ما ستجده في هذا المقال:
يُعد السجن الانفرادي أحد أكثر أشكال العقوبات قسوة في نظام العدالة الجنائية. إذ يُفرض على الأفراد عزلهم الكامل عن العالم الخارجي، مما يؤدي إلى تجربة نفسية معقدة تتجاوز حدود العقوبة الجسدية. ولكن ما هي أبرز هذه التأثيرات النفسية؟
ما هو السجن الانفرادي؟
يعرف الحبس الانفرادي بأنه العزل الجسدي للأفراد الذين يتم حبسهم في زنازينهم لمدة 22.5 ساعة أو أكثر يوميًا:
- يتمتع الأشخاص في الحبس الانفرادي بفرصة محدودة أو معدومة للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
- يأكلون وينامون ثم يستخدمون المرحاض في نفس المنطقة ولديهم وصول محدود إلى المحفزات، مثل المواد التعليمية، وفي بعض الأحيان لا يكون هذا الوصول موجودًا.
- لا تحتوي زنازين الحبس الانفرادي دائمًا على نوافذ.
- يختلف طول الوقت الذي يقضيه الشخص في الحبس الانفرادي بشكل كبير.
- يمكن لبعض الأشخاص قضاء ساعات أو أيام في الحبس، بينما يمكن للآخرين قضاء أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.
- يمكن للأشخاص قضاء عقود في الحبس الانفرادي في الحالات القصوى.
يعد السجن الانفرادي من أنواع التعذيب، وبالتالي يشكل انتهاكًا لقانون حقوق الإنسان.
ما هي أبرز الحقائق التي يمكن ذكرها عن السجن الانفرادي؟
تشمل أبرز الحقائق التي يمكن ذكرها ما يأتي:
- لا يقتصر العزل الانفرادي (Solitary Isolation) على السجناء الأكثر خطورة، وكثيراً ما يُفرض لعزل المعتقلين أثناء مرحلة ما قبل المحاكمة من التحقيق.
- يُستخدم لعزل السجناء المصابين بأمراض نفسية أو الذين يُعتقد أنهم مصابون بها.
- تستخدم العديد من البلدان فترات طويلة من الحبس الانفرادي أو شبه الانفرادي لمن يقضون عقوبة السجن المؤبد، وغالبًا ما يتم فصلهم عن بقية السجناء طوال مدة عقوبتهم.
- يُحتجز السجناء المحكوم عليهم بالإعدام أيضًا في حبس انفرادي صارم في البلدان التي لا تزال تستخدم عقوبة الإعدام، أو في البلدان التي ألغيت فيها مؤخرًا.
- تحظر قواعد الأمم المتحدة بشكل مطلق استخدام الحبس الانفرادي للأطفال والنساء الحوامل، والنساء اللاتي لديهن أطفال في السجن ومع ذلك قد يستخدم في بعض الدول.
تظهر الأبحاث أن حرمان الشخص من التواصل الاجتماعي والبشري يمكن أن يسبب “متلازمة العزلة”.
ما هي أسباب استخدام السجن الانفرادي؟
تشمل الأسباب التي قد تدعو إلى استخدامه ما يأتي:
- العزل التأديبي: استخدام الحبس الانفرادي لمعاقبة الشخص على انتهاك قواعد السجن.
- العزل المؤقت: عزل الشخص فورًا عن عامة السجناء بسبب أزمة، مثل المشاجرة الجسدية.
- إجراء العزل الإداري: عزل الشخص الذي يمثل تهديدًا مستمرًا لسلامة أو أمن الأشخاص المسجونين الآخرين أو الموظفين أو الزوار.
- العقاب: وجد تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2016 أن معظم البلدان التي تستخدم الحبس الانفرادي تفعل ذلك كشكل من أشكال العقاب.
- أعمال العنف الخطيرة: تستخدم دول مثل ألمانيا العزل فقط لأعمال العنف الخطيرة.
- الجرائم البسيطة: تستخدم العديد من البلدان العزل كعقوبة للجرائم البسيطة.
تشمل أعراض متلازمة العزلة القلق أو مرض الاكتئاب أو الغضب أو الاضطرابات المعرفية أو التشوهات الإدراكية أو الجنون أو الانتحار.
كيف يؤثر السجن الانفرادي طويل الأمد على النفس؟
لقد وثقت العديد من الدراسات الآثار النفسية الضارة للحبس الانفرادي طويل الأمد، والذي يمكن أن ينتج عنه أعراض منهكة، مثل:
- الهلوسة البصرية أو الهلوسة السمعية.
- فرط الحساسية للضوضاء أو اللمس.
- الأرق أو الجنون.
