ما ستجده في هذا المقال:
للتفكير السلبي الكثير من التأثيرات على الشخص، فهو يتحكم بطريقة استجابته في المواقف الحياتية والتعامل مع الآخرين، كما أنه ينعكس على الصحة النفسية والجسدية للشخص بشكل مباشر ويزيد من القلق لديه، لذلك لا بد من تحديد نمط التفكير السلبي الذي يمتلكه الشخص والعمل على التخلص منه للتمكن من شعور بجودة الحياة اليومية.
كيف أتخلص من التفكير السلبي والقلق؟
لا يسبب التفكير السلبي الشعور بالقلق فقط، بل يتعدى ذلك فيبقى في حزن مستمر غير قادر على الإحساس بالأمور المفرحة في حياته اليومية، لذلك لا بد من تعلم استراتيجيات التالية للتخلص من التفكير السلبي والقلق الناتج عنه:
تغير التفكير السلبي إلى إيجابي
تجعلنا المواقف الحياتية والظروف اليومية أكثر عرضة للتفكير بشكل سلبي وتشعرنا بالمزيد من القلق، ولكن تحويل هذا التفكير إلى نظرة أكثر إيجابية هو التحدي الحقيقي، فمثلاً:
-
- عند فقدان الوظيفة قد يفكر الشخص أنه فقد مصدر رزقه، لكن يمكنه تشجيع نفسه بالبحث عن فرصة عمل أكثر فائدة.
- عندما يمرض الشخص قد يبدأ بالتفكير أن الحياة لن تعود كما كانت، لكنه يمكنه تحويل هذا التفكير بتحدي نفسه للعودة كما كان، فهو لا يحتاج إلا إلى الوقت.
اعرف المزيد: كيفية تغيير التفكير السلبي إلى إيجابي
التغييرات اليومية
قد يرتبط التفكير السلبي بالأحداث اليومية، لذلك فإن القيام ببعض التعديلات أو التغييرات على مستوى الحياة اليومية يمكن أن يضمن للشخص التخلص من التفكير السلبي في هذه الأثناء، وبالتالي التقليل من القلق الذي يحد من أدائه، ومن ضمن هذه التغييرات:
-
- التركيز على الشعور السلبي الناتج عن الأفكار، دون إصدار أحكاماً عن النفس بسبب الشعور بهذه الطريقة باستمرار.
- التحدث عن الأفكار السلبية مع أحد المقربين يساعد في إبقائها بحجمها الحقيقي دون العمل على تهويل الأمور.
- القيام بأمر محبب للنفس مثل العمل لفترة أقل أو قضاء الوقت مع الأطفال يساعد في التقليل من الأفكار السلبية فوراً.
- الشعور بالامتنان من خلال إحصاء عدد النعم التي يمتلكها الشخص، مما يجعل الشخص يبتعد تلقائياً عما يزعجه في الوقت الراهن.
- قد تكون الأحداث من حولنا سلبية، ولكن طريقة تفكيرنا بها هي ما تعزز سلبيتها وتفاقم من حدة الأمور بداخلنا، لذلك يجب إجراء المزيد من التغييرات الإيجابية في حياتنا اليومية.
اتباع النمط الصحي بالحياة من طعام ونوم والنشاط، حيث أنها تزيد من قدرة الشخص على التفاعل بإيجابية مع المواقف الحياتية
زيادة اليقظة
من خلال اليقظة الذهنية يمكن للشخص أن يفصل نفسه عن أفكاره ومشاعره، فهو يسمح لها بالمرور دون التأثير على ردود الفعل، وبالتالي القدرة على استخدام التفكير بطريقة أكثر ملائمة.
تحديد الأنماط الفكرية
عندما يقوم الشخص بالتفكير السلبي فهو يمتلك إحدى أنماط التشوهات المعرفية والتي من شأنها أن تزيد القلق والتوتر لديه، ولكن تحديد نمط تفكيره يجعله أكثر دراية بحقيقة هذه الأفكار ومدى تأثيرها السلبي عليه، حيث يمكن أن تتضمن التشوهات المعرفية الأنماط التالية:
-
- القفز إلى الاستنتاجات ووضع الافتراضات لسير الأحداث بشكل مسبق.
- تهويل الأمور وافتراض الأسوأ باستمرار.
- التعميم المفرط باستخدام تجربة سلبية واحدة وجعلها المقياس لجميع التجارب المستقبلية.
- تصنيف النفس بشكل سلبي.
- التفكير العاطفي المرتكز على المشاعر اللحظية وبالتالي تكوين طرق استجابة بشكل سلبي تزيد من قلق الشخص.
