Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الاحتضان

لغة الاحتضان في علم النفس

عند إيجاد أحد المقربين أو الأصدقاء في الطريق، فقد نقوم باحتضانه بشكل تلقائي دون تفكير بسبب القيام بذلك، ولكن يوجد أشكال مختلفة للاحتضان يختلف معها التفسير النفسي والفائدة المترتبة على القيام بهذا السلوك.

 

لغة الاحتضان في علم النفس

غالباً ما يحتاج الشخص إلى العناق بعد المرور بيوم عصيب ومرهق، كما أنه يتم الاحتضان للتعبير عن المودة أو إظهار الاهتمام بالشخص المقابل، أو عند الحاجة للدعم النفسي والشعور بالحنان والراحة. أو عند الشعور بالسعادة والحماس، مما تترك الشخص أكثر شعوراً بالراحة.

 

ما هي فوائد الاحتضان على الصحة النفسية؟

جميعنا نحتاج إلى أن نحضن الآخرين أو أن يقوم أحد آخر باحتضاننا، حيث أن الفائدة المترتبة على الأمر تفوق الشعور اللحظي بالدفء والأمان، فقد أثبت العلم أن للعناق الكثير من الفوائد النفسية، منها:

تقليل التوتر

في الوقت الذي يحتاج فيه الشخص عند شعوره بالتوتر والقلق إلى ما يخفف من مشاعره هذه، فإن القيام باحتضانه يساعد في زيادة الشعور بالراحة أو الهدوء، كما أن الأمر ينعكس بالشكل ذاته على الشخص المقابل.

الشعور بالسعادة

يرتبط الاحتضان بهرمون الحب (هرمون الأوكسيتوسين)، والذي تزيد مستوياته عند العناق أو اللمس أو مجرد الجلوس بقرب ممن نحب، ويعمل هذا الهرمون على:

    • زيادة الشعور بالسعادة.
    • تقليل من قلق الشخص وتوتره.
    • خفض ضغط الدم لديه.
    • يحفز الشعور بالنشوة.
    • يعطي إحساساً بالرضا.

    عندما يقوم جسمك بإنتاج الأوكسيتوسين كيميائيًا تزيد سعادتك، فقد تشعر أيضًا بمزاج أفضل بشكل عام.

    التقليل من المخاوف

    تُعد عملية العناق بمثابة عملية الترميم للبناء، ففي الوقت الذي تولّد الحياة أو ضغوطاتها الكثير من المخاوف المتراكمة لدى الشخص، فإن الاحتضان قصير المدة من شأنه أن يقلل مخاوف الشخص في تلك الأثناء.

    تحسين الحالة المزاجية

    بعد التعرض لبعض العبارات المزعجة في الشجارات، يمكن للاحتضان أن يحسن الحالة النفسية بشكل كبير وسريع، بالإضافة إلى تقليله من حدة المشاعر السلبية في وقت لاحق. كما أنه يساعد في زيادة مستويات هرمون الدوبامين في الدماغ، وبالتالي الشعور بالمكافأة والرضا في آن واحد.

    تقدير الذات

    عندما يحتضننا أشخاص آخرين، يتولد لدينا شعور بأننا لا نزال مرغوبين ومحبوبين ممن حولنا، الأمر الذي يزيد من تقديرنا واحترامنا لأنفسنا وإحساسنا بتقدير الآخرين.

    نوع من التواصل

    لا يعتبر الكلام هو وسيلة التواصل الوحيدة، حيث أن العناق قد يوصل الكثير من المشاعر دون التفوه بكلمة واحدة، فقد يفهم الشخص من العناق:

      • مشاعر الغضب أو الغضب أو الاشمئزاز.
      • مشاعر الحب أو السعادة أو الامتنان أو التعاطف.

      التقليل من الشعور بالوحدة

      بسبب الكم الهائل من الأعباء، بالإضافة إلى تطور وسائل تواصل غير مباشرة، فقد انخفض التواصل الحقيقي بين الأشخاص، مما أدى إلى زيادة الشعور بالوحدة، ولكن القيام باحتضان أحد المقربين يولد عدة مشاعر وأفكار لدى الشخص منها:

        • يزيل مشاعر عدم الانتماء لديه.
        • يساعد في التقليل من عبئه العاطفي.
        • التأكيد على وجود أحد بالقرب يمكن الاعتماد عليه بشكل دائم.

        زيادة الرفاهية النفسية

        عند الاحتضان ينطلق الناقل العصبي الاندروفين بشكل كبير، بحيث يعمل على تقليل الشعور بالألم وزيادة المشاعر الإيجابية أو الإحساس بالسعادة.

