ما ستجده في هذا المقال:
يعد خمول الغدة الدرقية من المشكلات الشائعة التي تصيب هذه الغدة، وعلى الرغم من أنها تصيب كلا الجنسين، إلا أنها أكثر انتشاراً بين النساء بعشرة مرات مما هو الحال لدى الرجال، لذلك فإن تعرف المرأة على أعراض هذه الحالة يساعدها بشكل كبير بعدم تجاهلها وبالتالي التمكن من علاجها في وقت مبكر.
لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بخمول الغدة الدرقية؟
على الرغم من أن خمول الغدة الدرقية قد يحدث للرجال والنساء على حد سواء، إلا أن هذه الحالة تعد أكثر انتشاراً بين النساء بشكل واضح. وقد يعود ذلك إلى أسباب مختلفة من بينها:
- الاستجابة المناعية: غالباً ما تتمتع النساء باستجابة مناعية أقوى من الرجال، الأمر الذي يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المناعية. ولأن خمول الغدة الدرقية ترتبط بالمشكلات بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو ومرض جريفز.
- التغيرات الهرمونية: تتقلب مستويات الهرمونات لدى المرأة بشكل كبير بسبب الدورة الشهرية والحمل والولادة وانقطاع الطمث. الأمر الذي يزيد من خطر حدوث مشكلات في الغدة الدرقية لديها.
تؤثر مثل مشكلات الغدة الدرقية على النساء بشكل كبير، خاصة في المرحلة العمرية الممتدة بين (30 – 45) عاماً. ويميل قصور الغدة الدرقية إلى أن تكون الأكثر انتشاراً
أعراض خمول الغدة الدرقية عند النساء
يمكن أن تتسبب حالة خمول الغدة الدرقية وانخفاض مستويات الهرمون الذي تنتجه إلى ظهور العديد من أنواع الأعراض المزعجة للنساء ومن من بينها:
فترات حيض غير منتظمة
بسبب اعتماد الجهاز التناسلي لدى المرأة على هرمونات الغدة الدرقية، فإن أي خلل في مستويات هذه الهرمونات ينعكس سلباً على الدورة الشهرية. فهو يؤدي إلى عدم انتظام فترات الدورة الشهرية أو عدم حدوثها أو انقطاع الطمث بشكل كامل.
أظهرت إحدى الدراسات أن ما يقارب من امرأتين من كل 10 مصابات بخمول الغدة الدرقية يعانين من أعراض عدم انتظام الدورة الشهرية المختلفة.
زيادة الوزن
من الأعراض المزعجة والمحبطة لخمول الغدة الدرقية عند النساء هو زيادة الوزن، حيث تظهر بعض الدراسات أن هذه الزيادة قد تكون بمقدار (2.25 – 4.5) كيلوغرام. بينما دراسات أخرى ترى أن زيادة الوزن قد تكون بنسبة تقارب من 10% من الوزن الأصلي للجسم، قد تتوزع ما بين تجمع للماء والأملاح في الجسم وبين زيادة نسبة الدهون فيه أيضاً.
ويعود ذلك إلى أن من وظائف الغدة الدرقية التحكم في عملية التمثيل الغذائي وتنظيم الشهية. لكن بسبب خمولها فإن التمثيل الغذائي يصبح أكثر بطأً مما ينعكس على كمية الطاقة المحروقة في هذه الحالة. كما أن الشعور بالتعب لأقل نشاط مبذول قد يؤدي أيضاً إلى زيادة الوزن.
التعب والشعور بالبرد
كلما كانت مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضاً أكثر كلما كان شعور المرأة بالتعب والبرد أكثر. ويحدث ذلك غالباً كنتيجة انخفاض مستويات الطاقة الطاقة لديها.
تساقط الشعر
يتأثر شعر المرأة التي تعاني من خمول في الغدة الدرقية بشكل كبير. حيث أن واحدة من كل 3 نساء تلاحظ تساقط شعرها بدرجات متفاوتة (سواء كان ذلك بترقق الشعر أو تساقطه). كما تلاحظ بعضهن أن حواجبهن أيضاً قد تساقطت خلال فترة عدم اتزان هرمونات الغدة لديهن.
كما يمكن أن تعاني المرأة في هذه الأثناء من مشكلات الشعر الأخرى، مثل:
- جفاف الشعر.
- خشونة ملمسه.
- يصبح الشعر هشاً للغاية ومتقصفاً.
