ما ستجده في هذا المقال:
هل سبق لك أن عانيت من ليالٍ بلا نوم، حيث تدور الأفكار في رأسك ولا تجد سبيلًا للنوم؟ تخيل أن تعاني من هذا الأرق الشديد نتيجة قرار شجاع اتخذته وهو الإقلاع عن الكحول. كيف يمكنك التغلب على الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول والعودة إلى النوم الهادئ؟
ما هو الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول؟
الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول هو اضطراب نوم ينشأ عندما يتوقف الشخص عن تناول الكحول فجأة بعد فترة طويلة من الاستخدام. يترافق هذا الأرق مع مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، مثل القلق، التوتر، وزيادة النشاط العقلي.
قد يشعر الشخص بصعوبة في النوم، والاستيقاظ المتكرر، مما يؤثر سلبًا على نوعية حياته اليومية. تعتبر هذه الحالة جزءًا من أعراض الانسحاب التي قد تشمل أيضًا:
- الهزات.
- التعرق.
- التغيرات المزاجية.
- الصداع.
الأعراض الانسحابية الجسدية ليست فقط غير مريحة، بل يمكن أن تعيق قدرة الجسم على الاسترخاء والنوم بشكل جيد، مما يزيد من حدة الأرق.
ما هي أعراض الأرق الشائعة؟
الأرق هو اضطراب نوم شائع يجعل من الصعب عليك الخلود إلى النوم أو البقاء نائماً. وهو يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق خلال اليوم، ويؤثر سلباً على جودة حياتك. ومن الأعراض الشائعة المرافقة له:
- صعوبة في النوم، سواء بالاستغراق في النوم أو البقاء نائمًا.
- الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل.
- الاستيقاظ مبكرًا قبل الوقت المطلوب وعدم القدرة على العودة للنوم مرة أخرى.
- الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار.
- الشعور بالقلق (Anxiety) والتوتر تجاه النوم.
- تغيرات المزاج، حيث ينفعل الشخص بسرعة أو يصاب بالاكتئاب.
- ضعف القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.
- تغيرات في الشهية، سواء كان ذلك بفقدان أو زيادة الشهية للطعام.
ما هي أسباب الأرق بعد الانسحاب من الكحول؟
ينتج الأرق بعد الانسحاب (Withdrawal) من الكحول بسبب حدوث مجموعة من التغيرات الكبيرة في جسم الإنسان وعقله لاعتماده على الكحول لفترة طويلة ثم التوقف عنه بشكل مفاجئ. ويمكن تفسير ذلك على النحو التالي:
تغيرات كيميائية في الدماغ
يؤثر الكحول بشكل مباشر على مستويات الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، مما يسهم في إحداث حالة من الاسترخاء والنوم. عند التوقف عن تناول الكحول، يحدث خلل في هذه المستويات، مما يؤدي إلى صعوبة في تنظيم النوم من جديد.
القلق والتوتر
تتسبب مشاعر القلق والتوتر بشأن التحديات الجديدة أو الخوف من الانتكاسة في زيادة النشاط الذهني، مما يجعل من الصعب الاسترخاء والنوم.
اضطراب نمط النوم
الاعتماد على الكحول يمكن أن يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في نمط النوم، حيث يصبح الشخص معتمدًا على الكحول للوصول إلى النوم. بعد الانسحاب، فقد يجد صعوبة في العودة إلى نمط نوم طبيعي، ويزيد من مشاعر الأرق.
عدم وجود روتين نوم
بعد الانسحاب، قد يواجه الشخص صعوبة في إنشاء عادات نوم صحية. عدم وجود روتين محدد أو عادات نوم جيدة يمكن أن يؤدي إلى الفوضى في نمط النوم، مما يزيد من احتمالية الأرق (Insomnia) ويجعل من الصعب الاسترخاء.
كيف يمكن علاج الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول؟
يمكن علاج الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول باتباع استراتيجية علاجية تتضمن:
- العلاج النفسي (Therapy): حيث يعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من أكثر العلاجات فعالية للأرق. فهو يساعد في تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المتعلقة بالنوم.
