صرع الفص الصدغي

ما هو صرع الفص الصدغي؟

يوجد العديد من أنواع الصراع التي يمكن أن يصاب به الشخص، حيث ينطوي كل نوع على المنطقة الدماغية التي تنشأ بها النوبة، ففي حالة صرع الفص الصدغي تظهر النوبة من خلال حركات ومشاعر وسلوكيات غير طبيعية تستمر لمدة تقارب الدقيقتين.

ما هو صرع الفص الصدغي؟

صرع الفص الصدغي (TLE) ويسمى أيضاً الصرع البؤري مع نقص الوعي، هو الصرع الذي يحدث في منطقة الفص الصدغي، وهي منطقة واقعة خلف الأذن بمحاذاة العين على جانبي الرأس، غالباً ما يكون العلاج الدوائي فعّالاً للأشخاص المصابين بهذا النوع من الصرع، إلا أنه في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي.(المرجع 1) (المرجع 2)

أسباب الإصابة بصرع الفص الصدغي

يمكن لأي شخص أن يصاب بهذا النوع من الصرع، حيث غالباً ما يبدأ في الفترة ما بين (10 – 20) عاماً على الرغم من احتمالية الإصابة به في أي مرحلة عمرية، ,وما يُسبب هذا النوع من الصرع العوامل التالية:(المرجع 1)

  • الإصابة بنوبات متعلقة بارتفاع درجة الحرارة والمرتبطة بمرحلة الطفولة، حيث أن ما نسبته 66% من حالات صرع الفص الصدغي أصيبوا فيما مضى بنوبات الحمى.
  • وجود تشوه في تكوين منطقة الفص الصدغي.
  • الحالات الدماغية مثل تشخيص الإصابة بورم أو السكتات الدماغية أو الخرف.
  • الإصابات السابقة بالرأس في هذه المنطقة، مثل الرضوض الناتجة عن الحوادث مع فقدان الوعي أو حالات السقوط أو إصابات الولادة.
  • التهاب الدماغ مثل التهاب السحايا أو خراج الدماغ أو الإيدز.
  • أسباب غير معروفة، حيث أن 25% من الحالات في هذا الصرع غير معروفة السبب.
  • العامل الوراثي، حيث تزيد احتمالية الإصابة بصرع الفص الصدغي عند إصابة أحد أفراد العائلة به.

أعراض الإصابة بصرع الفص الصدغي

تنقسم أعراض النوبات الناتجة عن صرع الفص الصدغي إلى عدة أقسام هي:(المرجع 2) (المرجع 5)

أعراض تحذيرية

وهي أعراض تسبق حدوث النوبة الأساسية بوقت قصير جداً مما يتيح للشخص معرفة ما هو مقبل عليه:

  • الأحاسيس الغريبة التي تحدث في المعدة أو الصدر، والتي غالباً ما يتم وصفها بالمضحكة أو كأنه يصعد إلى الأعلى وكأنه في أفعوانية.
  • حدوث الهلاوس الحسية المختلفة للشخص.
  • شعور الشخص كأنه مر بهذا الموقف من قبل (ظاهرة الديجا فو).
  • عواطف قوية ومفاجئة لا ترتبط بالحالة التي يمر بها الشخص في هذه الأثناء (قد تكون خوف شديد أو فرح).

أعراض النوبة

يعاني الشخص خلال وقت النوبة من أعراض جسدية وحسية متنوعة  قد تستمر معه لمدة لا تزيد عن الدقيقتين، وتنقسم هذه الأعراض إلى:

الأعراض الحركية

  • تقلصات عضلية بإيقاع محدد تحدث في جانب واحد من الجسم أو الوجه.
  • حركات بالفم تكرارية مثل المضغ أو سيلان اللعاب.
  • حركات غير طبيعية للرأس حيث يمكن أن يقوم الشخص بلف رأسه بطريقة قسرية، بالإضافة إلى حركة العينين إلى جانب واحد.
  • حركات جسدية متكررة، مثل الإمساك بالملابس أو كما لو أنه يلتقط شيئاً.

الأعراض الحسية

  • الشعور بالخدر أو التنميل.
  • الشعور كأن جسد الشخص يزحف.
  • عدم التمكن من إدراك الأمور والأشياء المحيطة.

أعراض جسدية

  • غالباً ما يشعر الشخص بألم في بطنه والرغبة بالتقيؤ.
  • التعرق المفرط.
  • احمرار الوجه.
  • اتساع حدقة العين.
  • سرعة ضربات القلب.

