ما ستجده في هذا المقال:
هل تساءلت يومًا عن القوة الخفية التي تكمن وراء تلك الابتسامة التي تتسلل إلى وجهك عند سماع صوت صديق؟ أو عن السر وراء الشعور بالراحة والأمان الذي تجده في أحضان صداقة حقيقية؟ تعرف معنا على مجموعة من الفوائد الناتجة عن تكوين علاقات صداقة إيجابية.
ما هي الفوائد النفسية للصداقة الإيجابية؟
إن الصداقات القوية هي حجر الزاوية في بناء مجتمعات صحية وسعيدة. فهي تعزز الترابط الاجتماعي، وتساهم في خلق بيئة آمنة أو داعمة. بالإضافة إلى ذلك فإن لها تأثيرات نفسية عظيمة يمكن ملاحظتها من خلال فوائد الصداقة الإيجابية (Positivity) التالية:
توفير شبكة دعم للأوقات الصعبة
عندما نواجه أوقاتًا صعبة، قد نجد صعوبة في إدارة أفكارنا ومشاعرنا. هنا يأتي دور الأصدقاء، حيث يساعدوننا على التوازن وتجاوز مخاوفنا من خلال الاستماع لنا وتقديم وجهات نظر جديدة.
حيث أن وجود صديق داعم في الأوقات العصيبة يمكن أن يُسهّل علينا التعامل مع التحديات، مما يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة تقلبات الحياة.
تعزيز الشعور بالانتماء
الشعور بالانتماء هو ركيزة أساسية للسعادة والرفاهية النفسية. الأصدقاء هم من يوفرون لنا هذا الشعور الدافئ، فمن خلالهم نتعلم، وننمو، ونشعر بالقوة ومن ثم الثقة بأنفسنا. الصداقة كنز لا يقدر بثمن، فهي تساهم في تشكيل هويتنا، وتجعل حياتنا أكثر معنى.
تحسين الثقة بالنفس
عندما نشعر بالإحباط، قد ننسى إنجازاتنا السابقة. إلا أن الأصدقاء الحقيقيين يذكروننا بقدراتنا، ويعززون ثقتنا بأنفسنا، مما يدفعنا إلى المضي قدمًا. حيث أنهم يساعدوننا على تغيير نظرتنا للأحداث السلبية، ويرون في كل تحدٍ فرصة للنمو والتطور.
التشجيع على التغيير الجيد
الأصدقاء الحقيقيون يدفعوننا بلطف خارج حدود راحتنا، ويشجعوننا على تجربة أشياء جديدة. هذه التجارب هي التي تشكل شخصياتنا وتوسع آفاقنا. من خلال التفاعل مع أصدقائنا، نتعلم مهارات جديدة، ونكتسب وجهات نظر مختلفة، ونطور شخصياتنا. هذه المهارات تساعدنا على التكيف مع التغيرات التي تحدث في حياتنا، وتجعلنا أشخاصًا أكثر مرونة وقابلية للتكيف.
كما يقول المثل: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”، فالأصدقاء هم انعكاس لذواتنا، وهم الذين يساعدوننا على أن نصبح أفضل نسخة من أنفسنا.
كيف تساعد في تخفيف التوتر؟
الحياة مليئة بالتحديات التي قد تجعلنا نشعر بالإرهاق والضغط. لكن وجود الصداقة له فوائد إيجابية في تخفيف حدة التوتر، وذلك من خلال:
- الدعم الذي نحصل عليه من الأصدقاء يجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا في مواجهة الصعاب. كما أنهم يقدمون مساعدة حقيقة عند التعامل مع المواقف الصعبة.
- عندما نشعر بالضغوط الحياتية، فإن التفاعل مع الأصدقاء يساعدنا على تحويل تركيزنا إلى أشياء إيجابية، مما يخفف من حدة القلق والتوتر.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء يساعد في خفض مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، مما يحمي قلبنا وأوعيتنا الدموية، ويعزز جهاز المناعة لدينا.
من فوائد الصداقة الإيجابية تعزيز الدعم العاطفي، كيف ذلك؟
عندما تواجه تحديات الحياة، فإن الشعور بالوحدة يمكن أن يزيد من حدة المعاناة. ولكن الدعم (Support) العاطفي الذي تقدمه الصداقة يساعدنا على الشعور بأننا لسنا وحدنا.
