علاج ألم البطن

علاج ألم البطن النفسي الناتج عن التوتر

عند التعرض للمواقف المجهدة نفسياً أو الشعور بالقلق، فإنه من الطبيعي أن لاحظ الشخص اضطراباً في بطنه أو شعوره بالانزعاج. لكن في الحالات الشديدة من التوتر أو التعرض لتوتر مزمن قد يصبح هذا الانزعاج أكثر شدة ليصبح الشخص يعاني من ألم في البطن يستدعي البحث عن طرق للعلاج. 

فعل فعلاً يوجد علاقة بين ألم البطن والتوتر؟ وكيف يمكن علاج هذا الألم؟ تابع القراءة للتعرف على المزيد.

 

العلاقة بين التوتر وألم البطن

على الرغم من الاعتقاد السائد حول تسبب التوتر نفسياً في ألم البطن، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن أصل هذا الألم ليس نفسياً وإنما عضوياً بحتاً. حيث أن الارتباط الوثيق بين الدماغ والأمعاء يجعل ما يؤثر على الحالة النفسية قد يسبب ألماً أيضاً في البطن.

فما أن يعاني الشخص من التوتر حتى يطلق الدماغ الرسائل العصبية التي تجعل الجسم في حالة تأهب واستعداد (ما يسمى استجابة القتال أو الهروب). تؤدي هذه الاستجابة إلى تغيرات كثيرة في الجسم والتي من ضمنها تغيرات في عملية الهضم وتسبب أعراضاً معوية مختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن توازن الميكروبات والبكتيريا الموجودة في الأمعاء يتأثر بشكل كبير بمشاعر التوتر التي تسيطر على الشخص. الأمر الذي يعد سبباً مباشراً آخر للشعور بألم في المعدة في هذه الأثناء.

تبدو العلاقة بين الشعور بالتوتر وألم البطن ثنائية الاتجاه، حيث يزيد التوتر من ألم المعدة، في المقابل فإن ألم المعدة يزيد من توتر الشخص.

 

علاج ألم البطن بالتخلص من التوتر ذاتياً

قبل كل شيء، لا بد من معرفة مسببات التوتر لديك. فما أن تستطيع تحديدها حتى تتمكن من اتخاذ القرار في طريقة علاج ألم البطن لديك والتخلص من الأعراض الأخرى للتوتر.

فعلى الرغم من أن الحالات المتكررة أو المستمرة من ألم البطن تحتاج إلى علاج متخصص، إلا أن الحالات الأقل شدة يمكن التعامل معها بشكل ذاتي من خلال:

ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة

سواء كانت اليقظة الذهنية والتأمل وتقنيات التنفس واسترخاء العضلات التدريجي فإنها جميعها تساعد في الشعور بالاسترخاء، وبالتالي التقليل من الأعراض الجسدية المزعجة للتوتر مثل:

  • تسارع ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • انخفاض الطاقة والشعور بالتعب.
  • اضطراب الجهاز الهضمي.

ما أن تتحسن أعراض التوتر حتى يشعر الشخص بالمزيد من التركيز والوعي الذاتي. وبالتالي يتمكن من التعامل بشكل أفضل مع المواقف المحيطة به.

تعد استجابة الاسترخاء عطس استجابة التوتر (القتال أو الهروب). فلن يستطيع الجسم من الاسترخاء إن لم يزول شعوره بالتهديد والخطر. 

ممارسة التمارين الرياضية

بالإضافة إلى تأثير التمارين الرياضية على الصحة البدنية، فإن تأثيرها يمتد ليطول الحالة النفسية. حيث أن لهذه التمارين القدرة على التقليل من أعراض الاكتئاب والقلق، كما أنها فعّالة في الحد من مستويات هرمون الكورتيزول المرتفعة.

لكن لضمان الانتظام على ممارسة هذه التمارين، فمن الأفضل أن:

  • تبدأ بفترات صغيرة وتمارين بسيطة في بداية الأمر.
  • اختيار تمارين تكون الأقرب إلى نفسك.
  • مشاركة أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة في التمرين للشعور بالتحفيز.

كما لا بد من الانتباه إلى اختيار التمارين المناسبة في حال كان الشخص يعاني من مشكلة صحية معينة. فمثلاً إن كنت تعاني من ارتجاع المريء، فإن التمارين الرياضية القاسية قد تكون سبباً في تفاقم الحالة.

