ما ستجده في هذا المقال:
في الكثير من الحالات لا تعد الأدوية المستخدمة علاجاً شافياً للحالة الصحية كما هو الحال عند استخدام الأدوية لأمراض القلب والربو. والأمر ذاته ينطبق في علاج الإدمان، حيث أن الأدوية تستخدم لإدارة الحالة والتقليل من التأثيرات الصعبة على الدماغ والسلوكيات، كما أنها تتيح المجال للشخص لاستعادة السيطرة على الحياة.
تعرف معنا على الأدوية المستخدمة في علاج حالات متنوعة من إدمان المواد وما الفائدة منها.
أهمية استخدام الأدوية في علاج الإدمان
يعتبر الدواء الخط العلاجي الأول عند التحدث عن الإدمان على الكحول أو المواد الأفيونية سواء كانت مسكنات ألم أو هيروين أو الفنتانيل. وعلى الرغم من أهمية العلاج السلوكي والاستشارة، فإن الأدوية تساعد بشكل كبير في التقليل من الحالات الانتكاسية المحتملة.
كما أن هذه الأدوية تساعد في التخلص من المواد الأفيونية، إلا أن الدواء وحده دون علاج نفسي وسلوكي من شأنه أن يساهم في العودة للمخدرات من جديد. حيث يعمل على:
- علاج أعراض الانسحاب:
عندما يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات لأول مرة. فغالباً ما يعاني من أعراض جسدية ونفسية مختلفة، بما في ذلك الأرق والاكتئاب والقلق. تعمل بعض الأدوية العلاجية على تقليل الأعراض المزعجة، مما ينعكس إيجاباً في القدرة على التوقف عن تعاطي المخدرات.
- الاستمرار في العلاج:
يحتاج الدماغ إلى التكيف بشكل تدريجي مع غياب المواد المخدرة. وتعمل هذه الأدوية تعمل ببطء على المساعدة في منع الرغبة الشديدة في تناول المزيد من المواد المخدرة. كما أن لها تأثير مهدئ على أنظمة الجسم المختلفة. مما يساعد المريض على التركيز على الاستشارة والعلاجات النفسية الأخرى المتعلقة بخطته العلاجية.
- منع الانتكاس:
من خلال هذه الأدوية يمكن التقليل من خطر التعرض لانتكاسات جديدة. حيث أنها تعمل على تقليل من تأثير المحفزات المرتبطة بتعاطي المخدرات مثل الأشخاص والأماكن والأشياء والحالات المزاجية. مما يضمن بقاء المريض على مسار العلاج.
هل تساعد الأدوية في علاج الإدمان على المنشطات والقنب؟
إن كان الشخص مدمناً على المخدرات مثل المنشطات أو القنب، فلا يوجد علاج دوائي يساعده في التعافي. لذلك ليس لديه خياراً سوى العلاجات السلوكية للتخلص من إدمانه. بحيث يتم تصميم الخطة العلاجية بما يتناسب مع أنماط تعاطي المخدرات لديه والمشاكل الطبية والنفسية والاجتماعية المرتبطة بتعاطيه المخدرات.
أهم الأدوية المستخدمة لعلاج حالات الإدمان
اعتماداً على نوع المادة المخدرة يتم اختيار الأدوية المناسبة للمساعدة في العلاج. فمثلاً:
الإدمان على الأفيون
هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن الاعتماد عليها في هذه الحالة. حيث تعمل على إعادة التوازن لكيمياء المخ، وحجب التأثيرات المبهجة للمواد، وتخفيف الرغبة الشديدة للتعاطي. بالإضافة إلى أنها تعيد وظائف الجسم إلى طبيعتها دون وجود أي تأثير سلبي للمادة المستخدمة. ومن أشهر هذه الأدوية:
- الميثادون (Methadone).
- بوبرينورفين (Buprenorphine).
- نالتريكسون (Naltrexone).
- لوفيكسيدين (Lofexidine).
حيث تعد هذه الأدوية آمنة للاستخدام قصير المدى أو طويل أو حتى الاستخدام المستمر. فهي مناسبة في حالات الإدمان على المواد الأفيونية قصيرة المفعول. مثل الهيروين والمورفين والكودايين، أو المواد الأفيونية شبه الاصطناعية مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون.
في حال كان الشخص مدمناً على النيكوتين، فإن أدوية مثل بوبروبيون (Bupropion) أو فارينيكلين (Varenicline) غالباً ما تكون مفيدة في رحلته العلاجية.
