أسباب النوم الكثير

هل الاكتئاب من أسباب النوم الكثير؟

بالتأكيد أن الجميع يحتاج إلى الراحة بين الحين والآخر، فقد نرى البعض ينغمسون في نوم كثير بعد عدة أيام من العمل الشاق أو الانتهاء من مهمة صعبة، لكن في أحيان أخرى قد يكون للأمر أبعاداَ أكثر حدة وأسباب خطرة، فعلى الرغم من أن الاكتئاب يرتبط بشكل أكبر بالأرق إلا أن البعض قد ينام أكثر من المعتاد.

إن بدأت بملاحظة أن أحد الأشخاص المقربين يكاد لا يستيقظ، فلا بد من معرفة كيفية ارتباط ذلك بالاكتئاب.

 

الاكتئاب غير النمطي والنوم الكثير

يعرف الاكتئاب غير النمطي على أنه نوع من أنواع الاكتئاب الذي قد تتحسن به الحالة المزاجية للشخص نتيجة التعرض لموقف إيجابي. إلا أن هذا التحسن يبقى مؤقتاً وما يلبث أن يعود الشخص إلى حالته النفسية المتدنية من جديد، حيث أن الاكتئاب لا زال موجوداً ولم يتحسن بمرور موقف فقط.

وعلى الرغم من أن النوم الكثير يعد أحد الأعراض الشائعة لدى ما يقارب 15% من الأشخاص المكتئبين، إلا أنه قد يكون من أسباب الاكتئاب غير النمطي.

وفي بعض الأحيان قد لا يدرك الشخص الذي يعاني من هذا النوع من الاكتئاب أنه لديه حالة نفسية حقيقية بسبب قدرته على الشعور بالسعادة المؤقتة، إلا أن بعض الأعراض الأخرى قد تساعد في التعرف على الحالة بشكل أوضح. ومن ضمن هذه الأعراض:

  • زيادة الشهية لتناول الطعام.
  • الحساسية الشخصية المفرطة مثل التعرض للرفض.

 

كيف يعد الاكتئاب من أسباب النوم الكثير

يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى النوم الكثير لدى الشخص لأسباب مختلفة، مثل:

  • عندما يصاب الشخص بالاكتئاب، فهو يحاول الهروب من واقعه وأفكاره المزعجة، لذلك غالباً ما يلجأ إلى النوم ولا يرغب في الاستيقاظ. فمثلاً أفكار مثل “ليس لدي أي شيء أتطلع إليه، فلماذا أبدأ يومي؟” قد تحفزه للبقاء في السرير.
  • عادة ما يرتبط انقطاع النفس أثناء النوم بحالات الاكتئاب. ففي هذه الحالة قد يستيقظ الشخص من نومه الليلي بشكل متكرر (في بعض الأحيان مئات المرات) بسبب عدم قدرته على التنفس. مما يؤدي إلى عدم دخول الشخص بمرحلة النوم العميق، فلا يستطيع الحصول على القدر الكافي من الراحة خلال الليل ويشعر بالإرهاق الجسدي والنفسي، لذلك فإنه ينام أكثر من اللازم في محاولة للتعويض عن ذلك.
  • قد لا يستطيع الشخص المكتئب النوم في وقت مبكر بسبب الأفكار السلبية التي ينخرط بتفكير بها. مما يتسبب في اختلال ساعته البيولوجية، فلا يدخل في مراحل النوم العميقة إلا في وقت متأخر. ففي هذه الحالة لا يتعلق الأمر بالنوم المفرط، بل في النوم متأخر مما قد يظهر أن الشخص ينام كثيراً.

 

هل يسبب النوم الكثير الاكتئاب؟

لا يسبب النوم المفرط الاكتئاب بشكل مباشر، لكنه قد يؤدي إلى تفاقم أعراضه. فمثلاً إن كان الشخص يستيقظ بوقت متأخر فغالباً ما يشعر أن يومه قد فاته وأنه لم ينجز شيء.

فإن كان الشخص يعاني من انقطاع في التنفس أثناء النوم لكنه لا يعلم أن لديه أعراض الاكتئاب أو لم يتم تشخيصه، فمن الطبيعي أن تتفاقم هذه الأعراض. لذلك فإن علاج الاكتئاب لن يكون بالفاعلية المطلوبة في حال لم يتم علاج المشكلة الأساسية.

