ما ستجده في هذا المقال:
يشكل فهم التوحد لدى البالغين والعلاقات تحديًا مميزًا؛ إذ يؤثر اضطراب التوحد على العلاقات الاجتماعية للأفراد، مما قد يجعل التواصل وبناء الروابط العاطفية تحديًا مستمرًا. فما الذي يمكن أن نفهمه عن العلاقة بين الاثنين؟
ما هو التوحد لدى البالغين؟
يعد اضطراب طيف التوحد (ASD) أحد أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعًا:
- يتلقى الأشخاص المصابون بالتوحد في معظم الحالات تشخيصًا في مرحلة الطفولة، عادةً بعد سن 4 سنوات.
- مع ذلك، لا يتم تشخيص بعض البالغين المصابين بالتوحد في مرحلة الطفولة، حتى لو كانت أعراضهم أكثر حدة.
- قد يكون تلقي تشخيص اضطراب طيف التوحد في وقت لاحق من الحياة مفيدًا بالنسبة للشخص الذي لم يتلق تشخيصًا في مرحلة الطفولة لأسباب عديدة.
- يمكن أن يوفر التشخيص المتأخر وصولاً أفضل إلى الخدمات والدعم.
- قد يظهر التوحد عند البالغين بأعراض مختلفة عن تلك الموجودة عند الأطفال.
قد تشمل أعراض التوحد عند البالغين صعوبة إجراء المحادثة أو القلق الاجتماعي أو الاهتمام المحدود ببعض الأنشطة فقط.
ما هي أعراض التوحد لدى البالغين؟
تتضمن أعراض اضطراب طيف التوحد (Autism) عند البالغين ما يأتي:
- صعوبة في إجراء محادثة.
- صعوبة في تكوين صداقات وثيقة أو الحفاظ عليها.
- عدم الراحة أثناء التواصل البصري.
- صعوبة في فهم السخرية أو التعبيرات الاصطلاحية.
- عدم وجود نبرة صوت مناسبة عند التحدث.
- صعوبة في فهم تعابير الوجه أو لغة الجسد.
- مشاكل في قراءة مشاعر الآخرين.
- تحديات في تنظيم المشاعر أو الاضطراب النفسي القلق الاجتماعي.
- إصدار أصوات لا إرادية.
- الاعتماد على الروتين اليومي أو صعوبة التعامل مع التغيير.
- الحاجة إلى ترتيب العناصر بترتيب معين.
- اهتمام محدود ببضعة أنشطة فقط مع تفضيل الأنشطة الانفرادية.
- لديهم قدرات موثوقة ومتفوقة في مجال معين، مثل الرياضيات أو غيره.
- قادرون على تعلم الأشياء بالتفصيل.
- قادرون على تذكر المعلومات لفترة طويلة.
قد يكون لدى البالغين المصابين بالتوحد حساسية مفرطة للتحفيز الحسي، مثل الأصوات أو الروائح أو الأضواء الساطعة التي تزعج الآخرين.
هل يؤثر التوحد لدى البالغين على العلاقات الاجتماعية؟
يؤثر اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) عادة على العلاقات الاجتماعية المختلفة لدى المصابين به:
- إذا كنت مصابًا بالتوحد، فقد تشعر بالحيرة أو الانزعاج من الطرق المعقدة التي يتواصل بها أحباؤك.
- قد تشعر أن صديقًا مقربًا لا يفهمك أو أن زوجك يتحكم فيك بشكل كبير.
- إذا كان أحباؤك مصابين بالتوحد، فقد تشعر بالإحباط من هواجسهم أو عاداتهم الجامدة، وربما تكون قد تأذيت بسبب ملاحظاتهم الصريحة.
- يتفاعل الشريكان في بعض الحالات بطرق لا تؤدي إلا إلى تأجيج انعدام الأمان أو تصعيد الصراعات.
- تصبح العلاقة مع تكرار المشاكل متوترة أكثر فأكثر.
ما هي التحديات التي يواجهها البالغون ذوو التوحد في العلاقات؟
هناك بعض السمات التوحدية التي يمكن أن تعقد ديناميكيات العلاقة:
- قراءة الإشارات الاجتماعية: إذا كنت مصابًا بالتوحد، فقد تجد صعوبة في قراءة الإشارات الاجتماعية التي يعتبرها الأشخاص العاديون أمرًا شائعًا. وقد يؤدي هذا إلى سوء الفهم.
- الرغبة في الروتين: إذا كنت لا تحب تغيير الجداول والخطط، فقد تتعارض حاجتك إلى الروتين مع شعور شريكك بالعفوية.
- القلق: يعاني مرضى التوحد من مستويات عالية من التوتر والقلق. ويمكن أن يؤدي هذا إلى أخذ وقت طويل في تحليل المواقف. وقد يؤدي الاضطراب العقلي (القلق) إلى صعوبة النوم، مما قد يؤدي إلى الانفعال أو تقلب المزاج.
