ما ستجده في هذا المقال:
يعد الصراع الوظيفي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأفراد في محيط العمل، فهو يمثل التوازن الحساس بين متطلبات الوظيفة واحتياجات الفرد. ولذلك لا يمكننا تجاهل تأثير الصراع الوظيفي على الصحة النفسية للأفراد. فما الرابط بين الصراع الوظيفي والصحة النفسية؟
ما هو الصراع الوظيفي في مكان العمل؟
يشير الصراع في مكان العمل إلى أي خلاف أو نزاع يحدث بين فردين أو أكثر أو مجموعات من الأشخاص داخل منظمة:
- هناك العديد من الأسباب والأنواع للصراع في مكان العمل، مثل الاختلافات في الآراء أو القيم أو الأهداف أو الشخصيات.
- يمكن أن تتجلى الصراعات في مكان العمل بطرق مختلفة، بما في ذلك الخلافات حول المهام أو المسؤوليات، أو الصراعات الشخصية، أو غيرها.
- يمكن أن يكون الصراع في مكان العمل ضارًا برفاهية الفرد وسعادته بالإضافة إلى التأثير على تماسك الفريق وأدائه.
- يجب أخذ الوقت الكافي لفهم كيفية تحديد ثم معالجة وحل الصراعات في مكان العمل بطريقة بناءة.
حل المشكلات في العمل سيساعدك على تقليل التأثيرات السلبية وتحسين سعادتك في العمل.
ما هو تأثير الصراع الوظيفي على الصحة النفسية؟
يمكن أن يكون للصراع في مكان العمل تأثير خطير على الموظفين، وتشمل بعض التأثيرات الشائعة للصراع على الأفراد:
- التوتر والاكتئاب والقلق: يمكن أن يكون مصدرًا رئيسيًا للتوتر (Stress) أو القلق (Anxiety) للأفراد، وخاصة إذا تأثروا بالمشكلة. الإضافة الأعراض الجسدية، مثل الصداع والتعب والأرق.
- فقدان الثقة بالنفس: قد يضطر الأفراد إلى أخذ المزيد من الإجازات لانخفاض الدافع. ويمكن أن يؤثر على الثقة بالنفس إذا تلقيت ردود فعل سلبية أو انتقادات.
- فقدان الدافع: ليس من غير المعتاد أن تفقد الدافع والرضا الوظيفي إذا كنت تعمل في بيئة عمل سلبية.
اكتشف نوع شخصيتك مع اختبار الشخصية بالعربي
- انخفاض مستويات الإنتاجية: من الصعب الحفاظ على علاقات العمل عندما يكون هناك صراع بين الزملاء.
- الغياب بسبب المرض: مع العلاقات العملية غير السليمة والوقت الذي يقضيه الموظفون في الانخراط في الصراع، من المرجح أن يصبح الموظفون أقل إنتاجية.
- تغيير الأدوار الوظيفية: يمكن أن يؤدي انخفاض الرضا المهني إلى تغيير الأفراد لوظائفهم للهروب من الصراع.
- الاستقالة أو الفصل: إذا تصاعد الصراع، يمكن أن يؤدي هذا إلى تدخل الإدارة وفي النهاية الفصل.
- النزاعات التأديبية أو القانونية الرسمية: يمكن أن يؤدي الصراع إلى اتخاذ إجراءات تأديبية بحق المشاركين.
مثلما يمكن أن يؤثر العمل على صحتك النفسية، كذلك يمكن أن تؤثر صحتك النفسية على عملك مما يؤثر على أدائك الوظيفي وإنتاجيتك.
ما هي أمثلة الصراع الوظيفي التي تؤثر على الصحة النفسية؟
تشمل ما يأتي:
الصراعات القائمة على المهام
ينشأ الصراع القائم على المهام عندما يتعين على الفرد التنسيق مع زميل آخر من أجل إكمال مهمة بنجاح. ولهذا يجب عليهم التواصل سويًا قبل الموعد النهائي ووضع جدول زمني واضح حتى يعرف الجميع ما يحتاجون إلى تقديمه ومتى.
الصراعات مع الزملاء
ستتعلم مع اكتساب المزيد من الخبرة في عالم العمل، أن لكل شخص أسلوبه الخاص في العمل. ولذلك قد تجد نفسك والآخرين من حولك يشعرون بالفشل والإحباط بسبب الصراعات في أساليب العمل. وللحل يوصى بالتسامح لقبول اختلافات الآخرين وإيجاد طريقة لجعل أنماط العمل المختلفة تعمل في انسجام.
تجاهل أهم العلامات المبكرة للمشكلة سيزيد الأمر سوءًا بمرور الوقت، مما يجعلك عرضة للأمراض والمشاكل الصحية الأخرى.
ما هي الاستراتيجيات للتغلب على الصراع الوظيفي لتحسين الصحة النفسية؟
تشمل أبرز الاستراتيجيات ما يأتي:
- كسر الجمود: كن استباقيًا وابدأ محادثة، واطرح الموضوع الذي يزعجك بطريقة مفهومة وكن محترمًا في جميع الأوقات.
