ما ستجده في هذا المقال:
لا تنحصر الحاجة إلى رؤية الطبيب أو المختص النفساني على الأشخاص البالغين. فقد يحتاج الأطفال إلى الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة للتمكن من التعامل مع المواقف الصعبة التي قد يتعرضون إليها.
وهنا يأتي دور الوالدين في اكتشاف الوقت الذي يحتاج فيه طفلهما إلى هذه المساعدة. لا تقلق، فعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو صعباً، إلا أنه من خلال التعرف على بعض العلامات والدلالات قد تتمكن من ذلك.
علامات تشير إلى حاجة الطفل رؤية طبيب نفساني
من الطبيعي أن لا يدرك الطفل مدى حاجته إلى رؤية طبيب نفساني. بل يقع الأمر على عاتق والديه في ملاحظة سلوكيات الطفل ومدى تفاعله مع عالمه المحيط به. حيث يرى الأخصائيون النفسيون أن هناك بعض العلامات الواجب التوقف عندها للتحقق من حقيقة حالة الطفل. ومن ضمن هذه العلامات:
حاجة الطفل إلى جمع المزيد من المعلومات
في حال كان الطفل دائم البحث عن معلومات تتعلق بأمور محددة، سواء كان ذلك من الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى سؤال والديه. فهذا دليل على سعيه وراء الطمأنينة.
حيث أن شعوره المفرط بالقلق تجاه أمر محدد وخوفه المستمر بشأنه هو ما يجعله في حالة بحث مستمرة. من هنا يأتي دور الطبيب النفساني في تعريض الطفل لمخاوفه ضمن بيئة آمنة لمساعدته على مقاومة رغبته في جمع المعلومات.
يساعد الطبيب النفساني الطفل في تعزيز المزيد من المرونة النفسية التي تمكنه من تجاوز المواقف دون تأثيرات نفسية.
حدوث تغيرات في أنماط النوم
إن كان نمط النوم لدى الطفل قد تغير بأي شكل من الأشكال، ولا يعود هذا التغير لأسباب ظرفية مثل الدخول في إجازة مطولة أو السفر. فهذا قد يدل على أن الطفل قد بدء بنوبة اكتئاب أو قلق حديثاً.
فمن أكثر الأعراض الشائعة في مثل هذه الحالة هو اضطراب نمط النوم وتغيره عما هو معتاد. فقد يعاني الطفل في هذه الأثناء من التفكير بالمخاوف أو الأفكار السلبية مما يمنعه من النوم، أو عدم قدرته على الاستمتاع بالنشاطات المفضلة وابتعاده عنها هو ما يجعله ينام كثيراً.
ومن أشكال التغيرات في أنماط النوم:
- حدوث الأرق أو عدم القدرة على النوم أو النوم أقل من المعتاد.
- النوم أكثر من المعتاد.
- الاستيقاظ بشكل متكرر وعدم القدرة على الاستمرار في النوم.
- الاستيقاظ باكراً جداً.
- النوم خلال النهار والاستيقاظ طوال الليل.
البقاء وحيداً
من الطبيعي أن نرى الأطفال يرغبون بالاستمتاع مع بقية أفراد العائلة أو مع الأصدقاء. إن حدث العكس وبدأت ملاحظة أن طفلك يرغب في البقاء وحيداً أو بعيداً عن الآخرين لفترة طويلة من الوقت فهذا قد يكون دليلاً على الحاجة إلى استشارة طبيب نفساني متخصص بالأطفال.
وعلى الرغم من ذلك، فإن قضاء بعض الوقت بعيداً عن الآخرين قد يكون عادياً ولا يثير القلق. لذلك أنت بحاجة إلى تقدير الفترة التي يبقى فيها الطفل لوحده.
في حال عدم وجود مشكلة نفسية، فإن البقاء فترات طويلة بشكل منفرد وبعيداً عن الآخرين قد يكون كافياً للإصابة بالاكتئاب.
الحاجة للبقاء مع الآخرين
على النقيض من الحالة السابقة، فإن كان الطفل بحاجة دائمة للبقاء مع الآخرين للشعور بالأمان والثقة فهذا قد يكون أمراً مقلقاً. فهو لا يستطيع مواجهة المواقف بشكل منفرد ويعتمد على الآخرين في ذلك.
