Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
أهمية تحديد الأهداف في العلاج النفسي

أهمية تحديد الأهداف في العلاج النفسي | أهم النصائح

تشير الدراسات إلى أن غالبية الأشخاص الذين يبدؤون رحلة العلاج النفسي لا يمتلكون أهدافًا واضحة. هذه الإحصائية تثير تساؤلًا مهمًا: كيف يمكننا تحقيق الشفاء النفسي إذا لم نعرف إلى أين نتجه؟ في هذا المقال، سنناقش أهمية تحديد الأهداف في العلاج النفسي وكيف يمكن أن تساعدنا على تحقيق التغيير الذي نريده.

 

ما هي أهمية تحديد الأهداف في العلاج النفسي؟

تختلف أهداف العلاج من شخص لآخر، لذلك يعمل المعالج النفسي مع كل شخص بشكل فردي لتحديد أهداف واضحة ومناسبة بالنسبة له.

فكلما كانت الأهداف محددة وواضحة كلما زاد ذلك من فرص نجاح العلاج النفسي. هي بوصلتنا التي تساعدنا على تحقيق التغيير. حيث أن تحديد أهداف شخصية من العلاج النفسي يعد المحرك الرئيسي للتغيير أو الوصول إلى النتيجة المرجوة. 

بدء رحلة التغيير قد يكون صعبًا، لكن تحديد الأهداف يوفر لنا خريطة طريق واضحة لتحقيق النتائج التي نريدها. وتظهر أهمية تحديد الأهداف (Goals) في العلاج النفسي من خلال:

  • توفير نظرة أعمق لما يريده الشخص حقًا في الحياة ويعطي تصورًا للمستقبل ويرشده نحوه.
  • توجيه الشخص والمعالج نحو الأولويات أو التركيز على الأشياء المهمة.
  • تقديم القوة والدافع لتحدي الحالة، كما يتيح للشخص توقع ما قد يواجهه.
  • تساعد الأهداف المحددة على تصفية الأفكار ومن ثم جلب تأكيدات إيجابية.

تشير الدراسات إلى أن وضع أهداف واضحة خلال جلسة الاستشارة يساعد الشخص على تقليل التوتر والقلق، ويعزز شعوره بالسعادة والرضا.

 

كيف يمكن تحديد أهداف العلاج النفسي بفعالية؟

لضمان تحديد أهداف مفيدة أو فاعلة جلسات العلاج النفسي، فغالبًا ما يكون الأمر على مراحل على النحو التالي:

  • تحديد الدوافع الواسعة: من الطبيعي أن تكون الأهداف في البداية عامة وغير محددة على وجه التحديد. فمثلاً قد يكون رغبة الشخص بالشعور بالتحسن بشكل عام هو تحفيز حقيقي للعلاج، ولا يعد ذلك سيئًا كنقطة انطلاق. 
  • تضييق نطاق الأهداف المحددة: بمجرد أن تحديد هدف عام، يمكن البدء في تقسيمه إلى أجزاء صغيرة وسهلة الإدارة. من الأفضل التركيز (Focus) على جزء واحد في كل مرة حتى نتمكن من إحراز تقدم ملموس.

علاج نفسي، دعم نفسي، جلسات نفسية

 

ما دور المعالج في تحديد أهداف العلاج النفسي؟

يتفهم المعالجين النفسيين صعوبة تحديد الشخص للأهداف والنوايا من العلاج النفسي، لذلك فهم يقومون بمساعدة الأشخاص من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التوجيهية والتي تعمل على تحفيز الشخص على اكتشاف الغايات (Objectives) التي يتطلع إليها.

كما يمكن من خلال ملاحظاتهم الخاصة وضع توقعات لما يحتاج الشخص الوصول إليه دون إصدار أحكام. ويساعدهم في ذلك طرح الأسئلة التالية:

  • ما الذي دفعك إلى العلاج؟
  • ما هي بعض الأشياء في حياتك التي سئمت منها؟
  • هل كانت هناك مشكلة معينة دفعتك إلى العلاج؟ ومن ثم كيف ومتى بدأت؟
  • ما هي الأشياء التي تعيق تقدمك نحو تحقيق أهدافك؟
  • ما هي توقعاته أو دوافعه لإجراء التغييرات؟

على الرغم من أنه طبيعي أن تشعر بالقلق بشأن زيارة المعالج النفسي للمرة الأولى. قبل الذهاب إلى موعد الجلسة يمكنك إجراء اختبار القلق للتحقق من حالتك.

 

ما هي فوائد وضع أهداف ذكية للعلاج النفسي؟

كلما كان الهدف من العلاج النفسي يتسم بخصائص الأهداف الذكية (SMART) كلما كان الشخص أقرب لتحقيق الطموحات التي يرجوها.

