ما ستجده في هذا المقال:
هل تشعر بأنك عالق في دوامة من الألم والخوف؟ هل تحاول جاهدًا إصلاح علاقة لا يمكن إصلاحها؟ إن العيش في علاقة مسيئة يشبه السير في نفق مظلم، ولكن هناك حل دائمًا. في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية الخروج من هذه العلاقة المسيئة والبدء في بناء حياة جديدة وسعيدة.
ما هي العلاقة المسيئة؟
تتسم العلاقة المسيئة بالتحكم، الإيذاء، أو الإساءة النفسية والجسدية من طرف إلى آخر. في هذا النوع من العلاقات، يمكن أن تتعرض الضحية للإهانات، التهديدات، أو الإهمال، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية ورفاهيته.
وقد تشمل الإساءة العاطفية أيضًا تلاعب الشريك عاطفيًا بمشاعر الآخر، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالعزلة. لذلك من المهم التعرف على هذه العلامات لاتخاذ خطوات نحو الخروج من العلاقة.
كيف تعرف أنك في علاقة مسيئة؟
قد تجد صعوبة في الاعتراف بأنك في علاقة مسيئة، خاصة إذا كنت تشعر بالحب تجاه الشريك أو تخاف من المستقبل. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أنك في علاقة غير صحية، ومنها:
- الإهانة المستمرة: تتجلى هذه الإهانة في التعليقات السلبية التي يوجهها الشريك بشكل متكرر، سواء كانت عن المظهر أو القدرات أو الشخصية. فقد تتضمن هذه التعليقات السخرية أو التقليل من القيمة الذاتية، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس.
- التحكم: يسعى الشريك المسيء إلى فرض السيطرة على حياة الضحية، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية، أو كيفية قضاء الوقت الخاص، أو حتى اتخاذ قرارات حياتية مهمة عنها. هذا السلوك يهدف إلى التقليل من الاستقلالية ويجعلها تعتمد عليه.
- التهديدات: تعد التهديدات من الوسائل المستخدمة من قبل الشخص المسيء للضغط على الضحية للقيام بأشياء معينة أو للامتناع عن أفعال معينة. قد تأتي هذه التهديدات في شكل وعود كاذبة، أو توعد بالمزيد من الإساءة إذا لم تلتزم برغباته.
- الانعزال: منع الضحية من التواصل مع الأصدقاء والعائلة، مما يؤدي إلى شعورها بالوحدة والعزلة. قد يحاول المسيء إبعادها عن الأشخاص الذين يهتمون بها. هذا الأمر يزيد من اعتمادها عليه بشكل أكبر.
- الشعور بالخوف: الشعور الدائم بالخوف من ردود فعل الشريك، سواء كانت غاضبة أو محبطة. يمكن أن يكون هذا الخوف مرتبطًا بفقدان العلاقة أو التعرض للإيذاء، مما يسبب الشعور بالتوتر باستمرار.
في العلاقة المسيئة قد يعتمد الشريك على استخدام مشاعرك ضدك لتحقيق أهدافه الخاصة. قد يشعرك بالذنب أو الندم، مما يشعرك بأنه أولوية.
ما هي خطوات للخروج من العلاقة المسيئة؟
على الرغم من أن الخروج من علاقة مسيئة تعد خطوة صعبة، ولكنها ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية. ويمكن للخطوات التالية مساعدتك في ذلك:
- التعرف على الإساءة: اعترف بأنك في علاقة مسيئة، قد يفيدك كتابة الملاحظات السلبية ومشاعر الألم الذي تعاني منه لتوضيح الأمور.
- ابحث عن الدعم: يشكل الأصدقاء وأفراد العائلة دعمًا (Support) نفسيًا حقيقيًا، لذلك اختر الأشخاص الذين تثق بهم جيدًا.
- استشر متخصصًا: من الجيد التفكير بالاستعانة بمعالج نفسي أو مستشار. يمكنهم مساعدتك في معالجة مشاعرك ووضع خطة للخروج من العلاقة المسيئة بأمان.
- ضع خطة للخروج: ابدأ بوضع خطة مفصلة للخروج من العلاقة المسيئة. لا تنسى أن تحدد المكان الذي ستذهب إليه، والمساعدة التي تحتاجها، والموارد المتاحة.
- استعد للانفصال: إذا كنت تخطط للانفصال، حدد وقتًا ومكانًا مناسبين لذلك. حاول أن تكون بعيدًا عن الشريك عند اتخاذ هذه الخطوة.
- اجمع الوثائق المهمة: احتفظ بنسخ من الوثائق المهمة مثل الأوراق المالية، الهوية، وأي مستندات أخرى قد تحتاجها بعد الانفصال.
