ما ستجده في هذا المقال:
غالباً ما نرى الحشرات عند القيام بالتنزه، لكنها لا تؤثر على مجرى سير الرحلة عند الأغلبية، وقد يشعر البعض بالاشمئزاز والخوف الطبيعي منها، ولكن هذا الأمر قد يسبب القلق والخوف الشديد لدى فئة من الأشخاص يتخذون من الحشرات سبباً لقلقهم، عندها تسمى فوبيا الحشرات.
ما هي فوبيا الحشرات؟
هي الخوف الشديد الذي يتملك الشخص عند التفكير أو رؤية الحشرات مباشرة، مما يترتب عليه التقليل من نشاطاتهم الخارجية لتجنب الكثير من لمواقف. مما يؤثر على حياتهم اليومية، ويطلق على فوبيا الحشرات أيضاَ أكاروفوبيا (Acarophobia) أو إنسبكتوفوبيا (Insectophobia).
أسباب فوبيا الحشرات
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الشخص برهاب الحشرات، وعلى الرغم من منطقية بعضها ولكن ردود الأفعال تكون أكبر بكثير من الموقف نفسه، ومن هذه الأسباب:
- التعرض في الماضي لتجربة سيئة أدت لهذه الحالة، أو سماع تجربة شخص أخر، مثل الإصابة بلدغة من الدبور.
- وجود عامل وراثي يؤدي إلى إصابة الشخص بفوبيا الحشرات.
- المعاناة من حساسية الجلد أو الحكة الناتجة عنها، بسبب لدغة الحشرات.
- تقليد خوف الاخرين الذين يعانون من فوبيا الحشرات بشكل تلقائي.
- الإصابات الخاصة بالدماغ، حيث أن بعض هذه الإصابات تعمل على تغير تكيف الدماغ من الخوف أو القلق، ومن هذه الإصابات ارتجاج الدماغ.
ماذا يخشى المصاب برهاب الحشرات؟
يخاف المصاب بفوبيا الحشرات من الأمور التالية:
- الخوف من الإصابة بلدغة من حشرات معينة مثل الدبور أو النحلة.
- الخوف من الإصابة ببعض الأمراض المنقولة من قبل الحشرات أثناء لدغها للشخص.
- الخوف من التلوث الذي قد تسببه الحشرات من خلال ما تحمله من ملوثات.
محفزات فوبيا الحشرات
يشعر الشخص المصاب بفوبيا الحشرات بالأعراض فور وجود محفز يثير لديه مخاوفه، ومن هذه المحفزات نذكر:
- تواجد بعض الحشرات في الأماكن الخاصة بالمصاب بفوبيا الحشرات، مثل تواجدها في منزله أو على جسده.
- مشاهدة الحشرات بطريقة غير مباشرة سواء كانت من خلال برامج تلفاز أو صور.
مشاهدة الحشرات بطريقة غير مباشرة سواء كانت من خلال برامج تلفاز أو صور.
أعراض فوبيا الحشرات
على الرغم من معرفة معظم الأشخاص المصابين بفوبيا الحشرات عدم خطورة الكثير من هذه الحشرات بشكل حقيقي، ولكن لا يستطيعون السيطرة على القلق عند رؤيتهم للمحفز، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- الخوف الفوري والشديد عند رؤية الحشرات وإن كانت الحشرة بعيدة عن الشخص.
- عند اقتراب الحشرة من الشخص فإن ذلك يؤدي إلى تزايد الخوف.
- عدم القدرة على التحكم بالمشاعر أو المخاوف، وخروج الوضع عن السيطرة الذاتية.
- نوبات الهلع.
- ضيق في الصدر.
- تسارع ضربات القلب.
- التعرق أو جفاف الفم.
- الارتجاف.
- يلجأ الأطفال إلى البكاء.
- تجنب المواقف التي يحتمل ظهور الحشرات فيها.
- الخوف من الإغماء.
علاج فوبيا الحشرات
عندما تؤثر مخاوفنا على حياتنا اليومية فلا بد من مراجعة الأمر لمحاولة حل المشكلة بالطريقة الصحيحة، لذلك عند محاولة علاج فوبيا الحشرات يجب الالتزام بالخطة العلاجية سواء كانت متكاملة أو باتباع نهج محدد، حيث ينقسم العلاج إلى الأقسام التالية:
العلاج النفسي
وفيه يختار المعالج المتخصص الطريقة المثلى لكل حالة، حيث يمكنه أن يختار ما بين:
- العلاج بالتعرض: ويبدأ المعالج بالحديث عن مخاوف الشخص ثم تعريضه لها ليواجهها بالتدريج، مع اتخاذ التدابير أو الاحتياطات اللازمة لضمان الأمان.
