ما ستجده في هذا المقال:
تحتاج معظم الحالات النفسية للعلاج النفسي والدوائي، لكن بعض الحالات يكون هناك بعض العوائق التي تمنع الحصول على العلاج أو الاستفادة منه، عندها يصبح العلاج بالصدمات الكهربائية حلاً مناسباً ويساعد في التخلص من الأعراض المزعجة على الرغم من الجدل الكبير حول الأمر.
تعرف معنا على فوائد ومضار هذا النوع من العلاج واتخذ القرار المناسب لك إن كنت بحاجة إلى ذلك.
فوائد العلاج بالصدمات الكهربائية
على الرغم من أن العلاج النفسي والدوائي مفيد في معظم الحالات، إلا أن بعض الحالات النفسية تبدو كما لو أنها لا تستجيب لهذه الأنواع العلاجية، أو قد يكون العلاج بالدواء ضاراً أو لا يمكن تحمله. في مثل هذه الحالات يتم اللجوء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية لضمان تعافي المريض أو التقليل من الأعراض المزعجة، حيث يتم تطبيقه إذا كان:
- المريض امرأة حامل، حيث أن تناول الأدوية النفسية قد يكون ضاراً للجنين، وفي الوقت ذاته لا يمكن تركها دون علاج لتجنب تفاقم الحالة أو تأثيرها سلباً على نفسها أو على جنينها.
- كبار السن يعانون من الاضطرابات النفسية بحاجة إلى تناول الأدوية النفسية، ففي هذه الحالة قد يصعب على الأشخاص في هذه الفئة العمرية تحمل الآثار الجانبية الصعبة للأدوية النفسية.
- المريض النفسي البالغ يفضل اللجوء إلى العلاج بالصدمة الكهربائية بدلاً من تناول الأدوية.
بالنسبة لبعض المرضى، قد تكون مخاطر العلاج بالصدمات الكهربائية أقل من مخاطر العلاج المستمر بالأدوية. كما يمكن أن تكون نتائج هذا العلاج أسرع من نتائج من الأدوية.
العلاج بالصدمات الكهربائية والحالات النفسية
إن كان المريض النفسي يعاني من أعراض شديدة وحالة نفسية صعبة، فإن العلاج بالصدمات الكهربائية تأتي بنتائج إيجابية سريعة لهذه الحالات. حيث يمكن تطبيق العلاج في حالات مثل:
الإصابة الاكتئاب
هناك حالات خاصة من الاكتئاب يكون فيها العلاج الكهربائي أفضل الحلول وأكثرها مناسبة. فمثلاً يكون هذا النوع من العلاج فعّال إذا:
- كانت حالة الاكتئاب يصاحبها أعراض ذهانية مثل الشعور بالانفصال عن الواقع.
- تفكير الشخص المريض بالانتحار أو رغبته بذلك.
- رفض المريض تناول الطعام.
- كان المريض لديه مقاومة علاجية، فلا تتحسن حالته مع الأدوية أو العلاجات الأخرى.
الهوس الشديد
إذا كان الشخص مصاباً باضطراب ثنائي القطب فغالباً ما تحدث له نوبات من الهوس. والتي خلالها يصبح أكثر نشاطاً ونشوة، بالإضافة إلى قيامه ببعض السلوكيات غير المرغوبة المندفعة أو المحفوفة بالمخاطرة أو يبدأ بتعاطي المخدرات. كما قد يظهر ضعف اتخاذ القرار، أو يبدي أعراضاً ذهانية أيضاً.
قد يرغب المريض النفسي بالعلاج بالصدمات الكهربائية في حال قام بتجربة هذا العلاج في مرات سابقة ولاحظ مدى نجاحه وفاعليته في حالته.
الجامود
لا ترتبط حالة الجامود فقط بالمرض العضوي، فهي شائعة أيضاً في حال كان المريض يعاني من مرض الفصام أو بعض الاضطرابات النفسية الأخرى. وخلالها يعاني المريض من قص حركة أو تحركه بشكل سريع أو غريب. وفي بعض الأحيان لا يتكلم مع الآخرين.
حالات من الخرف
عندما يعاني الأشخاص المصابين بالخرف من الانفعال والعدوانية فإن العلاج بالكهرباء قد يكون مفيداً في السيطرة على ردود الفعل هذه. حيث أن هذه الحالات غالباً ما يكون من الصعب علاجها وتؤثر بشكل سلبي على نوعية الحياة.
مضار العلاج بالصدمات الكهربائية
على الرغم من أن العلاج بالصدمات الكهربائية يعتبر من العلاجات الآمنة، إلا أن له بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة. مثل:
الشعور بالارتباك والتشوش
وهي من الآثار الجانبية المباشرة والتي تلاحظ فور الانتهاء من العلاج. حيث قد تستمر هذا الارتباك بضع دقائق أو حتى عدة ساعات، وفي حالات نادرة قد يستمر الارتباك لعدة أيام أو أكثر. فقد لا يعرف الشخص أين هو أو سبب وجوده في المكان. وعادة ما هذه الحالة أكثر وضوحاً لدى كبار السن.
فقدان الذاكرة
من المشاكل التي يعاني منها المرضى بعد العلاج عدم تذكر الأحداث التي حدثت قبل العلاج مباشرة أو في الأسابيع أو الشهور التي تسبق العلاج، وفي حالات نادرة الأحداث في السنوات السابقة أو حتى للأحداث التي تحدث خلال أسابيع العلاج ذاتها. لكن كن مطمئن، حيث تتحسن الذاكرة خلال شهرين فقط من انتهاء من العلاج.
الآثار الجانبية الجسدية
هناك بعض الأعراض الجسدية التي قد ترافق أيام العلاج. فمثلاً من الملاحظ أن يشعر المريض بالغثيان أو الصداع وألم في الفك أو آلام بالعضلات. من الجيد أن تعرف أن هناك بعض الأدوية البسيطة التي تساعد في تجاوز الأمر.
المضاعفات الطبية
لا بد من التخدير قبل الخضوع لمثل هذا النوع من العلاج. الأمر الذي ينطوي على بعض التأثيرات أو المخاطر مثل زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. إذا كنت تعاني مشاكل بالقلب، فقد يصبح العلاج بالصدمة الكهربائية أكثر خطورة.
كيفية التقليل من الآثار الجانبية للعلاج بالصدمات الكهربائية
الآثار الجانبية للعلاج بالصدمات النفسية قد تحتاج إلى بعض الوقت للتحسن. لكن باتباع بعض التعليمات يمكن أن يصبح الأمر أكثر سهولة. لذلك حاول:
- طلب المساعدة من الآخرين في حال عدم القدرة على القيام ببعض الأمور مثل الأعمال المنزلية أو الاهتمام بالأطفال.
- الاحتفاظ بالأشياء التي يتكرر الاحتياج إليها في مكان قريب.
- وضع بعض الأطعمة التي يسهل تناولها بجانب مكان الجلوس.
غالباً ما يتم الخضوع لجلستين من العلاج في الأسبوع. حيث قد يستمر العلاج لمدة (3 – 6) أسابيع. على أن يتم الحصول على تقييم للحالة النفسية بعد كل جلسة لمعرفة مدى الحاجة للمزيد من الجلسات.
ماذا يحدث خلال جلسة العلاج بالكهرباء؟
في البداية يتم تجهيز المريض من خلال إزالة أي نوع من المجوهرات وأطقم الأسنان، ثم يستلقي على السرير تبدأ الإجراءات التالية:
- الحقن بمخدر، حيث أن هذا النوع من العلاج يتم تحت تخدير كامل. لا بد من وضع واقي للفم في لمنع المريض من عض لسانه.
- إرخاء العضلات من خلال حقنه بدواء مرخي مما يضمن منع حدوث تشنج خلال العلاج. وعلى الرغم من ذلك قد يصاب المريض بتصلب قليل بجسمه خلال إحداث النوبة، كما قد يرافق ذلك بعض الحركات الوخزية في عضلات الوجه واليدين والقدمين.
- يتم وضع قناع الأكسجين للمساعدة على التنفس.
- يتم وضع قطبين كهربائيين مبطنين على الصدغين. بالإضافة إلى وضع قطب واحد أو اثنين على كل جانب من الرأس.
- يولد جهاز العلاج بالكهرباء سلسلة من النبضات الكهربائية القصيرة تستمر لمدة (20 – 50) ثانية.
- بعد الانتهاء ميتم إزالة الواقي، ومن ثم يوضع المريض على جنبه مع إبقاء قناع الأكسجين إلى أن يختفي مفعول مرخي العضلات ويبدأ المريض بالتنفس من تلقاء ذاته.
كلمة من عرب ثيرابي
تتحسن الأعراض مع انتهاء العلاج بالصدمات الكهربائية، ومع ذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي استمرار الحصول على المساعدة المتخصصة من خلال جلسات العلاج النفسي وإن كانت بعدد أقل. مما يضمن للمريض الوقاية من عودة الأعراض التي كان يعاني منها مرة أخرى.