ما ستجده في هذا المقال:
نمر جميعنا بمواقف حياتية وضغوط يومية تسبب لنا الكآبة، إلا أننا نسمي ذلك اكتئاباً على الرغم من الفرق الكبير بين الحالتين. إن كنت تعانين أعراض ومشاعر ولا يمكنك معرفة حقيقة حالتك، فإن الشطور التالية ستقدم لك معظم الفروق التي يمكن أن تجدها بين الكآبة والاكتئاب لتستطيع في النهاية من معرفة ما إذا كنت بحاجة إلى مساعدة متخصصة أم لا.
الفرق بين الكآبة والاكتئاب
على الرغم من أن حالة الاكتئاب من الحالات النفسية الشائعة حول العالم، إلا أنها لا تصيب الجميع. لكن ماذا بالنسبة للحزن والشعور بالكآبة؟ إن مشاعر كهذه غالباً ما يكون الجميع قد جربها في يوم ما في حياته. ويعد التمكن من التفريق بين الحالتين من الأمور المهمة لما يترتب على ذلك تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج متخصص أم الأمر لا يتعدّى بضعة أيام ويختفي من تلقاء نفسه.
الفرق بين الكآبة والاكتئاب من حيث الأعراض والعلامات
في كلا الحالتين سيشعر الشخص بالحزن وفقدان الطاقة وعدم الرغبة بالقيام بالنشاطات. لكن الأمر لا يقف إلى هنا في حالة الاكتئاب، بالإضافة إلى ما سبق يعاني الشخص المكتئب من:
- الشعور بالحزن أو اليأس طوال اليوم.
- فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة اليومية أو عدم القدرة على الاستمتاع بها.
- تغيرات كبيرة في الشهية وما ينتج عن ذلك تغيرات في الوزن، سواء كان بفقد الوزن أو زيادته.
- تغير أنماط النوم، فقد ينام الشخص أكثر من المعتاد أو أقل.
- الدخول في نوبات من الغضب والانفعال.
- الشعور بالقلق والارتباك، وعدم القدرة على البقاء جالساً بل يبدو عليك التململ. في بعض الأحيان قد تبقى هادئاً حيث تشعر أن الحركة تحتاج إلى المزيد من المجهود.
- الشعور بالتعب الجسدي طوال الوقت.
- امتلاك مشاعر الذنب أو انعدام القيمة.
- صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء، بالإضافة إلى عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- امتلاك أفكار مستمرة عن إيذاء النفس أو الموت أو الانتحار.
بناءً على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، يجب أن يعاني الشخص من 5 أعراض من أعراض الاكتئاب بشكل مستمر لمدة لا تقل عن أسبوعين للتمكن من تشخيص الحالة.
شدة الحالة من أهم النقاط الواجب التركيز عليها
تختلف مدى حدة حالة الاكتئاب، إلا أنها بجميع مستوياتها لها تأثيرات واضحة على جميع مجالات حياة الشخص المكتئب على عكس حالة الكآبة التي قد يمر بها الشخص. ويتضح الفرق في شدة الحالة من خلال:
تأثير الكآبة على الشخص
إن كنت تعاني من الكآبة فإن ذلك لن يمنعك من القيام بالمهام الموكلة إليك أو نشاطاتك اليومية أو الاهتمام بأفراد عائلتك ورعايتهم. حيث أن التأثيرات غالباً ما تكون محدودة ومحصورة بالمشاعر على الرغم من عدم امتلاك الطاقة.
تأثير الاكتئاب على الشخص
حتى في المستويات المتدنية من الاكتئاب، فإن جوانب الحياة المختلفة للشخص تتأثر بشكل واضح، فقد يجد الشخص نفسه:
- غير قادر على النهوض من السرير صباحاً.
- غير قادر على الاهتمام بالآخرين ولا حتى النفس في الكثير من الأحيان.
- متغيباً عن المدرسة أو العمل من الأمور المعتادة في حالة الاكتئاب.
- غير مهتم بالقيام بالأمور الموكلة إليه ومهملاً لجميع الواجبات.
- لا يملك الرغبة بالاستمرار بالحياة بل قد يحاول الانتحار في بعض الأحيان.
