ما ستجده في هذا المقال:
لا تخلو الحياة اليومية بما فيها من صعاب في الآونة الأخيرة من مواقف تسبب المزيد من الضغط العصبي للشخص. لكن من خلال معرفة العلامات والأعراض المحتملة يمكن تعلم كيفية التخفيف من حدتها من خلال معرفة محفزاتها وامتلاك المهارات اللازمة للتعامل معها.
علامات الضغط العصبي اللحظية
تسبب الكثير من المواقف الحياتية شعور الشخص بالضغط العصبي المتزايد، حيث تعمل هذه الهرمونات على زيادة إفراز هرمونات التوتر في الجسم خلال الموقف، والتي ترافقها بعض العلامات الدالة على الاستجابة النفسية والجسدية. ومن هذه العلامات:
- الشعور بالمرض أو الدوار.
- الشعور بالقلق أو التوتر أو الغضب أو اليأس.
- زيادة التعرق.
- فرط التنفس.
- ألم في العضلات والصدر.
- عدم وضوح الرؤية.
- حكة بالجلد.
أعراض الضغط العصبي
عند تراكم الضغط العصبي لدى الشخص يصبح تأثيره على الصحة الجسدية والنفسية أكبر بكثير، ومع ذلك قد يعتاد الشخص عليه فلا يدرك مدى تأثره به لكن يمكن أن يلاحظ تراجع شعوره بالرفاهية النفسية في هذه الأثناء. لذلك لا بد من التعرف على الأعراض المرافقة لهذا النوع من الضغط لمنعها في المرات القادمة. ومن هذه الأعراض هي:
الأعراض المعرفية
تتراجع القدرات المعرفية لدى الشخص مع زيادة ضغطه النفسي، حيث تتضمن الأعراض المعرفية:
- مشكلات في الذاكرة.
- عدم القدرة على التركيز.
- صعوبة إصدار الأحكام.
- رؤية فقط الجوانب السلبية للأمور.
- توارد الأفكار المتعلقة بالأمور السلبية والمقلقة على الدماغ.
- ترقب الأمور السلبية بشكل مستمر.
أعراض نفسية
تتأثر الحالة النفسية والمزاجية بشكل كبير بما يعانيه الشخص من ضغط عصبي، حيث يصبح يعاني من:
- الاكتئاب والشعور بالتعاسة بشكل عام.
- الانفعال والتهيج السريع.
- الغضب والنكد على أبسط الأمور.
- الشعور بالإرهاق النفسي.
- الشعور بالوحدة والانعزال.
- مواجهة بعض المشكلات النفسية والعاطفية.
الأعراض الجسدية
يظهر ما يعانيه الشخص خلال ضغطه العصبي من خلال مجموعة من الأعراض الجسدية، منها:
- الأوجاع المتنوعة في مختلف الجسم مثل الصداع.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، فقد يعاني من الإسهال أو الإمساك.
- الشعور بالدوخة أو الغثيان.
- ألم في الصدر وتسارع ضربات القلب.
- فقدان الرغبة أو الدافع الجنسي.
- الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا المتكررة.
الأعراض السلوكية
بالإضافة إلى جميع ما سبق، فإن الضغط النفسي لدى الشخص غالباً ما يبدو على شكل السلوكيات التالية:
- تغير في النمط الغذائي، فمثلاً يمكن أن يأكل أكثر مما هو معتاد أو أقل من ذلك.
- تغير نمط النوم، حيث قد لا يستطيع الخلود إلى النوم والإصابة بالأرق، أو قد ينام بشكل مفرط.
- الابتعاد عن الآخرين.
- إهمال المسؤوليات بشكل واضح أو تسويفها.
- اللجوء إلى التدخين أو الكحول أو المخدرات للشعور بالمزيد من الراحة النفسية.
- ممارسة بعض السلوكيات التي تظهر مدى العصبية مثل قضم الأظافر.
إن معرفة طريقة تفاعل جسمك من المواقف المسببة للضغط العصبي يساعد في تحفيز العقل للتعامل معه بشكل أفضل في المرات القادمة.
الأسباب وراء الضغط العصبي
على الرغم من أن الأسباب الكامنة وراء الضغط العصبي غالباً ما تكون مواقف ذات طابع سلبي، إلا أن المواقف الحياتية الإيجابية قد تشكل ضغطاً إضافياً على حياة الشخص. كما يمكن أن تكون الأسباب النفسية ذاتها هي السبب وراء ما يشعر به الشخص من ضغط عصبي. ومع أن أسباب هذا الضغط تعتبر نسبية تعتمد على الشخص ذاته ومدى تأثره بالمواقف والأحداث، إلا أنه يمكن تقسيمها على النحو التالي:
الأسباب الخارجية
وهي الأسباب المتعلقة بالأحداث الحياتية والمواقف التي يمر بها الشخص، والتي تشتمل على:
- التغيرات الحياتية الكبيرة، مثل الزواج أو شراء منزل أو الطلاق أو الأمراض المزمنة.
