التوحد الافتراضي

التوحد الافتراضي: تأثيراته المختلفة

أصبحت الشاشات والهواتف المحمولة جزءاً لا يتجزء من حياتنا اليومية، ولا ينحصر الأمر على البالغين، حيث أن الأطفال أيضاً مشتركين في الأمر ذاته، مما يزيد من احتمالية حدوث التوحد الافتراضي لهم، والتأثير بشكل سلبي على أدمغتهم.

ما هو التوحد الافتراضي؟

التوحد الافتراضي (Virtual Autism) هو إظهار الأطفال دون عمر 3 سنوات أعراض مشابهة لأعراض اضطراب طيف التوحد بسبب التعرض المفرط للشاشات المتنوعة سواء كانت تلفازاً أو أجهزة محمولة، وغالباً ما يواجه طفل التوحد الافتراضي مشكلات في التواصل، بالإضافة إلى ممارسة بعض السلوكيات غير الطبيعية.(المرجع 1)

كيف يختلف التوحد الافتراضي عن التوحد؟

بعض الدراسات أوضحت أن التوحد الافتراضي ما هو إلا اضطراب طيف التوحد بجميع أعراضه، مع الانتباه لبعض الفروق، مثل:

سبب الحالة

في الوقت الذي لا يُعرف فيه السبب الحقيقي وراء الإصابة باضطراب طيف التوحد، فإن التوحد الافتراضي سببه الوحيد هو الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة.(المرجع 2) (المرجع 4)

نشأة الحالة

تشير الأبحاث أن التوحد الكلاسيكي هو مرض متواجد منذ ولادة الطفل ومن ثم تظهر أعراضه، إلا أن التوحد الافتراضي يُكتسب دون وجود أي مشكلات نمائية لدى الطفل فور ولادته.(المرجع 2) (المرجع 4)

الشفاء

يعتبر التوحد الكلاسيكي من الأمراض العصبية والنمائية المزمنة والتي لا يشفى منها الطفل مع تقدمه بالعمر، إلا أن الأعراض قد تقل حدتها، أما التوحد الافتراضي فهو حالة يمكن تداركها والتخلص منها.(المرجع 5) (المرجع 6)

أعراض التوحد الافتراضي

على الرغم من تشابه الأعراض بين هذا النوع من التوحد والنوع الكلاسيكي، إلا أن أكثر الأعراض المميزة لهذا النوع من التوحد هي:(المرجع 4) (المرجع 7)

  • انخفاض القدرة المعرفية لدى الطفل.
  • فرط النشاط وزيادة حركة الطفل بشكل ملفت.
  • عدم قدرة الطفل على التركيز.
  • لا يبدي الطفل اهتماماً في النشاطات الأخرى، حيث يتركز جل اهتمامه على مشاهدة البرامج أو الألعاب المفضلة لديه.
  • صعوبة النطق وانخفاض المخزون اللغوي بسبب عدم ممارسة التواصل مع الآخرين.
  • الانفعال والتهيج المستمر، خاصة بعد منعه من إمساك الجهاز الإلكتروني.
  • قصر فترة الانتباه لديه، حيث أن الطفل الذي يشاهد الشاشات لمدة أقل من 3 ساعات يومياً تكون فترة انتباه قصيرة، أما الطفل الذي يشاهد الشاشات أكثر من ذلك فإن فترة انتباهه أقصر بكثير.
  • عدم تفاعل الطفل بشكل إيجابي مع الأقران.

ما هو تأثير الشاشات على الطفل؟

يؤثر الجلوس المستمر أو المطول أما الشاشات على الطفل بأشكال مختلفة، حيث تظهر آثاره على الدماغ وعلى الأنماط السلوكية على النحو التالي:

المعرفة الحسية

في الوقت الذي يمتلك فيه الطفل المعرفة من خلال حواسه المختلفة (البصر والسمع والتذوق واللمس والشم) فإن هذه الشاشات لا توفر بما تعرضه إلا صورة بصرية سمعية فقط، وبالتالي لا يستطيع تنمية باقي الحواس لديه بالشكل الصحيح، كما لا يمكنه الربط بين الحواس المستخدمة والحواس غير المستخدمة.(المرجع 1) (المرجع 4)

الخلايا العصبية

زيادة الوقت المنقضي على الشاشات يرتبط بشكل سلبي مع الخلايا العصبية، يؤثر في زيادة إنتاج بروتين الميلانوبسين وانخفاض مستويات الناقل العصبي جاما أمينوبيوتيريك، مما ينتج عنه:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • انخفاض المخزون اللغوي والإدراكي، وبالتالي حدوث تلعثم في الحديث أو عدم القدرة على نطق الكلمات بشكل صحيح.
  • القيام بسلوكيات غير مرغوبة، والتي تشابه سلوكيات التوحد.

