Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
النضج العاطفي: ما هو وكيف يمكن الوصول إليه؟

النضج العاطفي: ما هو وكيف يمكن الوصول إليه؟

تحقيق أو الوصول لمرحلة النضج العاطفي يعني أن تتخلص من فكرة أن كل ما يحدث بالكون يدور حولك أو لأجلك، وقبول الأمور التي لا يمكنك تغييرها دون إنكار الواقع أو العيش في وهم، بل ببساطة أكبر التعايش مع الواقع وفهم عواطفك.

 

النضج العاطفي 

يمكن تعريف النضج العاطفي بأنه معرفة الشكل بشكل جيد ووثيق، مع إدراك ومعرفة أنك لست محور الكون، وأنك بحاجة للتعايش مع الواقع والظروف المختلفة التي تمر بها في حياتك حتى لو كانت تتعارض مع رغباتك أو الجهود التي تبذلها لتحقيق أمر ما. مع الإدراك الكبير لمشاعرك وعواطفك ومعرفة كيفية التواصل معها والتعامل معها.

 

أسباب تمنع النضج العاطفي

يوجد مجموعة من الأسباب أو العوامل التي قد تمنعك من أن تصبح ناضجًا عاطفيًا، ومنها:

  • صدمات الطفولة أو الصدمات النفسية.
  • عدم امتلاك ذكاء عاطفي.
  • إساءة فهم الفشل أو عدم القدرة على التعامل معه.
  • قلة الشعور بالذات أو بالهوية الشخصية.
  • التربية في بيئة منزلية غير آمنة عاطفيًا.

 

علامات النضج العاطفي 

من العلامات التي تدل على أنك ناضج عاطفيًا:

  • المرونة: وهي القدرة على التعامل مع الأمور المختلفة حتى عندما لا تسير وفق الخطة، مع وضع خطط بديلة للحالات المختلفة المتوقعة.
  • تحمل المسؤولية: إذا كنت ناضجًا عاطفيًا سوف تكون قادرًا على الاعتراف بأخطائك، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين على الفور. 
  • قبول الذات: قبل أن تتخذ أي موقف سوف تبحث عن دورك فيما حدث، أو تحدد دور أفكارك أو أفعالك في ما حصل، ومن ثم ستحاول إصلاح نفسك.

الأشخاص الناضجون عاطفياً ليس لديهم شعور زائف بالذات قائم على الأنا.

  • قلة الجدال: من علامات النضج العاطفي أن تعترف بأنك لا تعرف بعض الأمور، ولا تقوم بالجدال المبالغ به لإثبات أنك على حق وأن وجهة نظرك صحيحة.
  • الانفتاح: لا بد وأن تتمتع بعقل منفتح لأفكار وشخصيات الآخرين المختلفة عنك، ولديك ما يكفي من الوعي للتعامل معهم.
  • الرغبة بالتعلم: تجد نفسك تبحث عن التعلم والنمو من كل فرصة متاحة لك أو أي موقف قد تمر به حتى لو كان صعبًا.
  • تعدد وجهات النظر: تبحث بنشاط عن وجهات نظر متعددة للمساعدة في تشكيل آرائك الخاصة وتقبل وجهات نظر الآخرين.
  • التكيف: تبقى مرنًا في مواجهة النكسات أو خيبات الأمل، وتعترف بمشاعرك، ومن ثم تحدد ما عليك فعله.
  • الهدوء: إذا كنت ناضجًا عاطفيًا سوف تحافظ على هدوئك عند الغضب، ولن تكون استجابتك العاطفية قوية ولكن عقلانية.
  • الثقة بنفسك: ليس لديك شعور زائف بالذات قائم على الأنا والخداع، ولكن لديك تفاؤل في قدرتك على استخدام الجهد والصبر للنجاح.
  • التعاطف: أنت تتعاطف مع نفسك ومع الآخرين، ولا تقوم بإطلاق أي أحكام مسبقة على نفسك أو على الآخرين.
  • الاستمتاع: لا يمكن أخذ كل الحياة على محمل الجد، والعمل والاجتهاد فقط؛ بل أنت تخصص وقتًا لنفسك للاستمتاع والضحك.

أن تكون ناضجاً يعني أن تواجه كل أزمة جديدة قادمة، وليس أن تتهرب منها – فريتز كونكل.

 

أهمية النضج العاطفي

تكمُن أهمية أن تكون ناضجًا عاطفيًا في الأمور التالية:

  • تعزيز قدرتك على التعرف على مشاعرك أو التعبير عنها بطريقة جيدة.
  • الاعتراف بالتجارب السلبية والتعلم منها بدلًا من خذل النفس والانسحاب.
  • تتحمل مسؤولية أفعالك، مما يجعلك أكثر قدرة على مواجهة الأخطاء، وعدم الخوف من خوض تجارب جديدة.
  • تطلب المساعدة عندما تشعر أنك بالحاجة لها، ولا تشعر بأي ضعف أو عدم ثقة بالنفس عند التعرض للمساعدة من الآخرين.
  • الاستجابة بشكل جيد للتوتر، وتحمل ضغوطات وإرهاق الحياة اليومية بشكل أفضل من المتوقع.
  • تحسّن الصحة النفسية والشعور بشكل أفضل معظم الأوقات.