- تجنب المواجهة المباشرة: بما أن العلاقة مسيئة، فمن المؤكد أنك تخشى من ردة فعل الشريك. لذلك قد يكون من الأفضل الانفصال عبر رسالة أو مكالمة، بدلاً من مواجهة مباشرة.
- تجنب العزلة: بعد الانفصال، حاول البقاء على اتصال مع شبكة الدعم الخاصة بك. تجنب قدر الإمكان العزلة التي قد تزيد من مشاعرك السلبية.
- اعتن بنفسك: لا تقلل من شأن بعض الأنشطة الحياتية، فهي تزيد من شعورك بالسعادة. اهتم بصحتك الجسدية والنفسية من خلال ممارسة الرياضة، والتغذية الجيدة، والنوم الكافي.
- كن صبورًا: الشفاء من العلاقة المسيئة قد يستغرق وقتًا. كن لطيفًا مع نفسك وتقبل مشاعرك أثناء عملية الشفاء.
كيف تؤثر الإساءة على الصحة النفسية للضحية؟
تؤثر الإساءة على الصحة النفسية بشكل عميق وكبير على النحو التالي:
- الاكتئاب: التعرض المستمر لسوء المعاملة (Abuse) قد يؤدي إلى شعور مستمر بالحزن وفقدان الأمل، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- القلق: ترتبط الإساءة في تولد شعور دائم بالتوتر والخوف، مما يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والرهاب الاجتماعي. (يمكنك التحقق من مستوى قلقك من خلال إجراء اختبار القلق).
- فقدان الثقة بالنفس: من الشائع أن يسبب التعرض المتكرر للإهانات والتقليل من القيمة الشخصية في فقدان الثقة بالنفس، مما ينتج عنه شعورًا بأنه غير جدير بالحب أو الاحترام.
- العزلة الاجتماعية: يمكن أن تؤدي الإساءة إلى الانعزال عن الأصدقاء والعائلة، حيث يشعر الشخص بالخجل أو الخوف من إخبار الآخرين عن الوضع.
- مشاعر الذنب والعار: يمكن أن يشعر الشخص بالإثم أو العار بسبب الإساءة، مما يزيد من الضغط النفسي ويؤدي إلى مشاعر سلبية متزايدة.
- صعوبة في بناء علاقات صحية: يمكن أن تؤثر الإساءة على قدرة الشخص على الثقة بالآخرين، فيجد صعوبة في تكوين علاقات صحية في المستقبل.
تؤثر الصحة النفسية السلبية على الصحة الجسدية أيضًا، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل الصداع، وآلام البطن، أو مشاكل القلب.
كيف تتجنب العلاقات المسيئة في المستقبل؟
بعد التعافي (Recovery) والخروج من العلاقة المسيئة بسلام، لا بد من الحذر من الوقوع ضحية مرة أخرى في المستقبل. ولضمان ذلك اتباع الخطوات التالية:
- التعرف على العلامات التحذيرية: كن واعيًا للعلامات المبكرة للإساءة، مثل التحكم، الإهانة، والتلاعب العاطفي. التعرف على هذه الأنماط يمكن أن يساعدك في تجنبها.
- تحديد الحدود: ضع حدود واضحة في علاقاتك. تأكد من أن شريكك يحترم هذه الحدود (Boundaries)، وكن صريحًا حول ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
- الاستماع إلى الحدس الداخلي: إذا شعرت بعدم الارتياح أو الخوف في العلاقة، ثق بحدسك. لا تتجاهل مشاعرك أو تشكك في صحتها.
- اختيار الشريك بعناية: خذ وقتك في التعرف على الأشخاص الذين تتواصل معهم. ابحث عن القيم المشتركة والاحترام المتبادل قبل الدخول في علاقة.
- الاستقلالية: حافظ على استقلاليتك واهتماماتك الشخصية. لا تعتمد على الشريك في تلبية جميع احتياجاتك العاطفية والاجتماعية.
- تعزيز الثقة بالنفس: اعمل على بناء ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك. كلما كنت واثقًا من نفسك، زادت قدرتك على وضع حدود صحية.
كون داعمًا للأصدقاء والعائلة الذين يمرون بتجارب مشابهة، حيث يساعدك ذلك على التعلم من تجاربهم وتجنب الأخطاء.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام رحلتك نحو التحرر من العلاقة المسيئة، تذكر أن لديك القوة لاستعادة حياتك. نحن في عرب ثيرابي هنا لدعمك بخدمات نفسية متخصصة ومريحة عبر الإنترنت. مع معالجين مؤهلين، يمكنك استعادة ثقتك بنفسك وتحقيق السلام الداخلي. لا تتردد في التواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو الشفاء. صحتك النفسية تستحق الأفضل!