ما ستجده في هذا المقال:
تحدث الدورة الشهرية لدى النساء بسبب التقلبات الهرمونية الكبيرة والتي غالباً ما يرافقها تأثير مباشر على الحالة النفسية والتي يمكن أن تتجاوز مجرد الشعور بعدم الراحة.
تعرفي كيف يمكن لدورتك الشهرية أن تؤثر على ما تشعرين به خلال فترة الحيض لديك، وكيف سيظهر على شكل أعراض.
الأعراض المرتبطة بالحالة النفسية المرافقة للدورة الشهرية
لا تعاني جميع النساء من حدة الدورة الشهرية بالشكل ذاته، ومع ذلك هناك مجموعة شائعة من الأعراض النفسية التي تحدث كتأثير مباشر لهذه الفترة. ومن هذه الأعراض:
- الرغبة بالانسحاب من الحياة الاجتماعية: من الملاحظ وبشدة خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية أن ترغبي بالابتعاد عن التجمعات والمناسبات الاجتماعية. فأنت الآن في أدنى مستويات طاقتك وحافزك.
- انخفاض الدافع الجنسي: بسبب انخفاض هرمون الاستروجين في هذا الوقت من الدورة تصبح العلاقة الجنسية من أقل أولوياتك. ومع ذلك قد تحتاجين إلى المزيد من المودة الجسدية للشعور بالسعادة.
- تغير في الشهية: تسبب التغيرات الهرمونية في تغيير مستوى الشهية لديك سواء كان بالزيادة أو النقصان. وقد ترغبين في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو السكريات في هذه الأثناء على الرغم من تأثير ذلك على متلازمة ما قبل الدورة.
- الشعور بالقلق أو الارتباك أو الحساسية: تصبح المشاعر أكثر حدة في هذا الوقت. فقد يصبح ذرف الدموع أكثر سهولة، كما تصبح معظم المواقف مجهدة أو مقلقة ولا تستطيع تحمل المزيد من يمكن أيضاً أن تظهر مشاعر القلق الآن وقد تجد نفسك الشعور بالظلم أو القسوة. من السهل الشعور بعدم الأمان أو التشكيك في علاقاتك وفي نفسك وبمدى صحة اختياراتك.
- عدم القدرة على النوم أو الأرق: على الرغم من الشعور بالتعب والخمول، قد يكون النوم في الليل حلم تطمح له المرأة. كما أن الكوابيس المزعجة وأحلام اليقظة الغريبة شائعة وبشدة في هذا الوقت.
مشكلات يتم تشخيصها خطأ على أنها مشكلات متعلقة بالدورة الشهرية
قد تتداخل بعض الأعراض المرافقة لحالات معينة مع الأعراض التي تعاني منها المرأة إن كانت مصابة باضطراب ما قبل الدورة المزعج أو متلازمة ما قبل الدورة. مما يجعل الحصول على التشخيص الصحيح أمراً صعباً.
ومن ضمن المشكلات النفسية التي يختلط فيها الأمر:
- الإصابة بالاكتئاب.
- اضطراب القلق.
- الدخول في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
- متلازمة التعب المزمن.
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- مرض الغدة الدرقية.
يمكن أن تكون الأعراض العاطفية للاكتئاب والقلق مشابهة مع أعراض الدورة الشهرية. الأمر الذي يجعل ما يقارب من نصف النساء اللاتي يبحثن عن علاج لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية يعانين في الحقيقة من إحدى هذه الحالات.
وعلى الرغم من أن أعراض الاكتئاب والقلق تبقى طوال الشهر، إلا أنها تزداد سوءاً قبل الدورة الشهرية أو خلالها.
تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية
تأتي الدورة الشهرية بتغيرات هرمونية كبيرة وتأثير مباشر على الحالة النفسية للمرأة. حيث أن هناك بعض الاضطرابات النفسية المرافقة لهذه الفترة من الشهر والتي من ضمنها:
متلازمة ما قبل الحيض (PMS) واضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD)
غالباً ما يكون مرافق للدورة الشهرية أعراض مزاجية وعاطفية تجعلها أكثر إثارة للقلق. حيث تعاني إما من:
- متلازمة ما قبل الدورة (PMS): وهو حالة شديدة الإزعاج تعاني منها المرأة قبل وخلال الدورة الشهرية. حيث أن (5 – 10)% من النساء في سنوات الإنجاب يعانين منه.
