ما ستجده في هذا المقال:
يعد إدمان العادة السرية حالة معقدة، وفيها يعتمد الشخص على نفسه اعتماداً نفسياً وفسيولوجياً وعاطفياً لإشباع الذات. وهي من الحالات المزمنة التي يستمر الشخص في ممارستها على الرغم من عواقبها الاجتماعية والشخصية. وعلى الرغم من أنها قابلة للعلاج ولكن الكثير من الأفراد لا يطلبون المساعدة بسبب الوصمة الاجتماعية والشعور بالذنب. فما هي أسباب إدمان العادة السرية وأضرارها وعلاجها؟
إدمان العادة السرية
يحدث إدمان العادة السرية عندما لا يتمكن الشخص من قمع رغبته عن ممارستها، وهو بذلك يكون ممارساً لها بشكل قهري. ويطلق عليها بعض المتخصصين (العادة السرية القهرية) ويمكن أن تكون عرضاً من أعراض اضطرابات أخرى يمكن تشخيصها. ثم إن هذا الإدمان قد يجلب عواقب سلبية متعددة للفرد.
كشفت إحدى الدراسات الاستقصائية الكبيرة أن 78% من البالغين يمارسون العادة السرية.
سيكولوجية إدمان العادة السرية
تلعب مادتان رئيسيتان دوراً مهماً في العادة السرية أو إدمانها، وهما الدوبامين والإندورفين. أما الدوبامين فهو من الناقلات العصبية التي تسمح للشخص بالشعور بالمتعة، والإندورفين مواد كيميائية يستخدمها جسم الإنسان ليواجه الجهد البدني والتوتر. وعندما يصبح الشخص معتمداً على هذه المشاعر ويستخدمها للهروب من المواقف الحياتية أو المشكلات النفسية فإن ذلك قد يصل به إلى إدمان العادة السرية. ثم يصبح مقلقاً عندما يتحول إلى وسيلة للتعامل مع المشكلات بدلاً من مواجهتها ثم حلها.
أسباب إدمان العادة السرية
تختلف أسباب إدمان العادة السرية من شخص إلى آخر اعتماداً على عوامل مختلفة مثل المؤثرات الاجتماعية. وكلما زادت هذه الأسباب كلما زادت القابلية للإصابة بالإدمان. ومن أهم هذه الأسباب والعوامل نذكر:
- تغيرات في مسارات الدماغ.
- مشكلات الإدمان على المخدرات.
- خلل في توازن المواد الكيميائية الطبيعية الموجودة في الدماغ.
- سهولة الوصول إلى المحتوى الإباحي.
- المشكلات العائلية.
- الاكتئاب والقلق الناشئان عن فترة عصيبة يمر بها الإنسان نتيجة صدمة أو أمور محزنة.
- الإصابة بأمراض أخرى مثل مرض باركنسون، أو الزهايمر، أو بعض الاضطرابات المختلفة.
- بعض الأدوية مثل بعض أدوية مرض باركنسون.
أضرار إدمان العادة السرية
تشمل أضرار إدمان العادة السرية ما يأتي:
- انخفاض الإنتاجية.
- قلة احترام الذات.
- الاكتئاب الناجم عن المشاعر السلبية تجاه القيم الأخلاقية.
- انخفاض الحساسية الجنسية أو العجز الجنسي.
- الشعور المستمر بالذنب.
- مشكلات عائلية يمكن أن تؤدي إلى تفكك العائلات.
- العزلة وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- قضاء أوقات طويلة في مشاهدة مقاطع الفيديو، أو المجلات، أو الصور الإباحية.
- تقلبات المزاج والقلق النفسي أو المشاعر السلبية المختلفة.
إذا كنت تشعر أنك تعاني من إدمان العادة السرية، فإن الخطوة الأولى هي التفكير في مناقشة الأمر مع طبيب أو متخصص آخر في مجال الصحة النفسية.
علاج إدمان العادة السرية
يعتمد علاج هذا النوع من الإدمان على الوصول إلى سبب المشكلة الأساسي، وتختلف العلاجات المقدمة بناء على شدة الحالة. ومن أبرز العلاجات المستخدمة:
العلاج النفسي
قد يساعد العلاج بالكلام على تحديد السبب الأساسي وراء الإدمان، الأمر الذي سيساعد في تطوير استراتيجيات تخفف من هذا السلوك. ومن المهم أن يدرك الشخص أن علاج المشكلات الأساسية قد يحتاج لعدة أشهر.
