ما ستجده في هذا المقال:
تشير الدراسات إلى أن التوافق النفسي بين الشريكين هو أحد أهم العوامل التي تساهم في استقرار العلاقة الزوجية وسعادتها. ولكن ما هو التوافق النفسي بالضبط؟ وكيف يمكن للشريكين تحقيقه؟
ما هو التوافق النفسي بين الشريكين؟
يشير التوافق النفسي في العلاقات الزوجية أو بين الشريكين إلى قدرتهما على التعايش بانسجام على الرغم من وجود اختلافات. فهو يتجاوز التشابه السطحي ليشمل تناغماً عميقاً في القيم الأساسية، وأنماط التفكير، والتوجهات الحياتية.
فلا حاجة إلى التطابق التام، بل يكفي التمكن من بناء علاقة قوية قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم العميق والثقة (Trust). فكلما كان هناك تواصل بفعالية، واستماع باهتمام، وفهم احتياجات ورغبات بعضهما البعض، كلما كان التوافق الترابط والدعم العاطفي بين الشريكين أكبر. وبالتالي زاد التوافق النفسي بينهما.
التوافق الحقيقي هو القدرة على السير جنبًا إلى جنب نحو مستقبل مشترك.
لماذا يعتبر التوافق النفسي بين الشريكين أمراً مهماً؟
تؤكد الدراسات أن التوافق النفسي في العلاقات الزوجية أو بين الشريكين بمثابة حجر الزاوية لبناء حياة سعيدة ومستقرة. فالتوافق (Compatibility) يقلل من حدة الخلافات، ويعزز الشعور بالانتماء والتفاهم المتبادل، ويساعد في تجاوز التحديات التي تواجه الأزواج معاً.
ببساطة، الشركاء المتوافقون يشعرون براحة أكبر في علاقاتهم، ويتمتعون بحياة زوجية أكثر سعادة ورضا واستقرار.
6 أبعاد للتوافق النفسي بين الشريكين
ينصب التوافق النفسي بين الشريكين على وجود الأبعاد السبعة التالية:
التوافق العاطفي
لا يتعلق الأمر بوجود احتياجات وتعبيرات عاطفية متشابهة. بل يتجاوز ذلك بقدرتهما على فهم مشاعر بعضهم البعض والاستجابة لها بطرق داعمة، لذلك يحتاج الأمر إلى التعاطف (Empathy) والذكاء العاطفي والاحترام المتبادل.
التشابه الفكري
إن وجود مستويات متماثلة نوعاً ما من الذكاء والاهتمامات يمكن كلا الشريكين من إجراء محادثات مثيرة للاهتمام. كما أنه يعزز تقدير آرائهما المختلفة ويمكن من الاستمتاع بالأنشطة سوياً.
التقارب الجسدي
لا يمكن إهمال دور الانجذاب الجنسي بين الشريكين في تعزيز التوافق بينهما. لذلك فإن المودة الجسدية والعلاقة الحميمية تعد ركن أساسي في هذا الأمر.
الأجواء الاجتماعية
وهو عنصر أساسي لبناء علاقة زوجية ناجحة ومستدامة. فالشعور بالانتماء إلى عالم اجتماعي واحد، ومشاركة الأنشطة والاهتمامات، وتقبل دوائر الأصدقاء والعائلة، كلها عوامل تساهم في تعزيز الروابط بين الشريكين وتعميق شعورهما بالانتماء لبعضهما البعض.
القيم والمعتقدات
إن كنت تهدف إلى تكوين علاقة زوجية طويلة الأمد، فإن القيم والمعتقدات الأساسية المشتركة تشكل أهمية بالغة في ذلك. والتي تشتمل على وجهات النظر حول:
- العائلة.
- العمل.
- نمط الحياة.
- الأمور المالية.
- الحياة الاجتماعية.
- السياسة.
- الشؤون الدينية.
- وجهات النظر حول العالم.
تشير الأبحاث إلى أن وجود مواقف مماثلة للشريك يرتبط بسعادة أكبر ورضا عن العلاقة. في حين أن وجود مواقف متناقضة يرتبط بمزيد من التوتر والصراع والإصابة بالاكتئاب.
إن كنت تمتلك مجموعة من المشاعر والأفكار السلبية فقد يكون من الجيد أن تختبر نفسك ما إذا كنت تعاني من الاكتئاب من خلال تجربة اختبار الاكتئاب.
أساليب التواصل
التوافق في التواصل (Communication) يتجاوز مجرد تبادل الكلمات، فهو يعني القدرة على فهم لغة جسد الشريك، ونبرة صوته، والرسائل الخفية التي يحاول إيصالها. هذا الفهم المتبادل هو مفتاح حل النزاعات وبناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام.
عندما يتفق الشريكان على الأهداف الحياتية الكبرى، فإن ذلك يخلق شعوراً بالاتجاه والهدف المشترك، مما يعزز الشعور بالتعاون والانتماء والالتزام بينهما.