اتباع النظام الغذائي صحي

غالباً ما يقوم الشخص المتوتر بتناول الأطعمة المعالجة والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والدهون غير الصحية. مما ينعكس سلباً على جهازك الهضمي. 

على الرغم من أن هذا التصرف مؤدي إلا أنه واقعي لدرجة كبيرة. لكن في حال كنت تبحث عما يريح بطنك في هذه الأثناء فيجب التفكير في أطعمة صحية قدر الإمكان، وتجنب ما قد يكون محفزاً للألم والتهيج.

فمثلاً فكر في تناول الأطعمة الغنية بما يلي:

  • أحماض الأوميغا 3.
  • الألياف.
  • البروبيوتك.

فبالإضافة إلى أن هذه الأطعمة تعتبر جيدة للجهاز الهضمي، إلا أنها أيضاً تعد من الأطعمة المعززة للحالة المزاجية وتقلل من حدة التوتر والقلق. ونظراً لأن الدماغ مرتبط بالأمعاء ويتأثر بها، فإن النظام الغذائي ووظائف الأمعاء يؤثران أيضاً على وظائف الدماغ.

 

العلاج المعرفي السلوكي للتخلص من ألم البطن المرتبط بالتوتر 

هناك طرق أكثر تخصصية للتخلص من التوتر وعلاج أعراضه الجسدية المختلفة من ألم البطن واضطراب الجهاز الهضمي بشكل عام. حيث يمكن اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي الذي يعد من أفضل طرق العلاج النفسي على الإطلاق. ويعمل هذا العلاج من خلال:

  • تعلم تقنيات إدارة التوتر والتكيف الفعالة مع المواقف، مما يمكن الشخص من التخلص من التوتر وتأثيره النفسي والفسيولوجي على جسمه. 
  • تعمل تحديد أنماط التفكير أو السلوك المشوه أو النقد الذاتي التي تسبب مشاعر سلبية. ومن ثم تقييم أي من هذه الأنماط قد يكون مرتبطاً بأعراض الجهاز الهضمي.
  • المساعدة على تطوير استراتيجيات منطقية وعلمية لإعادة صياغة هذه المشاعر والاستجابات الجسدية. 

في الكثير من الحالات، يتم الاعتماد على الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج بالتنويم المغناطيسي. حيث تعد هذه الأساليب فعّالة للغاية للتخلص من الأعراض المزعجة.

 

المضاعفات المرتبطة بألم البطن النفسي

إن معرفتك أن سبب ألم البطن لديك يعود للتوتر الذي تعاني منه دون اتباعك استراتيجيات للحد منه قد يؤدي في النهاية إلى ظهور أعراض أكثر حدة في المستقبل.

فقد أظهرت الدراسات أن ترك حالتك دون علاج يرتبط بشكل مباشر في الإصابة بمتلازمة القولون العصبي مع مرور الوقت. ومن المعروف أن هذه الحالة تتأثر بشكل كبير جداً بالمشكلات النفسية التي يعاني منها الشخص.

تعتبر الهرمونات التي يتم إطلاقها عندما يشعر الشخص بالتوتر لها تأثير سلبي على صحة الأمعاء. وهذا يخلق اختلالات معروفة بأنها عوامل خطر لأمراض الجهاز الهضمي.

 

نصيحة عرب ثيرابي

يؤثر التوتر على جميع جوانب الحياة اليومية للشخص، إلا أنه غالباً ما يستطيع التعامل معه ذاتياً. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بتجربة الأفكار التالية:

  • أنشطة أخرى لتخفيف التوتر مثل كتابة اليوميات أو القراءة أو ممارسة الرياضة أو التحدث مع أحبائك أو حتى الاستماع إلى الموسيقى.
  • أخذ فترات راحة متكررة من العمل أو المدرسة، إذا كانت هذه هي المحفزات الرئيسية لهرمونات التوتر. هذا يمكن أن يمنع المعدة العصبية.
  • تجنب الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم اضطراب المعدة العصبي بالفعل، مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين ومنتجات الألبان.
  • الاعتماد على العلاجات الطبيعية مثل شاي الزنجبيل أو المكملات الغذائية أو الزيوت الأساسية.
  • تعلم قول “لا” عند ازدياد المهام والأعباء.