ما ستجده في هذا المقال:
في زحمة الحياة، ننسى أنفسنا أحيانًا. الرعاية الذاتية للصحة النفسية هي تذكير لنا بأهمية الاهتمام بصحتنا النفسية، وهي أساس لصحة جيدة بشكل عام. من خلال ممارسة اليوجا، أو قضاء وقت في الطبيعة، أو حتى مجرد أخذ قسط من الراحة، نستثمر في أنفسنا ونعزز قدرتنا على مواجهة تحديات الحياة.
ما هي الرعاية الذاتية للصحة النفسية؟
الرعاية الذاتية (Self-care) بهدف الحفاظ على الصحة النفسية هي رحلة شخصية نختار فيها الأنشطة التي تغذي روحنا وجسدنا وعقلنا، مما يساعدنا على العيش حياة أكثر اكتمالاً.
- الشعور بالسعادة والصحة.
- التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض.
- المساعدة على إدارة والحد من التوتر أو التعامل معه خلال الأوقات الصعبة.
- الشعور بالأمان الجسدي والنفسي.
- تعزيز الروابط الاجتماعية القوية.
وعلى الرغم من أن بعض أنشطة الرعاية الذاتية تكون تلقائية لا تحتاج إلى تفكير أو تخطيط، مثل تنظيف الأسنان، إلا أن بعضها الآخر يكون متعمداً ومقصود منه الشعور بالتحسن، مثل تدوين الأفكار والمشاعر أو حجز موعد مع معالج للدعم النفسي.
لماذا تعتبر الرعاية الذاتية للصحة النفسية مهمة؟
تخيل أنك سيارة سباق، كلما زادت سرعتك، زادت الحاجة إلى التوقف للتزود بالوقود. كذلك نحن، نحتاج إلى فترات راحة لتجديد طاقتنا. إن تجاهل هذه الحاجة يؤدي إلى الإرهاق والضغط، مما يؤثر سلبًا على أدائنا في جميع جوانب حياتنا.
ولكن بدلاً من توصيل أنفسنا بنقطة طاقة، نحن نحتاج إلى:
- النوم الكافي.
- تناول الطعام بشكل جيد.
- بذل المزيد من النشاط البدني.
- التواصل مع الناس.
- ممارسة الأنشطة التي نستمتع بها.
فقد أثبتت الدراسات أن هذه الأمور لها تأثيرات كبيرة على الصحة العقلية ومدى شعورنا بالرفاهية النفسية (Well-being). ولهذا السبب فإن كونك استباقيًا بشأن رعايتك الذاتية غالباً ما يكون مفيدًا للغاية.
فوائد الرعاية الذاتية للصحة النفسية
بالإضافة إلى أن الرعاية الذاتية تساعدنا على تحديد أولوياتنا، وحماية حدودنا الشخصية، والتعامل مع الصعوبات بفعالية، فهي أيضاً تعمل على:
- بناء روابط اجتماعية قوية وتكوين علاقات صحية.
- الحد من الإرهاق أو تفادي الوصول إليه من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد واعتماد العادات الجيدة.
- القدرة على إدارة المواقف المسببة للتوتر أو الإرهاق.
- القدرة على إدارة أعراض الحالات الصحية العقلية مثل القلق أو الاكتئاب والصدمات. كما أنها تشكل درعاً واقياً من الإصابة بمثل هذه الحالات.
- امتلاك المهارات والمرونة النفسية (Resilience) اللازمة للتكيف عند مواجهة التحديات الحياتية المتنوعة.
- القدرة على الشعور بالسعادة.
- زيادة الطاقة.
إن بدأت ملاحظة رغبتك بالبقاء في السرير أو عدم امتلاكك الطاقة اللازمة في الصباح للذهاب إلى عملك، فقد يكون من الجيد التفكير بإجراء اختبار الاكتئاب هذا.
كيفية وضع روتينًا يوميًا فعالًا لزيادة الرعاية الذاتية؟
إن امتلاك روتينًا صباحيًا ومسائيًا هو أفضل طريقة للتمكن من الالتزام بالرعاية الذاتية، فهو يسهل الوصول إلى أنشطة المفيدة. فمثلاً يمكنك التفكير بما يلي:
فكر أن يبدو الروتين اليومي للرعاية الذاتية الخاص بك في الصباح على النحو التالي:
- عدم استخدام الهاتف الذكي خلال أول 10 دقائق بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة.
- شرب كوب من الماء أو فنجان من القهوة خارج المنزل في ضوء الشمس الصباحي.
- قراءة شيء غير إخباري أو غير متعلق بالمدرسة أو العمل.
- ممارسة التأمل لمدة (5 – 10) دقائق لزيادة الحضور الذهنية واليقظة (Mindfulness) ومن ثم التقليل من التوتر.
- محاولة الشعور بالامتنان.
أما في المساء، فحاول أن يتضمن روتين الرعاية الذاتية الخاصة بالصحة النفسية على النحو التالي:
- مشاهدة غروب الشمس في الخارج أو من خلال النافذة.
