هرمون البروجسترون

تأثيرات انخفاض هرمون البروجسترون النفسية والجسدية

يعد هرمون البروجسترون من الهرمونات الأساسية في حياة المرأة، حيث أنه يحضر الرحم لاستقبال البويضة المخصبة ويحافظ على الحمل، كما أن ينظم ضغط الدم ويحسن الحالة المزاجية ونمط النوم. 

ومن الطبيعي أن لا تبقى مستويات هذا الهرمون ثابتة، حيث أنها تتقلب بالتزامن مع تقلبات هرمون الاستروجين لتنظيم الدورة الشهرية. لكن في بعض الأحيان يحدث اختلالات في هذا الهرمون تؤدي إلى بعض الأعراض الجسدية والنفسية. تابعي القراءة معنا وتعرفي على تأثيرات عدم انتظام مستويات البروجسترون عليك.

 

أعراض انخفاض هرمون البروجسترون

على الرغم من أن الوظيفة الأساسية لهرمون البروجسترون هي تهيئة الجسم للحمل والحفاظ عليه، إلا أن له أدوار أخرى كثيرة، لذلك فإن انخفاض مستوياته قد يؤدي إلى:

قلة النوم

يرتبط هرمون البروجسترون بشكل وثيق بقدرة المرأة على النوم، حيث أن هذا الهرمون يحفز الدماغ على إنتاج ناقل عصبي مهدئ يسمى حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA). ومن أدوار هذا الناقل العصبي تقليل نشاط الدماغ للمساعدة على الاسترخاء والنوم. فكلما كانت مستويات البروجسترون مرتفعة، كلما كان إنتاج GABA أكثر، كلما تمكنت المرأة من النوم بشكل كافي، والعكس صحيح.

لذلك، من الطبيعي أن تجد المرأة صعوبة في النوم في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية. حيث أن مستويات هرمون البروجسترون تكون في أدنى مستوياتها. أما بعد التبويض مباشرة فإن نمط نومه غالباً ما يكون في أحسن حالته بسبب ارتفاع مستوى البروجسترون إلى أعلى مستوياته.

يعتبر هرمون البروجسترون هرمون استرخاء لتمتعه بتأثير مهدئ ومضاد للقلق.

متلازمة ما قبل الحيض واضطراب ما قبل الحيض المزعج

لا يسبب انخفاض مستويات البروجسترون عدم انتظام الدورة الشهرية فقط. بل إنه مسؤول عن ظهور أعراض كل من متلازمة ما قبل الحيض واضطراب ما قبل الحيض المزعج. حيث تعاني المرأة من هذه الأعراض قبل حدوث الدورة بأسبوع أو أسبوعين أحياناً.

وخلال هاتان الحالتان قد تمتلك المرأة مشاعر شديدة من اليأس والقلق والغضب وتقلبات المزاج، الأمر الذي يتطلب اهتماماً أكبر نفسياً وجسدياً. إذا كانت نسبة البروجسترون منخفضة جداً قبل الدورة مقارنة بالاستروجين. فقد تكون أعراض متلازمة ما قبل الحيض موجودة وفي بعض الحالات تكون شديدة جداً.

تقلبات المزاج والاكتئاب

كما ذكرنا سابقاً، فإن هرمون البروجسترون يحفز الدماغ على إنتاج المزيد من GABA. والذي يلعب دوراً أيضاً في تحسين الحالة المزاجية عن طريق تحفيز الشعور بالاسترخاء والرفاهية. ففي حال كانت مستويات هذا الهرمون منخفضة فقد تظهر أعراض القلق أو الحزن وحتى الاكتئاب.

ومن الملاحظات المرتبطة بذلك:

  • حدوث تقلبات مزاجية أكثر حدة وتكراراً لدى النساء في سن اليأس بسبب انخفاض مستوى هرمون البروجسترون.
  • تحسن الحالة المزاجية لدى المرأة الحامل بسبب المستويات المرتفعة من الهرمون.
  • إصابة بعض النساء بالكآبة النفاسية أو اكتئاب ما بعد الولادة بعد الولادة بسبب انخفاض مستويات الهرمون من جديد.

يؤدي الإجهاد النفسي والنفسي وخاصة إن كان مزمناً إلى التأثير سلباً على الهرمونات، حيث يحد الكورتيزول من نشاط هرمون البروجسترون ويمنع مستقبلات البروجسترون.

