Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
فوبيا العيون

فوبيا العيون: أسباب وعلاج

قد تكون فوبيا العيون من أكثر أنواع الفوبيا غرابة، ولكن حقيقية، حيث يعاني بعض الأشخاص الخوف من النظر في أعين الآخرين أو ملامسة أعينهم، مما يترتب عليه الكثير من الآثار السيئة، ولكن ما هي فوبيا العيون وكيف يتم التخلص منها؟

 

فوبيا العيون

فوبيا العيون (Ommatophobia) هي الخوف أو القلق الشديد من العيون بشكل عام، أو النظر في عيون الآخرين أو لمس الشخص لعينه، مهما كان سبب اللمس، حيث يخاف الشخص من إصابتها بتلف أو العمى.

 

أسباب فوبيا العيون

لا يوجد سبب واحد واضح لإصابة الشخص بفوبيا العيون، ولكن يحتمل أن تتسبب بعض العوامل في زيادة احتمالية الإصابة بهذه الفوبيا، ومن ضمن هذه العوامل:

    • التجارب المؤلمة: حيث إن مرور الشخص ذاته أو أحد المقربين منه في تجربة تتعلق بالعين، مثل خروج العين من تجويفها قد يسبب ردة فعل قاسية تؤدي حتماً إلى خوف الشخص على عيونه.
    • العادات المكتسبة: يلتقط الأطفال العادات التي يسلكها ذويهم، فعند متابعة الطفل لخوف والده مثلاً فيما يتعلق بالعيون، قد يطور خوفه الخاص من الأمر.
    • الجينات المكتسبة: تؤدي إصابة أحد أفراد العائلة بأحد اضطرابات القلق بشكل عام أو أحد أنواع الرهاب بشكل خاص في زيادة فرصة الأفراد الآخرين بالإصابة بالرهاب.
    • ردود الفعل: يسبب تطور القلق الناتج عن المواقف الفورية التابعة الخوف من العيون، لتطور الحالة إلى فوبيا كاملة من العيون.
    • اضطرابات نفسية: إصابة الشخص بأحد أنواع اضطرابات القلق، حيث يؤدي القلق الاجتماعي إلى تجنب التواصل البصري بين الشخص والآخرين، أو أن يعاني من توتر طويل الأمد.
    • الأفلام أو الإعلام: كثيراً ما نشاهد أفلاماً للرعب تصور العيون بطريقة منفرة، مما قد يولد لدى فئة معينة من الأشخاص هذا النوع من الفوبيا عند تواجد العامل الوراثي.

    يمكن للأخ الأكبر أو الصديق أن يغرس الخوف في الأطفال من شكل العيون. مما يؤدي إلى رهاب مدى الحياة.

     

    أعراض فوبيا العيون

    غالباً ما تتنوع الأعراض التي يشعر بها الشخص المصاب بفوبيا العيون، حيث أن الأعراض تنقسم إلى جسدية أو سلوكية أو نفسية على النحو التالي:

    الأعراض الجسدية

    من أهم الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص برهاب العيون نوبات الهلع، والتي تشتمل على الأعراض التالية:

      • شعور الشخص بعدم التوازن أو الدوخة واحتمالية الإغماء.
      • شعور الشخص بأنه يختنق.
      • ارتجاف الشخص.
      • تعرق يدا الشخص بشكل مفرط.
      • إصابة الشخص بألم في الصدر أو ضيق في التنفس.
      • يعاني الشخص من الغثيان أو الرغبة بالتقيؤ.
      • اضطراب الجهاز الهضمي، أو الإسهال.
      • يعاني الشخص من قلة الشهية بالفترة التي تلحق أو تسبق التعرض للموقف.
      • إصابة الشخص بالقشعريرة نتيجة التقلبات الحرارية، ومن ثم تحدث نوبات متتالية من البرودة أو السخونة.
      • الشعور بالوخز أو الخدر بالأطراف.
      • تسارع ضربات القلب لدى الشخص.
      • الإصابة بالأرق.
      • توتر عضلات الشخص.
      • ارتفاع ضغط الدم.
      • جفاف فم الشخص.

      الأعراض النفسية

      أما الأعراض النفسية المرافقة لفوبيا العيون فهي:

        • شعور الشخص بأنه على وشك الهلاك أو الموت.
        • شعور الشخص بالانفصال عن الواقع أو فقدان السيطرة على الموقف، مما يستدعي إحساسه بالخجل أمام الآخرين.
        • رغبة الشخص بالهروب أو الابتعاد من الموقف المقلق.

        الأعراض السلوكية

        قد تنطوي هذه الفوبيا على مجموعة من السلوكيات التي تتمثل بالتجنب، مثل:

          • تجنب لمس العين، أو وضع العدسات اللاصقة.
          • تجنب الذهاب إلى طبيب العيون.
          • وضع النظارات الشمسية بشكل مستمر.
          • تجنب الأماكن التي قد يحتمل وصول التراب أو الماء إلى العين.