- مشاكل العمل أو الدراسة مثل الالتحاق بكلية جديدة أو تراكم المواد الدراسية أو التقاعد.
- صعوبات العلاقات فمثلاً الخلافات الدائمة بين الأزواج.
- المشاكل المالية الديون والقروض أو عدم القدرة على توفير مبالغ مالية معينة.
- الإجهاد والانشغال بشكل دائم، فمثلاُ الأم العاملة لا تستطيع إنجاز المهام الموكلة إليها سواء بالعمل أو المنزل.
الأسباب النفسية
يمكن لبعض السمات الشخصية بالإضافة إلى الحالة النفسية أن تؤثر في مستوى الضغط العصبي الذي يعاني منه الشخص، حيث تشتمل الأسباب النفسية على:
- التشاؤم ونظرة الشخص السلبية لحياته.
- عدم قدرة الشخص على تقبل عدم الوضوح في الأمور.
- قلة المرونة النفسية لدى الشخص وأخذه للأمور بجدية فائقة.
- توجيه الحديث السلبي للنفس.
- محاولة الوصول إلى المثالية والكمال ووضع توقعات مرتفعة.
- عدم قبول أنصاف الحلول فإما كل شيء أو لا شيء.
إن كانت لا تستطيع التعرف على الأسباب النفسية للشعور بالضغط العصبي يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي، حيث أنه يساعد الشخص في التعرف على الأسباب الكامنة وراء أفكاره ومشاعره وسلوكه.
الآثار طويلة الأمد للضغط النفسي
لا بأس ببعض الضغط النفسي بين الحين والآخر، ولكن أن يعتبر نمطاً حياتياً فهذا أمر خطير يستدعي التعامل معه بالمزيد من اليقظة. حيث ينتج عنه على المدى الطويل الكثير من المشكلات، مثل:
- مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية.
- أمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام النبضات والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- اضطرابات الأكل وزيادة احتمالية الإصابة بالسمنة.
- مشاكل نسائية مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- مشكلات على صعيد العلاقات الجنسية مثل العجز الجنسي أو سرعة القذف أو فقدان الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء.
- مشاكل الجلد والشعر مثل الأكزيما وحب الشباب والصدفية وتساقط الشعر.
- مشاكل الجهاز الهضمي مثل ارتجاع المريء أو التهاب المعدة أو التهاب القولون.
عوامل تؤثر في طريقة الاستجابة للضغط العصبي
في الوقت الذي يبدي به البعض قدرات فائقة في تحمل الضغط العصبي دون التعرض لمشكلات، فإن البعض الآخر قد لا يحتمل نصف هذا القدر من الضغط وما يلبث أن ينهر. حيث أن هناك بعض العوامل التي تؤثر على قدرة الشخص على الاستجابة وتحمل الضغط العصبي. ومن هذه العوامل:
- التواجد بين شبكة دعم قوية مكونة من أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين. عندها يستطيع الشخص الاعتماد عليهم عند الحاجة للتحدث أو طلب النصيحة والمساعدة اللازمة.
- الثقة بالنفس ومدى شعورك بقدرتك على التحكم والسيطرة على الظروف المحيطة بك دون السقوط ضعيفاً أمام التحديات.
- المرونة والنظرة الحياتية، فكلما كان الشخص أكثر تقبلاً للتغيرات الحياتية ومعرفة كيفية التعامل معها دون امتلاك نظرة سوداوية للحياة كان تأثير الضغط العصبي عليه أقل.
- معرفة أبعاد المواقف بواقعية، تساعد المعلومات المتوفرة في معرفة حيثيات الموقف المجهد المحتمل التعرض إليه، ومن ثم التمكن من الاستعداد له بشكل أكبر وتقبله والتأقلم معه بطرق سليمة.
تعد تقنيات الاسترخاء المتنوعة طريقة جيدة للتخلص من التوتر اليومي والحد من مستويات الضغط العصبي المتراكم.
نصيحة عرب ثيرابي
لا يمكن إهمال الجانب النفسي في جميع الأمور، لكن في الوقت ذاته قد تكون الأعراض التي يعاني منها الشخص أثناء المواقف المجهدة دليل على بعض المشكلات العضوية أو دليل على وجود مشكلة صحية يجب معالجتها أو متابعتها. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي عدم إهمال الأمر وإجراء الفحوصات الطبية كخطوة أولى في حال كانت الأعراض التي يعاني منها الشخص شديدة أو متكررة.