Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

فوائد النوم في علاج اضطرابات القلق

خلال النوم يحصل الجسم على ما يحتاجه الراحة التي تساعده على إعادة التوازن فيه. قد يبدو ذلك أكثر وضوحاً في حال كنت تعاني من إحدى اضطرابات القلق، حيث أن حصولك على النوم الصحي بما يوفره من فوائد عديدة يساهم في تعافيك من أعراضك المزعجة.

حفز نفسك على نومك بشكل صحي لتتمكن من التعافي أو السيطرة على اضطراب القلق لديك بشكل أفضل من خلال التعرف على فوائد النوم لحالتك.

 

العلاقة بين اضطرابات القلق والنوم

من المؤكد أن اضطرابات القلق تجعل من النوم مهمة صعبة للغاية. كما أن قلة النوم أو الحرمان منه أيضاً يشكل قلقاً للشخص مع مرور الوقت ويؤدي إلى أعراض مزعجة. 

هذا يجعل العلاقة بين اضطرابات القلق ومشكلات النوم (مثل الأرق أو عدم القدرة على البقاء نائماً) متبادلة، بحيث يؤثر كل منهما على الآخر بشكل واضح. مما يدخل الشخص في دورة لا يمكن التخلص منها بسهولة من قلة النوم وأعراض القلق.

ولا يمكن إغفال مدى تأثير كلا الحالتين على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء. فكلاهما قد يسبب الشعور بالتعب والإجهاد البدني. كما قد ينتج عنهما مشكلات نفسية وإدراكية، والتأثير على الجهاز العصبي والمناعي أيضاً.

يعد مشكلات النوم من الأعراض التشخيصية لأنواع مختلفة من اضطرابات القلق (مثل اضطراب القلق المعمم أو اضطراب ما بعد الصدمة).

 

فوائد النوم في علاج اضطرابات القلق

تسبب الحياة المتسارع الكثير من القلق للجميع، مما يزيد من التوتر الذي يقف حاجزاً أمام الشعور بالراحة والهدوء اللازم لمواصلة الحياة بالشكل الطبيعي. لكن من خلال الحصول على النوم الصحي يمكن التقليل من هذا التوتر والقلق والاستفادة بشكل واسع من الفوائد الكثيرة للنوم. 

لذلك، إن كنت تهتم بصحتك الجسدية والعاطفية ومدى شعورك بالرفاهية، فأنت بحاجة إلى الانتباه بشكل أكبر لنمط نومك. حيث يوفر النوم في حالتك الفوائد التالية:

تقليل أعراض القلق

خلال النوم يتم معالجة جميع ما مر على أدمغتنا خلال اليوم، مما يسهل عملية التعامل مع المشاعر والعواطف السلبية مثل التوتر والقلق. وعلى العكس من ذلك، فإن عدم الحصول على ما تحتاجه من النوم يعمل على تفاقم المشكلات بسبب عدم قدرتك على التعامل مع الضغوط الحياتية.

لذلك، فإن النوم يعمل على التقليل من أعراض القلق الجسدية والنفسية ويساعد في تنظيم العواطف المختلفة التي مررنا بها خلال المواقف اليومية.

وجدت دراسة تستكشف العلاقة بين اضطرابات القلق والنوم أن (24 – 36)% من المصابين باضطرابات القلق لديهم أعراض الأرق، بينما (27 – 42) % قد أبلغوا عن أعراض فرط النوم.

تحسين الوظيفة الإدراكية والمعرفية

من الطبيعي أن تعاني من عدم التركيز أو التذكر أو تجد نفسك أمام مشكلة بسيطة لا يمكنك حلها إن كنت تعاني من القلق. لكن الأمر يصبح أكثر صعوبة في حال لم تنام بالشكل الكافي.

حاول إعطاء المزيد من الأولوية لساعات نومك مهما كان جدول مهامك مكتظاً، ولاحظ التحسن على وظائف دماغك الإدراكية وأدائك المعرفي.

