ما ستجده في هذا المقال:
في بيئة العمل لا يحتاج الشخص لأن يكون ذو منصب كي يؤثر على الأشخاص المحيطين، بل إن نمط الشخصية التي يتحلى بها قد تكون كافية لتفرض نفسها وتأثيرها على من حولها.
تعلم معنا كيف يمكنك أن أن تصبح ذو تأثير في بيئة عملك دون أن تكون قائداً أو مديراً.
الوصول إلى القيادة من خلال نمط الشخصية لا من خلال المنصب
إن كنت تتساءل ما هي الطريقة التي من خلالها يمكن أن تصبح بها قائداً معنوياً للآخرين في مكان عملك، أو كيف تحفزهم لدعم آرائك وتبني أفكارك، أو كيف تصبح وجهة الآخرين للحصول على مشورة، فأنت بحاجة إلى تعزيز بعض الأمور في نمط الشخصية لديك والتي من ضمنها:
تكوين العلاقات
من أهم الأسباب التي تجعل الأشخاص الآخرين يدافعون عن أفكارك أو يجدون أن خططك جيدة هو محبتهم لك. ليس من الضرورة أن تكون ذو كاريزما تبهر الجميع أو أن تكون أفضل الموجودين، بل يكفي أن تكون علاقاتك بهم جيدة.
لا تظن أن هذه العلاقات لها تأثيرها السحري، لكنها مع النقاط الأخرى تفرض نمط شخصيتك بين الآخرين، أو على الأقل تزيد من احتمالية أن يسمعوك بشكل أفضل.
كن قريباً من زملائك ودعهم يتعرفون عليك، فهذا كفيل بأن لا يتوقعوا منك الدوافع أو النوايا السلبية مستقبلاً.
اعرف المزيد: 5 من أهم الصفات الشخصية للنجاح في العمل
ممارسة الاستماع الفعّال
قبل أن تتوقع من زملائك أن يسمعونك أنصت إليهم بشكل جيد. حيث أن من أكبر الضغوط النفسية التي يعيشها الأشخاص في مكان العمل شعورهم بأن أصواتهم غير مسموعة.
قم بسؤالهم عن أفكارهم ووجهات نظرهم وما ينصحون به في المواقف المختلفة. هذا من شأنه أن يجعلهم يلجؤون إليك عند حاجتهم للنصيحة أيضاً.
الانتباه إلى لغة الجسد ونبرة الصوت
تعتبر لغة الجسد من الأمور المهمة في توصيل الرسالة الصحيحة. تأكد أن زملائك يحاولون دائماً تقييم موقفك من خلال ما تبديه من لغة غير منطوقة. فغالباً ما يحاول البعض استنتاج بعض الأمور مما يبديه جسدك، مثل:
- هل هو صديق أم عدو؟
- هل يحاول التقليل من شأننا، أم أننا على نفس الجانب؟
لذلك، إن كنت في اجتماع عمل، أو في مقابلة مع زميل جديد، فحالو قدر الإمكان أن تظهر كما يلي:
- كن واعيًا بلغة جسدك: إن عقد الذراعين أو النقر بالقدم، تعتبر أمثلة على الرسائل غير اللفظية التي تعطي انطباعاً سلبياً. حاول إبقاء ذراعيك مفتوحتين ورأسك مرفوعاً وجسمك مسترخياً.
- تواصل البصري: النظر في أعين الآخرين عندما تتحدث إليهم هو وسيلة صغيرة ولكنها فعالة لممارسة التأثير. يساعدك التواصل البصري على التواصل مع الآخرين ويمكن أن يساعدهم على التركيز بشكل أكبر على ما تقوله لهم.
- تضمين القصص: إن إيصال المعلومات على شكل أمثلة أو في سياق قصصي يجعل المستمع أكثر تفاعلاً. يمكن أن يساعد ذلك الآخرين على تذكر المزيد مما تقوله.
الوقوف بشكل مستقيم مع كتفين إلى الخلف يساعد على أن يبدو الشخص واثقاً ومسيطراً. التراخي والنظر إلى الأسفل له تأثير معاكس.
تطوير الخبرة في مجال العمل
يجب أن يراك الآخرين خبير في مجال عملك ويعترفون بقدراتك المهنية. لذلك أنت بحاجة إلى تطوير معرفتك والبقاء على اطلاع بما هو جديد، ولن يتم ذلك دون أن تعب.
فلا بد من حضور المؤتمرات التي تتناول موضوع عملك، أو الاشتراك في الدورات أو الحصول على شهادات دراسية متقدمة. بعد ذلك لا تجعل علمك داخلك، بل اجعل الآخرين يدركون بأن لديك من المعرفة ما تجعلهم يستشيرونك.
