ما ستجده في هذا المقال:
يمكن أن يؤدي الوسواس القهري في العمل إلى تحديات كبيرة؛ فقد يعاني الأفراد من صعوبة في التركيز، وزيادة في الضغط النفسي، وتأخير في إنجاز المهام مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والعلاقات المهنية. ولكن في مقابل هذه السلبيات هل يمكن أن يكون له فوائد؟
ما هو الوسواس القهري؟
يعد اضطراب الوسواس القهري (OCD) اضطرابًا نفسيًا حيث تراودك أفكار (هواجس) وطقوس (إكراهات) مرارًا وتكرارًا:
- تتداخل هذه الأفكار مع حياتك، ولكن لا يمكنك التحكم فيها أو إيقافها.
- لا يعد سبب الاضطراب القهري معروفًا، وإنما قد تلعب عوامل مثل الوراثة أو علم الأحياء أو الكيمياء في الدماغ أو البيئة دورًا.
- يبدأ الاضطراب القهري (OCD) عادةً في مرحلة المراهقة أو البلوغ.
- يصاب الأولاد غالبًا بالاضطراب القهري في سن أصغر من الفتيات.
في بعض الحالات، قد يصاب الأطفال باضطراب الوسواس القهري أو أعراض اضطراب الوسواس القهري بعد الإصابة بعدوى العقديات.
كيف يؤثر الوسواس القهري على العمل؟
فيما يلي بعض التحديات الشائعة للمصابين بالاضطراب القهري (Obsessive Compulsive Disorder) في مكان العمل:
- الأفكار المتطفلة: قد تجعل الأفكار المتطفلة التركيز أو التخطيط أو إكمال مهام العمل أمرًا صعبًا كما قد تسبب إجهادًا عقليًا، مما يجعل من الصعب الشعور بالراحة الكافية لأداء جيد في العمل.
- طقوس تستغرق وقتًا طويلاً: يقوم مرضى هذا الاضطراب بأداء طقوس قهرية لتخفيف الضيق الناجم عن الهواجس. وقد تكون الطقوس مرتبطة أو غير مرتبطة بالوظيفة وقد تتداخل مع العمل.
- القلق والتوتر: إذا كان الشخص يعاني من القلق (Anxiety) في العمل والوسواس القهري لفترات كافية، فقد يؤديان إلى الإرهاق في العمل.
- الكمال: عندما يتمسك المريض بالكمال في العمل، فقد يؤثر ذلك سلبًا على التوقيت وفعالية أداء الشخص للوظيفة.
- التجنب: قد تؤدي سلوكيات التجنب إلى تغيب الفرد عن العمل بشكل متكرر خوفًا من التعرض للهواجس في العمل.
يعاني بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري أيضًا من متلازمة توريت أو اضطراب تشنج لاإرادي آخر
ما هي نقاط القوة لمرضى الوسواس القهري في العمل؟
في خضم التحديات المرتبطة بهذه الحالة الصحية النفسية، يتمتع العديد من الأفراد أيضًا بتركيز استثنائي، واهتمام بالتفاصيل. ولذلك فإن التعامل مع هذه السمات باعتبارها نقاط قوة يمكن أن يساعد على تحقيق الإمكانات الكاملة في جوانب مختلفة من الحياة. وتشمل أهم نقاط القوة:
- المهارات التنظيمية: يمكن أن تكون المهارات التنظيمية الاستثنائية المرتبطة بدماغ المصابين بالاضطراب القهري قوة دافعة إيجابية تعمل على تطوير الإنتاجية.
- الإبداع: غالبًا ما يطور بعض الأفراد المصابين بالاضطراب القهري طرقًا إبداعية للتعامل مع القلق الناجم عن الأفكار والهواجس المتطفلة
- الاهتمام بالتفاصيل: غالبًا ما يركز الأفراد المصابون بالاضطراب القهري على الجوانب المعقدة للمهام أو المشاريع أو المواقف بدرجة أكبر من أقرانهم.
- العزيمة والمرونة: يتطلب النضال اليومي ضد الأفكار المتطفلة المؤلمة مرونة قوية وعزيمة. حيث يواجه الأفراد بانتظام مشاعر الخوف والقلق لديهم وهذا يزيد من عزيمتهم ومرونتهم.
- التعاطف: غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري أشخاصًا متعاطفين بشكل استثنائي مع فهم أكبر للتحديات التي قد يواجهها الآخرون.
يميل بعض مرضى الاضطراب القهري إلى تحدي الوصمة المرتبطة بالصحة العقلية، وهذا قد يساعد في خلق مجتمع أكثر تعاطفًا وقبولًا.
