ما ستجده في هذا المقال:
تعتبر الحالة الجنسية من جوانب الحياة اليومية المهمة التي لا يمكن إهمالها أو التغاضي عنها. لذلك إن كنت تعاني من اضطراب جنسي فلا بد من معرفة ما إذا كانت مشكلتك عضوية أم نفسية للتمكن من التعامل معها بالطريقة الصحية. مما يضمن استعادة علاقتك مع شريك حياتك والشعور بالمتعة من جديد.
ما هو الاضطراب الجنسي؟
الاضطراب الجنسي هو مشكلة يمكن أن تحدث خلال أي مرحلة من دورة الاستجابة الجنسية، بحيث تمنع أحد الأزواج أو كليهما من الشعور بالرضا عن النشاط الجنسي. ويمكن تقسيم الاضطراب الجنسي إلى عدة فئات بناءً على المرحلة التي يحصل بها. وهذه الفئات هي:
- اضطراب الرغبة: فقدان الرغبة الجنسية أو الاهتمام بالجنس.
- اضطرابات الإثارة: عدم القدرة على الشعور بالإثارة الجنسية سواء قبل أو أثناء النشاط الجنسي.
- اضطرابات النشوة الجنسية: تأخر الوصول إلى النشوة الجنسية (الذروة) أو غيابها بشكل كامل.
- اضطراب الألم: الشعور بالألم أثناء الجماع.
يحدث الاضطراب الجنسي في أي عمر، على الرغم من أنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً لارتباطه بتدهور الصحة والشيخوخة.
ما هي أعراض الاضطراب الجنسي؟
تؤثر الاضطرابات الجنسية على ما يصل إلى 43% من النساء و31% من الرجال بدرجات متفاوتة، ويظهر ذلك على شكل مجموعة من الأعراض مثل:
أعراض الخاصة بالرجال
يمكن أن يعاني الرجل في هذه الحالة من واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:
- عدم القدرة على الانتصاب أو الحفاظ عليه (ضعف الانتصاب).
- غياب أو تأخر القذف على الرغم من التحفيز الجنسي الكافي.
- عدم القدرة على التحكم في توقيت القذف (القذف المبكر).
أعراض الخاصة بالنساء
قد تلاحظ المرأة في هذه الحالة واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:
- عدم القدرة على الوصول للنشوة الجنسية.
- قلة أو فقدان الإفرازات المهبلية اللازمة قبل وأثناء الجماع.
- عدم القدرة على استرخاء عضلات المهبل بدرجة كافية للسماح بالجماع، مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم خلال العملية الجنسية.
يمكن أن يعاني كلا الجنسين من عدم الرغبة في ممارسة الجنس أو فقدان الاهتمامات الجنسية أو عدم القدرة على الشعور بالإثارة.
تأثيرات الاضطراب الجنسي النفسية
إن كنت قد شعرت بالرضا الجنسي من قبل فإن حدوث أحد أنواع الاضطرابات الجنسية السابقة قد يؤثر على حالتك النفسية ويسبب لك الشعور بما يلي:
- الإحباط.
- الشعور بالوحدة.
- القلق المستمر.
- الشعور بالاستياء.
- عدم الأمان والاستقرار في الحياة الزوجية.
كما أن هناك علاقة وثيقة بين القدرات الجنسية والحالة النفسية، حيث تؤثر كل منهما على الأخرى بشكل مباشر. فقد أثبتت الدراسات أن عدم الشعور بالرضا عن العلاقة الجنسية قد يؤدي إلى الشعور بالقلق تجاه الحياة الزوجية وبالتالي الإصابة بالاكتئاب. كما أن المشكلات النفسية مثل الاكتئاب يلعب دور أساسي في حدوث اضطراب جنسي لدى الشخص.
أسباب حدوث الاضطراب الجنسي
هناك مجموعة من الأسباب التي قد تشكل خطراً على الحالة الجنسية للشخص أو قد تؤدي إلى حدوث أحد فئات الاضطراب الجنسي لديه. ومن هذه الأسباب:
الأسباب الجسدية
سواء كانت حالات جسدية أو طبية، فإن لبعض العوامل تأثير مباشر على الحالة الجنسية. ومن هذه العوامل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الاضطرابات العصبية.