الإدمان على الكحول
تساعد بعض الأدوية مثل الأكامبروسيت (Acamprosate) والديسلفرام (Disulfiram) والنالتريكسون (Naltrexone) في التقليل من الأعراض المزعجة عند التوقف عن تعاطي الكحول. لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذه الأدوية تكون ذات فائدة فقط في حال دمجها مع العلاج النفسي. أما الاعتماد عليها بشكل منفرد فلن تعطي النتيجة المتوقعة نهائياً.
فوائد استخدام الأدوية في حالات الإدمان؟
على الرغم من أن العلاج بمساعدة الأدوية يكون أكثر فعالية عندما يقترن بأشكال أخرى من العلاج، مثل العلاج النفسي السلوكي والاستشارة. حيث يتناول هذا النهج العلاجي الجوانب النفسية والجسدية والاجتماعية للإدمان، مما يوفر أساساً شاملاً يمكن الانطلاق منه للتعافي. إلا أن تناول هذه الأدوية يوفر للمريض مجموعة من الفوائد مثل:
- التقليل من الرغبة الشديدة للتعاطي من جديد والتخلص من أعراض الانسحاب المرافقة لفترة التوقف عن التعاطي.
- انخفاض احتمالية التعرض للانتكاسات.
- زيادة القدرة على العمل في الحياة اليومية، وذلك بسبب التخلص من الأعراض الانسحابية المزعجة.
- تحسين الصحة البدنية والنفسية على حد سواء.
يساعد تناول الأدوية العلاجية خلال خطة التعافي في التقليل من خطر استخدام جرعة زائدة من المادة المخدرة، وبالتالي خفض احتمالية الإصابة بمضاعفات خطيرة أو الموت.
هل الانتكاس والعودة لتعاطي المخدرات يعني فشل العلاج؟
يعد الانتكاس أو العودة قليلاً إلى تعاطي المخدرات بعد الإقلاع عن الإدمان جزءاً طبيعياً من رحلة التعافي. ومع ذلك فإن الأدوية العلاجية المقترحة ما هي إلا وسيلة للحماية من التعرض لمثل هذه الانتكاسات. وكما أن التوقف عن الخطة العلاجية في الأمراض المزمنة يعمل على تدهور الحالة، فإن الخروج عن مسار العلاج ولو قليلاً في حالة الإدمان يساهم في الانتكاس من جديد.
قد يحتاج الأمر فقط للتحدث مع الطبيب المعالج، حيث قد لا يتعدى الإجراء سوى تغيير الجرعة العلاجية أو اختيار علاج آخر أكثر فاعلية للحالة الشخصية.
ومع ذلك، قد تكون هذه الانتكاسات خطيرة مع بعض الأنواع من المخدرات، بل قد يصل الخطر إلى احتمالية الموت. حيث أن تناول جرعة مماثلة للجرعة التي كان يتناولها الشخص قبل إقلاعه عن الإدمان، تعد جرعة زائدة لن يستطيع الجسم التكيف معها أو الاستجابة لها بالشكل المعتاد، لذلك فهي قد تسبب أعراضاً تهدد حياة الشخص.
ضرورة الإشراف الطبي عند تناول الأدوية للتخلص من الإدمان
تعد الأدوية المستخدمة في الخطة العلاجية من الأدوية القابلة لإساءة استخدامها. لذلك فإن الإشراف الطبي من قبل الطبيب المعالج يعد أمراً في غاية الأهمية. كما أن هذا الإشراف يساعد في تعديل الجرعة أو تغيير الدواء عند الحاجة لذلك.
وقد تكون هناك بعض التفاعلات الكيميائية الناتجة عن تزامن هذه الأدوية مع الأدوية الخاصة بالحالات الصحية، لن يستطيع المريض التعامل معها بشكل ذاتي.
كلمة من عرب ثيرابي
يحتاج الشخص المدمن إلى علاجات سلوكية لمساعدته على تعديل مواقفه وسلوكياته المتعلقة بتعاطي المخدرات. مما يزيد من قدرته على التعامل مع المواقف العصيبة والمحفزات المختلفة التي قد تسبب انتكاسة أخرى. كما أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن هذه العلاجات السلوكية تعمل على تعزيز فعالية الأدوية ومساعدته على البقاء ملتزماً في العلاج لفترة أطول.