هل يمكن أن يكون الوسواس القهري مفيدًا في العمل؟
فيما يلي قائمة بفوائد اضطراب الوسواس القهري والتي يمكن أن تكون مفيدة في العمل:
- الحذر الشديد: يمكن أن يؤدي نهجهم الحذر إلى الدقة في الأنشطة المختلفة. ثم زيادة الوعي بالمخاطر المحتملة، ثم زيادة القدرة على تحديد المشكلات المحتملة ومعالجتها في مواقف مختلفة.
- الانتباه: يمكن أن يساهم تركيزهم الاستثنائي بشكل كبير في المجالات والعمل الذي يتطلب دقة عالية وحل المشكلات والتعرف على الأنماط.
- الإبداع الملحوظ: يمكن لمعظم المصابين بالوسواس القهري قضاء ساعات في التوصل إلى أفكار إبداعية لأن أدمغتهم تعمل بشكل مختلف. لذلك، يمكن للأفراد تقديم رؤى فريدة في عالم الفن أو الإبداع.
ما هي استراتيجيات التعامل مع الوسواس القهري في مكان العمل؟
يمكنك التعامل مع الوسواس القهري في العمل باتباع النصائح التالية:
- ابدأ العلاج: قد تتضمن خطة العلاج الشاملة العلاج أو الأدوية لعلاج عدم الراحة والاستنزاف مع الاضطراب أو ربما مزيجًا من الاثنين.
- نفذ تغييرات في نمط الحياة لتقليل التوتر: يمكن أن تساعدك تغييرات نمط الحياة في التغلب على الاضطراب القهري في العمل أو في حياتك الشخصية.
- استخدم التأكيدات الإيجابية: بدلًا من الانخراط في الأفعال القهرية حاول استخدام التأكيدات الإيجابية مثل؛ أنا أقوى مما أعتقد وأكثر شجاعة.
- ابحث عن مكان آمن: نظرًا لأن بيئات العمل تختلف على نطاق واسع. فقد تحتاج إلى التفكير في العوامل التي تشكل مساحة آمنة لك.
- استخدم تقنيات التأريض: قد تكون تقنيات التأريض مفيدة بشكل خاص للاضطراب القهري في العمل عندما يكون لديك تاريخ من الصدمات أو القلق.
- مارس التعاطف مع الذات: من المهم التعامل مع المواقف التي ترتكب فيها أخطاء كنقاط للتعلم بدلًا من لوم النفس.
يمكن للمرشدين في مكان العمل توفير مكان للدعم النفسي والدافع للعمل من خلال معرفتهم الصحيحة بالأعراض.
هل بعض الوظائف أفضل من غيرها لمرضى الاضطراب القهري؟
قد تكون بعض الوظائف أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب القهري، مع مراعاة طبيعة المهام وبيئة العمل:
- كلما انخفضت مستويات التوتر (Stress) لدى الشخص، قل احتمال تعرضه لتفاقم الهواجس أو السلوكيات القهرية.
- ومع ذلك، فإن كل فرد يعاني من الاضطراب سيكون لديه محفزات أو نقاط قوة مختلفة في العمل. لذا فإن الوعي الذاتي أمر حيوي لتحديد المهن الأفضل..
- على سبيل المثال، إذا كان الفرد يعاني من الاضطراب القهري القائم على النظافة والتلوث؛ فقد يكون من المفيد اختيار وظيفة في الداخل مع مساحة خاضعة للرقابة.
هل هناك أمور قد تزيد من الاضطراب القهري في العمل؟
تشمل السلوكيات الشائعة التي لن تساعد في علاج السلوك القهري في العمل ما يلي:
- تجاهل الأعراض (Symptoms) أو التقليل من شأنها.
- الترويج لوصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية.
- الإفراط في العمل للتعويض.
يمكن أن تساعد إدارة الأدوية من خلال خيارات الطبيب النفسي عبر الإنترنت في إيجاد الراحة من أعراض اضطراب الوسواس القهري.
متى يجب استشارة معالج نفسي؟
إذا كان التعامل مع الوسواس القهري في العمل يسبب ضيقًا كبيرًا ويتداخل مع حياتك الشخصية، فقد حان الوقت لطلب الدعم المهني. يمكن أن يساعدك الإنترنت في العثور على المعالج النفسي الذي يناسب احتياجاتك الفردية بشكل أفضل.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من الوسواس القهري في العمل، فلا تدع ذلك يؤثر على إنتاجيتك أو صحتك النفسية. العلاج النفسي يقدم لك الأدوات والاستراتيجيات اللازمة للتغلب على هذه التحديات. انطلق نحو حياة مهنية متوازنة وفعالة من خلال استشارة مختص. اتخذ الخطوة الأولى نحو الشفاء وابدأ رحلتك نحو النجاح اليوم!