ومن خصائص الأهداف الذكية:

  • محددة.
  • ‍قابلة للقياس.
  • ‍قابلة للتحقيق.
  • ‍ذات صلة.
  • قابلة للتتبع.

 

كيف يؤثر تحديد الأهداف على النتائج؟

إن فوائد تحديد الأهداف واسعة النطاق للعلاج فهي تشتمل على تحسين الصحة النفسية والعلاقات الشخصية وتحقيق أهداف الحياة. أما الأهداف الواقعية والمحددة فهي لا تشعر الشخص بالتحفيز فحسب، بل تساعده أيضًا على:

  • ‍مساعدة الشخص على إجراء تغييرات سلوكية في حياته اليومية.
  • مساعدته على إقامة علاقات صحية أو الحفاظ عليها.
  • تعزيز مهارات التأقلم الصحية.
  • التطوير والتغلب على التحديات التي يواجهها.

إن الأهداف المتعلق بالعلاج النفسي تعتبر أهدافًا خاصة تتغير اعتمادًا على الحالة والشخص نفسه وما يرغب بالوصول إليه.

 

نصائح لتحديد الأهداف في العلاج النفسي

من خلال اتباع الاستراتيجيات (Strategies) والنصائح التالية يمكنك تحديد الأهداف المناسبة بالنسبة لحالتك بوضوح كبير:

الصدق

لا بد من أن تكون صادقًا مع نفسك ومع معالجك. فغالبًا ما نلجأ إلى المعالج في أصعب لحظات حياتنا، ونشعر بالضعف. لكن قد يكون من الصعب الاعتراف بهذا الضعف، إلا أنه خطوة ضرورية للشفاء.

ويتوجب ذلك التفكير جيدًا وتقييم الموقف الذي دفعك للعلاج في المقام الأول، وما تأمل في تحقيقه بدعم من معالجك.

المحافظة على البساطة 

قد يجذبنا الفكر بحل جميع مشاكلنا دفعة واحدة في العلاج، لكن التركيز على أهداف محددة قصيرة وطويلة الأمد هو نهج أكثر فعالية. بدلًا من الشعور بالإرهاق، ركز على قضية أو اثنتين، واجعلهما قابلة للتحقيق ومحفزة.

فمثلًا يمكن أن تكون الأهداف:

  • إيجاد طرق للتغلب على القلق الدراسي.
  • إدارة المشاعر أو العواطف بطرق سليمة دون اللجوء إلى عادات غذائية غير صحية.

مراقبة التقدم

تمامًا كما تتابع تقدمك الدراسي أو المهني، تحتاج أيضًا إلى متابعة تقدمك في رحلتك نحو الصحة النفسية. قد يكون ذلك أصعب قليلاً، لكنه مهم جدًا لفهم مدى فعالية العلاج ومطابقته لتطلعاتك (Aspirations).

يمكنك استخدام أدوات بسيطة في ذلك مثل كتابة اليوميات لتتبع مشاعرك وأفكارك وملاحظة التغيرات الإيجابية. لتقييم مدى فعالية العلاج، من المهم أن تتبع تقدمك بانتظام، وبالتالي فهم كيف تتغير مع مرور الوقت.

الانفتاح على التغيير 

من الطبيعي تمامًا أن تتغير أهدافك أثناء العلاج. كلما تعمقت في فهم نفسك، قد تكتشف جوانب جديدة من شخصيتك وتقرر اتباع مسار مختلف. 

العلاج النفسي هو عملية ديناميكية، وأهدافك ستتطور بالتأكيد مع مرور الوقت. كلما تعرفت على نفسك بشكل أفضل، ستتمكن من تحديد أهداف جديدة أكثر ملاءمة. لا تتردد في تعديل أهدافك أثناء العلاج. فهذا يعني أنك تنمو أو تتطور وتتجه نحو التحسن.

التعاون

قد يبدو تحديد الأهداف صعبًا في البداية، لكن لا تقلق. العلاج هو رحلة مشتركة بينك وبين معالجك، وسوف تساعدك على تحديد أهداف واضحة ومعقولة. العمل معًا على تحديد الأهداف سيساعدك على توجيه جهودك في العلاج بشكل أفضل. تحديد الأهداف هو الخطوة الأولى نحو تحقيق التغيير الإيجابي. معًا، أنت ومعالجك ستعملان على بناء مستقبل أفضل.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في عالم الصحة النفسية، تحديد الأهداف هو المفتاح لتحقيق التغيير الإيجابي. دعنا نساعدك على رسم ملامح رحلتك نحو الشفاء والنمو الشخصي. في “عرب ثيرابي”، نقدم لك الدعم الذي تحتاجه من معالجين نفسيين مؤهلين. ابدأ اليوم، واستثمر في نفسك، لأن صحتك النفسية تستحق الأفضل. اتصل بنا الآن واستعد لرحلة جديدة نحو السعادة والنجاح!