ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من الفائدة الكبيرة التي توفرها حبوب النوم، حيث أنها تخلص الأشخاص الذين يعانون من الأرق من قلة نومهم، إلا أنها تنطوي على خطر الإدمان عليها أو اعتيادها. مما يؤثر سلباً على كل من الصحة النفسية والجسدية في آن واحد.
تعرف معنا على أعراض إدمان الحبوب المنومة وما إذا كنت قابلاً لتطوير هذا النوع من الإدمان.
كيف يتحول تناول حبوب النوم إلى الإدمان؟
تعتبر حبوب النوم من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لشرائها، مما يجعل الحصول عليها أمراً في غاية السهولة. وعلى الرغم من أن الإدمان على هذه الحبوب يحتاج إلى استخدام مستمر لها لمدة لا تقل عن 7 أيام أو تناول جرعة أكبر من اللازم، إلا أن معظم حالات إدمانها تحصل كنتيجة لاستخدامها كآلية للتكيف أو التأقلم في حالات مثل الاكتئاب أو القلق.
ومع مرور الوقت ستجد نفسك أنك تعتمد كلياً عليها لتستطيع أن تناول ليلاً. بعد ذلك تصبح بحاجة إلى تناول المزيد من هذه الحبوب لتتمكن من النوم كما في السابق. عندها يتحول هذا الاستخدام إلى إدمان حقيقي.
بالنسبة للبعض، يؤدي حدوث الأرق الارتدادي بعد التوقف عن تناول هذه الحبوب إلى اتخاذ قرار باستمرار تناولها للتمكن من النوم ليلاً.
عوامل الخطر لحدوث الإدمان على حبوب النوم
لا ينحصر حدوث الإدمان على حبوب النوم على أشخاص معينين أو فئة عمرية محددة. ومع ذلك فإن هناك بعض العوامل التي تؤثر على مدى قدرتك على تطوير هذا النوع من الإدمان. ومن هذه العوامل:
الاستعداد الوراثي
كسائر أنواع الإدمان الأخرى، لدى البعض استعداد وراثي يجعلهم أكثر عرضة للإدمان. ففي حين أن تناول الحبوب المنومة لفترة طويلة من قبل بعض الأشخاص قد لا يسبب إدماناً عليها، فإن أشخاص آخرين قد يكون تناولهم لهذه الحبوب عدة مرات فقط سبباً لإدمانها.
العوامل البيئية
في حال ترعرع الشخص في بيئة تستخدم الحبوب المنومة كآلية للتأقلم والتكيف لفترة طويلة، قد يؤدي ذلك إلى إدمان هذه الحبوب. كما أن تقديم الآخرين هذه الحبوب على أنها المساعد الوحيد على النوم وتغاضي المساعدات الأخرى (مثل ما يحصل في طيران طويلة أو ركوب القطار) قد يؤدي إلى عدم القدرة على الحكم على تأثيراتها على المدى البعيد.
مشكلات الصحة النفسية الأساسية
من الأعراض الشائعة لبعض المشكلات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق عدم القدرة على النوم. الامر الذي ينعكس على مدى قدرتهم على القيام بالمهام والأعمال اليومية الموكلة إليهم.
لذلك، غالباً ما نجد من يعاني من مثل هذه المشكلات النفسية أنهم أكثر عرضة لتناول الحبوب المنومة، بل والإدمان عليها أيضاً في الكثير من الحالات.
علامات الإدمان على حبوب النوم
إن كان الشخص مدمناً على تناول الحبوب المساعدة على النوم، فغالباً ما تظهر عليه الأعراض التالية:
- الحاجة المستمرة إلى جرعة أكبر من الحبوب المنومة للتمكن من النوم. حيث أن الجرعة السابقة لم تعد تعطي التأثير المطلوب ذاته. لذلك عادة ما يقوم هذا الشخص بزيادة جرعته دون استشارة طبيبه.
- الشعور بالارتباك أو الانفصال بسبب تأثير الحبوب.
- فقدان الذاكرة في بعض الحالات.
- في حال الرغبة بالتوقف عن تناول هذه الحبوب، فغالباً ما يعاني الشخص من أعراض الانسحاب (مثل زيادة الأرق أو تقلب المزاج).
- عزل الشخص لنفسه عن الأصدقاء أو أفراد عائلته.
- اللجوء إلى طلب المساعدة من أكثر من طبيب واحد لضمان الحصول على المزيد من الحبوب المنومة.