- الاختلالات الهرمونية.
- الأمراض المزمنة مثل فشل الكلى أو الكبد أو مرض السكر.
- الإفراط في تناول الكحول.
- تعاطي المخدرات.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان وأدوية الضغط والأدوية الهرمونية.
الأسباب النفسية
كما قلنا سابقاً، تؤثر الحالة النفسية بوضوح على القدرات والحالة الجنسية. فغالباً ستعاني من مشكلات جنسية إذا كنت تعاني من:
- التوتر والقلق المرتبط بالعمل.
- القلق بشأن الأداء الجنسي.
- المشاكل الزوجية.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور بالذنب.
- النظرة الذاتية المتدنية والمرتبطة بصورة الجسم.
- تأثيرات الصدمة الجنسية السابقة.
هل تؤثر الأدوية النفسية على الحالة الجنسية؟
يمكن لبعض الأدوية النفسية أن يكون لها تأثير على الأداء الجنسي. فبعضها يؤثر على الرغبة الجنسية، والبعض الآخر يمكن أن يؤثر على القدرة على الإثارة أو الوصول إلى النشوة الجنسية.
ومن أكثر أنواع الأدوية النفسية التي تؤثر على الحالة الجنسية في مضادات الاكتئاب، مثل:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، بما في ذلك أميتريبتيلين (Amitriptyline)، دوكسيبين (Doxepin)، ونورتريبتيلين (Nortriptyline)
- مثبطات أوكسيديز مونوامين (MAOIs)، بما في ذلك فينيلزين (Phenelzine) وترانيلسيبرومين (Tranylcypromine)
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (Fluoxetine)، وسيرترالين (Sertraline)، وباروكستين (Paroxetine).
كما أن هناك أدوية نفسية أخرى لها تأثيرات جنسية، مثل:
- الأدوية المضادة للذهان، بما في ذلك ثيوريدازين (Thioridazine)، وثيوثيكسين (Thiothixene)، وهالوبيريدول (Haloperidol).
- الأدوية المضادة للهوس مثل كربونات الليثيوم (Lithium carbonate).
يزداد خطر الآثار الجانبية الجنسية عندما يتناول الشخص العديد من الأدوية.
الطرق النفسية في علاج الاضطراب الجنسي
كلما زاد الوقت الذي تعاني فيه من المشكلات الجنسية السابقة كلما كانت المشاعر النفسية التي تواجهها أكبر ومتجهة نحو التفاقم. لكن من الجيد أن تعلم أن هذه المشكلات قابلة للعلاج واستعادة الوضع الطبيعي.
فما أن تتأكد من أن المشكلة التي تواجهها لا ترتبط بعلاقة عضوية، بل لها امتدادات نفسية فقط، حتى يصبح علاج الأمر أكثر سهولة من خلال العلاجات النفسية المتنوعة.
فمثلاً يمكن علاج حالتك من خلال:
- العلاج النفسي الفردي: عادة ما يتم اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالقبول والالتزام. حيث يساعد الأخصائي النفسي في هذه الحالة في معالجة الصدمات الجنسية من الماضي، أو مشاعر القلق أو الخوف أو الذنب أو صورة الجسم السيئة. حيث أن هذه عوامل قد تتدخل أثناء مع الاستجابة الجنسية وبالتالي تؤثر على أدائك الجنسي الحالي.
- علاج الأزواج: يمكن أن يكون السبب الكامن وراء الاضطرابات الجنسية هو المشكلات الزوجية التي تظهر على السطح أثناء العلاقة الزوجية. لذلك، فإن حضور علاج الأزواج من أجل تحديد ومعالجة مثل هذه المشكلات وتحسين الجودة العلاقة الزوجية.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما تؤثر الحالة الجنسية على النظرة الذاتية للشخص، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من المشكلات في العلاقة الزوجية. لذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن الحل الأمثل هو التثقيف النفسي حول الجنس والسلوكيات والاستجابات الجنسية مما يساعد على التغلب على أي مخاوف.
كن متأكداً أن الحوار المفتوح مع شريك حياتك حول احتياجاتك واهتماماتك يساعد أيضاً في التغلب على العديد من العوائق التي تحول دون الحصول على حياة جنسية مُرضية.