Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

الاستشارات الأسرية | طريقة لتعزيز علاقتك بعائلتك

تعد المشاكل الأسرية من الأمور الطبيعية التي يمر بها الجميع، لكن بعض هذه المشاكل قد يصعب التعامل معها بشكل ذاتي، حيث أن لكل فرد في الأسرة نظرته الخاصة بالأمر. من هنا تأتي أهمية الاستشارات الأسرية التي تساعد في تقريب المسافات وحل المشاكل بطرق فعّالة وإعادة التواصل الفعّال بين أفراد العائلة.

تعرف على المزيد عن هذا النوع من العلاج النفسي ولا تتردد في اللجوء إليه إن كنت بحاجته.

 

الاستشارات الأسرية

الاستشارات الأسرية أو العلاج العائلي (Family Therapy) هو من أنواع العلاج النفسي قصيرة المدة، حيث لا تتجاوز عدد الجلسات 12 جلسة فقط. ويعمل على تحسين التواصل بين أفراد العائلة أو حل النزاعات القائمة، ويضمن تقوية الروابط الأسرية من خلال فهم الأفراد بعضهم البعض، وتجاوز الأوقات العصيبة بأقل الخسائر الممكنة.

 

الجوانب التي تعالجها الاستشارات الأسرية

سواء كانت المشكلات التي يعاني منها الشخص ناتجة عن العلاقات الأسرية المضطربة أو كانت الأسرة بأكملها تتأثر بسلوكيات شخص واحد فيها، فإن الاستشارات الأسرية تساعد في حل هذه المشكلات. حيث أنها تهتم بمجموعة من الشؤون الأسرية مثل: 

  • القضايا الزوجية، مثل الطلاق.
  • القضايا المالية التي تمر بها العائلة، مثل الديون أو التقاعد.
  • المشاكل بين الوالدين وأطفالهم أو المشكل بين الأشقاء، أو مشكلات العائلات الممتدة.
  • المشاكل المدرسية.
  • اضطراب سلوكيات الأطفال.
  • صعوبة رعاية أحد الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • الحزن والصدمات النفسية الناتج عن الأوقات الصعبة، مثل الوفاة والشيخوخة.
  • التعامل مع قضايا الأمراض المزمنة وطرق التعامل معها نفسياً.
  • تأثيرات الإدمان بأنواعه المختلفة على باقي أفراد العائلة.

لا تقتصر فائدة الاستشارات النفسية على القضايا الأسرية، فقد وجدت دراسة أنها مفيدة أيضاً في علاج العنف الأسري، واضطرابات المزاج، واضطرابات القلق عند البالغين.  

 

أنواع الاستشارات الأسرية

يمكن للاستشارات الأسرية استخدام أساليب العلاج النفسي المتنوعة، ففي بعض الأحيان قد يكون المعالج مضطراً إلى الاعتماد على أسلوب واحد أو يقوم بالدمج بين أكثر من أسلوب، بناءً على ما يتناسب مع الجو العام الموجود. ومن الأساليب والأنواع الموجودة:

  • التثقيف النفسي (Psychoeducation): من خلال هذا الأسلوب من الاستشارات الأسرية يتمكن أفراد الأسرة من التعرف بشكل أكبر على الحالة النفسية التي يعاني منها أحدهم. الأمر الذي يساهم في دعمهم له وتفهم السلوكيات غير المرغوبة وحل المشاكل الناتج عن ذلك.
  • النظامي (Systemic): ينظر هذا العلاج إلى العائلة على أنها وحدة واحدة، يؤثر كل شخص فيها بدوره الخاص. مع الانتباه إلى أن الأدوار قد تختلف مع مرور الوقت.
  • الهيكلي (Structural): تعد الهياكل الأسرية المختلة هي الأساس وراء سلوكيات الأطفال والمراهقين. لذلك يركز هذا العلاج على زيادة إنتاجية كل فرد، بالإضافة تطوير العلاقات وتقوية الحدود المناسبة.
  • الاستراتيجي المختصر (Brief Strategic): يهدف هذا العلاج إلى تحديد وإعادة هيكلة الأنماط العائلية المسببة للسلوكيات المشوهة للأطفال والمراهقين أو التي لا تفيد، كما أنها تقوي الأنماط الإيجابية.
  • الوظيفي (Functional): سواء كان الأمر تعاطي المخدرات أو سلوكيات العناد مثلاً، فإن هذا علاج يهتم غالباً بسلوكيات الشباب المحفوفة بالمخاطر. ويعمل إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات، بالإضافة إلى تعزيز الاحترام المتبادل بين الأهل والمراهق.
  • السردي (Narrative): من خلال طرح كل فرد بالأسرة المشكلة من خلال وجهة نظره، يستطيع البقية إدراك مدى انعكاسات الأمر على الجميع. الأمر الذي يساعد في إيجاد أفضل الحلول الممكنة الملائمة للأسرة بشكل كامل.
  • الداعم (Supportive): يعمل هذا العلاج على تعزيز الجو العائلي الآمن. مما يساعد في تشجيع الأفراد في الأسرة على التكلم بما يشعرون به علانية دون الشعور بالخوف، بالإضافة إلى الحصول على الدعم اللازم من قبل الآخرين.