- مشاعر الغضب أو الخوف التي لا يمكن السيطرة عليها.
- تشوهات الوقت أو الإدراك.
- زيادة خطر الانتحار أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
ما هي الآثار النفسية للعزلة والسجن الانفرادي؟
أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الحبس الانفرادي يسبب آثارًا نفسية ضارة ويزيد من خطر الأذى الجسيم للأفراد الذين يعانون منه. قد يشمل هذا التأثير النفسي (Psychological Impact):
- القلق أو التوتر.
- الاكتئاب أو اليأس أو نوبات الهلع. يمكنك إجراء اختبار الاكتئاب أو اختبار القلق مجانًا من عرب ثيرابي.
- تفاقم مشاكل الصحة العقلية السابقة أو مشاكل في الانتباه أو التركيز أو الذاكرة.
- جنون العظمة أو ضعف التحكم في الانفعالات.
- الانسحاب الاجتماعي أو نوبات العنف.
- الذهان أو الخوف من الموت.
- إيذاء النفس أو الانتحار.
يمكن للعزلة المطولة أن تدمر شخصية الإنسان وصحته النفسية وقد تستمر آثارها لفترة طويلة بعد نهاية فترة العزل.
ما هي الآثار الجسدية للعزلة والسجن الانفرادي؟
تركز معظم الدراسات على الآثار النفسية للحبس الانفرادي. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الصدمة النفسية أو الشعور بالوحدة (Loneliness) أيضًا إلى مشاكل صحية جسدية. تشير الدراسات إلى أن العزلة الاجتماعية تزيد من احتمالية الوفاة بنسبة 26-32٪. قد تؤدي إلى:
- الصداع المزمن أو تدهور البصر.
- مشاكل الجهاز الهضمي أو الدوخة.
- التعرق المفرط أو التعب أو الخمول.
- مشاكل الجهاز البولي التناسلي أو خفقان القلب.
- فرط الحساسية للضوء أو الضوضاء.
- فقدان الشهية أو آلام العضلات أو المفاصل.
- مشاكل النوم أو ارتعاش اليدين.
- فقدان الوزن أو الألم.
- قد تؤدي قلة النشاط البدني أيضًا إلى صعوبة إدارة أو منع بعض الحالات الصحية، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
- يمكن أن يؤدي نقص ضوء الشمس لفترات طويلة إلى نقص فيتامين د، مما قد يعرض كبار السن لخطر الإصابة بالكسور أو السقوط.
بما أن العزلة تؤدي إلى تفاقم الحالات النفسية؛ فإن هذا يجعل رعاية المساجين أكثر صعوبة وأقل احتمالية للتكيف عند عودتهم إلى المجتمع
ما الدور الذي تلعبه الرعاية النفسية لسجين الانفرادي؟
تلعب الرعاية النفسية دورًا حيويًا في دعم السجناء الذين يقضون فترات طويلة في السجن الانفرادي. إليك بعض الأدوار الأساسية التي تؤديها:
- تخفيف القلق والاكتئاب: تساعد الجلسات النفسية على تقليل مشاعر القلق أو الاكتئاب التي قد تصاحب العزلة.
- تعزيز التكيف: تقدم الرعاية النفسية استراتيجيات للتكيف مع الظروف الصعبة، مما يساعد السجناء على التعامل مع التوتر.
- تحديد المشكلات النفسية: تساعد المعالجين في الكشف عن أي اضطرابات نفسية قد تكون موجودة، مما يتيح تقديم الدعم المناسب.
- توفير الدعم العاطفي: توفر الرعاية النفسية مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر أو الأفكار، مما يخفف من الشعور بالوحدة.
- تطوير المهارات الاجتماعية: تساهم في تحسين قدرات التواصل أو التفاعل الاجتماعي، مما يساعد السجناء على إعادة الاندماج عند الإفراج عنهم.
- تعزيز الوعي الذاتي: تشجع الرعاية النفسية السجناء على فهم أنفسهم بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تحسين صحتهم النفسية.
تشير بعض الأبحاث إلى أن الحبس الانفرادي ليس فعالاً من حيث التكلفة ولا يحقق النتائج المرجوة وقد يؤدي إلى تفاقم القضايا التي يهدف إلى حلها
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من آثار السجن الانفرادي، فلا تتردد في طلب المساعدة. يوفر عرب ثيرابي خدمات علاج نفسي متخصصة تهدف إلى دعمك في تجاوز التحديات النفسية. مع معالجين محترفين، سنساعدك على استعادة توازنك النفسي وتعزيز قدرتك على التكيف. ابدأ رحلتك نحو الشفاء والتعافي اليوم، ولا تدع العزلة تحد من إمكانياتك.