ما ستجده في هذا المقال:
هناك الكثير من الأحاديث الدائرة حول العادة السرية وكيف تؤثر على مختلف جوانب الحياة لدى الشخص في حال الإفراط في ممارستها، ومن ضمن ما هو شائع تأثيرها على الذكاء.
تابع القراءة وتعرف على حقيقة الأمر، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية المترتبة على ذلك.
هل تؤثر العادة السرية حقاً على مستوى الذكاء؟
لا بد من التفريق ما بين ممارسة العادة السرية وبين إدمانها، حيث أن الممارسة المعتدلة لهذه العادة لا تؤثر على مستويات الذكاء. بينما الإدمان عليها له الكثير من التأثيرات السلبية على مستوى العقل والذاكرة والذكاء. ويتضح هذا التأثير على النحو التالي:
التأثير على الذاكرة
أظهرت الدراسات أن الممارسة المعتدلة وغير المفرطة للعادة قد يأتي بنتائج إيجابية على الدماغ لدى البعض. لكن ما أن يبدأ الشخص بممارسة هذه العادة بشكل مبالغ به حتى تبدأ ذاكرته بالتأثر سلبياً.
يمكن ربط مشكلات الذاكرة بالعادة السرية من خلال:
- يشعر الشخص بالإرهاق الجسدي والتعب المستمرين بسبب الممارسة المفرطة للعادة. مما ينعكس على قدرة الشخص على الانتباه وبالتالي الحد من قدرته على التذكر.
- غالباً ما يصبح الشخص أكثر شروداً وتفكيراً بالأمور الجنسية عند إدمانه للعادة الجنسية. وهذا بدوره يقلل من تركيزه وانتباهه للأمور الأخرى، وبالتالي التأثير على ذكائه.
- من التغيرات الهرمونية الناتجة عن العادة السرية استهلاك المزيد من هرمون الأستيل كولين. عندها يبدأ الجسم باستبدال هذا الهرمون بهرمون التوتر (الأدرينالين) الذي يؤثر على قدرة الشخص على التركيز ومن ثم على التذكر بشكل عام.
خلال العادة السرية ينتج الجسم المزيد من هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة والتحفيز والتركيز. لكن لا بد أن تكون الممارسة غير مفرطة.
ارتباطات معرفية أخرى لإدمان العادة السرية
الكثير من مدمني العادة السرية صرحوا بأنهم عانوا من بعض المشكلات المعرفية خلال فترة إدمانهم لهذه السلوكيات. ومن ضمن هذه المشكلات المعرفية:
- نسيان المسؤوليات.
- مشكلات في الذاكرة القصيرة الأمد.
- زيادة الاندفاع وسرعة التهيج.
- تدني في المرونة المعرفية.
- انخفاض القدرة على القيام بمهام متعددة في الوقت ذاته.
- مواجهة صعوبات في القدرة على الاستمرار بالاهتمام.
- التعلم بشكل أبطأ بشكل ملحوظ.
- مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات.
- تدني التنظيم العاطفي.
- عدم القدرة على الشعور بالمتعة الجنسية.
من الملفت للانتباه، أن الأشخاص الأذكياء هم أكثر عرضة لإدمان العادة السرية ممن هم أقل ذكاء.
لكن كل ممارسة للعادة الجنسية تعتبر إدماناً. تابع القراءة لمعرفة كيفية الوصول إلى هذه المرحلة وبالتالي فهم حقيقة تأثيراتها السلبية.
كيف يحدث الإدمان على العادة السرية؟
عند ممارسة العادة السرية بكثرة أو مشاهدة المواد الإباحية للتحفيز، فإن المادة الرمادية في الدماغ والمسؤولة عن الشعور بالمكافأة تنخفض بشكل ملحوظ. مما يجعل الشخص تحت ضغط متزايد فيما يحتاجه للشعور بالسعادة ذاتها أو تكرار المشاهد التي يشاهدها للوصول إلى الشعور ذاته.
هذا يجعل الشخص يدخل في دائرة مغلقة من الحاجة المفرطة لممارسة العادة السرية والنقص الحاد في المادة الرمادية.
الخلاصة، يرتبط إدمان العادة السلبية والذكاء بشكل سلبي، وعلى المدى الطويل، يمكن أن تؤثر بشدة على صحة العقلية.