          بعض الأشخاص الذين يعانون من رهاب العيون لديهم ميول انتحارية واكتئاب. والعديد منهم يعانون من القلق الاجتماعي.

           

          مضاعفات فوبيا العيون

          على الرغم من نظرة البعض إلى هذا النوع من الفوبيا على أنه بسيط، ولكن خطورته تكمن بعدم القدرة على تجنب لمس العين، مما ينتج عنها بعض المضاعفات في الحالات غير المعالجة، منها:

            • إصابة الشخص بالقلق الاجتماعي.
            • الإصابة بالاكتئاب.
            • قد يحاول بعض المصابين بهذا النوع من الفوبيا الانتحار.
            • تطور بعض المشكلات المتعلقة بالعيون بسبب تجنب مراجعة طبيب العيون للكشف عن المشكلة في بدايتها.  
            • تجنب الاستمتاع بالرحلات بسبب الخوف من دخول شيء إلى العين.
            • التأثير على الحياة العائلية أو الاجتماعية، إذ يحاول الشخص عدم التواصل البصري مع الآخرين قدر الإمكان.

             

            التعامل مع فوبيا العيون

            يمكن للشخص مساعدة نفسه للتخلص من الأعراض التي يعاني منها في فوبيا العيون من خلال:

              • المشاركة من مجموعات الدعم سواء المباشرة أو المتوفرة على مواقع التواصل، حيث يمكن الاستفادة من تجارب الآخرين والحصول على الدعم النفسي المطلوب.
              • استخدام التقنيات المتنوعة التي تساعد على إدارة القلق، من ضمن هذه الأساليب تقنيات الاسترخاء، أو التدوين، أو التأكيدات الذاتية الإيجابية.
              • التثقيف الذاتي من خلال الكتب المتعلقة بالرهاب بأنواعه، أو رهاب العيون بشكل عام.
              • ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي للتقليل من حدة التوتر أو القلق.
              • الاتصال قدر الإمكان من الأشخاص المقربين والأصدقاء، ومحاولة التواصل البصري معهم.
              • التقليل من تناول المنبهات التي تساعد في زيادة مستويات التوتر اليومي بشكل كبير.

               

              علاج فوبيا العيون

              يمكن للمعالج النفسي المساهمة في تخلص الشخص من الأعراض التي يعاني منها من خلال اتباع أحد أنواع العلاج النفسي التالية:

              العلاج المعرفي السلوكي (CBT) 

              والذي يساعد على فهم كيفية ارتباط الأفكار مع السلوكيات، وبالتالي بنوبات الهلع التي تظهر أثناء التعرض، مما يساعد في تغيير طريقة التفكير إلى أخرى أكثر إيجابية وواقعية، حيث يتم في العلاج:

                • اتباع أسلوب العلاج بالتعرض، وفيه يتم تعريض المريض لمخاوفه بالتدريج.
                • اتباع أسلوب إزالة التحسس الموجود لدى المريض.
                • الطلب من المريض القيام ببعض الواجبات المنزلية مثل الكتابة عن العين، مشاهدة الصور والفيديوهات المتعلقة بالعين، وفي النهاية لمس العين.

                علاج الحد من التوتر المعتمد على اليقظة (MBSR) 

                يعمل هذا النوع من العلاج على الحد من توتر الشخص وقلقه، حيث أن فوبيا العيون قائمة على الخوف من العيون، لذلك يتعلم الشخص طرق جديدة للتأقلم والتعامل من العيون وإدارة القلق والتوتر بطرق أكثر وعياً.

                العلاج الجدلي السلوكي (DBT) 

                من العلاجات المفيدة في هذه الحالة، حيث يعمل على إعادة تنظيم الأفكار لدى الشخص بحيث ترتبط العيون بأشياء أكثر إيجابية، ويتمكن الشخص في هذا العلاج من:

                العلاج الدوائي

                 تساعد الأدوية المضادة للقلق والمضادة للاكتئاب في تقليل الأعراض التي تصيب الشخص نتيجة تعرضه لموقف مقلق، لذلك قد يصفها الطبيب النفسي إلى حين تخلص المريض من مخاوفه.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                على الرغم من وجود الكثير من الاختبارات الخاصة بتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بفوبيا العيون على الإنترنت، إلا أننا في عرب ثيرابي نرى أنه لا بد من اللجوء إلى الأخصائي النفسي المتمرس لتشخيص الحالة، بالإضافة إلى المساعدة في التخلص من الأعراض التي يعاني منها الشخص، حيث إنه لن تختفي هذه الأعراض دون الحصول على المساعدة المتخصصة بذلك.