الهبات الساخنة

عند انخفاض مستوى البروجسترون بشكل مفاجئ يحدث ارتفاع في هرمون الاستروجين بسرعة كبيرة مسبباً في ذلك الهبات الساخنة. حيث تشعر المرأة بالدفيء والحرارة في الجزء العلوي من الجسم (الصدر والرقبة والوجه). الأمر الذي يجعل جلدها يحمر وتبدأ بالتعرق بشكل مفرط. 

الصداع النصفي 

لا يشكل انخفاض مستوى هرمون البروجسترون السبب الوحيد في حدوث نوبات الصداع النصفي أو زيادة حدتها أو تكرارها، إلا أنه يلعب دوراً أساسياً في ذلك.

ويحدث ذلك عندما يعاني الجسم من انخفاض لهذا الهرمون بشكل كبير خلال الدورة الشهرية أو قبلها، الأمر الذي يحفز هرمون الاستروجين إلى التعويض مكان البروجسترون. حيث يعمل الاستروجين إلى احتباس الماء وتوسع الأوعية الدموية، وكلاهما يمكن أن يسبب الصداع.

عندما تنخفض مستويات البروجسترون تقل قدرة الجسم على حرق الدهون، مما يزيد من الوزن أو يقف عائقاً أمام خفض الوزن.

في الوقت ذاته هناك بعض موانع الحمل المحتوية على الشكل الصناعي من هرمون البروجسترون ومع ذلك قد تسبب على أعراض نفسية. فما تفسير ذلك؟

 

هل تؤثر موانع الحمل المحتوية على الحالة النفسية؟

هناك الكثير من الأدوية والوسائل المانعة للحمل والمعتمدة على الشكل الصناعي من هرمون البروجسترون (البروجستين) مثل الليفونورجيستريل (Levonorgestrel) والدروسبيرينون (Drospirenone) والنوريثيستيرون (Norethisterone).

وفي الحقيقة فإن هناك بعض الدراسات التي ربطت بين هذه المواد وبين الإصابة بالقلق أو الاكتئاب. حيث تكون الأعراض المزاجية الناتجة عنها عبارة عن آثار جانبية للدواء.

 

هل يستخدم هرمون البروجسترون في علاج متلازمة ما قبل الحيض؟

يعتبر النهج الأفضل في علاج متلازمة ما قبل الحيض هو تناول الأدوية المضادة للاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين. الأمر الذي يساعد في تحمل التقلبات الطبيعية لهرمون البروجسترون.

إلا أنه يمكن تناول البروجسترون بجرعات خفيفة للتخلص من أعراض انسحاب البروجسترون التي تسبق الدورة الشهرية المسببة لأعراض المتلازمة أيضاً.

في حال كانت المرأة تعاني من اضطراب ما قبل الدورة المزعجة بأعراضه الأكثر شدة من أعراض المتلازمة، فقد يكون من الأفضل تناول جرعات أعلى من البروجسترون تصل إلى 200 مجم.

على الرغم من فائدة ممارسة التمارين الرياضية، إلا أن الرياضة المفرطة أو الكثيفة تعمل على خفض مستويات هرمون البروجسترون.

 

زيادة مستويات هرمون البروجسترون بشكل طبيعي

إن كنتي تسعين إلى المحافظة على مستويات هرمون البروجسترون لديك أو تحسين مستوياته المنخفضة، فإن هناك مجموعة من الطرق الطبيعية لذلك، مثل:

  • تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل المحار.
  • الحصول على مكملات فيتامين B المركب.
  • تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل الفلفل الحلو والحمضيات أو الاعتماد على مكملاته.
  • تقليل مستويات التوتر من خلال تقنيات تخفيف التوتر والاسترخاء.
  • الحصول على القدر الكافي من النوم الليلي، بحيث لا يقل النوم عن 7 ساعات متواصلة.
  • الالتزام بتناول نظام غذائي صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة يومياً، أو أن لا تزيد عن 150 دقيقة أسبوعياً.

 

كلمة من عرب ثيرابي

قد تحتاج المرأة إلى المتابعة مع الطبيب المعالج لضمان تحسين مستويات هرمون البروجسترون لديها ومراقبتها خلال الخطة العلاجية. لكن في بعض الأحيان قد لا تستطيع التعامل مع حالتها النفسية والأعراض المزاجية التي بدأت تلاحظها بالتزامن مع انخفاض البروجسترون لديها. عندها يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن طلب المساعدة المتخصصة يعد الحل الأمثل للتعرف على أفضل الأساليب التي تحسن الحالة النفسية قبل تفاقمها أو تحولها إلى اكتئاب يصب التعايش معه.