- الاهتمامات الضيقة: إذا كانت لديك اهتمامات خاصة، فقد يشعر من تحب وكأنك تعطي الأولوية لتلك الاهتمامات على العلاقة.
- مشاكل حسية: يمكن أن يؤدي عدم الارتياح تجاه أحاسيس معينة إلى الإحباط أو الحرج في المواقف الجنسية أو غير الجنسية.
يمكن التغلب على كل من هذه العقبات بالاستراتيجيات الصحيحة والعلاج المناسب والصحيح.
هل يمكن لمرضى التوحد أن يتمتعوا بعلاقات جيدة؟
نعم يمكن؛ فقد وجد تحليل أن المصابين بالتوحد وغير المصابين به يقدرون أشياء مماثلة عندما يتعلق الأمر بالألفة، بما في ذلك:
- التواصل أو الأمان.
- الاحترام أو المشاركة.
- التشابه.
اكتشف المزيد عن نفسك في اختبار الشخصية أو اختبار الغيرة بالعربية
في ذات الوقت في العلاقات التي تضم شخصًا مصابًا بالتوحد وشخصًا غير مصاب به، قد تكون هناك اختلافات كبيرة في كيفية رؤية كل شخص للعالم:
- يمكن أن يؤدي هذا إلى مشكلة التعاطف المزدوج، وهي عندما يواجه الأشخاص الذين لديهم تجارب مختلفة جدًا صعوبة في التعاطف مع بعضهم البعض.
- لا يعني أنه من المستحيل على الأفراد المصابين بالتوحد وغير المصابين به أن يكون لديهم علاقات صحية ومرضية.
- مع ذلك، قد يتطلب الأمر المزيد من التعلم أو الانفتاح الذهني حتى يفهم الشخص غير المصاب بالتوحد شريكه.
إذا شعر المصاب بالتوحد بالحاجة إلى إخفاء سلوكه ليتناسب مع المواقف الاجتماعية، فقد يشعر في كثير من الأحيان بالإرهاق النفسي
كيف يمكن التغلب على مشاكل العلاقة عند مرضى التوحد؟
يمكن التغلب على مشاكل العلاقة باتباع ما يأتي:
- بناء التفاهم المتبادل: إن إيجاد أرضية مشتركة هو دائمًا نقطة بداية جيدة في أي علاقة، ولكن لا تغفل عن اختلافاتكما.
- تحمل مسؤولية أفعالك: إذا كانت هناك مشكلة متكررة بينكما، خذ بعض الوقت للتفكير في كيفية مساهمتك في هذه المشكلات.
- بناء مهارات التواصل الفعّالة: إذا كنت شخصًا بالغًا مصابًا بالتوحد أو في علاقة مع شخص مصاب بالتوحد، فقد يكون التواصل الفعّال أمرًا صعبًا بشكل خاص. لذلك ابذل جهدًا إضافيًا لضمان وصول الرسائل المقصودة.
- استغل نقاط القوة لدى كل منكما: تذكر أنكما تتمتعان بنقاط قوة ونقاط ضعف. وبمجرد التعرف على نقاط القوة لدى كل منكما، يمكنكما البدء في صياغة ديناميكية متوازنة.
إذا شعرتما أن أحدكما يتحمل الجزء الأكبر من المسؤوليات، فناقشا الأمر وقوما بتوزيع المهام، وتوصلا إلى خطة تناسبكما.
كيف يمكن دعم البالغين ذوي التوحد في بناء علاقات صحية؟
تتضمن المهارات التي قد تساعد مرضى التوحد في العلاقات ما يلي:
- الاستماع النشط أو التعامل مع الاختلافات بالفضول بدلاً من الحكم عليها.
- بناء فهم متبادل للتوحد.
- الاعتراف بدور الشريك في اتخاذ قراراته الخاصة.
- تعظيم نقاط القوة لدى كل شخص والثناء عليها.
- تحمل المسؤولية عن سلوك الشخص ثم طلب المساعدة في ذلك إذا لزم الأمر.
- عدم محاولة تغيير سلوك الشريك ضد إرادته.
- عدم توقع أن يعرف الشريك ما يفكر فيه الشخص أو يشعر به بالضبط دون الحاجة إلى إخباره.
- لا يجوز إسناد جميع السلوكيات الضارة والاضطرابات السلوكية إلى التوحد.
نصيحة عرب ثيرابي
استشاراتنا النفسية تعزز العلاقات بالفهم والتواصل الفعّال. نحن هنا لنمد يد العون في تحسين ديناميكيات العلاقات وتعزيز التواصل الصحيح بين الأفراد. اكتشف قدراتك العاطفية، وعبر عن احتياجاتك بثقة، وابنِ روابط قوية مبنية على الاحترام والتفهم المتبادل. دعنا نكون الدعم الذي تحتاجه لبناء علاقات صحية ومستدامة.