Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

علاج الحساسية النفسية وطرق التخلص منها

قد يبدو البعض أكثر حساسية نفسية من البعض الآخر، الأمر الذي يؤثر على نواحي متعددة من حياتهم اليومية، وتجعلهم أكثر انغلاقاً في حياتهم الاجتماعية. إن كنت تعاني من الحساسية النفسية المفرطة فإن مجموعة النصائح والاستراتيجيات الواردة أدناه تساعدك في علاج حالتك والتخلص من طريقك السلبية في التفاعل مع المواقف. 

 

استراتيجيات لعلاج الحساسية النفسية المفرطة

في بعض الأحيان، من الجيد أن تكون حساساً، لكن الحساسية المفرطة غالباً ما تتسبب بالإرهاق العاطفي للشخص، الأمر الذي يستدعي السعي لعلاج هذه الحساسية أو التخلص منها. وفي سبيل ذلك، لا بد من اتباع استراتيجيات معينة للتقليل من حساسيتك، مثل:

  • الإدارة الذاتية: مراقبة النفس وإدراك ذاتك من الخطوات المهمة لعلاج الحساسية النفسية المفرطة. لذلك يجب أن تكون قادراً على تحديد متى تشعر بعدم الارتياح. فعند ذلك يمكنك اتخاذ الإجراءات المناسبة للعناية بنفسك بالشكل المناسب.
  • العلاج النفسي: قد تكون طريقة في التعامل مع المواقف والأشخاص هي ما تسبب لك الحساسية المفرطة. من هنا تأتي أهمية العلاج النفسي، حيث يساعدك الأخصائي النفسي في التعرف على طرق تفكيرك والعمل على تغييرها. كما يمكنك أن تحصل على الملاحظات التي تعزز قدرتك على تحمل الأشخاص أو المواقف التي تجعلك حساسًا بدلاً من تجنبها. 
  • التأكد من المحفزات: في بعض الأحيان لا تسبب المواقف في حساسيتك، بل أم تجاربك السابقة هي ما تجعلك تخشى التعرض مرة جديدة للمشاعر ذاتها. لذلك حاول التأكد من حقيقة المحفزات الخارجية بسؤال صديق مقرب عن وجهة نظره حول الأمر لتستطيع تقييمه جيداً.
  • توجيه الرسائل الإيجابية للذات: من الجيد تكرار بعض العبارات المفيدة، التي تساعدك على تطوير أنماط تفكير جديدة ببطء حول المواقف التي كانت تجعلك شديد الحساسية. مثل “الجميع يرتكب الأخطاء”، “لا أحد يحظى بإعجاب الجميع”، “تعلم مهارات جديدة والتعرف على أشخاص جدد يستغرق وقتاً لدى الجميع”.
  • التحدث مع الأشخاص المقربين: يمكنك الحصول على الدعم النفسي من قبل الأشخاص المقربين المتعاطفين ممن لا يصدر أحكاماً على مشاعرك. إن فهم شخص مقرب لمشاعرك وطريقة تفكير يساعد في تقليل الوعي الذاتي الذي يحفز حساسيتك المفرطة.
  • التفاعل مع المواقف: من خلال التعرض للمواقف المحفزة وبجرعات صغيرة باستمرار يضمن لك إضعاف ردود فعلك المبالغ بها. قد يستغرق هذا وقتاً طويلاً ويتطلب التنسيق مع شخص داعم. مع التأكيد أن تكون المواقف التي تتعرض لها مواقف بسيطة لتجنب زيادة مستويات القلق لديك.

إذا أخبرت نفسك أنك قادر على تحمل رد فعلك الحساس لمدة دقيقة أو دقيقتين، فسوف تتمكن بمرور الوقت من زيادة قدرتك على تحمل الضغط النفسي.

 

نصائح تساعد في علاج الحساسية النفسية

إذا كنت تعاني من الحساسية المفرطة، فإن علاج الأمر يبدأ من عندك. حاول الاستفادة من النصائح التالية:

تعلم كيفية تنظيم عواطفك

التنظيم العاطفي هو قدرتك على التحكم في عواطفك وأفكارك وسلوكياتك. ومن خلالها تصبح أكثر قدرة على السيطرة على مشاعر سلبية مثل الضيق والغضب. ما أن تتدرب على التنظيم العاطفي حتى تصبح أكثر قدرة على وضع المشاعر في نصابها الصحيح قبل التصرف بناءً عليها. الأمر الذي يساعد على الشعور بقدر أقل من الحساسية.

ومن أفضل الطرق التي تعزز تنظيمك العاطفي، إعادة تفسير الموقف عمداً للتحكم في رد الفعل العاطفي تجاهه. حيث أن تغيير طريقة التفكير وبالتالي الشعور يساعد في رؤية الأمور من منظور آخر. وبالتالي المساهمة في علاج الحساسية النفسية المفرطة.