كما يمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي لتغيير الأفكار الخاطئة والسلوكيات غير الصحية واستبدالها بأخرى منطقية وعقلانية.
العلاج الدوائي
لا يوجد دواء محدد لعلاج هذه الحالة بذاتها، وإنما قد توصف علاجات لحل المشكلات الكامنة وراء هذا الإدمان.
مثل العلاجات المستخدمة في اضطراب الاكتئاب الشديد، أو الاضطرابات الذهانية، أو الفصام، أو اضطرابات ثنائي القطب.
إن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يومياً ستساعدك على التغلب على مستويات التوتر وتقلل من الاكتئاب أو الاضطرابات الأخرى
كيفية التوقف عن إدمان العادة السرية
يُمكن اتباع بعض الطرق التي تساعد على التوقف عن العادة السرية، منها ما يأتي:
- استغلال الوقت: إن ممارسة الهوايات المفضلة مثل الرياضة، أو الكتابة، أو القراءة تعد من الأمور الضرورية، فهي تحافظ على تركيز الفرد وبقائه منشغلاً.
- التواصل الاجتماعي: من الضروري التواصل مع الناس والانضمام إلى الأصدقاء أو العائلة للتخلص من الشعور بالوحدة.
- الابتعاد عن المواد الإباحية: التي تعد السبب الرئيسي لإدمان العادة السرية، ومن الحلول للابتعاد عنها نقل الحاسوب إلى الأماكن العامة. وإلغاء الاشتراكات في هذه المواقع أو المجلات.
- اليوغا: تعد من آليات الاسترخاء التي تتمتع بفوائد كبيرة للجسم. فهي تريح العضلات ثم تعيد التنفس إلى طبيعته وهي من الطرق الممتازة لتنشيط العقل ثم الابتعاد عن العادة السرية.
- الاستحمام: يساعد الاستحمام الجسم في كثير من الأحيان على الاسترخاء أو خفض الحرارة. وهذا بدوره يساعد بشكل كبير على الامتناع عن العادة السرية.
- وضع خطة: يجب أن يضع الفرد خطة لمواجهة لحظات الضعف ليستطيع تجاوزها نهائياً والابتعاد عن ممارستها.
- استشارة الطبيب أو الأخصائي: من المهم الفهم أن مواجهة المشكلة لا يمكن أن يتم دون استشارة أخصائي أو طبيب نفسي. فهو سيزود الشخص بالإرشادات أو الخطط التي ستساعده على حل المشكلة. إذ إن عدم حلها يمكن أن يؤدي إلى الإصابة باضطرابات أخرى.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم: للاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها.
- ممارسة التمارين الرياضية: إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من شأنها أن تبقي الفرد قوياً عقلياً وجسدياً. إذ إن التمارين مثل السباحة، أو الجري، أو الركض يمكن أن تزيد الإيجابية وتحافظ على التركيز.
- الانخراط في الأنشطة المجتمعية المختلفة: يُفضل قضاء بعض الأوقات والمشاركة في الألعاب أو الأنشطة المختلفة لإشغال العقل عن العادة السرية.
اضطرابات أخرى متعلقة بإدمان العادة السرية
يرتبط الإدمان على العادة السرية في بعض الأحيان باضطرابات نفسية مختلفة، نذكر منها ما يأتي:
- الاكتئاب الشديد.
- الاضطرابات الذهانية.
- الفصام.
- الاضطراب ثنائي القطب.
- اضطرابات الإدمان على المخدرات.
- اضطرابات القلق.
الخطوة الأولى للتخلص من هذه العادة هي قبول وجود المشكلة، ثم بذل الجهود للحد منها أو البحث عن علاج لها.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا أردت مساعدة أحد أفراد أسرتك على التخلص من هذه العادة، فمن المهم أن تكون على علم بطرق التعامل الصحيحة مع الشخص. على سبيل المثال:
- يتحتم عليك أن تبقى داعماً له وتدله على الخيارات الأفضل.
- كما يجب أن تكون صبوراً لأن السيطرة عليها لا تتم في يوم وليلة بل يمكن أن تأخذ وقتاً أطول.
- يمكنك التواصل مع الأخصائيين النفسيين وعرض المشكلة عليهم.
- إذا كنت تبحث عن المساعدة نحن هنا في عرب ثيرابي بالأخصائيين والأطباء المتواجدين على مدار الساعة مستعدون لمساعدتك وتقديم الدعم لك ولأفراد أسرتك.