- تناول كوب من الشاي أثناء الدردشة مع صديق أو أحد أفراد العائلة سواء كان ذلك شخصيًا أو عبر الهاتف.
- كتابة اليوميات.
- القيام بتمارين التمدد.
- القراءة في كتاب أو الاستماع إلى البودكاست.
الرعاية الذاتية مهمة للصحة العقلية والرفاهية الجيدة، ولهذا السبب لا داعي أبدًا للشعور بالذنب بشأن جعلها أولوية حياتية.
كيف أبدأ في ممارسة الرعاية الذاتية؟
خطة العناية الذاتية هي بمثابة خريطة طريق شخصية توجهك نحو الرفاهية. يجب أن تكون هذه الخريطة قابلة للتعديل والتطوير لتناسب رحلتك الفريدة. لا توجد وصفة سحرية واحدة للعناية الذاتية، بل يجب أن تكون خطتك فريدة من نوعها ومصممة لتلبية احتياجاتك الشخصية وتتغير مع تغيرك.
وعند بناء خطة الرعاية الذاتية للمحافظة على الصحة النفسية، قد تكون الخطوات التالية مفيدة:
- تقييم الاحتياجات الشخصية: فأنت أكثر الأشخاص المطلعين على نفسك وما تحتاجه. قم بإعداد قائمة بالأنشطة اليومية والعلاقات المختلفة وفكر بما تحتاجه.
- إدراك مسببات التوتر: يساعدك معرفة ما يسبب لك التوتر في امتلاك الطرق أو المهارات اللازمة للحد منه.
- التفكير بطرق للعناية بالنفس: فكّر في بعض الأنشطة التي يمكنك القيام بها للشعور بتحسن في كل من هذه المجالات من حياتك. فقد يكون قضاء الوقت مع الأصدقاء أو وضع الحدود وسيلة لبناء العلاقات الصحية والتواصل الاجتماعي.
- التخطيط لمواجهة التحديات: من الجيد التفكير بإجراء تغييرات في خطتك اليومية إن كنت تلاحظ إهمالاً في إحدى جوانبها.
ليس عليك معالجة كل شيء في وقت واحد. حدد خطوة صغيرة يمكنك اتخاذها للبدء في رعاية نفسك بشكل أفضل.
ما أنواع الرعاية الذاتية المفيدة للصحة النفسية؟
لتحقيق التوازن، قد تحتاج إلى التركيز على مجال معين من حياتك يحتاج إلى مزيد من الاهتمام. حيث تشمل جوانب الرعاية الذاتية على:
العناية الذاتية الجسدية
عندما تهتم بجسمك جيدًا، تشعر بالراحة والسعادة. الرعاية الذاتية الجسدية تشمل على:
- التغذية الصحية.
- النوم الكافي.
- ممارسة الرياضة.
- إجراء الفحوصات الصحية الدورية.
- تناول الأدوية حسب الوصفة الطبية.
الرعاية الذاتية الاجتماعية
الأصدقاء هم جزء أساسي من حياتنا السعيدة. لذلك يجب علينا تخصيص وقت لتعزيز روابطنا بهم، حتى عندما تكون حياتنا مشغولة. سواء كان ذلك عبر المكالمات الهاتفية أو اللقاءات الشخصية.
العناية الذاتية العقلية
الصحة العقلية (Mental health) ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما نفكر فيه. فالعناية بالذات العقلية تشمل القيام بأشياء تساعدنا على التفكير بشكل إيجابي وتقبل أنفسنا كما نحن. وفي سبيل ذلك يمكن القيام بما يلي:
- حل الألغاز.
- التعرف على موضوع يثير الاهتمام الشخصي.
- قراءة الكتب.
يساعد ممارسة التعاطف مع الذات والقبول على الحفاظ على حوار داخلي أكثر صحة.
الجانب الروحي
الروحانية هي غذاء للروح. سواء كانت ممارستك الروحية تتضمن الدين أو التأمل أو أي شيء آخر، فهي تساهم في نموك الشخصي ورفاهيتك. سواء كنت تستمتع بالتأمل، أو حضور خدمة دينية، أو الصلاة، فإن الرعاية الذاتية الروحية أمر ضروري لتحقيق التوازن والسلام الداخلي.
العناية الذاتية العاطفية
يجب أن نتعلم كيفية احتضانها وفهمها بدلاً من مقاومتها. العناية بمشاعرنا هي بمثابة رحلة لاكتشاف أنفسنا بشكل أعمق. سواء كنت تمارس اليوجا، أو تكتب في دفتر يوميات، أو تتحدث مع معالج، فإن العناية بمشاعرك هي استثمار في صحتك العقلية.
كلمة من عرب ثيرابي
تذكر أن العناية بنفسك ليست ترفًا بل ضرورة. نحن في عرب ثيرابي هنا لدعمك في تحقيق الرفاهية النفسية من خلال معالجين نفسيين مؤهلين يقدمون لك الرعاية التي تحتاجها. ابدأ رحلتك نحو صحة نفسية أفضل اليوم، واستفد من خدماتنا المتاحة بسهولة عبر الإنترنت!