Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هرمون الخوف

هرمون الخوف

عند مهاجمة الشخص من قبل كلب ضخم، فإن ردة الفعل الطبيعية هي ركض الشخص بأقصى سرعة ممكنة، مع تسارع في ضربات القلب والتنفس السريع، كل ذلك يحدث تلقائياً بسبب هرمون الخوف، ولكن ما هو وكيف يعمل؟

 

ما هو هرمون الخوف؟

هرمون الخوف أو الأدرينالين (Adrenaline) هو هرمون تفرزه الغدة الكظرية في مجرى الدم بشكل تلقائي عند الشعور بالخوف لتحفيز الجهاز العصبي ومن ثم القيام بردة الفعل المباشرة.

 

أعراض إفراز هرمون الخوف

عند مواقف الخوف، يتم إفراز هرمون الخوف (الأدرينالين) إلى جانب كل من هرمون الكورتيزول (Cortisol) وهرمون الألدوستيرون (Aldosterone)، مما يعمل على:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • اتساع حدقة العين.
  • زيادة الانتباه أو تركيز الحواس.
  • خفض الإحساس بالألم.
  • ارتعاش الأيدي أو الأرجل.
  • التعرق بشكل مفرط.
  • التنفس السريع.
  • الشعور بالتوتر أو العصبية.
  • زيادة القوة أو القدرة على الأداء.
  • الشحوب.

 

كيف يعمل الأدرينالين 

عند التعرض لموقف مخيف أو مقلق فإن ردة الفعل المناسبة تنتج عن الخطوات التالية:

  • جزء في الدماغ يسمى ما تحت المهاد يقوم بتحفيز الجهاز السمبثاوي العصبي.
  • يوجه الدماغ الغدة الكظرية لإنتاج الأدرينالين.
  • يتم فرز هرمون الأدرينالين في الدم.
  • يحدث تسارع في  نبضات القلب وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ وعضلات الجسم، ومن ثم تحفيز إنتاج السكر لاستخدامه كوقود في ردة الفعل.

عندما تكون في وضع “القتال أو الهروب” بسبب اندفاع الأدرينالين فقد تجري أسرع مما تفعل عادةً. أو قد لا تشعر بالألم حتى لو تعرضت للإصابة.

 

ارتباط القلق بهرمون الخوف 

يرتبط القلق بشكل وثيق مع الأدرينالين، فحين يتعرض الشخص لموقف معين ينتج عنه قلق وتوتر أو خوف، فإن استجابة الكر والفر (Fight-or-Flight response) تعمل على توجيه الجسم لفرز المزيد من الأدرينالين للتمكن من التعامل مع الموقف.

 

آثار إفراز الأدرينالين بشكل متكرر

عندما يستمر الشخص في التعرض للمواقف المخيفة أو الموترة، فإن جسمه يبقى يفرز هرمون الخوف بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تأثره بشكل سلبي، حيث يكون معرضاً لما يلي:

  • الصداع المستمر.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • الشد العضلي.
  • الإصابة بالأرق أو مشكلات النوم المتنوعة.
  • زيادة الوزن.
  • تلف الأوعية الدموية.
  • القلق أو الاكتئاب.
  • أمراض القلب.
  • السكتة الدماغية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • اضطرابات الغدة الكظرية.
  • مشاكل في عمليات الأيض.
  • مشكلات في التركيز والتذكر.

 

استخدامات هرمون الخوف

في بعض الحالات الطبية، يكون حقن المريض أو المصاب بإبرة من هرمون الأدرينالين أمراض ضرورياً، حيث تعمل على إنقاذ حياته من الموت، مثل حالة فرط التحسس أو ما تعرف بـالتأق (Anaphylaxis) والتي تنتج عن:

  • تناول بعض الأشخاص لبعض الأطعمة مثل الفول السوداني.
  • لدغات بعض الحشرات.

 

كيف يمكن تحفيز الجسم لإفراز هرمون الخوف؟

على الرغم من إفراز الجسم للأدرينالين بشكل تلقائي عند التعرض للمواقف، ولكن يمكن تحفيز الجسم لإفراز هذا الهرمون من خلال:

  • مشاهدة أفلام الرعب.
  • بعض أنواع التحديات، مثل القفز بالمظلات، أو القفز عبر منحدر.
  • ممارسة الغوص في البحر بين الأسماك.

يتم إنتاج 90% من المواد الأولية للأدرينالين (النورادرينالين) في الجهاز العصبي.

 

الإصابة بفرط إفراز هرمون الخوف

على الرغم من إفراز هرمون الأدرينالين يكون بشكل طبيعي في الجسم، ولكن قد يحدث فرط في إفرازه كحالة مرضية.
 