فمن خلال الاستماع إلينا، وتقديم التعاطف، أو تقديم الكلمات الطيبة، فإن أصدقاؤنا يساعدوننا على تجاوز أصعب الأوقات. حيث أن وجودهم بجانبنا، فإنهم يساعدوننا على التعافي بشكل أسرع والعودة إلى حياتنا الطبيعية.
كما تشير الدراسات إلى أن السعادة معدية بشكل كبير، خاصة بين الأصدقاء. فوجود أصدقاء سعداء يضاعف فرص تعافي المراهقين المصابين بالاكتئاب (جرب اختبار الاكتئاب)، ويقلل من خطر إصابة الأطفال بالاكتئاب بنسبة كبيرة. هذه النتائج توضح بوضوح أن الأصدقاء يلعبون دورًا حاسمًا في صحتنا النفسية، وأن اختيار دائرة أصدقائنا بعناية هو استثمار في سعادتنا المستقبلية.
أظهرت الدراسات أن المراهقين الذين يشعرون بأنهم محاطون بشبكة دعم قوية من الأصدقاء والعائلة هم أقل عرضة للإصابة بالضغط النفسي والاكتئاب.
ما هي الفوائد الصحية للصداقة الإيجابية؟
أثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية القوية ليست مجرد عامل مساعد على السعادة، بل هي عنصر أساسي في الحفاظ على الصحة الجسدية. فوجود دائرة من الأصدقاء والأحباب يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتعاطي المخدرات وأمراض القلب وحتى السرطان.
وعلى النقيض، فإن العزلة الاجتماعية ترتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة كبيرة، مما يؤكد أهمية العلاقات في إطالة العمر وتحسين نوعية الحياة. حيث أثبتت الدراسات أن العزلة الاجتماعية ليست مجرد شعور بالوحدة، بل هي عامل خطر حقيقي للمرض والموت. الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية يعيشون حياة أقصر مقارنة بأقرانهم الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية.
ويعود ذلك إلى التشجيع على إجراء التغيرات الإيجابية في الحياة، والتي من ضمنها:
- الحفاظ عليها لتناول الطعام بشكل أفضل، أو التشجيع على اتباع برنامج إنقاص الوزن.
- ممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
- اقتراح أنشطة قد لا يفكر بها الشخص، والخروج من منطقة الراحة لتحدي الذات.
كيف يمكن بناء صداقات إيجابية؟
عند البحث عن صديق حقيقي، فإن أهم شيء هو الثقة المتبادلة (Trust). ابحث عن شخص تشعر معه بالأمان الكافي لمشاركة أسرارك وأفكارك. التواصل المفتوح والصريح هو أساس أي صداقة قوية. مع التركيز على بعض السمات في رحلة البحث عن الصديق الجيد، والتي منها:
- إبداء اهتمامًا حقيقيًا بحياتك أو ما تشعر به وما تفعله.
- تقبلك كما أنت دون محاولة تغييرك.
- قدرتك على الحديث بأريحية معه دون الخوف من إصداره الأحكام أو آراء.
- تحدثه عن نقاط ضعفه دون شعوره بالخجل أو الإحراج أمامك.
لذلك، لا تخف من التعرف على أشخاص جدد وتكوين علاقات جديدة. كلما زادت دائرتك الاجتماعية، زادت فرصك في العثور على أصدقاء يشتركون معك في الاهتمامات والقيم. ومن الأفكار الجيدة لذلك:
- حضور الفعاليات المجتمعية سواء كانت على أرض الواقع أو عبر الإنترنت.
- القيام بأعمال التطوع، يمكن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تنظمها المنظمات التطوعية للتعرف على المتطوعين لديهم الاهتمامات ذاتها.
- تجربة النشاطات أو اهتمامات الجديدة.
أظهرت الدراسات أن الجمع بين العلاج النفسي والدعم الاجتماعي يؤدي إلى نتائج أفضل في التعافي من العديد من الاضطرابات النفسية.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم مليء بالتحديات، تظل رفقة (Companionship) الإيجابية منارة للأمل والدعم. انضم إلى عرب ثيرابي اليوم وابدأ رحلتك نحو صحة نفسية أفضل من خلال بناء علاقات إيجابية. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نقدم لك الدعم الذي تحتاجه لتعيش حياة مليئة بالسعادة والإلهام. لا تنتظر، استثمر في نفسك وفي علاقاتك الآن!