- اضطراب ما قبل الدورة المزعج (PMDD): يؤثر هذا الاضطراب بشكل أكبر على المرأة، مما يؤدي إلى التأثير على العلاقات ويضعف الأداء اليومي. وليتم تشخيص الحالة، يجب أن تمر النساء المصابات بهذا الاضطراب بفترة خالية من الأعراض بين الحيض والإباضة.
ومن الأعراض الشائعة في هذه الحالات من الشعور بالتهيج أو الانفعال السريع والمزاج المكتئب أو القلق أو تقلب المزاج. حيث تظهر الأعراض المزاجية لفترة زمنية محددة فقط (خلال المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية)، أي قبل الدورة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين وتختفي تماماً مع بداية الدورة الشهرية.
تعاني العديد من النساء المصابات باضطراب ما قبل الحيض من مستويات سريرية من الاكتئاب أو القلق خلال أسبوع أو أسبوعين قبل كل دورة شهرية.
الاكتئاب في فترة ما حول انقطاع الطمث
تعرف فترة انقطاع الطمث بالفترة التي يتم فيها الانتقال من فترات الحيض إلى عدم وجود الحيض بشكل كامل. وفيها تخف الدورة بشكل تدريجي وقد تستمر هذه الفترة لبضع سنوات في بعض الحالات.
وخلال هذه الفترة تعاني المرأة من أعراض متنوعة مثل:
- الهبات الساخنة.
- الأرق.
- جفاف المهبل.
- مشاكل المزاج.
كما يمكن أن تعاني المرأة في هذه الفترة من الاكتئاب، والذي يظهر على شكل الأعراض التالية:
- التسطيح العاطفي.
- عدم القدرة على التأقلم.
- التهيج والانفعال والرد بقوة أكبر على المحفزات.
- العزلة الاجتماعية والرغبة بقضاء المزيد من الوقت منفرداً.
- البكاء الشديد دون سبب محدد.
- فقدان الطاقة.
- الشعور بعدم الاستقرار أو الأمان بشكل عام.
- أكثر حساسية للنقد (من أنفسنا ومن الآخرين).
- عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة والعلاقات الطبيعية.
أهمية فهم تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية
تؤثر الهرمونات على جميع ما يحدث في الجسم، بما في ذلك الدماغ والمشاعر والأحاسيس. وعلى الرغم من أن الدورة الشهرية متكررة ودورية، إلا أن تأثيرها لا يختفي أو لن يتم التعود عليه.
ومن خلال معرفة تأثير الدورة الشهرية والتغيرات الهرمونية يصبح فهم طريقة تفكير وشعور النساء في هذه الفترة أوضح. وعلى الرغم من صعوبة السيطرة على ذلك، إلا أنه يمكن تعلم ما يمكنه أن يخفف أو يحد من شدة الأعراض أو محفزاتها.
كما أن هذه الأعراض ما هي إلا منبه وتذكير لكي تصبح المرأة أكثر لطفاً مع نفيها في هذا الوقت العصيب، حيث يمكن تحويل الانهيارات والقلق إلى تفاهم وتعاطف.
إن فهم كيفية تفاعل هرموناتنا مع حالات الصحة النفسية الحالية يمكن أن يساعد في تجنب التشخيص الخاطئ.
سبب تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية
يحدث خلال الدورة الشهرية المجموعات التالية من الارتفاعات والهبوطات في الهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجستيرون):
- خلال فترة الإباضة تصل هذه الهرمونات إلى ذروتها، ثم خلال المرحلة الأصفرية تبدأ بالانخفاض.
- يحدث هناك ذروة ثانية أصغر حيث يرتفع هرمون البروجسترون، ثم ينخفض مرة أخرى.
تؤثر هذه الارتفاعات والانخفاضات السريعة للهرمونات على مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية في الدماغ (السيروتونين والدوبامين)
يؤثر كل من هذه الناقلات العصبية على الحالة المزاجية والنوم ومستويات الطاقة، حيث تسبب المستويات المنخفضة ما يلي:
- الشعور بالحزن.
- مشاكل النوم.
- التهيج.
- الشعور بالقلق.
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً ما تستطيع المرأة استحداث الأساليب والطرق المفيدة والتي تساعدها في الحد من أعراضها أو تحسين حالتها النفسية في هذه الفترة.
لكن في بعض الحالات، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالحصول على المساعدة المتخصصة. حيث قد لا تستطيع التعامل مع أعراضك في الحالات التالية:
- إذا بدأتي في كره الذات أو أصبح انتقادك لنفسك أكثر قسوة.
- امتلاكك أفكار انتحارية أو تخططين لإيذاء نفسك.
- عدم قدرتك على التركيز وتواجهين صعوبة مستمرة في تذكر الأشياء.