- التعرض للفشل المتكرر عند محاولة الإقلاع عن تناول الحبوب المنومة.
- يجد الشخص نفسه دائم التفكير بهذا الدواء. كما يرغب في تناوله باستمرار حتى عندما لا يحتاج إليه بالضرورة أثناء النوم.
إذا كنت قلقًا بشأن استخدام الحبوب المنومة وتتساءل عما إذا كان قد تحول إلى إدمان، يمكنك أن تطلب من الطبيب المعالج تعديل جرعتك أو التوقف تماماً.
الآثار الجانبية لحبوب النوم
على الرغم من معرفة الشخص بأن هذه الحبوب قد تشكل خطراً حقيقياً على صحته، إلا أن البعض يرفض التوقف عن تناولها بالجرعة الكبيرة أو عند عدم الحاجة. مما يتسبب في حدوث مجموعة من الآثار الجانبية المختلفة في الشدة والتأثير.
آثار جانبية قصيرة المدى للحبوب المنومة
تختلف الآثار الجانبية القصيرة الأمد المرافقة لاستخدام حبوب النوم باختلاف الأشخاص. لكنها غالباً ما تتضمن الآثار الجانبية التالية:
- الشعور بالغثيان.
- الدوخة أو الدوار.
- جفاف الفم.
- زيادة الوزن.
- الصداع.
- اضطراب نبضات القلب
- اضطراب الجهاز الهضمي ومن ثم حدوث إمساك.
- عدم القدرة على تنفيذ المهام المطلوبة خلال النهار.
- الإدمان.
- حدوث الهلاوس.
- المشي أثناء النوم.
الآثار الجانبية طويلة المدى للحبوب المنومة
إن كنت تستخدم هذه الحبوب لفترة طويلة من الزمن، فعادة ما تكون قد تعرضت للآثار الجانبية طويلة الأمد التالية:
- ضعف المهارات الحركية أو ضعف التناسق فيما بينها.
- انخفاض ضغط الدم.
- حدوث شلل في الوجه.
- تضرر أعضاء الجسم الداخلية.
- الإصابة بالاكتئاب.
يتم وصف الحبوب المساعدة على النوم للاستخدام على المدى القصير بسبب التأثير طويل المدى الذي يمكن أن تحدثه على صحة الشخص.
أعراض الانسحاب من إدمان الحبوب المنومة
في حال رغبت في التوقف عن تناول الحبوب المنومة بعد استخدامها بكثرة أو إدمانك عليها، فقد تبدأ في المعاناة حقاً. حيث أن أكثر عرض شائع للانسحاب من هذه الحبوب هو الأرق الانتكاسي، والذي يحدث بسبب تعود الجسم على كميات ثابتة من الدواء لكي يستطيع أن يغفو.
وعادة ما تستمر الأعراض الانسحابية لعدة أسابيع حتى تبدأ بالاختفاء. لكن من خلال طلب المساعدة المتخصصة، يصبح التوقف عن هذه الأدوية أكثر أماناً وسهولة وتأكيداً. فمن الأعراض الانسحابية الشائعة:
- الشعور بالتهيج أو الارتباك.
- الرغبة الشديدة في تناول الحبوب المنومة من جديد أو عدم القدرة على التوقف عنها.
- تجربة الهلوسة.
- التعرق المفرط.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الشعور بالقلق أو التوتر.
- حدوث نوبات صرع أو تشنجات بالجسم.
- القيء المتكرر.
- اهتزاز اليد غير المسيطر عليه.
بعض الحبوب المنومة مثل البنزوديازيبينات يمكن أن تسبب أعراض انسحاب خطيرة. لذلك، تحدث إلى طبيبك قبل التوقف عن تناولها لضمان بقائك آمناً.
كلمة من عرب ثيرابي
في الكثير من حالات الإدمان، يكون الحافز الأساسي لدى الأشخاص هو الهروب من الأفكار والأحاسيس المزعجة التي تنتابهم. فإن كان إدمانك لحبوب النوم يندرج ضمن هذه الفئة من الأشخاص، فغالباً ما يكون العلاج النفسي ذو فائدة كبيرة بالنسبة لك.
حيث يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد في:
- علاج المشكلة الأساسية التي تعاني منها.
- يمنحك المزيد من مهارات تأقلم تساعدك على تجاوز ما قد تمر به من مواقف مزعجة.
- تطوير أسلوب تفكير جديد بعيداً عن نمط التفكير السلبي الذي تمتلكه.