- تناول بعض الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية مساعدة على النوم. يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، حيث يمكن أن تكون لها آثار جانبية.
- استشارة مختص: إذا استمرت مشاكل النوم، فمن المهم استشارة طبيب أو مختص في النوم لتحديد الأسباب الكامنة وراء الأرق والعلاج المناسب.
متى يجب استشارة مختص نفسي بخصوص الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول؟
على الرغم من أن الغالبية يستطيع التكيف من جديد بعد مرور بعض الوقت، إلا أنه لا بد من استشارة مختص نفسي في بعض الحالات، والتي من بينها:
- استمرار الأعراض: إذا كنت تعاني من الأرق أو مشاعر القلق والاكتئاب لفترة طويلة (أكثر من أسبوعين) ولم تتحسن مع تغييرات نمط الحياة.
تحقق من حالتك من خلال إجراء اختبار الاكتئاب بالعربي
- التأثير على الحياة اليومية: إذا كانت مشاعر السلبية تؤثر على قدرتك على العمل أو الدراسة أو الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
- امتلاك أفكار سلبية: إذا كانت لديك أفكار سلبية أو شعور بالعجز أو الإحباط المستمر.
- التوتر المستمر: إذا كنت تعاني من توتر أو ضغط نفسي مستمر لا ينقطع ويؤثر على صحتك الجسدية أو النفسية.
- ملاحظة تغيرات في السلوك: مثل الانسحاب الاجتماعي، تغيرات في الشهية، أو النوم المفرط أو القليل.
- وجود تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية: إذا كان لديك تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية وتلاحظ أعراض غير مرغوبة.
راقب أفكارك جيدًا، إذا كانت تفكر بإيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين، يجب الحصول على المساعدة فورًا.
كيف يمكن تنظيم نمط النوم بعد الانسحاب من الكحول؟
إن كنت لا تزال تعاني من الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول، فإن النصائح التالية غالبًا ما تكون مفيدة:
- حدد مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ: حاول الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، لتنظيم ساعة جسمك.
- أنشئ روتين ما قبل النوم: قم بتطوير عادات مهدئة قبل النوم مثل القراءة، الاستحمام، أو ممارسة التأمل. تجنب الأنشطة المثيرة قبل النوم.
- تهيئة بيئة النوم: اجعل غرفة النوم مظلمة وهادئة وباردة. استخدم ستائر ثقيلة أو أقنعة للعين، وسماعات أذن أو أجهزة بيضاء الصوت إذا لزم الأمر.
- تجنب المنبهات: قلل من تناول الكافيين والنيكوتين قبل النوم. حاول تجنب تناول الوجبات الثقيلة أو المشروبات الكبيرة قبل النوم.
- قلل من استخدام الأجهزة الإلكترونية: تجنب الشاشات (الهاتف، الكمبيوتر، التلفاز) قبل النوم بساعتين على الأقل. فالضوء الأزرق يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة النوم.
- مارس النشاط البدني: النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد في تحسين نوعية النوم، لكن تجنب التمارين الشاقة قبل النوم مباشرة.
- تجنب القيلولة الطويلة: إذا كنت بحاجة إلى قيلولة، حاول أن تكون قصيرة (20-30 دقيقة) وفي وقت مبكر من اليوم.
إن الاحتفاظ بمفكرة لتدوين عادات النوم وأي أدوية أو مشروبات يتم تناولها، يساعد في تحديد الأنماط والعوامل المؤثرة على جودة النوم.
كلمة من عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من الأرق الناتج عن الانسحاب من الكحول، فلا تتردد في طلب المساعدة. في عرب ثيرابي، نقدم لك دعمًا (Support) نفسيًا عالي الجودة عبر الإنترنت، مع معالجين نفسيين مؤهلين. ابدأ رحلتك نحو الراحة النفسية والنوم الهادئ اليوم، واجعل صحتك النفسية أولوية. اتصل بنا الآن وابدأ تغيير حياتك للأفضل!