Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

الحالة النفسية وتأثيرها على القلب | تعرف على العلاقة

كون الشخص يتمتع بعافية نفسية فإن ذلك غالباً ما ينعكس إيجاباً على الصحة الجسدية. لكن في حال كان يعاني من مشكلة النفسية (سواء كان ذلك قلقاً أو اكتئاباً) فإن هذه الحالة لها تأثيرها المباشر على على الصحة الجسدية وخاصة صحة القلب.

اكتشف كيف يمكن لحالتك النفسية أن تسبب لك مشكلات قلبية خطيرة، وحاول التمتع بالرفاهية النفسية والجسدية على حد سواء.

 

الحالة النفسية المحتمل تأثيرها على صحة القلب

لا ينحصر تأثير الحالات النفسية فقط على طريقة الشعور أو الأفكار التي يمتلكها الشخص أو سلوكياته التي يظهرها، بل تأثيرها يمتد إلى الصحة الجسدية. حيث أن الدخول في حالة نفسية مثل القلق أو الاكتئاب لها تأثيرها المباشر على صحة القلب. ويظهر هذا التأثير على النحو التالي:

القلق

غالباً ما يفهم القلق على أنه الشعور بالتوتر والضغط النفسي، لكن الأمر أكبر من ذلك. حيث يشعر الشخص في هذه الأثناء بالضغط المتزايد الذي يزول بزوال سببه في معظم الحالات.

لكن قد يشعر بعض الأشخاص بالقلق دون وجود سبب محدد لذلك (كما هو الحال في اضطراب القلق المعمم). أو قد يبقى الشعور بالقلق على الرغم من اختفاء أو انتهاء السبب في ذلك. مما يجعل من الصعب إدارة أعراض القلق الجسدية والنفسية، والتأثير بشكل كامل على الحياة اليومية.

وعلى الرغم من وجود أنواع مختلفة من اضطرابات القلق والتي تختلف بأعراضها الخاصة، إلا أنه يمكن جمع أعراض القلق الشائعة لدى غالبية الأشخاص بما يلي:

  • حدوث نوبات ذعر.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الشعور بالهبات الساخنة والباردة.
  • ضيق في الصدر.
  • ضيق أو صعوبة في التنفس.
  • امتلاك أفكاراً وسواسية والقيام ببعض السلوكيات القهرية.
  • القلق المفرط أو الخوف أو الترقب.
  • تجنب المواقف التي قد تسبب القلق.

الاكتئاب

قد يظن البعض أن الاكتئاب ما هو سوى حالة مزاجية سيئة، لكنه في حقيقة الأمر هو حالة خطيرة لها تأثيرها على صحتك النفسية والجسدية (بما في ذلك القلب).

فعلى الرغم من أنه طبيعي أن يشعر الشخص بالحزن أو تقلب المزاج بين الحين والآخر لسبب محدد، إلا أن استمرار هذه الأعراض لفترة تصل لأسابيع أو أشهر دون وجود سبب لذلك لا يعد أمراً طبيعياً نهائياً.

ولأن الاكتئاب يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وتصرفاته. فإن يشتمل على علامات وأعراض مثل:

  • فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة سابقاً.
  • الانسحاب من العائلة والأصدقاء والرغبة بالبقاء وحيداً.
  • عدم القدرة على التركيز وعدم التمكن من إنجاز المهام في العمل أو المدرسة.
  • الشعور بالإرهاق وصعوبة اتخاذ القرارات وانعدام الثقة بالنفس.
  • اللجوء إلى المخدرات أو الكحول للتعامل مع المشاعر الصعبة.
  • فقدان أو تغير في الشهية، وما ينتج عن ذلك من تغيرات كبيرة على الوزن.
  • حدوث اضطرابات في نمط النوم، فمثلاً قد يجد الشخص صعوبة في النوم والبقاء نائماً، مما يجعله يشعر بالتعب أثناء النهار.
  • الشعور بعدم القيمة والعجز والذنب.
  • زيادة الانفعال والتهيج والإحباط وتقلب المزاج.
  • الشعور بالتعاسة أو الحزن أو البؤس في معظم الأوقات.
  • امتلاك أفكار سلبية مثل: “أنا فاشل” أو “الحياة لا تستحق العيش” أو “الناس سيكونون أفضل حالاً بدوني”.

يزيد خطر الإقدام على الانتحار في حال كان الشخص يعاني من الاكتئاب ولم يحصل على العلاج المناسب. لذلك حاول مراقبة الشخص المكتئب عن كثب.