ما العلامات الدالة على التوافق النفسي بين الشريكين؟
هناك الكثير من العلامات الدالة على مدى التوافق النفسي بين الشريكين، ومن بينها:
التفاعلات الإيجابية
وتعد العلامة الرئيسية للتوافق النفسي في العلاقة الزوجية. حيث أن التوازن بين التفاعلات الإيجابية والسلبية هو مفتاح استمرارية العلاقة. ففي المراحل الأولى، يكون التركيز على بناء الثقة والتقارب. ومع مرور الوقت تنمو العلاقة وتتطور ويتعمق هذا الارتباط، مما يجعل الشريكين يشعران بالأمان والراحة والتفاهم (Understanding) في مشاركة كل جوانب حياتهما مع بعضهما البعض.
أهداف مشتركة طويلة المدى
من علامات التوافق بين الشريكين هو تشاركهم في نفس الأهداف والأحلام، سواء كانت تتعلق بالحياة اليومية أو المستقبل. عندما يكون لديكما نفس الرؤية المستقبلية، ستكونان قادرين على بناء حياة مشتركة سعيدة.
من جهة أخرى، فإن وجود أهداف متباينة بين الشريكين قد يؤدي إلى صراعات مستمرة وتوتر في العلاقة. فعندما يختلف الشريكان في أحلامهم، قد يصعب عليهما اتخاذ قرارات مشتركة والتخطيط لمستقبلهما معاً.
إن القدرة على التواصل بشكل فعال هي المهارة الأكثر أهمية لبناء علاقة قوية ومستدامة.
امتلاك حس الفكاهة
إن مشاركة نفس حس الفكاهة وإيجاد المتعة في صحبة بعضهما البعض هو بمثابة الرابطة التي تجمع بين الشريكين وتقوي علاقتهما.
فالضحك المشترك يخلق أجواء إيجابية ومريحة، مما يساعد على بناء الثقة والاحترام المتبادل، ويجعل الحياة أكثر متعة واستمتاعاً.
الصدق والعفوية
إن الشعور بالراحة التامة في وجود الشريك، والقدرة على البقاء صريح وصادق معه حول كل جوانب الشخصية، دون خوف من الحكم أو الانتقاد، هو دليل قوي على التوافق بينكما.
ففي هذه الحالة، يشعر كلا الطرفين بالأمان الكافي لمشاركة الأحلام والأسرار وأعمق المشاعر. مما يساعد على تعميق العلاقة وجعلها أكثر استقراراً.
الدعم المتبادل
التوافق في العلاقة يعني القدرة على الاحتفال باختلافات بعضكما البعض وتقدير ما يجعل كل منكما فريدًا. فبدلاً من محاولة تغيير شريكك ليصبح مثلك، من الأفضل أن تحتفلي باختلافاته وتدعميه في تحقيق أهدافه.
ففي حال عدم قدرتك على تقديم الدعم النفسي والعاطفي للشريك، فقد يكون من الجيد البدء في الحصول على المساعدة المتخصصة التي تساعدك في معرفة الأسباب والحلول المناسبة.
قبول الآخر
رغم أننا نتطلع إلى الصفات الإيجابية في شركائنا، إلا أننا يجب أن ندرك أن الجميع يرتكبون الأخطاء ولهم جوانب سلبية. التوافق الحقيقي يكمن في القدرة على قبول هذه الجوانب وتقدير الصفات الإيجابية في الوقت نفسه.
كيف يؤثر التوافق النفسي على العلاقة؟
لا يعد التوافق بين الشريكين أمراً ثابتاً، بل هو مسار متطور يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك التغيرات التي تحدث في حياة كل من الشريكين، والمشكلات العاطفية التي لم يتم حلها، والقدرة على التواصل والتطوير الذاتي.
فقد يزداد التوافق النفسي مع مرور الوقت إذا تم تبني وجهات نظر متشابهة، ومع ذلك يجب أن يكون كل الطرفين على استعداد للعمل على العلاقة باستمرار للحفاظ عليها قوية ومستدامة.
أظهرت دراسة تفضيل الرجال ممارسة أنشطة ومشاعر مماثلة لشريكاتهم، في حين كانت النساء يملن إلى أشخاص لديهم نفس أنماط الحياة والآراء والأخلاق ومستويات التوافق والمظهر والتعاطف.
استراتيجيات فعّالة لزيادة التوافق النفسي بين الشريكين
إن كنت تسعى للاستمتاع بحياة زوجية سعيدة والتوصل إلى توافق نفسي مع الطرف المقابل فحاول قدر الإمكان تطبيق ما يلي:
- التواصل الفعّال: من خلال الاستماع النشط والتعبير عن الأفكار بشكل واضح والانفتاح على الملاحظات يمكن حل النزاعات وتعزيز العلاقة بين الشريكين.
- الذكاء العاطفي: التحلي بالذكاء العاطفي يعني قدرتك على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين وإدارتها بشكل جيد، وهذا يساعد على بناء علاقات قوية.
- وضع الحدود: مما يساعد على التعرف المبكر على العلامات التحذيرية في العلاقة. وبالتالي منع العديد من المشاكل المستقبلية ويحافظ على صحة العلاقة.
كلمة من عرب ثيرابي
إذا كنت تبحث عن تعزيز التوافق النفسي في علاقتك، فإن عرب ثيرابي هنا لدعمك. مع مجموعة من المعالجين النفسيين المؤهلين، فمن خلال جلسات علاجية عبر الإنترنت نساعدك على فهم نفسك وشريكك بشكل أفضل. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى نحو علاقة صحية وسعيدة. انضم إلينا اليوم وابدأ رحلتك نحو التوافق النفسي!