التواصل الاجتماعي

بسبب الوقت الطويل على الشاشات، فإن الطفل لا يمتلك المهارات اللازمة التفاعل مع الوالدين والآخرين، حيث أنه يفتقر إلى مهارات التواصل البسيطة والأساسية.(المرجع 2) (المرجع 3)

النوم

يحتاج دماغ الطفل إلى تحسين مستويات الميلاتونين في الدماغ وإنتاج المزيد من الدوبامين للتمكن من النوم بالشكل المطلوب، حيث يتأثر باختلال دورات الضوء والظلام أثناء الجلوس أمام الشاشات.(المرجع 3)

تغييرات في البنية الدماغية

سواء كان في حالة التوحد الكلاسيكي أو الافتراضي، فإن التعرض بشكل مفرط لمشاهدة مقاطع الفيديو يعمل على إحداث تغييرات حقيقية في البنية الدماغية للطفل.(المرجع 6)

الأعراض الإنسحابية للجلوس أمام الشاشات

بعد تعرض الطفل للكثير من الوقت أمام الشاشات وتعوده عليه، فإن حرمانه من ذلك قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الانسحابية مثل:(المرجع 3)

  • وجود مشكلة في النوم ليلاً.
  • عدم التمكن من التعامل مع الآخرين.
  • أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
  • الدخول في نوبات من الغضب.
  • تدني تقدير الذات.
  • ممارسة السلوكيات العدوانية اتجاه الآخرين.

كيفية الوقاية من التوحد الافتراضي

للوقاية من إصابة الطفل بالتوحد الافتراضي، لا بد أن يمنع الوالدين جلوس الطفل أمام الشاشات لفترات طويلة، ويمكن ذلك من خلال:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • وضع جدول زمني للجلوس أمام الشاشات بشكل يومي لمتابعة الأمر.
  • تحديد الوالدين بعض القواعد لاستخدام الهاتف من قبل الطفل، بحيث لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم.
  • عدم تمكين الطفل من الوصول إلى أي جهاز من شأنه الحصول فيه على التواصل المرئي.
  • تقديم المكافآت للطفل عند تقييده بالقواعد والأوقات المحددة.
  • توفير بعض الأشياء المثيرة والتي يمكن للطفل اللجوء إليها في حال رغبته الشديدة في مشاهدة الشاشات.
  • لا يتم تشغيل أي شاشة أثناء تناول الطعام أو أداء الواجبات الدراسية.
  • اختيار الوالدين البرامج أو الألعاب التي يمكن للطفل مشاهدتها أو لعبها.
  • الاهتمام بالنشاط البدني والتمارين بشكل أكبر، حيث أنها مسؤولة عن النمو العاطفي والبدني للطفل على حد سواء.
  • ممارسة المزيد من النشاطات المختلفة مع الطفل، مثل حل الألغاز أو الخروج إلى الحديقة، أو ممارسة الفنون اليدوية المتنوعة.
  • الاستمرار في الحديث مع الطفل طوال اليوم.
  • إقحام الطفل بالمزيد من المواقف الاجتماعية التي تفرض عليها التفاعل مع مرور الوقت.(المرجع 6)
  • ممارسة النشاطات التي تمكن الطفل من اكتشاف العالم المحيط واستخدام جميع حواسه في ذلك.(المرجع 7)
  • تحفيز الطفل على المشاركة في الأنشطة المنزلية المفيدة، مثل المشاركة في إعداد الطعام المفضل، أو المشاركة في قراءة قصة ما قبل النوم.(المرجع 7)
  • جعل جميع النشاطات محفزة ومغرية بالنسبة للطفل، ليتمكن من اختيارها بدلاً من إمساك إحدى الأجهزة ومتابعة مقطع فيديو أو لعبة.(المرجع 7)

متى تستدعي الحالة مراجعة الطبيب؟

تعتبر أعراض التوحد بمختلف أنواعه واضحة بشكل عام، إلا أنه في حال ملاحظة الوالدين أن الطفل لا يظهر أن يتفاعل اجتماعي أو قيامه ببعض السلوكيات الغريبة، فلا بد من مراجعة الطبيب للتأكد من حقيقة الحالة، والبدء في العلاجات المناسبة في حال حاجة الأمر لذلك.(المرجع 2) 

2 تعليقان

  1. This is my first time pay a quick visit at here and i am really happy to read everthing at one place

  2. This was beautiful Admin. Thank you for your reflections.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *