ما ستجده في هذا المقال:
تلعب الغدة الصنوبرية دوراً حاسماً في تنظيم النوم والاستيقاظ، وأي تشويش في وظيفتها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النوم أو أمراض مرتبطة بالنوم مثل الأرق. ولكن كيف يمكن تفسير هذا الارتباط بين الاثنين؟
ما هي الغدة الصنوبرية؟
تعد الغدة الصنوبرية (Pineal Gland) غدة صغيرة تقع في وسط الدماغ:
- تفرز الغدة الميلاتونين الذي يلعب دورًا في الإيقاعات اليومية أو الساعة البيولوجية.
- تشكل جزءًا من جهاز الغدد الصماء، وهو مجموعة الغدد المفرزة للهرمونات التي تنظم العمليات الجسدية.
- تحتوي الغدة الصنوبرية بشكل أساسي على الخلايا الصنوبرية، وهي خلايا تنتج هرمون الميلاتونين (Melatonin)؛ والخلايا التي تدعم الخلايا العصبية.
- تنقل الخلايا العصبية المعلومات إلى خلايا أخرى عبر إشارات كهربائية وكيميائية.
الغدة الصنوبرية هي الغدة الأقل فهمًا في جهاز الغدد الصماء، وكانت الجزء الأخير من نظام الغدد الصماء الذي تم اكتشافه
ما وظيفة الغدة الصنوبرية في الجسم؟
تختلف الوظائف التي تؤديها الغدة، ونذكر هنا أبرز 5 وظائف لها:
- إطلاق الميلاتونين: تطلق الغدة الميلاتونين في الجسم ليلًا، هذا قد يزيد الشعور بالنعاس. وذلك لأن الميلاتونين يلعب دورا في تنظيم أنماط النوم (إيقاعات الساعة البيولوجية).
- صحة القلب والأوعية الدموية: قد يلعب الميلاتونين دورًا في الحماية من الحالات المرتبطة بالقلب. مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
- الهرمونات الأنثوية: قد تؤثر الدورة الشهرية على الغدة ومستويات الميلاتونين. فقد وجدت دراسات ارتفاعًا في الميلاتونين خلال الدورة مما يشير إلى أنها قد تؤثر على الهرمونات الجنسية.
- استقرار الحالة المزاجية: قد يشير حجم الغدة إلى خطر الإصابة باضطرابات مزاجية معينة.
- إبطاء السرطان: يشير الخبراء إلى أن الميلاتونين الذي يتم إنتاجه في الغدة قد يساعد في النشاط المضاد للأورام. فقد يساعد في إبطاء تقدم السرطان.
تتضمن بعض الأعراض المبكرة للورم النوبات اضطراب في الذاكرة أو الصداع المستمر أو الغثيان أو تشوش في الرؤية والحواس الأخرى.
كيف تؤثر الغدة الصنوبرية على النوم؟
تعد هذه الغدة مفتاح الساعة الداخلية للجسم لأنها تنظم إيقاعات الجسم اليومية:
- الإيقاعات اليومية هي الإشارات التي تجعل الشخص يشعر بالتعب، والنوم، والاستيقاظ، والشعور باليقظة في نفس الوقت تقريبًا كل يوم.
- تتكرر هذه الإيقاعات بشكل طبيعي في دورة مدتها 24 ساعة، حتى بدون تقلبات الضوء.
- تفرز الغدة الصنوبرية هرمون الميلاتونين وهو هرمون يساعد في تنظيم الإيقاعات اليومية.
- يتم إنتاج الميلاتونين وفقًا لكمية الضوء التي يتعرض لها الشخص.
- تفرز الغدة الصنوبرية كميات أكبر من الميلاتونين عندما يكون الجو مظلمًا، مما يشير إلى دور الميلاتونين في النوم.
يمكنك العيش بدون الغدة الصنوبرية. ولكن قد يواجه الجسم صعوبة في أنماط النوم والوظائف الفسيولوجية الأخرى المتعلقة بإيقاع الساعة البيولوجية.
ما علاقة الغدة الصنوبرية باضطرابات النوم؟
لا يستطيع المرضى الذين يعانون من الأرق أو السهر المرتبط بتأخر مرحلة النوم النوم حتى الساعات الأولى من الصباح، وغالبًا ما ينتهي بهم الأمر إلى النوم طوال اليوم:
- تم علاج هذه الحالة بنجاح من خلال التعرض للضوء الساطع في الصباح الباكر.
- ثبت أن تناول جرعة مسائية من هرمون النوم الميلاتونين بمقدار 5 ملغ في الساعة 11 مساءً يؤدي إلى تقدم وقت النوم بشكل كبير.
- يمكن للجمع بين الطريقتين – تطبيق الضوء الساطع في الصباح وجرعة من الميلاتونين في المساء – هو العلاج الأكثر فعالية لعلاج اضطرابات النوم (Sleep Disorders) المتعلقة بالميلاتونين.
- يمكن للميلاتونين أن يزيد من مدة النوم ثم تحسين دورة النوم أيضًا.
يمكن للجرعات الصغيرة من هرمون النوم الميلاتونين أن تكون فعالة تمامًا مثل الجرعات الكبيرة في تحفيز النوم ثم الحفاظ عليه
ما الاضطرابات النفسية الأخرى المرتبطة بهرمون الغدة الصنوبرية؟
يمكن الحديث عن أبرز الاضطرابات النفسية المتعلقة بها كما يأتي:
- وجد الباحثون أن انخفاض حجم الغدة قد يزيد من خطر إصابتك بالفصام أو اضطرابات المزاج الأخرى.
- وجدت دراسة أن الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) لديهم فرصة أعلى للإصابة بكيس الغدة الصنوبرية مقارنة بالسكان العاديين. كما لاحظوا أن حجم الغدة أصغر عندهم. جرب اختبار الاكتئاب مجانًا.
- قد يساهم نقص الميلاتونين في الاضطراب العاطفي الموسمي. والعلاج بالضوء يمكن أن يكون فعالًا للغاية في علاج الاضطراب العاطفي الموسمي
- يمكن أن يساهم أيضًا في الإصابة باضطرابات النوم أو متلازمة تأخر مرحلة النوم.
- تم الإبلاغ عن مستويات أقل من الميلاتونين مصحوبة بإيقاع يومي متأخر لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب الهلع.
تم ربط الغدة الصنوبرية بتطور مرض التصلب المتعدد ومساره السريري؛ فعندما تنخفض مستويات الميلاتونين تتفاقم أعراض التصلب المتعدد.
كيف يتم علاج أمراض الغدة الصنوبرية؟
يمكن علاج أورام الغدة الصنوبرية بواحد أو أكثر من العلاجات التالية:
- الجراحة: الإزالة الجراحية للورم الصنوبري أمر صعب بسبب موقعه في منتصف الدماغ. ولهذا السبب، فهو ليس علاجًا شائعًا.
- العلاج الإشعاعي: يركز العلاج الإشعاعي حزمًا قوية من الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية أو منعها من النمو.
- العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو.
إذا كانت الغدة الصنوبرية تفرز مستويات أقل من الطبيعي من الميلاتونين، فقد يطلب منك طبيبك تناول مكملات الميلاتونين المتاحة دون وصفة طبية.
هل هناك نصائح لتحسين النوم؟
إذا كنت تبحث عن نوم أفضل ليلاً، فقد تساعدك عدة طرق في تحسين جودة نومك، وتشمل:
- اذهب إلى النوم في نفس الوقت أو حواليه كل ليلة، بما في ذلك في عطلات نهاية الأسبوع.
- اترك الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة أو أجهزة التلفزيون، خارج غرفة النوم.
- حافظ على غرفة النوم باردة ومظلمة وخالية من الضوضاء قدر الإمكان.
- تجنب الكافيين أو الوجبات الثقيلة قبل النوم ببضع ساعات.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام أثناء النهار، ولكن تجنبها بالقرب من وقت النوم.
- إذا كنت لا تزال تعاني من مشاكل، فقد ترغب في التفكير في العلاج المعرفي السلوكي.
يتضمن العلاج المعرفي السلوكي رؤية معالج معتمد والحصول على بعض تقييمات النوم، ومساعدتك على فهم أفضل للعقبات التي تمنع حصولك على النوم.
نصيحة عرب ثيرابي
استعد راحتك واستعد نومك الطبيعي مع خدماتنا المتخصصة في العلاج النفسي للاضطرابات النوم والأرق. دع فريقنا من المختصين يرشدك نحو ليالٍ هانئة ومريحة. اكسر حلقة الأرق واستعد ليوم جديد مشرق بثقة وهدوء. ابدأ رحلتك نحو النوم العميق والاسترخاء النفسي والصحة النفسية الجيدة اليوم.