ما هو اضطراب الهوية الجنسي

ما هو اضطراب الهوية الجنسي؟ فائدة العلاج النفسي؟

من الأمور الصعبة التي ترافق الشخص لسنوات كثير من عمره، حيث قد يعاني الشخص من اضطراب الهوية الجنسي منذ صغره، ولا يستطيع التعبير عن ذلك إلا مع تقدمه بالعمر، فما هو هذا الاضطراب، وكيف يمكن للشخص التعامل مع الأمر.

 

ما هو اضطراب الهوية الجنسي؟

اضطراب الهوية الجنسي (Gender Dysphoria) أو ما يعرف باضطراب الهوية الجندرية. هو اضطراب يتعلق بشعور الشخص بعدم التوافق بين جنسه المحدد له عند ولادته وبين الجنس الذي يشعر أنه ينتمي إليه. الأمر الذي يؤدي إلى شعوره  بالضيق أو الحزن وعدم الراحة. فيبدأ بمواجهة صراع داخلي بين خصائصه جسده الجنسية والأفكار التي يمتلكها حول ذلك.

 

أعراض اضطراب الهوية الجنسي

بالإضافة إلى شعور الشخص بالضيق وعدم الراحة حول السمات الجنسية المحددة له، فإن هناك مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها، مثل:

  • الشعور باختلاف بين الهوية الجنسية والأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية مثل حجم الصدر والصوت وشعر الوجه أو السمات الجنسية المتوقعة.
  • امتلاك رغبة شديدة في التخلص من الأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية، أو رغبة في منع تطور السمات الجنسية الثانوية لكي لا تمثل الهوية الجنسية الحقيقية المولد بها.
  • وجود رغبة ملحة في الحصول على الأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية للجنس الآخر.
  • رغبة قوية في أن يكون من الجنس الآخر أو تعامل مثله.
  • اعتقاد شديد أنه يتملك المشاعر وردود الأفعال الخاصة بالجنس الآخر.
  • الإصرار على أنه من الجنس الآخر المعاكس لجنسه.
  • رغبة الشخص بأن يعكس الجنس الآخر بمظهره، ورفض تمثيل جنسه المحدد بالولادة. وقد يظهر ذلك من خلال رفض امتلاك الأشياء الخاصة بالجنس الذي ولد عليه، وارتدائه للملابس المناسبة للجنس المعاكس لجنسه.

في الكثير من الأحيان، قد يقوم الشخص بالتصريح عن رغبته في التحول إلى الجنس الآخر.

 

مصطلحات أخرى تعكس الاضطراب الجنسي ذاته

يعد اضطراب الهوية الجنسي من الاضطرابات المشمولة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ولكن يتم التعبير عنه بمصطلحات متعددة منها:

  • الجنس من ذوي الخبرة (Experienced Gender).
  • العلاج الهرموني المؤكد للجنس (Gender-Affirming Hormone Treatment).
  • الشخص المعين ذكر عند الولادة (Individual Assigned Male at Birth).
  • الشخص المعين أنثى عند الولادة (Individual Assigned Female at Birth).
  • اضطراب الهوية الجندرية.

 

كيف يتم تشخيص اضطراب الهوية الجنسي 

يعتبر اضطراب الهوية الجنسي من الاضطرابات النفسية المعترف بها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. لذلك لا بد من توفر مجموعة من المعايير لتشخيص الإصابة بهذا الاضطراب. ومن ضمن هذه المعايير:

تشخيص الاضطراب لدى المراهقين والبالغين

لتشخيص شخص بالغ أو مراهق ما باضطراب الهوية الجنسي لا بد أن يعاني من ضيق وعدم راحة في مجالات الحياة المتنوعة فيما يخص الهوية الجنسية لمدة لا تقل عن 6 أشهر. بالإضافة إلى ذلك، وجود 2 من الأعراض التالية:

  • تراجع في الخصائص الجنسية المحددة له عند ولادته.
  • رغبة واضحة في تخلصه من الخصائص الجنسية المحددة لديه.
  • الرغبة في الحصول على الخصائص الجنسية للجنس المعاكس لجنسه.
  • الرغبة في أن يكون جنسه من الجنس المعاكس لما هو عليه.
  • رغبته بأن يتم التعامل معه على أنه من الجنس الآخر.
  • اعتقاده أن تصرفاته أو مشاعره مطابقة لما يتميز به الجنس الآخر. 

تشخيص الاضطراب لدى الأطفال

يمكن للاضطراب أن يظهر لدى الطفل في سن مبكر، وعند تشخيص الحالة لدى الطفل يجب أن يعاني الطفل من الأعراض والمشاعر لمدة لا تقل عن 6 أشهر، مع امتلاك 6 من الأعراض التالية:

  • إصراره أنه من الجنس الآخر، أو رغبته الواضحة بأن يكون من الجنس الآخر.
  • تخيله قيامه بتصرفات أو أدوار الجنس الآخر.
  • تفضيله ارتداء الملابس المناسبة للجنس الآخر.
  • تفضيله للألعاب الخاصة بالجنس المعاكس لجنسه.
  • رفضه المشاركة بالنشاطات أو الألعاب المتعلقة بالجنس المحدد له عند ولادته.
  • رفضه وكرهه لخصائصه الجنسية المحددة له.
  • رغبته في الحصول على الخصائص الجنسية التي يمتلكها الجنس الآخر.
  • رغبته في اللعب ومشاركة الأطفال من الجنس الآخر.

 

مضاعفات الإصابة باضطراب الهوية الجندرية

يؤثر اضطراب الهوية الجنسي على الشخص المصاب به بطرق متنوعة، فقد يعاني من:

مشكلات نفسية مثل:

  • الإصابة بالاكتئاب والقلق نتيجة للشعور بالضيق.
  • التميز الاجتماعي والتعرض للتحرش أو التنمر بسبب السلوكيات التي يقوم بها أو الملابس التي يرتديها.
  • احتمالية التفكير بالانتحار أو إيذاء النفس.
  • اضطراب الشهية أو فقدانها.
  • الإدمان على المخدرات.

مشكلات حياتية متنوعة مثل:

  • عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية نتيجة منع الآخرين له.
  • التراجع الأكاديمي أو المهني بسبب الخوف من التعرض للمواقف المحرجة أو المضايقات.

المراهقون والبالغون المصابون باضطراب الهوية الجنسي هم أكثر عرضة لمخاطر الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار.

 

كيف يساعد العلاج النفسي حالة اضطراب الهوية الجنسي

من المعروف أن الاضطرابات الجنسية بشكل عام تولد الكثير من الضيق والشعور بعدم الراحة. لذلك قد يساعد اللجوء إلى العلاج النفسي في الشعور براحة أكبر تجاه المشاعر السلبية وتأكيد الهوية. 

كما يمكن مشاركة أفراد العائلة بهذا النوع من العلاج للتوضيح بشكل أكبر ما يعانيه الشخص خلال هذه الفترة وأفضل الطرق للتعامل معه. الأمر الذي يحد من مشاعره بالضيق وكتمانه لأفكاره.

حيث يعمل العلاج النفسي على تقليل مشاعر الانزعاج لدى الشخص، ويساعده أيضاً في أي مرحلة من مراحل العلاج على تحسين نوعية حياته ورفاهيته النفسية. 

الهدف هنا هو مساعدة الشخص على الشعور بمزيد من الرضا وتحسين نوعية حياته من خلال تقليل مشاعر الانزعاج. يتم تحقيق ذلك في بعض الأحيان من خلال:

  • استكشاف الهوية الجنسية والتعبير عنها.
  • تعلم طرق أفضل إدارة التوتر.
  • ممارسة تمارين قبول الذات.
  • بناء شبكة دعم نفسي يمكن اللجوء إليها.
  • تحسين العلاقات.

لا تعمل العلاجات النفسية على تغيير الهوية الجنسية للشخص. بل يركز العلاج النفسي على مساعدة الأشخاص على الشعور براحة أكبر في هويتهم وتعبيرهم عن جنسهم.

 

كلمة من عرب ثيرابي

غالباً ما يرافق هذه الحالة الشعور المتزايد بالتوتر والقلق، الأمر الذي ينعكس على الحالة النفسية بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإن كبت الأفكار والمشاعر قد يولد المزيد من الضغط النفسي على الشخص. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الحل الأمثل لمثل هذه المشاعر هو التحدث مع مختص نفسي يمكنه التعرف بشكل أدق على الأسباب النفسية لحالتك، كما أن يشكل مكاناً مناسباً للحديث دون الخوف من إصدار الأحكام.