من خلال المساعدة المتخصصة، يتعلم هذا الطفل كيفية التعامل مع الأضرار المحتملة في المواقف المتنوعة وزيادة ثقته بنفسه وتطوير المزيد من المرونة لمواجهة المواقف المختلفة.
متى تلجأ للطبيب النفساني لمساعدة طفلك؟
بالإضافة إلى ما سبق، هناك الكثير من السلوكيات التي تشير إلى الحاجة الملحة للحصول على الدعم من قبل الطبيب النفساني. فلا تتردد في مساعدة طفلك في حال ملاحظة:
انفعاله المفرط
قد يبدو القلق والإحباط لدى الطفل بأشكال تختلف عما تبدو به لدى الأشخاص البالغين. فغالباً ما يتم ملاحظة ذلك من خلال الانفعال السريع وإظهار التهيج وردود الأفعال السريعة. ومن ضمن المواقف المحفزة لذلك:
- عدم الاحتفال بعيد ميلاده.
- عدم المشاركة باحتفالات نهاية المدرسة.
- قلة الرحلات العائلية والأنشطة الصيفية أو انعدامها.
لكن من خلال الحصول على المساعدة المتخصصة، يصبح الطفل أكثر قدرة على إدارة عواطفه والتكيف مع المواقف المزعجة التي تثير انفعاله.
من خلال تعلم الطفل أساليب الاسترخاء المناسبة لعمره وطرق الإلهاء الذاتي، يتمكن من التعامل مع عواطفه بشكل أفضل.
الابتعاد عن النشاطات المفضلة
على الرغم من أن الطفل قد يسأم ممارسة النشاطات ذاتها بشكل يومي ولفترة طويلة. إلا أن الابتعاد عن النشاطات المفضلة بشكل مفاجئ غالباً ما يثير القلق فقد يكون من أعراض الاكتئاب.
لذلك من الأفضل التأكد من السبب الحقيقي لابتعاده عن هذه النشاطات. فقد يكون قد مل منها أو أنها تسبب له التعب الجسدي. ففي مثل هذه الحالات غالباً ما يكون الأمر طبيعياً ولا داعي للقلق.
أما الحالات المرتبطة بالمزاج وفقدان الشعور بالمتعة خلال ممارسة الهوايات أو النشاطات المفضلة فهي تحتاج إلى المساعدة المتخصصة قبل أن تتفاقم الحالة وتزداد الأعراض سوءاً.
تغير العادات الشخصية
مثل العادات المتعلقة بالأكل والنظافة الشخصية. حيث أن التغييرات الحاصلة على مثل هذه الممارسات تعد علامة فارقة يجب التوقف عندها للبحث عن الأسباب، والتي غالباً ما تكون من أعراض المشكلات النفسية.
فمثلاً إذا لاحظت أن طفلك قد توقف عن تنظيف أسنانه أو الاستحمام، أو بقي مرتدياً الملابس ذاتها لعدة أيام متواصلة، أو لا يرغب في تناول الطعام فلا بد أن تبحث عن السبب في أقرب وقت.
هل الطبيب النفساني العام يفيد الأطفال؟
على الرغم من قدرة الطبيب النفساني المتخصص بالبالغين من علاج الأطفال أيضاً، إلا أن البحث عن طبيب متخصص في علاج الأطفال والمراهقين غالباً ما يكون أفضل. حيث أن خبرته الكبيرة في التعامل مع هذه الفئة العمرية تساعده في اكتشاف الحالة بدقة أكبر.
فغالباً ما يكون من الصعب الفهم بدقة على الأطفال لعدم قدرتهم على التعبير عما يشعرون به على وجه التحديد. كما أن مراحل النمو التي يمرون بها قد تجعل من سلوكياتهم المتقلبة مشكلة حقيقية للتعامل معها.
نصيحة عرب ثيرابي
كن متأكداً أن الحالات النفسية المتعلقة في الفترات المبكرة من العمر والتي لم يتم علاجها غالباً ما تؤثر على مسار الحياة الطبيعي لدى الشخص عندما يكبر.
لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الآبار بضرورة ملاحظة أي أعراض قد يبدي الأطفال والحصول على الاستشارة النفسية قبل تفاقم الأعراض أو زيادة الحالة سوءاً.