حالات تحفز الجسم على إفراز الأدرينالين

 ومن ضمن الحالات التي يتم فيها إفراز الأدرينالين بشكل مفرط:

  • الحالات المرضية مثل ورم الغدة الكظرية.
  • الحالات النفسية مثل اضطرابات القلق أو الرهاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

 

كيفية تشخيص الإصابة بفرط إفراز هرمون الخوف

يعتمد الطبيب في تشخيص الإصابة بفرط الأدرينالين على:

  • التاريخ المرضي والعائلي للمريض بداية لتجميع المعلومات اللازمة لتشخيص الحالة.
  • بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات المخبرية ومن ضمنها نسبة هرمون الأدرينالين في الدم.
  • عمل الصور الإشعاعية أو الرنين المغناطيسي للكشف عن حالات الأورام إن وجدت.

 

علاج فرط إفراز هرمون الخوف

يوجد خيارات متعددة لعلاج فرط إفراز هرمون الخوف، ويعتمد اختيار العلاج على السبب، حيث يمكن أن يشمل العلاج:

العلاج النفسي

يعمل المختص المعالج على اختيار وسيلة من وسائل العلاج النفسي التالية في علاج فرط إفراز هرمون الخوف:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): حيث يركز المعالج على الأسباب والمعتقدات التي تسبب القلق والخوف، ويعمل على معالجتها واستبدالها بأفكار أخرى للتمكن من التأقلم مع المحفزات.
  • العلاجات القائمة على اليقظة (Mindfulness Intervention): والتي تشمل كل أنواع مهارات الاسترخاء، من ممارسة اليوغا والتأمل وتمارين التنفس العميق.
  • علاج إزالة الحساسية وإعادة المعالجة (EMDR): يتم في هذا العلاج التخلي عن جميع الأفكار السلبية، ومن ثم تعلم مهارة حل المشكلات والتحدث مع النفس بطريقة إيجابية وإعادة تقييم الصدمات السابقة.

العلاج الدوائي

يمكن وصف مجموعة متنوعة من الأدوية لتقليل إفراز هرمون الأدرينالين أو التقليل من آثاره، ومن هذه الأدوية:

  • حاصرات بيتا (Beta blockers): والتي تعمل على تقليل الأعراض الجسدية مثل تقليل الإحساس بضربات القلب، أو خفض ضغط الدم، أو العمل على إرخاء الأوعية الدموية.
  • البنزوديازيبينات (Benzodiazepines): على الرغم من مفعولها قصير الأمد، ولكن تعمل هذه الأدوية بشكل سريع على إلغاء تنشيط مفعول الأدرينالين في الدم.
  • دواء بوسبيرون (Buspirone): من الأدوية طويلة الأمد، حيث تحتاج إلى عدة أسابيع لملاحظة نتيجة التحسن، حيث تعمل على النواقل العصبية لتقليل الأعراض.
  • مثبطات السيروتونين (SSRIs): قد يتضح التحسن على الحالة خلال أيام معدودة عن البعض، إلا أنه قد يحتاج إلى عدة أسابيع عند البعض الآخر، لذلك قد يصفه الطبيب بجانب دواء سريع المفعول.
  • أدوية ثلاثية الحلقات (Tricyclics): تعمل بشكل مشابه لأدوية (SSRIs).
  • مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs): والتي تعمل من خلال زيادة الناقلات العصبية.

 

السيطرة على إفراز هرمون الخوف

للحد من إفراز هرمون الأدرينالين في الدم، لا بد من معرفة كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة بالإضافة إلى اتباع بعض الاستراتيجيات المفيدة، ومن هذه الاستراتيجيات:

  • تحديد المحفز الذي يعمل على زيادة هرمون الخوف أو الأدرينالين في الدم، إما لتجنبه أو تعلم التعامل معه بطريقة سليمة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، والتي تعمل على إطلاق النواقل العصبية مما يوفر الشعور بالسعادة والاسترخاء بدلاً من القلق أو الخوف.
  • التدريب على استراتيجيات الاسترخاء، مثل اليوغا أو التأمل، والقيام بممارستها لمدة 10 دقائق مرتين يومياً.

 

كلمة من عرب ثيرابي

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي غالباً ما ينصحون الأشخاص باتباع الأنماط الحياتية الصحية قدر الإمكان للحد من ارتفاع هرمون الخوف لديهم، ومن هذه الأنماط الصحية:

  • الاعتماد على نظام غذائي صحي متوازن.
  • التقليل من تناول الكافيين أو الكحول قدر الإمكان، أو التوقف عنها.
  • الحصول على المساعدة الإرشادية للتعامل مع الضغوط المستمرة.
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم، حيث أن النوم العميق يعمل على إعادة التوازن لهرمونات الجسم، وجعلها في مستوياتها الطبيعية.