هرمون الخوف

عند مهاجمة الشخص من قبل كلب ضخم، فإن ردة الفعل الطبيعية هي ركض الشخص بأقصى سرعة ممكنة، مع تسارع في ضربات القلب والتنفس السريع، كل ذلك يحدث تلقائياً بسبب هرمون الخوف، فما هو هرمون الخوف وكيف يعمل.

ما هو هرمون الخوف

هرمون الخوف أو الأدرينالين (Adrenaline) هو هرمون تفرزه الغدة الكظرية في مجرى الدم بشكل تلقائي عند الشعور بالخوف لتحفيز الجهاز العصبي والقيام بردة الفعل المباشرة.(المرجع 1)

أعراض إفراز هرمون الخوف

عند مواقف الخوف، يتم إفراز هرمون الخوف (الأدرينالين) إلى جانب كل من هرمون الكورتيزول (Cortisol) وهرمون الألدوستيرون (Aldosterone)، مما يعمل على:(المرجع 1)(المرجع 2)

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • اتساع حدقة العين.
  • الانتباه وتركيز الحواس.
  • خفض الإحساس بالألم.
  • الارتعاش الأيدي والأرجل.
  • التعرق بشكل مفرط.
  • التنفس السريع.
  • الشعور بالتوتر والعصبية.
  • زيادة القوة والقدرة على الأداء.
  • الشحوب.(المرجع 4)

كيف يعمل الأدرينالين 

عند التعرض لموقف مخيف أو مقلق فإن ردة الفعل المناسبة تنتج عن الخطوات التالية:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • جزء في الدماغ يسمى ما تحت المهاد يقوم بتحفيز الجهاز السمبثاوي العصبي.
  • يوجه الدماغ الغدة الكظرية لإنتاج الأدرينالين.
  • يتم فرز هرمون الأدرينالين في الدم.
  • وبالتالي يحدث تسارع في  نبضات القلب وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ وعضلات الجسم، وتحفيز إنتاج السكر لاستخدامه كوقود في ردة الفعل.

ارتباط القلق بهرمون الخوف 

يرتبط القلق بشكل وثيق مع هرمون الخوف، فحين يتعرض الشخص لموقف معين ينتج عنه قلق وتوتر وخوف، فإن استجابة الكر والفر (Fight-or-Flight response) تعمل على توجيه الجسم لفرز المزيد من الأدرينالين للتمكن من التعامل مع الموقف.(المرجع 5)

آثار إفراز الأدرينالين بشكل متكرر

عندما يستمر الشخص في التعرض للمواقف المخيفة أو الموترة، فإن جسمه يبقى يفرز هرمون الخوف بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تأثره بشكل سلبي، حيث يكون معرض لما يلي:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • الصداع المستمر.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • الشد العضلي.
  • الإصابة بالأرق ومشكلات النوم المتنوعة.
  • زيادة الوزن.
  • تلف الأوعية الدموية.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • أمراض القلب.
  • السكتة الدماغية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • اضطرابات الغدة الكظرية.
  • مشاكل في عمليات الأيض.(المرجع 3)
  • مشكلات في التركيز والتذكر.(المرجع 3)

استخدامات هرمون الخوف

في بعض الحالات الطبية، يكون حقن المريض أو المصاب بإبرة من هرمون الأدرينالين أمراض ضرورياً، حيث تعمل على إنقاذ حياته من الموت، مثل حالة فرط التحسس، التأق (Anaphylaxis) والتي تنتج عن:(المرجع 1)

  • تناول بعض الأشخاص لبعض الأطعمة مثل الفول السوداني.
  • لدغات بعض الحشرات.

كيف يمكن تحفيز الجسم لإفراز هرمون الخوف

على الرغم من إفراز الجسم لهرمون الخوف يكون بشكل تلقائي عند التعرض للمواقف، إلا أنه يمكن تحفيز الجسم لإفراز هذا الهرمون من خلال:(المرجع 2)

  • مشاهدة أفلام الرعب.
  • بعض أنواع التحديات، مثل القفز بالمظلات، أو القفز عبر منحدر.
  • ممارسة الغوص في البحر بين الأسماك.

الإصابة بفرط إفراز هرمون الخوف

على الرغم من إفراز هرمون الأدرينالين يكون بشكل طبيعي في الجسم، إلا أنه يحدث فرط في إفرازه كحالة مرضية.