- ركز على المشكلة: وليس على الشخص ثم فكر في العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة وأوجد لها حلولًا.
- إشراك قسم الموارد البشرية أو مديرك المباشر: في حالة عدم تمكنك من إيجاد حل معقول للنزاع، يجب عليك إشراك مديرك المباشر أو قسم الموارد البشرية للتوسط.
- تجنب تصعيد المشكلة من خلال النميمة: يجب أن تكون حذرًا في كيفية التحدث عن النزاعات مع الزملاء الآخرين وتجنب النميمة بأي ثمن.
- فكر في أنك قد تكون مخطئًا: من المهم أن نتأمل ونفكر في دورنا في الصراع مع الآخرين. وفي بعض الأحيان نحتاج إلى الاعتراف عندما نخطئ.
- حاول إيجاد أرضية مشتركة: من الأهمية بمكان أن تأخذ الوقت الكافي للاستماع إلى وجهة نظر الشخص الآخر ومحاولة العثور على أشياء تتفق عليها خلال الصراع.
- وثِّق كل شيء: يجب عليك الاحتفاظ بسجلات لرسائل البريد الإلكتروني أو سجلات الدردشة إن وجدت. لحماية نفسك في حالة الاضطرار إلى اتخاذ المسار القانوني.
قد يكون من الأسهل بكثير مناقشة القضايا الصغيرة مع الزملاء قبل أن تكبر وتصبح مشكلة كبيرة.
هل هناك طرق إضافية للتغلب على الصراع الوظيفي لتحسين الصحة النفسية؟
تشمل الطرق الإضافية ما يأتي:
- الاعتراف بالمشكلة: أفضل نقطة بداية هي قبول وجود المشكلة ثم مواجهتها وجهاً لوجه مع الالتزام بإيجاد الحل للمشكلات.
- جمع المعلومات الأولية: خذ الوقت الكافي للتحقيق في القضية، ولا تحكم مسبقًا أو تتوصل إلى حكم نهائي قبل أن يكون لديك كل المعلومات.
- أوضح مصدر الصراع: قم بتوضيح طبيعة المشكلة مع الأطراف المعنية؛ فالعثور على مصدر الصراع هو الخطوة الرئيسية لحل أي مشكلة.
- تحديد هدف ووضع خطة: سيجد الموظفون أنه من الأسهل التفاعل مع بعضهم إذا أدركوا أن لديهم هدفًا مشتركًا ثم وضع الخطة.
- تقييم كيفية سير الأمور: يجب الاستمرار في مراقبة المشكلة وتقييم ما إذا كان الحل يعمل. وإذا لزم الأمر، يجب تحديد اجتماعات متابعة للتحقق من التقدم.
ابحث عن الدروس التي يمكنك تعلمها من الصراع وكيفية تعاملك معه، والتفكير في الحلول يوفر رؤى قيمة حول ديناميكيات الفريق.
كيف تتعامل مع مشكلات الصحة النفسية الناجمة عن الصراع الوظيفي؟
يمكن التعامل مع المشاكل النفسية الناجمة عن الصراع الوظيفي مثل الإجهاد أو الاكتئاب أو القلق وغيره كما يأتي:
- خذ وقتًا بعيدًا عن العمل باستخدام أيام الإجازة الشخصية أو أيام مرضية.
- يمكن أن تساعدك الإجازة على إعادة شحن طاقتك وتجنب الإرهاق.
- إذا كانت لديك مشكلة صحية عقلية مستمرة، مثل الاكتئاب أو القلق، فستحتاج إلى أكثر من الإجازة. جرب اختبار الاكتئاب متى أردت ذلك.
- من المهم إيجاد توازن صحي بين العمل والحياة. وهذا يعني أخذ فترات راحة منتظمة طوال اليوم وإيقاف تشغيل هاتفك عند انتهاء يوم العمل.
- ركز على الأصدقاء والعائلة وقضاء الوقت للاسترخاء وإعادة الشحن والاستمتاع بنفسك.
- مارس تقنيات الاسترخاء مثل؛ التأمل أو التنفس العميق أو التمارين الإيقاعية أو اليوجا.
- اعتني بنفسك بالحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد في الليل، ثم تناول نظام غذائي صحي ومغذٍّ، وممارسة الرياضة بانتظام.
إذا لزم الأمر تحدث إلى معالج نفسي حول بناء استراتيجيات رعاية ذاتية.
نصيحة عرب ثيرابي
استعد لاستعادة توازنك النفسي والمهني. اكتشف قوتك الداخلية واستعد ثقتك بخدمات العلاج النفسي المخصصة لمعالجة صراعاتك الوظيفية. دعنا نوجهك نحو السلام الداخلي والتوجه نحو مستقبل أفضل. ابدأ رحلتك نحو التحسين الذاتي واستفد من دعمنا المتخصص لتحقيق توازنك وسعادتك الشخصية والمهنية.