قد تسبب كثرة النوم زيادة خطر الإصابة بمرض السكري ورفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. كما لها علاقة بقضايا الخصوبة والتدهور المعرفي وحتى السمنة.

 

العلاقة بين اضطراب نمط النوم والاكتئاب

من أولى الأعراض التي قد يلاحظها الشخص المكتئب اضطراب نمط نومه، حيث أن هذه المشكلة قد تظهر قبل حتى الأعراض النفسية والمزاجية. فمثلاً قد يواجه الشخص صعوبة في النوم أو الإفراط فيه، أو قد يستيقظ في الصباح الباكر أو قد ينام متأخراً جداً، وفي بعض الأحيان لا يبقى يستيقظ بسبب انقطاع تنفسه. يعود ارتباط هذه المشكلات بالاكتئاب إلى الهرمونات والجهاز العصبي.

حيث أظهرت دراسة أجريت في 2015 ونشرت في المجلة الدولية للغدد الصماء أن هناك العديد من الهرمونات التي تلعب دوراً في النوم واليقظة. ومن هذه الهرمونات:

  • هرمونات النمو.
  • الميلاتونين.
  • هرمون الغدة الدرقية (TSH).
  • الكورتيزول.
  • الغريلين واللبتين.

حيث يعمل كل من الميلاتونين والكورتيزول في تنظيم إيقاعك اليومي، فمن خلال بقاء مستويات هذه الهرمونات المتعاكسة متوازنة تحدث دورة النوم والاستيقاظ، وإلا حصل اضطراب في نمط النوم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية أو جريلين أو انخفاض مستويات هرمون النمو أو اللبتين إلى الأرق.

كما أن بعض النواقل العصبية مثل الأستيل كولين و GABA والسيروتونين مسؤولة عن تنظيم دورات الاستيقاظ والنوم. فأي خلل في هذه النواقل يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات إيقاع النوم والاستيقاظ وتطور حالات نفسية مثل الاكتئاب.

تظهر الكثير من الدراسات أن وجود مشاكل في النوم بسبب الاكتئاب والإصابة بالاكتئاب بسبب مشاكل النوم.

 

أعراض الاكتئاب الشائعة

هناك الكثير من الأعراض النفسية التي تحدث للشخص المصاب بالاكتئاب والتي من أهمها الحالة المزاجية المتدنية والأفكار المزعجة. بالإضافة إلى ذلك قد تحدث تغيرات جسدية تتداخل مع الأنشطة اليومية. وقد تشمل الأعراض:

  • الحزن أو العصبية بشكل مستمر.
  • مشاعر اليأس أو انعدام القيمة أو الشعور بالذنب.
  • فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة المعتادة.
  • انخفاض الطاقة والشعور بالتعب باستمرار.
  • مواجهة صعوبة في التركيز.
  • الأرق، الاستيقاظ مبكراً جداً، أو النوم الزائد.
  • انخفاض الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
  • التفكير بالموت أو الانتحار.

 

نصائح لتحسين النوم عند الإصابة بالاكتئاب

إن كنت تعاني من الاكتئاب، فإن مشاكل النوم غالباً ما تزيد من حالتك سوءاً، أما إن كنت قد تعافيت فقد تصبح أكثر عرضة لخطر الانتكاس من جديد. لذلك فإن اتباع النصائح التالية قد تحافظ على نمط نومك جيداً وحمايتك من الأعراض النفسية:

  • المحافظة على جدول نوم ثابت حتى في أيام العطل.
  • أخذ قيلولة لمدة (10 – 20) دقيقة فقط.
  • الابتعاد بشكل كامل عن الكحول.
  • الخروج في الهواء الطلق.
  • ممارسة التمارين الرياضية.

 

نصيحة عرب ثيرابي

غالباً ما تكون العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي ذو فائدة كبيرة في التخلص من الاكتئاب وبالتالي تحسين نمط النوم. حيث تعمل هذه العلاجات على:

  • تغيير أنماط التفكير فيما يتعلق بالنوم.
  •  معالجة بعض المشاعر والتحديات الأساسية التي تساهم في الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك يقترح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بإجراء بعض التغيرات السلوكية للتخفيف من بعض أعراض الاكتئاب وتوفير آليات التكيف لإدارة الليالي المضطربة.