 

كيفية تحقيق النضج العاطفي 

بعض الأمور التي يمكنك فعلها حتى تصبح ناضجًا عاطفيًا:

تطوير عقلية النمو

تعد عقلية النمو أمرًا بالغ الأهمية عند تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها؛ لأنها ترحب بالتعلم والتحسين الضروريين للتقدم. ولذلك ركز على التحسين الذاتي المستمر والنمو بدلًا من التركيز على الإخفاقات أو أوجه القصور.

ضع حدودًا صحية

قد يكون لدى أصدقائك وعائلتك عادة تخطي الحدود وجعلك غير مرتاح. ولكن يمكنك الحد من هذا السلوك من خلال وضع حدود صحية لنفسك؛ بحيث تضع رفاهيتك في الاعتبار وتجعلك تشعر بالأمان، وابقَ حازمًا حول رفض أي تعدي على حدودك، وحول احترام مشاعرك.

افهم مشاعرك

لكي تكون ناضجًا عاطفيًا عليك أن تفهم مشاعرك، وقد يبدو قول ذلك سهلًا ولكن يحتاج إلى بذل بعض الجهد. التعرّف على المشاعر يساعدك على التعامل معها بشكل أكثر نضجًا، على سبيل المثال عندما تفهم ما الذي يجعلك غاضبًا، أو حزينًا، أو متحمسًا يمكنك استخدام ذلك للبحث عن السبب والتخلص من المشاعر بطريقة صحيحة وإيجابية.

اقبل أخطائك

سوف ترتكب أخطاء من وقت لآخر، ولا بأس بذلك، لكن الطريقة التي تتعامل بها مع هذه الأخطاء وتتحمل المسؤولية عنها هي الأمر المهم.

حتى تصبح ناضجًا عاطفيًا في المرة القادمة التي ترتكب فيها خطأ اعتذر عن خطأك دون تقديم أعذار لنفسك، وحاول إصلاح الخطأ لو كان ذلك ممكنًا.

ابحث عن قدوة

هنَاك احتمال بأن يكون عدم نضجك العاطفي بسبب عدم امتلاك والدين أو مثل أعلى لديه نضج عاطفي. أي أنك لم تتعلم أهمية أن تكون ناضج عاطفيًا، ولم تستطع اكتساب هذه الصفة من أشخاص آخرين أثناء نموك. 

ويمكن لو بحثت عن شخص يمتلك نضج عاطفي لتقتدي به وتتعلم منه أن يساعدك على أن تصبح ناضجًا عاطفيًا.

حتى تكون ناضجًا عاطفيًا عليك إيجاد الطريق لتكون أصيلًا بالنظر إلى البيئة والثقافة والمجتمع الذي تعيش فيه.

 

نصائح للتعامل مع عدم النضج العاطفي

إذا كنت تتعامل مع شخص غير ناضج عاطفيًا افعل الأمور التالية:

  • تحدّث إلى الشخص بصدق ولكن بحساسية عن سلوكه، ووضّح له كيف أنه لا يظهر أي نضج عاطفي.
  • كن واضحًا وصريحًا عند التحدث إلى الشخص عن كيف أن كلماته وأفعاله قد تسبب الأذى للآخرين.
  • الصبر؛ حيث أن الشخص لن يتغير في لحظات، وسوف يستهلك بعض الوقت حتى يصبح ناضجًا عاطفيًا.
  • كن إيجابيًا، وعندما يتصرف الشخص بطرق تبدو ناضجة وحقيقية امدحه على ذلك. 
  • احرص على اتباع التعزيز الإيجابي لتشجيع الشخص على الاستمرار في السلوكيات الناضجة.
  • اجعل توقعاتك واقعية، ولا تضع أهداف كبيرة أو توقعات عالية.

 

نصيحة عرب ثيرابي 

ليس بالضرورة أن يأتي النضج العاطفي مع الوقت أو في مرحلة عمرية معينة؛ حيث أنه من الأمور المكتسبة التي تعتمد على أنماط التفكير والطريقة التي ترى بها العالم، بمعنى آخر يتشكّل النُضج العاطفي بناءً على التجارب التي نمر بها.

حسب خبراء عرب ثيرابي لا يأتي النُضج العاطِفي متأخرًا، لذلك احرص على تعلم كيف تصبح ناضجًا عاطفيًا في أي مرحلة عمرية أنت بها. ولا تجعل أي شيء يحبطك أو يمنعك من الوصول للنضج العاطفي، سوف يساعدك كثيرًا ويحسن من صحتك النفسية.