الأعراض الختامية

قد يستمر الشخص بالمعاناة من بعض الأعراض الأخرى بعد انتهاء النوبة التي حدثت له، حيث قد يشعر بما يلي:

  • استمرار الشعور بالارتباك وصعوبة التحدث.
  • عدم القدرة على تذكر ما حدث خلال النوبة، بالإضافة إلى عدم معرفة حدوث النوبة.
  • الحاجة إلى النوم والشعور بالنعاس الشديد.

كيف يتم تشخيص الإصابة بصرع الفص الصدغي؟

من خلال القيام بمجموعة من الإجراءات يتمكن الطبيب المعالج من تأكيد الإصابة بهذا النوع من الصرع أو عدم الإصابة، ومن ضمن هذه الإجراءات:(المرجع 3)

  • الاستماع بتركيز إلى الوصف الدقيق من قبل المريض أو المرافق للأعراض التي تم ملاحظتها أثناء الإصابة بنوبة صرع الفص الصدغي.
  • إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لملاحظة أي تغير في منطقة الفص الصدغي.
  • إجراء مخطط كهربية الدماغ لملاحظة الموجات الكهربائية الحادة الموجودة في مقدمة أو طرف الفص الصدغي، وعند إجراء هذا المخطط لا يهم إن كان المريض نائماً أو مستيقظاً.
  • الفحوصات المخبرية للتحقق من الإصابة بعدوى أو وجود حالات وراثية أو اختلال توازن العناصر الكيميائية الموصلة في الجسم.(المرجع 4)
  • التقييم العصبي، والذي يلاحظ فيه الطبيب المعالج أي دلالات سلوكية تشير إلى اضطراب القدرات العقلية لدى الشخص مما يعكس الحالة الدماغية بشكل أولي.(المرجع 4)

كيفية علاج صرع الفص الصدغي

يمكن أن تسير الخطة العلاجية لصرع الفص الصدغي من خلال إحدى الطرق التالية:

الأدوية

يحقق العلاج الدوائي المتضمن على الأدوية المضادة للإختلاج نسبة تحكم كبيرة في النوبات، حيث يستفيد ثلثي الحالات من هذه الأدوية على الرغم من الآثار الجانبية لهذه الأدوية ومنها:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • الشعور بالتعب.
  • الشعور بالدوار.
  • زيادة الوزن.

العمليات الجراحية

في حالات قليلة لا ينجح العلاج الدوائي، مما يضطر الشخص إلى إجراء جراحة علاجية للصرع، حيث يتم إزالة المنطقة المتضررة من الدماغ، وقد تم ملاحظة أن سبعة أشخاص من بين عشرة تختفي لديهم النوبات بعد الشفاء من الجراحة.(المرجع 3) (المرجع 4)

العلاجات الأخرى

للحالات القليلة التي لا يفيدها الدواء ولا يمكن إجراء عمليات جراحية لها، يمكن اللجوء إلى:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • تحفيز العصب المبهم (VNS) من خلال زراعة جهاز صغير تحت جلد الرقبة يقوم بإرسال إشارات للدماغ لمنع حدوث النوبات.
  • التحفيز العصبي المستجيب (RNS) ويتم عن طريق وضع جهاز صغير على سطح الدماغ أو في أنسجة المخ، بحيث يعمل على تحفيز المنطقة كهربائياً.
  • التحفيز العميق للدماغ يتم فيه توصيل الدماغ بأقطاب كهربائية تعمل على تنظيم نشاط الدماغ، بحيث توصل أسلاك هذه الأقطاب بجهاز يوضع تحت جلد الصدر.
  • النظام الغذائي الكيتون الغني بالدهون والفقير بالكربوهيدرات يعمل على تحسين السيطرة على هذه النوبات.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بصرع الفص الصدغي؟

لا يوجد طريقة تمنع الإصابة بالصرع، إلا أن معرفة طبيعة المرض والأسباب التي ينتج عنها تساعد في تقليل احتمالية ذلك، حيث يجب تجنب:(المرجع 1)

  • خطر التعرض للإصابات الدماغية والتي تحدث نتيجة الحوادث المختلفة مثل حوادث السيارات أو السقوط.
  • السكتات الدماغية من خلال اتباع نمط غذائي صحي وممارسة التمارين الغذائي والحفاظ على الوزن الصحي والابتعاد عن التدخين.