- أخذ الأمور بمحمل شخصي ولوم النفس على جميع الأحداث سواء كانت متعلقة بالشخص أو لا.
الابتعاد عن قول “يجب علي”
أحياناً قد يتوجب على الشخص فعلاً القيام ببعض الأمور، إلا أن عبارة “يجب علي” قد يكون لها وقعاً مزعجاً نوعاً ما، فإن لم يتمكن الشخص من القيام بالأمر فإنه:
-
- ينخرط بأفكار متعلقة بتأنيب الضمير أو لوم الذات.
- تقل من تقديره لنفسه.
تحديد وقت لاجترار الأفكار
يمكن لتحديد وقت محدد لا يتعدى العشر دقائق يومياً للانخراط باجترار الأفكار أن يساعد في تنظيم الأمر والحد من التفكير السلبي خلال اليوم، حيث يجب في حال امتلاك فكرة سلبية:
-
- تدوين الفكرة السلبية للرجوع إليها في الوقت المحدد لذلك.
- عدم سماح الشخص لنفسه بالتفكير بالأفكار السلبية خارج الفترة المحددة.
تساعد كتابة الأفكار السلبية التي يمتلكها الشخص في التقليل من التفكير بها، سواء كانت الكتابة على ورقة أو على جهاز إلكتروني حيث يكفي النظر إليها
التحدث عن الأشياء المفضلة
في الوقت الذي يبدأ فيه الشخص بالتفكير السلبي يمكن أن يبدأ بحديثه مع نفسه عن الأشياء التي يفضلها بصوت مسموع وعالي، الأمر الذي يعمل على:
-
- إلهائه عن الأفكار السلبية.
- التقليل من مشاعر القلق التي يمتلكها الشخص.
التأمل
لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الوقت، فقط 15 دقيقة يومياً كافية للقضاء على التفكير السلبي، حيث يتم في هذه الأثناء:
-
- التركيز بشكل أكبر على التنفس.
- ملاحظة طريقة تفاعل الجسم.
سبب التفكير السلبي والقلق الناتج عنه
قد يكون من الطبيعي امتلاك الأفكار السلبية، حيث يقدر العلماء أن ما يقارب 80% من الأفكار هي سلبية، ونقوم بتعزيزها من خلال تفكيرنا المفرط بها، حيث تنتج الأفكار السلبية من:
-
- المشاعر الداخلية، فغالباً ما نشعر بالقلق بشأن أنفسنا والمقربين والمستقبل.
- عدم امتلاك مصادر للإلهاء الصحي.
- عدم التحقق من صحة الأفكار، فقد يأخذ الشخص الأفكار التي يمتلكها على أنها منطقية وصحيحة دون تشكيك بها.
- إحاطة الشخص نفسه بمصادر للطاقة السلبية مثل الأشخاص أو المواقع الإخبارية.
قد يهمك: أسباب القلق وكيفية الوقاية منه
أهمية التخلص من التفكير السلبي والقلق
على الرغم من أن تأثير التفكير السلبي والقلق الناتج عنه ينعكس على الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع المواقف الحياتية، ولكن الأمر غالباً ما تكون تأثيراته على الصحة الجسدية كبيرة، حيث أنه يسبب:
-
- ارتفاع في ضغط الدم.
- زيادة احتمالية التعرض للأمراض القلبية.
- انخفاض فاعلية الجهاز المناعي، وبالتالي عدم القدرة على مقاومة العدوى أو الأمراض.
- الشعور بتشنج العضلات وآلام الظهر.
- مشكلات الجهاز الهضمي سواء كان بالمعدة أو الأمعاء.
- عدم تمكن الشخص من النوم والإصابة بالأرق.
- كما يمكن أن يلاحظ الشخص أن تأثير التفكير السلبية امتد إلى الحالة النفسية، حيث يمكن ملاحظة:
-
- على قدرة الشخص على التفاؤل، بل امتلاكه نظرة سوداوية للأمور باستمرار.
- الشعور بالتعاسة أو عدم التمكن من ملاحظة الأمور المفرحة.
- ارتفاع مستويات التوتر لديه.
نصيحة من عرب ثيرابي
عندما نشعر بالعافية النفسية فإن نظرتنا للأمور وطريقة تعاملنا مع الأحداث والأشخاص تصبح إيجابية بشكل أكبر.
لذلك فإننا ننصح في عرب ثيرابي ملاحظة الشخص لحالته النفسية بشكل مستمر للتأكد من مستوى المشاعر التي يمتلكها لضمان التعامل مع المواقف الحياتية بطريقة تعود بالفائدة على الشخص ذاته وعلى المحيطين به.