فطر الأشخاص على الرغبة للعيش حياة عاطفية جميلة، تتسم ببيئة صحية، إلا أنه في بعض الأحيان قد يولّد الهوس بشخص ما رغبات لا يمكن السيطرة عليها، مما قد يتسبب بصعوبة إكمال العلاقة في هذا الوضع.
ما هو الهوس بشخص ما
على الرغم من عدم اعتباره اضطراباً نفسياً، إلا أن الهوس بشخص ما قد يشكل تحديات نفسية جدية، حيث يتملك الشخص مشاعر ورغبة قوية في تملك الشخص الآخر وحمايته بجميع الطرق، فقد يظن الشخص أنه يحب الشخص الآخر وإن لم يجد تبادل لهذا الحب.(المرجع 1) (المرجع 2)
أعراض الهوس بشخص ما
لا يوجد أعراض محددة يمكن أن تنطبق على جميع الذين يعانون من هذا الأمر، حيث أن السلوكيات تختلف من شخص إلى آخر، إلا أن ملاحظة بعض من العلامات التالية قد تشير إلى هذا الهوس:(المرجع 1) (المرجع 2)
- الحاجة الملحة والمتكررة للتأكد من وضع الشخص المهوس به، وذلك من خلال التواصل معه برسائل أو مكالمات.
- الشعور بالقلق المستمر على الطرف الآخر، وكذلك على العلاقة التي يرتبط بها معه.
- رغبة بالسيطرة الكاملة على الشخص المهوس به وعلى سلوكياته، وتجاوز جميع الحدود الشخصية له.
- الغيرة من العلاقات الشخصية للطرف الآخر.
- الرغبة بحماية هذا الشخص بشكل مفرط.
- التأثير على جميع مناحي الحياة اليومية بشكل سلبي، بسبب المشاعر المتعلقة بالهوس.
- ينتاب الشخص شعور بقلة احترامه لذاته، وتزيد هذه المشاعر في حال عدم مبادلة العاطفة.
- عدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية غير المرتبطة بالشخص المهوس به.
- الرغبة بالتملك الكامل للشخص المقابل، سواء لوقته أو مشاعره أو حياته الخاصة.
- عدم قدرة الشخص على تحمل الوقت بعيداً عن الطرف الآخر.
- مراقبة سلوكيات الشخص الآخر.
- الانشغال بالشؤون المتعلقة بالشخص الآخر بشكل كامل.
أسباب الهوس بشخص ما
غالباً ما تكون الأسباب الكامنة وراء هذا الهوس تعود لأنواع معينة من الاضطرابات النفسية، منها:
العشق الشبقي أو هوس العشق
وهو حالة نفسية، يعتقد فيها الشخص أن شخصاً (غالباً أعلى منه مرتبة اجتماعية) يحبه، وترتبط هذه الحالة ببعض الاضطرابات النفسية والحالات الخاصة، مثل:(المرجع 3)
- مرض فصام الشخصية.
- الاكتئاب الحاد.
- تعاطي المخدرات.
- الحمل.
- الإصابة بصدمة على الرأس.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- زيادة متابعة الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يشعر الشخص أن الطرف الآخر أقرب إليه مما هو في الحقيقة.
اضطراب الشخصية الحدية
عندما يعاني الشخص من اضطراب الشخصية الحدية قد يجد نفسه متعلقاً بشكل تام بالطرف الآخر، ويخشى الإنفصال عنه لأي سبب كان، لذلك تظهر عليه التصرفات التالية:(المرجع 3) (المرجع 4)
- التصرف بشكل اندفاعي.
- لا يستطيع تخيل نفسه بمفرده دون الشخص الآخر، مما يزيد من السلوكيات الهوسية.
- التقلبات المزاجية الحادة.
- تغييرات على صعيد العاطفة، حيث يمكن أن يتحول الحب الشديد إلى كره كبير خلال وقت قصير.