- ضعف نموه.
يمكن أن تلاحظ المرأة حدوث تغييرات لأظافرها أيضاً، فقد تصبح أكثر هشاشة أو سميكة للغاية وقد تنمو ببطء أكبر.
التغيرات جلدية
من الشائع أن يكون الجلد جافاً عند حدوث خمول في الغدة الدرقية، فغالباً ما يصبح الجلد أرق ويظهر عليه الكثير من القشور بسبب خلايا الجلد الميتة، مما يؤدي إلى جفافه. وعادة ما تلاحظ هذه المشكلات الجلدية في أماكن مثل الذراعين والساقين فوق المفاصل، كما قد تحدث أيضاً على راحتي اليد.
في حالات خمول الغدة الدرقية المزمنة أو غير المعالجة قد يحدث ما يسمى الوذمة المخاطية (Myxedema). وهي حالة تؤدي إلى تورم الجلد (خاصة على الوجه واليدين والقدمين) بسبب تراكم السوائل في الجلد، الأمر الذي يحتاج إلى عناية طبية طارئة. وعلى الرغم من أن التغيرات الجلدية الناتجة عن خمول الغدة الدرقية تتحسن مع عودة مستويات هرمون الغدة إلى وضعه الطبيعي، إلا أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت.
مشكلات الخصوبة
من الأمور التي يُبحث بها في حال مواجهة صعوبات في الحمل وجود مشكلة في الغدة الدرقية وإن كان الخلل بسيطاً في مستوياتها. حيث أن هرمونات هذه الغدة لها علاقة كبيرة في القدرة الإنجابية للمرأة. وقد يؤدي انخفاض مستوياتها إلى العقم في بعض الأحيان أو التأثير على الحمل وصحة الجنين. ومن المشكلات المتعلقة بالصحة الإنجابية والمتأثرة بحالة الغدة الدرقية:
- منع إطلاق البويضة أثناء الدورة الشهرية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة خطر الإجهاض.
- تسمم الحمل.
- الولادة المبكرة وولادة جنين ميت.
- النزيف بعد الولادة.
- ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة وضيق تنفسه.
في إحدى الدراسات، تم ملاحظة انخفاض مستويات الغدة الدرقية لدى حوالي 24% من النساء اللاتي لم يتمكن من الحمل بعد عام واحد.
العجز الجنسي
على الرغم من صعوبة الحديث عن الأمر لدى الكثير من النساء، إلا أن العجز الجنسي (سواء كان بانخفاض الرغبة الجنسية أو عدم القدرة على الاستمتاع) قد يكون من أعراض خمول الغدة الدرقية.
ومع أن طريقة تسبب مشكلات الغدة الدرقية في الخلل الجنسي الوظيفي غير واضحة على وجه التحديد، إلا أن قد يؤثر على مستويات الهرمونات الجنسية ويؤدي إلى مشكلات في الرغبة والإثارة وصعوبات في الوصول إلى النشوة الجنسية.
الاكتئاب والتغيرات المزاجية
لن يؤثر خمول الغدة الدرقية على الصحة الجسدية فقط عند النساء. بل إن تأثير ذلك يمتد إلى الحالة النفسية ويؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات المزاجية الأخرى. حيث أن أكثر من نصف النساء اللاتي يعانين من قصور الغدة الدرقية يعانين من الاكتئاب أيضاً.
كما أنه من الشائعة أن تعاني النساء في هذه الحالة من التغيرات العقلية التالية:
- صعوبة في التركيز.
- مشكلات في الذاكرة.
- تباطؤ عملية التفكير.
نظراً لأن العديد من أعراض خمول الغدة الدرقية تتداخل مع ضغوط الحياة اليومية وخاصة بالنسبة للنساء، فغالباً ما يتم تجاهلها أو نسبها بشكل خاطئ.
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً ما يتم إعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى وضعه الطبيعي من خلال العلاج الدوائي الفعّال. إلا أن معرفة الجرعة المناسبة وملاحظة التأثيرات الإيجابية قد يحتاج إلى المزيد من الوقت.
لذلك، إن لاحظت عدم قدرتك السيطرة على ردود أفعالك ومشاعرك وأفكارك السلبية، فإن نصيحة الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي عند انتظار تحسن الحالة بالدواء. بل اللجوء إلى العلاج النفسي الذي يساعدك في تفهم حالتك والتأقلم مع الوضع الراهن بشكل أفضل.