حالات تحفز الجسم على إفراز الأدرينالين

 ومن ضمن الحالات التي يتم فيها إفراز الإدرينالين بشكل مفرط:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • الحالات المرضية، مثل ورم الغدة الكظرية.
  • الحالات النفسية، اضطرابات القلق والرهاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

كيفية تشخيص الإصابة بفرط إفراز هرمون الخوف

يعتمد الطبيب في تشخيص الإصابة بفرط هرمون الخوف على:(المرجع 4)

  • التاريخ المرضي والعائلي للمريض بداية لتجميع المعلومات اللازمة لتشخيص الحالة.
  • بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات المخبرية ومن ضمنها نسبة هرمون الأدرينالين في الدم.
  • عمل الصور الإشعاعية أو الرنين المغناطيسي للكشف عن حالات الأورام إن وجدت.

علاج فرط إفراز هرمون الخوف

يوجد خيارات متعددة لعلاج فرط إفراز هرمون الخوف، ويعتمد اختيار العلاج على السبب، حيث يمكن أن يشمل العلاج:(المرجع 3)

العلاج النفسي

يعمل المختص المعالج على اختيار وسيلة من وسائل العلاج النفسي التالية في علاج فرط إفراز هرمون الخوف:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): حيث يركز المعالج على الأسباب والمعتقدات التي تسبب القلق والخوف، ويعمل على معالجتها واستبدالها بأفكار أخرى للتمكن من التأقلم مع المحفزات.
  • العلاجات القائمة على اليقظة (Mindfulness Intervention): والتي تشمل كل أنواع مهارات الاسترخاء، من ممارسة اليوغا والتأمل وتمارين التنفس العميق.
  • علاج إزالة الحساسية وإعادة المعالجة (EMDR): يتم في هذا العلاج التخلي عن جميع الأفكار السلبية، وتعلم مهارة حل المشكلات والتحدث مع النفس بطريقة إيجابية وإعادة تقييم الصدمات السابقة.

العلاج الدوائي

يمكن وصف مجموعة متنوعة من الأدوية لتقليل إفراز هرمون الأدرينالين أو التقليل من آثاره، ومن هذه الأدوية:

  • حاصرات بيتا (Beta blockers): والتي تعمل على تقليل الأعراض الجسدية مثل تقليل الإحساس بضربات القلب وخفض ضغط الدم والعمل على إرخاء الأوعية الدموية، ومن الأمثلة عليها أتينولول. 
  • البنزوديازيبينات (Benzodiazepines): على الرغم من مفعولها قصير الأمد، إلا أنها تعمل هذه الأدوية بشكل سريع على إلغاء تنشيط مفعول الأدرينالين في الدم، مثل الديازيبام.
  • دواء بوسبيرون (Buspirone): من الأدوية طويلة الأمد، حيث تحتاج إلى عدة أسابيع لملاحظة نتيجة التحسن، حيث تعمل على النواقل العصبية لتقليل الأعراض.
  • مثبطات السيروتونين (SSRIs): قد يتضح التحسن على الحالة خلال أيام معدودة عن البعض، إلا أنه قد يحتاج إلى عدة أسابيع عند البعض الآخر، لذلك قد يصفه الطبيب بجانب دواء سريع المفعول.
  • أدوية ثلاثية الحلقات (Tricyclics): تعمل بشكل مشابه لأدوية (SSRIs)، ومن الأمثلة على هذه الأدوية كلوميبرامين وإيميبرامين.
  • مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs): والتي تعمل من خلال زيادة الناقلات العصبية، ومن الأمثلة عليها سيليجيلين وفينيلزين.

السيطرة على إفراز هرمون الخوف

للحد من إفراز هرمون الأدرينالين في الدم، لا بد من معرفة كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة بالإضافة إلى اتباع بعض الاستراتيجيات المفيدة، ومن هذه الاستراتيجيات:(المرجع 1) (المرجع 6)

  • تحديد المحفز الذي يعمل على زيادة هرمون الخوف أو الأدرينالين في الدم، إما لتجنبه أو تعلم التعامل معه بطريقة سليمة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، والتي تعمل على إطلاق النواقل العصبية مما يوفر الشعور بالسعادة والاسترخاء بدلاً من القلق والخوف.
  • التدريب على استراتيجيات الاسترخاء، بما فيها من اليوغا والتأمل، والقيام بممارستها لمدة 10 دقائق مرتين يومياً.
  • الاعتماد على نظام غذائي صحي متوازن.
  • التقليل من تناول الكافيين والابتعاد عن الكحول قدر الإمكان.
  • الحصول على المساعدة الإرشادية للتعامل مع الضغوط المستمرة.
  • الحصول على قدر كافي من النوم، حيث أن النوم العميق يعمل على إعادة التوازن لهرمونات الجسم، وجعلها في مستوياتها الطبيعية.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة