Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يمكن علاج الوسواس القهري بعدة أنواع من العلاجات النفسية، ولكن العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري يبقى أكثرها كفاءة وفاعلية، حيث تزود الشخص باستراتيجيات للتعامل مع المحفزات لأمد طويل.

 

العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص على التعامل مع الأفكار والسلوكيات والعواطف التابعة للوسواس القهري والعمل على تغييرها، من خلال نوع مخصص من العلاج يسمى التعرض ومنع الاستجابة (Exposure and Response Prevention).

 

أهداف العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يستهدف العلاج السلوكي المعرفي الروابط المتكونة بسبب الوسواس القهري، ويعمل على التخلص منها، وهذه الروابط هي:

  • الرابطة بين إحساس الضيق والقلق وبين الأشياء والأفكار والمواقف المولدة لهذا الضيق.
  • الرابط بين القيام بالسلوك القهري وتقليل الإحساس بالضيق.

 

طريقة عمل العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يوجد العديد من الأساليب التي يمكن تطبيقها لعلاج الوسواس القهري خلال العلاج السلوكي المعرفي، ومنها.

أسلوب التعرض ومنع الاستجابة Exposure and Response Prevention

يمر علاج الوسواس القهري باستخدام أسلوب التعرض ومنع الاستجابة بخطوات متسلسلة ومنظمة لضمان نجاح العلاج، وهذه الخطوات هي:

  • يوضح المريض لمعالجه النفسي الأمور المخيفة أو المواقف التي تستدعي قيامه بالسلوكيات القهرية.
  • يتم ترتيب هذه المحفزات من الأقل تأثيراً إلى الأكثر تأثيراً.
  • يقوم المعالج النفسي بتعريض المريض لهذه المحفزات بشكل تدريجي (التعرض الواقعي In Vivo Exposure).
  • يمنع المريض من القيام بالسلوكيات القهرية (منع الاستجابة Response Prevention).
  • يتم زيادة الفترة التي يمنع فيها المريض القيام بالسلوكيات القهرية بشكل تدريجي.
  • يزيد قلق المريض مع زيادة فترة التعرض ثم يبدأ بالانخفاض.
  • في الحالات التي يصعب فيها تعريض المريض لمخاوفه بشكل مباشر، يتم تخيل الموقف أو استخدام التسجيلات (التعرض التخيلي Imaginal Exposure).
  • مع تكرار التجربة، يدرك المريض أن لا شيء سيئ يحدث نتيجة التعرض للمخاوف، فيصبح متعوداً على المواقف المحفزة دون الشعور بقلق أو ضيق.
  • يقوم بتغيير الأفكار التي يتبناه، ويستبدلها بأفكار جديدة.
تظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 75٪ من المرضى الذين يسعون إلى علاج منع التعرض والاستجابة كعلاج للوسواس القهري يجدون أنه فعال في العلاج.

تمارين التنفس بعمق Deep Breathing Exercises

عند التعرض للمحفزات ومنع الشخص من القيام بردود أفعال قهرية خلال العلاج التعرض ومنع الاستجابة، يأتي دور الاسترخاء وتمارين التنفس بعمق للتقليل من القلق أو التوتر.

 

استرخاء العضلات التدريجي Deep Breathing Exercises

يسمح شد العضلات وارتخائها على إطلاق التوتر الذي يشعر به الشخص نتيجة التعرض للمحفزات أثناء العلاج، ومع مرور الوقت يتعلم المريض كيفية إدارة الإجهاد الذي يصيب الجسم عند مواقف معينة.

إعادة الهيكلة المعرفية Cognitive Restructuring

مع مرور بعدة مواقف، يتعلم المريض من خلالها أن الأنماط الفكرية التي كان يتبناها غير صحيحة، ويولد لديه أفكار أكثر واقعية عن المواقف أو المحفزات التي يتعرض لها.

 

مدة العلاج السلوكي المعرفي اللازمة للوسواس القهري

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من العلاجات الصعبة نوعاً ما، والتي قد لا يتقبلها المريض لمخاوفه عند تعرضه للمحفزات، ولكن نسبة نجاحها عالية في حال أكمل المريض الجلسات العلاجية المحددة، حيث:

  • غالباً ما تكون عدد الجلسات (12 -20) جلسة، بمعدل جلسة أسبوعية لقرابة الشهرين.
  • في حال البرنامج المكثف، يمكن أن تكون الجلسات (2 -3) يومياً لمدة 3 أسابيع.

 

الحصول على الفائدة من العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

يمكن الحصول على أقصى فائدة من العلاج المخصص للوسواس القهري في حال التركيز على النقاط التالية:

  • تصميم المعالج لمواقف التعرض بما يتناسب مع طبيعة المريض ومخاوفه الخاصة.
  • أن تتناسب خطة التعرض مع عادات الوسواس القهري الخاصة بالمريض.
  • تطبيق مواقف التعرض قدر الإمكان في الحياة اليومية.
  • القيام بالواجبات التي يطلبها المعالج، والتي غالباً ما تتضمن تقنيات الاسترخاء.

 

أنواع أخرى لعلاج الوسواس القهري

هناك بعض الأنواع الأخرى التي يمكن أن يعالج بها الوسواس القهري، ولكن أقل فعالية من العلاج السلوكي المعرفي المخصص لهذا الاضطراب، ومن هذه العلاجات:

  • العلاج المعرفي (CT): يساعد هذا العلاج في تحديد وتعديل أنماط التفكير التي تسبب القلق والضيق، ومن ثم مواجهة المخاوف بطرق استجابة جديدة يتم اكتسابها.
  • علاج ما وراء المعرفي (MCT): وفي هذا العلاج يتعلم الشخص طريقة تجاهل الأفكار المتولدة عن الأفكار القهرية، وانفصال المشاعر عن المحفز، والاكتفاء بمراقبته دون إصدار ردود أفعال.

 

مقارنة العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري مع العلاج بالدواء

غالباً ما يختار المريض بين العلاج الدوائي زولوفت (Zoloft) وبين العلاج السلوكي المعرفي، ولكن الدراسات أظهرت تقدم فاعلية العلاج السلوكي المعرفي في الشفاء على العلاج الدوائي، حيث كان الفرق واضحاً من خلال:

  • انخفاض شدة الدوافع والمحفزات للقيام بالسلوك القهري.
  • انخفاض الأعراض المصاحبة لاضطراب الوسواس القهري.

 

نصيحة عرب ثيرابي

للحصول على الفائدة القصوى من العلاج السلوكي المعرفي لحالة الوسواس القهري، فإننا في عرب ثيرابي ننصح الشخص بما يلي:

  • اعتراف الشخص بمدى تأثير الوسواس القهري على حياته اليومية.
  • في حال عدم الاستفادة من الجلسات العلاجية الاعتيادية، يمكن تجربة مستويات أخرى منه مثل الإقامة في المستشفى أو الخضوع لجلسات مكثفة.
  • التنويع ما بين الجلسات العلاجية الفردية والعائلية والجماعية.
  • القيام بالواجبات المنزلية التي يحددها المعالج النفسي.
  • إظهار الثقة الكاملة بالمعالج النفسي، حيث إن هذه الثقة هي مفتاح نجاح العلاج.