- العلاج المعرفي السلوكي: ويتم فيه التحدث مع الشخص ليستطيع في النهاية تغيير طريقة تفكيره بالمحفزات أو السيطرة على ردود فعله.
العلاج الدوائي
قد يضطر المعالج وصف مجموعة من الأدوية لتقليل الأعراض المصاحبة لفوبيا الحشرات، ومن هذه الأدوية:
- حاصرات بيتا التي تعمل سيطرة على ضربات القلب أو خفض ضغط الدم.
- الأدوية المهدئات أو مضادات القلق المتنوعة مع مراعاة احتمالية الإدمان عليها في حال الاستمرار بتناولها بالإضافة إلى اختيار المناسب منها لحالة المريض.
مضاعفات فوبيا الحشرات
تؤثر فوبيا الحشرات على الحياة اليومية للشخص المصاب بها من خلال:
- تعمل على زيادة انطواء الشخص وانعزاله، فلا يشارك في النشاطات الخارجية بل ويحاول الهروب منها، كما أنها تؤثر على مسار حياته العملية.
- قد تسبب فوبيا الحشرات الشديد حالات من نوبات الهلع، والتي بدورها تعمل على تسارع نبضات القلب أو التعرض لبعض الآثار العضوية.
قد يتوقف بعض الأشخاص عن مغادرة منازلهم لتقليل فرص رؤية الحشرات.
عوامل الخطورة لفوبيا الحشرات
يعتبر الشخص أكثر عرضة للإصابة بفوبيا الحشرات إن كان يعاني من إحدى المشاكل التالية:
- نوع أخر من أنواع الفوبيا.
- اضطرابات القلق.
- اضطرابات استخدام المواد المخدرة، والتي تزيد من التوتر أو القلق بشكل عام.
أنواع من الفوبيا مرتبطة بفوبيا الحشرات
ترتبط أنواع أخرى من الفوبيا بفوبيا الحشرات بشكل وثيق، حيث يمكن اعتبارها أنها تندرج تحتها، ومن هذه الأنواع:
- أبيفوبيا وهي الخوف من النحل.
- أراشنوفوبيا وهي الخوف من العناكب.
- فيرميفوبيا وهي الخوف من الديدان.
- كاتساريدافوبيا وهي الخوف من الصراصير.
- ميرميكوفوبيا وهي الخوف النمل.
- بتروناركوفوبيا وهي الخوف من الذباب.
- سفكسوفوبيا وهي الخوف من الدبابير.
التأقلم مع رهاب الحشرات
يرى من يعاني من فوبيا الحشرات أن التأقلم معها ليس بالأمر اليسير، ولكن بعض الخطوات قد تسهل الأمر بشكل كبير، ومن هذه الخطوات:
- اتباع أساليب التنفس العميق في حال الشعور بالخوف، مما يساعد في التقليل من التوتر أو القلق.
- البحث عن المعلومات والأدلة التي تنقل واقعية الأمر عن الحشرات ولا تضخم الحقائق.
- محاولة تخيل مواقف تم فيها التعامل مع الحشرات بطريقة صحيحة دون القيام بردود فعل مفرطة.
- اتباع أسلوب صحي من حيث النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة والحصول على القدر الكافي من النوم العميق، حيث تساعد هذه الأمور في التقليل من التوتر بشكل عام.
- التعزيز الإيجابي فور مواجهة الموقف بالطريقة السليمة، كمكافئة للنفس وتشجيعها على اتباع السلوك نفسه في المرات القادمة.
- تجنب الأماكن المفتوحة التي قد تزيد فيها الإصابة باللدغات.
- محاولة لبس الملابس التي تغطي أكبر قدر من أجزاء الجسم عند الخروج للتنزه، لتجنب التعرض ببعض اللدغات.
- يمكن رش بعض المستحضرات التي تمنع اقتراب الحشرات عند الخروج.
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً ما يتمكن الشخص من التعامل مع المواقف التي تحفز الأعراض لديه، إلا أنه في بعض الحالات لا يستطيع ذلك. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى المساعدة المتخصصة في حال كان الشخص يعاني من:
- الإصابة بنوبات الهلع.
- الشعور بالقلق باستمرار والذي يؤثر على مدى قدرته على التفاعل في الحياة اليومية.