 

تقنيات العلاج العائلي

يعتمد المعالج النفسي على تقنيات علاجية تتناسب مع أسلوبه والوضع العائلي، ومن هذه التقنيات:

  • التقنيات السلوكية: مثل تبادل لعب الأدوار بين أفراد العائلة. والذي من خلاله يتم التركيز على إتقان المهارات والتعليم النفسي.
  • التقنيات الديناميكية النفسية: بحيث يركز على طريقة نظر كل فرد من العائلة إلى المشكلات التي يواجهها وكيفية تفسيرها. الأمر الذي يساهم في تكوين أنماط عاطفية جديدة، وإيجاد طرق استجابة أكثر فاعلية.
  • التقنيات الهيكلية: ويعتمد على تكوين حدود جديدة داخل العائلة، مما يحسن أداء أفرادها عند الالتزام بها. 

 

فوائد الاستشارات الأسرية

عند الحديث عن المشاكل الأسرية، فإن الاستشارات الأسرية هي الحل الفعّال والمثالي لمثل هذه القضايا. حيث يمكن هذا العلاج الأفراد من المساهمة في حل المشكلات التي يواجهونها. ومن فوائده الأخرى:

  • مساعدة أفراد العائلة على فهم الحدود الصحيحة والأنماط الديناميكية.
  • تحسين أساليب التواصل بين أفراد العائلة.
  • التمكن من حل المشكلات، واكتساب المهارات والأساليب اللازمة لذلك.
  • إبداء المزيد من التعاطف مع أفراد العائلة الآخرين.
  • التمكن من إدارة الغضب، والذي بدوره يساعد في تقليل المشكلات.
  • تعزيز الصدق والثقة المتبادلة اللازم لتقوية العلاقات الأسرية.
  • مسامحة أفراد العائلة لبعضهم البعض عند التعرض للإساءة أو القيام بالأخطاء.

تساعد الاستشارات الأسرية على تطوير أجواء عائلية داعمة لبعضها البعض، مما يحسن الأجواء العائلية ويقلل من التوتر والقلق داخلها.

 

طريقة عمل الاستشارات الأسرية

غالباً ما تتكون جلسات الاستشارات الأسرية من المحاور الرئيسية التالية:

التعرف على المشكلة

من خلال إتاحة المجال للجميع بالتحدث من منظوره الخاص، يتم التعرف على السبب الحقيقي الذي جعل أفراد العائلة يقررون اللجوء إلى العلاج العائلي. وبالتالي تكوين صورة عامة لنظرة الجميع للمشكلة.

التقييم

للتمكن من تقييم الحالة أو المشكلة، لا بد من جمع المعلومات المتعلقة نظم الأسرة، مما يسهل معرفة أفضل الطرق لحل المشكلة. بالإضافة إلى كيفية اتخاذ القرارات المناسبة. وقد تتضمن المعلومات المجموعة:

  • التاريخ العائلي.
  • قوانين أو قواعد العائلة.
  • نهج التربية المتبع مع الأطفال.
  • نهج التأقلم وحل المشكلات المتبع من قبل العائلة.

تتبع الخريطة الهيكلية للعائلة

والتي توضح التسلسل الهرمي بالعائلة، وكيف يتم توزيع الأدوار فيها، بالإضافة إلى كيفية تقلب هذه الأدوار مع مرور الوقت.

وضع خطة العلاج

للتمكن من وضع خطة مناسبة للجميع، لا بد من مناقشة الأمر بين الجميع مع ضرورة عدم إلقاء اللوم على أحد. عندها يتم تحديد النقاط التي يمكن لكل فرد اتباعها للعمل بشكل إيجابي داخل حدود العائلة للتمتع بجو يسوده السلام. 

 

كلمة من عرب ثيرابي

لا تهدف الاستشارات الأسرية إلى حل المشاكل التي تواجهها الأسرة فقط، بل يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن هذا النوع من العلاج النفسي قادر على:

  • تقريب المسافات بين المراهقين والأطفال وبين الوالدين وتحسين طرق التواصل بينهم.
  • امتلاك المزيد من المهارات أو الأدوات التي تساعد على التأقلم وتجاوز الأمور الصعبة.
  • الحماية والوقاية من المشكلات قبل وقوعها.