 

حالة نفسية أخرى ذات تأثير سيء على القلب

على الرغم من أن القلق أو الاكتئاب تعد الحالة النفسية الأكثر احتمالاً تأثيرها على صحة القلب، إلا أن هناك حالات أخرى ترتبط بمشكلات القلب أيضاً. مثل:

  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يمكن أن يعاني الأشخاص من اضطراب ما بعد الصدمة بعد خضوعهم لتجربة حياتية مؤلمة، مثل الحرب أو الكوارث الطبيعية أو أي حادث خطير آخر. حيث أن التعامل مع مثل هذه المشاعر باستمرار ينعكس سلباً على الصحة الجسدية.
  • التوتر المزمن: خلال التوتر المستمر يكون الأشخاص في حالة من الضغط النفسي مصحوبة بتغيرات كيميائية وحيوية وفسيولوجية وسلوكية لفترة طويلة من الزمن. هذا له تأثيره الخاص على الصحة العضوية للشخص.

 

الحالة النفسية وطريقة تأثيرها على صحة القلب

يمكن للحالة النفسية أن يظهر تأثيرها على القلب من خلال بعض الارتباطات وبشكل مباشر وغير مباشر. وذلك من خلال:

الأعراض الجسدية للحالات النفسية

حيث أن التغيرات البيولوجية التي تحدث على الجسم نتيجة الحالة النفسية في هذه الأثناء لها تأثيرها المباشر على الصحة.

فقد ارتبطت الحالات مثل الاكتئاب والقلق والتوتر وحتى اضطراب ما بعد الصدمة والتي تستمر لفترة طويلة بالتأثير المباشر على القلب. حيث يعاني الشخص من:

  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • انخفاض تدفق الدم إلى القلب.
  • ارتفاع مستويات الكورتيزول. 

بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات الفسيولوجية إلى تراكم الكالسيوم في الشرايين، ومشكلات في التمثيل الغذائي، وأمراض القلب.

الأدوية النفسية

تشير بعض الأبحاث إلى تأثير الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات الصحة النفسية على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 

ارتبط استخدام بعض الأدوية المضادة للذهان بالسمنة ومقاومة الأنسولين والسكري والنوبات القلبية والرجفان الأذيني والسكتة الدماغية والموت. 

السلوكيات الناتجة عن الحالة النفسية

قد تزيد المشكلات النفسية من فرصة قيام الشخص بسلوكيات غير صحية لها تأثيرها على الصحة العامة والقلب بشكل خاص. فغالباً ما يفتقر الشخص الذي يعاني من مشكلات نفسية لاستراتيجيات التكيف الصحية مع المواقف العصيبة، مما يجعل من الصعب عليهم اتخاذ خيارات نمط حياة صحي لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. والتي من ضمنها:

  • التدخين المفرط.
  • عدم ممارسة الرياضة أو قلة النشاط البدني.
  •  عدم الاهتمام بتناول الأدوية الموصوفة.
  • الاعتماد على الطعام غير الصحي والغني بالدهون والسكريات والكربوهيدرات.

غالباً ما يلجأ من يعاني من مشكلة نفسية إلى تناول الكحول أو تعاطي المخدرات للتقليل من مشاعره السلبية. مما يؤثر سلباً على صحته الجسدية.

 

كيف تنعكس الحالة النفسية على صحة القلب ويظهر تأثيرها؟

من المشكلات القلبية التي يمكن أن تتفاقم أو تتطور نتيجة وجود حالة نفسية مزمنة لدى الشخص:

  • السكتة القلبية.
  • أمراض القلب الهيكلية.
  • أمراض الشريان التاجي أو الأوعية الدموية.
  • اضطرابات ضربات القلب.

ترتبط الحالات النفسية والمشكلات الصحية المزمنة بشكل متبادل مع بعضهم البعض. فإحداهما تفاقم الأخر أو تسببها في بعض الأحيان.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في البداية إذا بدأت تشعر بأعراض جسدية أو قلبية فلا بد من استشارة طبيبك المعالج في أقرب وقت. بعد ذلك يجب الانتباه بشكل أكبر إلى حالتك النفسية والحصول على المساعدة اللازمة.

فكون حالتك النفسية بدأت بالتأثير على صحتك بشكل عام، فهذا دليل على عدم قدرتك على التعامل معها بشكل ذاتي. في هذه الحالة يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي طلب المساعدة المتخصصة للوصول إلى التعافي النفسي والجسدي في آن واحد.