حل المشكلات بشكل أفضل

كنتيجة لتحسن التركيز بعد النوم بالقدر المطلوب، تصبح أكثر قدرة على حل المشكلات التي تواجهها في حياتك اليومية. مما يقلل الشعور بالقلق تجاهها والانخراط بالتفكير بها لساعات طويلة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون فوائد النوم في حل المشكلات يعود إلى قدرة الدماغ خلال النوم على تجميع المعلومات المتفرقة التي تم تجميعها على مدار اليوم. مما يتيح له تكوين الروابط بينها والتمكن من حلها بطرق إبداعية.

تحسين المرونة العصبية

عند شعورك بالقلق فإن تركيزك المعرفي وقدرتك على النظر إلى الأمور بطرق سليمة يتأثر بشكل سلبي. مما يقلل من التفاعل والتكيف مع المواقف بالشكل الإيجابية والصحي. 

لكن بحصولك على القدر الكافي من النوم تتحسن لديك المرونة العصبية بسبب استعادة الدماغ توازنه في هذه الأثناء. مما يتيح لك التفكير بشكل أفضل واستيعاب وجهات النظر المختلفة بفاعلية.

ينتج عن المرونة العصبية هذه تقلل من شعورك بالقلق من خلال إعطائك إحساسًا أقوى بالتحكم ومنظوراً أوسع للأمور.

تعزيز المرونة النفسية

تقل المرونة النفسية بشكل ملحوظ مع قلة النوم. حيث أن الدماغ لا يستطيع التعامل مع المواقف الصعبة التي يمر بها لأنه لم يحصل على القدر اللازم من الراحة في الليلة السابقة. مما يجعل من الصعب إدارة المشاعر الطارئة ويزيد شعور الشخص بالتوتر والعصبية.

لكن عند النوم جيداً، تتمكن في اليوم التالي من التعامل مع المواقف المحفزة بوضوح أكبر دون إبداء أي انفعال غير طبيعي. مما يساعدك على المحافظة على اتزانك النفسي والاستجابة الإيجابية مع الظروف الصعبة.

استعادة الصحة البدنية

هناك الكثير من المشكلات الصحية المرتبطة بقلة النوم المستمرة. فمثلاً يصبح الجهاز المناعي أقل كفاءة عند الحرمان من النوم، مما يجعلك أكثر عرضة للعدوى والالتهابات. بالإضافة إلى ذلك تختل مستويات الهرمونات في الجسم في هذه الحالة أيضاُ.

إن كنت تعاني من إحدى هذه المشكلات، فإنك تزيد على قلقك من المواقف الحياتية قلقاً جديداً، مما يجعلك في دوامة لا تنتهي من القلق وقلة النوم والأمراض المختلفة.

 

طرق تساعد على النوم بالرغم من القلق

على الرغم من القلق الذي تشعر به وتأثيره على نمط نومك، إلا أنك لا تزال قادراً على الاستفادة من فوائد النوم المختلفة. حاول التركيز على النقاط التالية لتتمكن الحصول على ما تحتاجه من النوم:

  • المحافظة على جدول نوم محدد، بحيث يتم النوم والاستيقاظ بالوقت ذاته يومياً.
  • كتابة المذكرات اليومية التي تساعد على البقاء على تواصل مع الأفكار والمشاعر.
  • الابتعاد عن الشاشات وإضاءتها قبل موعد النوم بساعة كاملة على أقل تقدير.
  • تجنب تناول الطعام في الفترة المسائية، خاصة الوجبات الدسمة.
  • تناول مشروبات الأعشاب المفضلة، حيث أنها تساعد على الاسترخاء وتساعد على النوم.

الميلاتونين هو أحد المكملات الغذائية الأكثر شعبية المستخدمة للمساعدة في النوم. وقد أظهرت الدراسات مدى فاعليته لمن يعاني من اضطرابات القلق.

 

كلمة من عرب ثيرابي

ترتبط قلة النوم بالكثير من المشكلات النفسية والجسدية، لذلك فإن محاولة النوم ليلاً بشكل صحي يعد أمراً في غاية الأهمية لا ينبغي تجاهله. لذلك، إن كنت تعاني من الأرق المستمر دون معرفة السبب الحقيقي وراء الأمر، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي التواصل مع أحد المعالجين النفسيين لمعرفة ما قد يكون سبباً في أرق ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة التي تساعدك على الحصول على فوائد النوم السابقة.