والصداع. كما أنك ستشكي من قرحة المعدة واضطرابات في جهازك الهضمي، قد تلاحظ تغيران على وزنك فقد تكسب المزيد من الكيلوغرامات أو تفقدها. قد يظهر لديك بعض الطفح الجلدي، وفي بعض الأحيان ستبدو بمظهر أشعث.
- التغيرات العاطفية: من المؤكدة ستتكون لديك الكثير من المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق والاكتئاب والإحباط، والتهيج، وفقدان الثقة بالآخرين.
- التغيرات السلوكية: ينعكس الشعور بالضيق على سلوكياتك بشكل واضح، فقد تفرط في تناول الطعام أو تفقد شهيتك. فمن المحتمل أن تجد صعوبة في النوم، أو تواجه مشكلات في مكان العمل. أو لا تتمالك أعصابك وتظهر سلوكاً عدوانياً تجاه الآخرين. لذلك فقد ترغب باستمرار في التغيب عن مكان العمل أو تقلل من مشاركتك في أنشطة العمل أو ينخفض أدائك أو تزيد الأخطاء لديك. قد تبدو غير قادر على التركيز أو تواجه صعوبة في التذكر.
هناك المزيد من العوامل والظروف التي تعمل على زيادة شعور الشخص بالضيق في مكان عمله. تعرف على المزيد فيما يلي.
العوامل في العمل تعتبر من أسباب الشعور بالضيق المفاجئ
على الرغم من عدم وجود بيئة عمل كاملة توفر الظروف والعوامل الصحية بشكل تام، إلا أن تواجد الكثير من العوامل التالية حتماً سيسبب المزيد من الشعور بالضيق:
- توقع أن يحتاج إنجاز العمل المزيد من الوقت، أو احتمالية أخذ العمل إلى المنزل لإكماله.
- التعرض للتنمر أو التحرش أو التعرض لتهديدات من العملاء.
- التوقعات غير الواقعية لإنجازات العمل، وتحمل المزيد من أعباء العمل من مهام ومواعيد.
- عدم توفر الفرص الكافية لتعلم المهارات الجديدة أو التدريب على المستجدات التي تخص العمل.
- عدم توزيع المهام والأدوار الوظيفية بمنطقية.
- عدم وضوح المهام الموكلة أو اتباع نظام إدارة سيء.
- تكرار العمل مما يزيد من الشعور بالملل. أو عدم وجود ما يمكن القيام به.
- عدم توفير الأنشطة المختلفة في العمل.
- عدم القدرة على توفير التوازن بين بيئة العمل والحياة اليومية.
- الصراعات الشخصية مع أعضاء الفريق الآخرين.
- ضعف التواصل من الإدارة.
- غياب العدالة والشفافية في اتخاذ القرار.
عدم توفر عوامل السلامة في بيئة العمل قد تسبب الشعور بالضيق خاصة في الأماكن المعرضة للكوارث الطبيعية.
هل يمكن مقاضاة مكان العمل في حال كان سبباً للشعور بالضيق؟
لا يمكنك مقاضاة صاحب العمل إلا إذا كان الضيق الذي تشعر به يتوافق مع التعريفات القانونية. على سبيل المثال، قد تتمكن من مقاضاة صاحب العمل بسبب التوتر الناجم عن التحرش الجنسي أو الأعمال الانتقامية.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن من خلال العلاج النفسي أن يشعر الشخص المعرض للضيق في بيئة العمل للشعور بالتحسن مع مرور الوقت. لكن ما لم تتحسن بيئة العمل لديه فإن الأمر يعاوده من جديد مع مرور الوقت.
لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي المدراء أو المسؤولين في العمل بضرورة مناقشة الموظفين سبب شعورهم بالضيق. وأن يحاولوا معالجة المشكلة قدر الإمكان. مما يعود على العمل بالنجاح والإنتاجية ويضمن عدم تعرض الموظف للمزيد من المشكلات النفسية.