اضطرابات التعلق
اعتماداً على الطريقة التي يرى بها الأطفال الأشخاص المحيطين بهم، فإن كانت علاقاتهم العاطفية سوية فإن الطفل يطور علاقاته الخاصة بطريقة صحيحة عندما يكبر، أما في الحالة المعاكسة فإنه يتكون لديه إحدى أنواع اضطرابات التعلق، وبالتالي تكوين علاقات اجتماعية وعاطفية تشوبها السلوكيات الخاطئة.(المرجع 3) (المرجع 4)
الغيرة الوهمية
قد يظن أو يتوهم الشخص أن الطرف المهوس به يبادله الشعور ذاته، على الرغم من أن الحقيقة تكون عكس ذلك تماماً.(المرجع 4) (المرجع 5)
الغيرة الوسواسية
تركز هذه الغيرة على اقتناع الشخص بخيانة الشخص المهوس به، مما يتركه منشغلاً طوال الوقت بالسلوكيات القهرية المتعلقة بأمر الخيانة، والتي تنعكس سلباً على الحياة اليومية.(المرجع 3) (المرجع 4)
اضطراب الوسواس القهري
عندما يصاب الشخص باضطراب الوسواس القهري فهو يعاني من السلوكيات القهري والأفكار الوسواسية التي لا يستطيع التخلص منها، وينطبق الأمر على العلاقات العاطفية، حيث أنه يلجأ إلى الطمأنينة على الشخص الآخر بشكل مستمر ومبالغ به.((المرجع 4) (المرجع 5)
اضطراب ما بعد الصدمة
تعمل الصدمات النفسية التي تعرض لها الشخص في وقت سابق إلى تكوين مخاوف لا يمكن له التخلص منها، فيبقى الشخص تحت تأثير اضطراب ما بعد الصدمة، وسواء كانت الصدمة بموت أحد المقربين أو التعرض للهجران، فإن الشخص يمكن أن يصبح مهوساً بشخص يحبه في هذه الأثناء.(المرجع 3) (المرجع 5)
التعلق المرضي
أو ما يسمى اضطراب الشخصية الاعتمادية، وفيها لا يمكن للشخص تخيل أنه انفصل عن الطرف الآخر، وقد يصل به الأمر إلى الهوس بالشخص المقابل.(المرجع 3)
كيف يمكن التغلب على الهوس بشخص ما؟
يلاحظ الشخص ثقل المشاعر التي يعاني منها عند هوسه بشخص آخر، فيسعى إلى تغيير حالته، وقد تساهم النصائح التالية في مضية قدماً في الأمر:(المرجع 1) (المرجع 6)
- التقليل من التواصل مع الشخص، سواء كان مباشرة أو هاتفياً أو حتى مجرد متابعته على وسائل التواصل الاجتماعي.
- الاهتمام في الأمور الأخرى، مثل قضاء المزيد من الوقت مع أفراد العائلة أو الأصدقاء، ممارسة الهوايات المفضلة، أو تعلم مهارة جديدة، أو التطور الوظيفي.
- العمل على زيادة الثقة الذاتية، حيث أن الشخص يصبح مهوساً بشخص آخر في حال شعر بعدم ثقته بنفسه، ويمكن من خلال الاهتمام بالذات أن تتحسن الأمور.
- الحصول على الدعم النفسي من خلال موقع عرب ثيرابي، حيث أن الشخص يتعلم كيفية التعامل مع السلوكيات القهرية التي يمارسها تجاه الطرف الآخر، مما يساعده في التوصل إلى علاقة عاطفية سليمة.
- التدرب على تمارين اليقظة، والتي تساعد في اللحظات التي تظهر فيها الأفكار والسلوكيات القهرية وزيادة مستويات الوعي.
هل يمكن علاج الهوس بشخص ما؟
لا شك أن الهوس بشخص ما سيقل ويتمكن المريض من تكوين علاقات عاطفية صحية من جديد، فمن خلال خطة علاجية مناسبة يمكن للشخص التخلص مما يعاني، وقد تشتمل الخطة على:
العلاج النفسي
باتباع الأسلوب العلاجي المناسب سواء كان عبر الأنترنت أو مباشرة، أو كان فردياً أو عائلي أو علاج الأزواج، فإن المعالج النفسي يهدف إلى:(المرجع 2)
- التوصل للأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات والأفكار القهرية.
- علاج أي اضطرابات نفسية أخرى ترتبط بهذه الحالة، والتي قد تساهم في تفاقم الأعراض.
- المساعدة في تعلم التقنيات والأساليب التي تساهم في التغلب على المشاعر القهرية.
العلاج الدوائي
للتخلص من القلق والمشاعر التي تنتاب الشخص، يمكن أن يصف الطبيب المعالج بعض أدوية مضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى مضادات الذهان.(المرجع 5)