الأسباب المحتملة للإصابة بالكآبة والاكتئاب
في معظم الأحيان يعاني الشخص من الكآبة نتيجة لمجموعة من الضغوط الحياتية والأعباء والمواقف اليومية المرهقة، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين أو تراكم الأعمال الموكلة. فهذه الأمور كفيلة بأن يشعر الشخص بالحزن والإحباط لبضعة أيام، من المهم هنا إدراك أن الشخص على معرفة تامة بالسبب الحقيقي وراء ما يعاني منه.
وعلى الرغم من أن الاكتئاب بحاجة في بعض الأحيان إلى محفز كالأسباب السابقة للظهور. إلا أن العوامل الوراثية واختلال كيميائية الدماغ لا بد من تتوفر في هذه الحالة.
لا تعد العوامل البيئية والصدمات النفسية شرط أساسي في حدوث الاكتئاب، فقد يعاني الشخص من الأعراض دون تعرضه للمواقف المحفزة.
الفرق في مدى الخطورة
لا تعد حالة الكآبة حالة خطيرة يجب التعامل معها بشكل خاص، فهي حالة تنتج بسبب ظرف أو موقف مؤقت وأدى إلى شعور الشخص بالحزن. أما الاكتئاب فإنه حالة نفسية حقيقية تحتاج إلى المساعدة في تجاوزها وإلا فقد تتفاقم الأعراض وينتج عن ذلك إيذاء الشخص لنفسه والآخرين في بعض الأحيان.
الاعتماد على المدة لتحديد الحالة هل هي كآبة أم اكتئاب
في الوقت التي تستمر فيه حالة الكآبة بضعة أيام فقط لكي تختفي الأعراض التي يعاني منها الشخص، فإن الشخص المكتئب غالباً ما تطول مدة الأعراض التي يعاني منها. حيث أنه لتشخيص حالة الاكتئاب لا بد أن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين، كما أنها قد تستمر في الكثير من الأحيان لعدة أشهر أو حتى لسنوات.
حالتان من كل عشر حالات من الاكتئاب الشديد تستمر في الأعراض لمدة عامين على الأقل. وحتى عندما تهدأ أعراض الاكتئاب الشديد، فإنها تعاود الظهور في 90% من الحالات.
الارتباطات الأخرى
كما قلنا فإن الكآبة في حالة تنتج عن موقف حياتي أو ضغوط كبيرة. لذلك فهي لا ترتبط بحالات صحية أو اضطرابات نفسية أخرى.
أما الاكتئاب فقد يرافق العديد من الاضطرابات النفسية والمعرفية، فقد يعاني كبار السن من الاكتئاب ليظهر كأنه خرف أو تراجع معرفي. كما أن نقص فيتامين B12 أو حدوث خمول في نشاط الغدة الدرقية قد يكون سبباً حقيقياً في اكتئاب الشخص.
التخلص من الكآبة والاكتئاب
لا تحتاج إلى الكآبة إلى علاج محدد للتخلص منها، حيث غالباً ما يستطيع الشخص تجاوز الأمر من تلقاء نفسه بمرور الوقت. أما الاكتئاب فهو حالة نفسية لا يمكن إهمالها، بل العكس لا بد من الحصول على المساعدة المتخصصة فور اكتشافها. وغالباً ما يتم اللجوء إلى:
- الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب.
- الخضوع لجلسات من العلاج النفسي المتخصص.
- العلاج بالصدمات الكهربائية للدماغ في الحالات المقاومة للعلاج.
نصيحة عرب ثيرابي
سواء كانت الحالة التي تعاني منها كآبة أم اكتئاب فإن الاعتناء بالنفس وممارسة استراتيجية الرعاية الذاتية تساعدك بشكل فعال في الشعور بالتحسن. لذلك ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالاهتمام بالنقاط التالية للشعور بالمزيد من العافية النفسية:
- الاعتراف بالمشاعر وعدم إنكارها نهائياً، فلا بأس أن تشعر بالحزن بين الحين والآخر.
- إعطاء المزيد من الأولوية للرفاهية الذاتية.
- الربط بين الممارسات والأنشطة اليومية وبين المشاعر المترتبة عليها.
- تناول المزيد من الطعام الصحي المتوازن.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الإيجابية والبقاء على تواصل مع المقربين.