من الأفكار الجيدة في هذا الصدد، القيام بوضع بعض المنشورات على موقع لينكدإن بين الحين والآخر، فهذا يساعد في جعل دائرة زملائك يدركون أنك على قدر من المعرفة.
وضع الاستراتيجيات
بعد أن أصبح الجميع أن لديك من السمات الشخصية ما يؤهلك لأن تكون قيادياً، أصبح بإمكانك أن تأخذ نمط استراتيجي تسير عليه. قبل البدء في طرح أفكارك وآرائك حول العمل، اعرف جيداً من يمكنك التأثير عليه ومن لا تستطيع ذلك. وكيف يمكن استدراج هؤلاء ليصبحوا أكثر ثقة بما لديك من أفكار.
امنح الناس ما يريدون
إن كنت تخطط أو تمتلك أفكاراً تطويرية في مكان العمل، فلا بد من التفكير جيداً بالأشخاص الذين تتوقع منهم أن يقفوا إلى جانبك أو يؤيدوك. وذلك من خلال الإجابة على سيراود عقل كل منهم وهو “ما فائدة ذلك بالنسبة لي”، لذلك فأنت بحاجة إلى سماع احتياجات زملائك قبل طرح أفكارك. ولا تنسى التحدث بصيغة نحن عند البدء في تنفيذ خطتك.
كل اقتراح أو فكرة في العمل يكون هدفها الأساسي مصلحة ذاتية، لن يقف الآخرين لدعمها.
قد يهمك: الاكتئاب المرافق للعمل | عدو الإنتاجية والسعادة
نصائح لتمتلك نمط شخصية قيادية
لن تستطيع التأثير في مكان عملك بمجرد حصولك على لقب قائد، فلا بد من امتلاكك من السمات الشخصية ما يؤهلك لذلك بدلاً من اتباع نمط السلطة.
وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد في تأثيرك القيادي على زملائك:
- بناء الثقة: ويتم ذلك من خلال أفعالك التي تجعل الآخرين يشعرون بالراحة عند اعتمادهم عليك، ولا يشككون في نواياك تجاههم. وفي المقابل، يجب أن تكون هذه الثقة متبادلة وليست في اتجاه واحد فقط.
- التواضع: عندما تكون متواضعاً فأنت ترى أنك متساوي مع الآخرين وترتكب الأخطاء كما يرتكبونها. بالإضافة إلى أن احتياجاتك الشخصية ليست أكثر أهمية من احتياجات باقي الزملاء.
- المشاركة بالإنجازات: في حال حقق أحد الزملاء نجاح على صعيد العمل، فلا بد من مشاركته فرحه والثناء عليه. بل إن أمكان محاولة مساعدته قدر الإمكان للوصول إلى هذا النجاح.
- الشغف بالعمل: الشغف والتحفيز من العواطف التي تنتج الطاقة، لذلك أبدي شغفك بعملك ليرى زملائك ذلك ويأخذون العدوة في ذلك منك. مما يظهرك ومن حولك من الزملاء بهالة من الإنتاجية والتركيز المرتفع.
فوائد امتلاك نمط شخصية قيادية في العمل
إن كونك تحمل نمط شخصية قيادية في مكان عملك، قد ينتج عنه الكثير من الفوائد. مثل:
- زيادة احتمالية ملاحظة تميزك: وبالتالي ترقيتك أو حصولك على علاوات. حيث أن التميز في المجموعة يبرز الشخص بطريقة إيجابية.
- تحسين القدرة على العمل ضمن الفريق: عندما تمتلك صفات مميزة، فإن ذلك يزيد من شعور الآخرين أنهم قادرين على العمل معك. وبالتالي العمل بروح الجماعة وزيادة الإنتاجية والسعادة في مكان العمل في آن واحد.
- تطوير المزيد من العلاقات القوية مع زملاء العمل والمديرين: الاحترام الذي يكنه الجميع لك سيظهر على شكل علاقات اجتماعية قوية.
نصيحة عرب ثيرابي
كون الشخص يتمتع بنمط شخصية قيادية، فهذا يعني أن يمتلك من المرونة ما يساعده على تجاوز العقبات والمصاعب والتأقلم بشكل أفضل مع المواقف.
أما إن كنت تسعى لأن تكون قائداً لزملائك لكنك لا تمتلك المرونة الكافية للتعامل مع المواقف، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك بتعلم المزيد من المهارات اللازمة والتعرف على سبب افتقارك لها.