         

        هل للاحتضان تأثير على الصحة الجسدية؟

        أثبتت الدراسات مساهمة العناق في تحسين الصحة الجسدية للشخص على أصعدة متعددة، منها:

        الحماية من المرض

        يتجاوز الاحتضان الفائدة النفسية، فقد أظهرت الدراسات أن العناق يعمل على:

        • حماية الشخص من الإصابة بالأمراض بتنشيط جهازه المناعي.
        • التقليل من الشعور بالألم، لذلك فهو يعتبر مسكناً طبيعياً للألم، فكلما زاد الاهتمام بالأمر كانت النتيجة أفضل.
        في دراسة أجريت على أكثر من 400 شخص بالغ، وجد الباحثون أن العناق قد يقلل من فرصة إصابة الشخص بالمرض.

        الصحة القلبية

        المحافظة على الصحة القلبية أمر مهم للجميع، ويمكن من خلال القيام بالاحتضان أن نوفر حماية إضافية للقلب، حيث أنه:

          • يعمل على إعادة الاتزان لمعدل ضربات القلب.
          • يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع.

           

          أنواع الاحتضان ومعانيها

          يتعود الشخص على العناق منذ طفولته، على الرغم من اختلاف أنواعه أو المعاني المتوقعة منه جميعه، والذي يعكس مدى قرب الطرف الآخر ونوع العلاقة التي يرتبط بها، ومن هذه الأنواع:

          الاحتضان الجانبي

          وهو أكثر انتشار بين المعارف ولكن ليس بين المقربين، حيث يتم بوقوف كلا الشخصين بجانب بعضهما، مع وضع كل شخص يده على ظهر أو كتف الشخص الثاني.

          عناق الأصدقاء

          قد يستمر هذا العناق لفترة قصيرة في معظم الأحيان، وهو العناق التقليدي الذي يحيط به كل شخص الآخر بذراعيه، مع التركيز على ترك مسافة بين الحوضين وتقريب الصدرين.

          العناق من الخلف

          وهو شائع بين الأزواج أو بين الوالدين وأبنائهم، حيث يشير في حالة الأزواج إلى الارتباط الوثيق بينهما، أما في حالة الوالدين والأبناء فهو يعني الدعم والتأييد بشكل قاطع.

          الاحتضان حول الخصر

          ويكون بين الأزواج، حيث يتم الاحتضان بشكل أقرب من الحوض، مع إتاحة الفرصة للتواصل البصري.

          احتضان الدب

          وعادة ما يتم بين أفراد الأسرة أو الأزواج أو الأصدقاء المقربين، وسواء كان هذا الاحتضان واقفاً أو مستلقياً، فهو احتضان تقليدي. ولكن يستمر لفترة طويلة نسبياً، ويكون أكثر قرباً وقوة، وخلاله يشعر الشخص بالأمان والدفء والحنان.

          عناق أحادي الجانب

          وفيه يقابل كل الشخص الآخر، ولكن أحدهما تكون ذراعيه ممدودة إلى الأسفل ولا يقوم بأي حركة، فالعناق يتم من قبل طرف واحد، وعلى الرغم من تقديمه الدعم العاطفي، ولكن يُنظر إليه على أنه قسري وغير مرغوب به.

          عناق القلوب

          وهو عناق تقليدي، ولكن يتميز بالتفاف كلا الشخصين لجهته اليسرى، مما يسمح لمنطقة القلب أن تتلاقى، ويدل على حميمة العلاقة بين الأزواج.

           

          كم عدد مرات الاحتضان التي نحتاجها يومياً؟

          غالباً ما تظهر الفائدة من العناق بشكل فوري، وكلما زادت الاحتضان اليومي زادت الرفاهية العاطفية للشخص، وكانت النتائج الملاحظة على نفسيته وصحته أكبر، وقد تم ملاحظة أن ما يحتاجه الشخص من عناق هو:

            • 4 مرات من العناق يومياً لنبقى على قيد الحياة.
            • 8 مرات من العناق للبقاء في وضع جيد.
            • 12 مرة من العناق يومياً للمساعدة على النمو والتطور.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            في بعض الأوقات يشعر الشخص بحاجته الكبيرة للاحتضان، لكن لا يتوفر أحد الأشخاص المقربين ليساعده في الأمر، في هذه الأثناء يمكن للاحتضان الذاتي أن يوفر الفرصة المناسبة لذلك، ويشرح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ذلك من خلال:

              • احتضان الشخص لذاته بقوة وحنان، مع التفوه ببعض العبارات الإيجابية لنفسه.
              • بعد ذلك، يضع الشخص يده على قلبه ويقوم بتدليك المنطقة برفق.