مارس اليقظة الذهنية

اليقظة الذهنية هي تقنية تساعد في تعلم كيفية التركيز بشكل كامل على اللحظة الحالية دون القلق بشأن الماضي أو المستقبل. حيث أن الدراسات والتجارب أثبتت أن لليقظة الذهنية فائدة كبيرة في حال كان لقد وجدت الأدلة أن اليقظة الذهنية يمكن أن يكون لها تأثير مفيد على الحالات التي تتميز بخلل التنظيم العاطفي.

دوّن يومياتك

من خلال تدوين اليوميات، تستطيع التعرف أكثر على مشاعرك والمحفزات التي تثيرها وطرق استجابتك للمواقف المختلفة. مما يساهم في فهم ما تمر به بشكل أفضل.

بالإضافة إلى التعرف على المشاعر، تساعدك هذه الكتابات في تتبع مسار مشاعرك ومن ثم مدى التقدم الذي تحرزه في علاج الحساسية النفسية المفرطة. حيث تستطيع مقارنة طريقة استجابتك للمواقف حالياً مع طريقة استجابتك لمواقف مشابهة في وقت سابق.

أظهرت الأبحاث أن مجرد تحديد مشاعرك وتسميتها (أو ما يعرف بتصنيف المشاعر)، يمكن أن يقلل من شدة تلك المشاعر.

لا تجعل الأمور شخصية

تعتبر شخصنة المواقف عبارة عن تحيز معرفي يساهم في زيادة حساسيتك للمواقف. وللتقليل من هذه السلوكيات لا بد من محاربة الأفكار السلبية بشكل فعّال. فعندما تلاحظ أنك بدأت في أخذ الأمور على محمل شخصي حاول الإجابة على الأسئلة التالية:

  • هل هناك عوامل أخرى يمكن إلقاء اللوم عليها؟
  • هل تقفز إلى الاستنتاجات أو تحاول تفسير الكثير مما يفعله أو يقوله الآخرون؟
  • ما هي بعض الطرق البديلة للتفكير في الموقف؟

تقبل ذاتك كما هي

عندما تكون مفرط الحساسية، فأنت غالباً ما تقوم بانتقاد نفسك بشدة. الأمر الذي يزيد من خوفك الداخلي. لكن من خلال تعلم كيفية تقبلك لذاتك والتقليل من البحث الدائم عن علامات النقد أو الحكم أو الرفض من قبل الآخرين.

وفي سعيك لقبول نفسك، انتبه إلى النقاط التالية:

  • تقبل نفسك بجميع ما تحمله من صفات إيجابية وسلبية. فلا يوجد شخص كامل خالي من الصفات السلبية.
  • اكتشف نقاط قوتك وطورها، مع التركيز على عدم محاولة مقارنة نفسك بالآخرين.
  • ضع حدوداً شخصية لما ترغب وما لا ترغب في قبوله من الآخرين. 
  • حافظ على نظرتك إيجابية وركز على استخدام الحديث الذاتي الإيجابي والتأكيدات المحفزة لتعزيز نفسك.
  • اعترف بأخطائك وسامح نفسك على ما ارتكبته في الماضي، يساعدك ذلك في المضي قدماً نحو المستقبل.  

 

متى يجب طلب المساعدة المتخصصة لعلاج الحساسية النفسية المفرطة؟

إذا حاولت بشكل ذاتي التغلب على حساسيتك المفرطة لكن دون جدوى أو فائدة من ذلك، فقد يكون الوقت قد حان للحصول على المساعدة اللازمة في ذلك بدلاً من محاولة تجنب المواقف المحفزة وجعل حياتك أكثر تقيداً. 

يساعدك العلاج النفسي في تعلم المهارات اللازمة للتقليل من ردود الفعل الجسدية الناتجة عن الحساسية الشديدة تجاه الحواس في المواقف الاجتماعية.

 

كلمة من عرب ثيرابي

تؤثر الحساسية المفرطة على جوانب الحياة المختلفة للشخص، فبالإضافة إلى أنها تثير مشاعر التوتر والقلق والغضب لديه كاستجابة للمواقف المحفزة، فإنها تؤثر أيضاً على العلاقات الاجتماعية للشخص وتعمل على تقليل الروابط بينه وبين الآخرين، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على حالته النفسية وتفاقم الكثير من المشاعر المزعجة.

إن كنت لا تزال على تستطيع التحكم بردود فعلك تجاه المواقف، فإن الخيار الأفضل الذي يراه الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي هو الحصول على المساعدة المتخصصة التي تزودك بالمزيد من المهارات التواصل مع الآخرين.