كيفية عكس تأثيرات العادة السرية على الدماغ
قد يعتقد البعض أن التعافي من تأثيرات العادة السرية على الصحة الدماغية أمر مستحيل، لكن تأكد أن الدماغ يتمتع بالمرونة العصبية التي تسمح له استعادة المسارات الطبيعية من جديد.
إن كنت تظن أن الوقت قد فات على ذلك، فاعلم أن الكثير من الأشخاص ممن تجاوز عمره 50 عاماً قد استعادة قدراته المعرفية بعد تخلصه من إدمان العادة السرية.
ليس ذلك فقط، فإن التعافي من إدمان العادة السرية يجعل للعلاقة الزوجية طعام جديد لم يجربه كل من الزوجين من قبل. كما تساعد في التخلص من المشكلات الزوجية المعقدة.
الآثار النفسية للعادة السرية على الدماغ
سواء نظرنا إلى الأمر من خلال التأثيرات النفسية أو الكيميائية على الدماغ فالنتيجة واحدة. حيث أن التغيرات الهرمونية الحاصلة في الدماغ تنعكس على الحالة النفسية، والتي بالتالي تؤثر مرة أخرى على الدماغ.
ففي الوقت الذي يمارس به الشخص العادة السرية، ينتج الجسم الكثير من الهرمونات المختلفة والتي تترك الشخص في حالة من النشوة والسعادة. لكن ما أن تقل مستويات هذه الهرمونات، حتى يبدو مكتئباً وحزين عاطفياً.
تطلق العادة السرية الكثير من الهرمونات، مثل الدوبامين والأوكسيتوسين والإندورفين والتستوستيرون التي يمكن أن تؤثر على الدماغ.
ومن ضمن التأثيرات النفسية التي تتركها العادة السرية على الدماغ:
القلق أو الاكتئاب
وجدت الكثير من الأبحاث وجود علاقة بين ممارسة العادة السرية والشعور بالقلق أو الإصابة بالاكتئاب، خاصة في حال كان الشخص يرغب في التوقف عن هذه الممارسات ولا يستطيع.
وفي الوقت ذاته من المعروف أن الشخص في حالة اكتئابه أو قلقه، فإن التركيز والانتباه والتذكر تصبح تحديات حقيقية يمكن اعتبارها معيقات لقدراته المعرفية. الأمر الذي يجعل العادة السرية تؤثر بشكل كبير على الذكاء لديه.
الشعور بالخجل والعار
تؤثر المشاعر السلبية الناتجة عن ممارسة العادة السرية في الحد من الدافعية أو التمكن من الإقلاع عن هذه السلوكيات لدى الأشخاص الراغبين في التعافي.
حيث أن التحديات الدينية والنظرة المجتمعية والثقافية التي تدور حول مثل هذه السلوكيات تجعل الشخص يشعر بالمزيد من الخجل والعار. وبدلاً أن يساعد في ذلك في نجاح محاولاته العلاجية، فقد تقف حاجزاً أما ذلك وتزيد من مشاعر اليأس والعجز في آن واحد.
مشكلات جنسية نفسية
يحتاج غالبية مدمني العادة السرية إلى مشاهدة المقاطع الإباحية للوصول إلى التحفيز المطلوب للنشوة. تعمل المشاهدة المتكررة والمفرطة على زيادة تقبل الشخص للعنف الجنسي أو الاغتصاب أو الاعتداءات الجسدية.
مما يجعل المشكلات الجنسية النفسية من الأمور المحتمل حدوثها لدى المدمن. فمثلاً المازوخية الجنسية أو السادية الجنسية أو حتى حوادث الاغتصاب أو التحرش بالأطفال من المشكلات التي تزيد لدى مدمني العادة الجنسية.
كلمة من عرب ثيرابي
بغض النظر عن نوع الإدمان الذي يعاني منه الشخص، فإنه يدرك مدى تأثير سلوكياته على جميع تفاصيل حياته اليومية. لذلك يسعى الغالبية إلى التخلص من الإدمان سواء تكللت المحاولة بالنجاح أو الفشل.
إن كنت تعاني من إدمان العادة السرية، ففي معظم الأحيان هناك سبب نفسي أدى بك للقيام بذلك. من هنا يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن اللجوء إلى العلاج النفسي يعد أمراً في غاية الأهمية إن كنت فعلاً ترغب في التخلص من إدمانك والبدء في حياتك الزوجية من جديد.