Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

اضطرابات القلق من أسباب التعرق الزائد | تعرف على العلاقة

يحدث التعرق للجميع بلا استثناء، فهو عملية طبيعية تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم وتخلصه من الأملاح الزائدة. لكن في بعض الأحيان قد يحدث تعرق لأسباب أخرى غير ممارسة الرياضة أو التواجد في الأماكن الحارة، حيث أن التعرض لتوتر أو قلق زائد في بعض المواقف قد يسبب العرق.

تعرف معنا على العلاقة بين التعرق والقلق وساهم في بقاءك جافاً بشكل أكبر.

 

كيف يكون القلق من أسباب التعرق الزائد؟

عند التعرض للمواقف المشكلة تهديداً سواء كان حقيقياً أو متخيلاً، فإن الجهاز العصبي الودي يبدأ في إظهار استجابة القتال أو الهروب من خلال مجموعة من الأعراض التي من بينها التعرق.

حيث أن الجسم خلال هذه الاستجابة يطلق الكثير من الطاقة لمواجهة المخاطر مما يرفع درجة حرارته، لكن بسبب عدم وجود فعل حقيقي للقيام به خلال القلق (لن يتم الهروب ولا القتال)، فإن الجسم يبدأ بالتعرق بشكل زائد للمحافظة على الهدوء في هذه الأثناء. وفي بعض الأحيان يصبح القلق حالة مزمنة يتعايش معها الشخص، مما يعني أنه جسمه يبقى يفرز الكثير من العرق بشكل مستمر. وغالباً ما يتم ملاحظة التعرق المفرط في:

  • راحتي اليدين أو باطن القدمين.
  • الوجه.
  • تحت الإبطين.

 

القلق الاجتماعي والتعرق المفرط

يعتبر التعرق المفرط من الأعراض الشائعة عندما يعاني الشخص من القلق الاجتماعي. حيث أن الخوف من الشعور بالإحراج أو القلق بشأن حكم الآخرين والضيق الشديد أو الاضطرار إلى التواجد بين أشخاص جدد أو الخوف من الحديث أمام الآخرين، قد يؤدي بالشخص إلى تجنب لفت الانتباه إلى نفسه قدر الاستطاعة، إلا أنه يبقى في حالة قلق وتعرق، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل:

  • احمرار الوجه أو الشعور بحرارته.
  • الإحساس بألم في الرأس.
  • الشعور بالدوار أو الدوخة.
  • البدء بالارتجاف.
  • رطوبة مفرطة في اليدين.
  • الشعور بالغثيان.
  • ضيق في التنفس.

أظهرت الدراسات أن ما نسبته 32% ممن يعاني من القلق الاجتماعي يعاني أيضاً من التعرق المفرط.

 

أسباب أخرى وراء التعرق الزائد

بالإضافة إلى الأسباب النفسية وراء التعرق الزائد، فإن هناك أيضاً أسباب صحية يمكن أن تكون وراء هذا التعرق، فبناءً على نوع حالة التعرق قد يكون السبب:

فرط التعرق الأولي

في هذه الحالة يتم إرسال الكثير من الإشارات العصبية الخاطئة التي تؤدي إلى تحفيز الغدد العرقية وزيادة نشاطها. وعلى الرغم من أنه في الكثير من الأحيان لا يوجد سبب طبي معروف وراء هذه الحالة، لكنها غالباً ما تكون متوارثة.

فرط التعرق الثانوي

هنا ينتج التعرق المفرط بسبب حالة طبية أو تناول أدوية معينة (مثل مسكّنات الألم ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية السكري والأدوية الهرمونية). وقد يسبب هذا النوع من فرط التعرُّق عرقًا في جميع أجزاء الجسم. ومن الحالات التي قد تسببه:

إن تعرق اليدين وتقطر العرق منهما وابتلال الملابس بالعرق يعد أمراً محرجاً، ويمكن أن تؤثر حالتك هذه سلباً على السعى وراء أهداف العمل وفي التعليمية.

 

ارتباط التعرق باضطرابات القلق الأخرى

بالإضافة إلى القلق العام والقلق الاجتماعي، فإن اضطرابات القلق الأخرى مثل الرهاب أو اضطراب الهلع تعتبر من أسباب التعرق الزائد في معظم الحالات. فعند التعرض محفزات الرهاب التي تسبب الخوف والقلق أو التعرض للمواقف المثيرة للذعر يصبح التعرق اليومي أكثر حدة.

وجدت بعض الدراسات أن من يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتعرقون بشكل زائد. وعلى الرغم من عدم معرفة السبب إلا أنه قد يرتبط بتناول دواء اديرال (Adderall). 

 

هل التعرق الزائد يسبب مشكلات نفسية؟

على الرغم من أن العرق مفيد في التقليل من الطاقة الكامنة بداخلنا عندما نشعر بالقلق، إلا أنه أيضاً قد يسبب الشعور بالضيق والانزعاج للغاية. فقد يؤدي التعرق الزائد عن الحد الطبيعي إلى إيقاف الروتين اليومي، أو قد يقلل ثقة الشخص بنفسه مع تكرار حدوث الأمر باستمرار.

فبالإضافة إلى الشعور بالإحباط والحرج واليأس والحزن والذنب عند هذه الحالة، كما قد يبدأ الشخص تجنب المواقف الاجتماعية أو الابتعاد عن الأشخاص المقربين أو أي شيء قد يؤدي إلى استجابة التعرق. بمرور الوقت، قد يؤدي التعرق الناجم عن القلق إلى إثارة مشاعر الوحدة وحتى الاكتئاب في بعض الحالات.

 

كيفية محاربة التعرق الناتج عن القلق

أنت لست بحاجة إلى علاج التعرق الزائد فقط للتقليل من شعورك بالقلق، بل للمحافظة على صحتك النفسية على المدى البعيد. ومن ضمن الخيارات العلاجية:

  • مضادات التعرق مع كلوريد الألومنيوم:

وتستخدم في حال لم تأتي مضادات التعرق التقليدية بالنتائج المرجوة. حيث أن تركيز أملاح الألومنيوم فيها بنسبة (10 – 20)% يساعد في تقليل التعرق. ويمكن تطبيقه تحت الإبط وعلى راحة اليد أو باطن القدم.

  • الإرحال الأيوني:

وهو توصيل كهربائي قليل للكفين والساقين وأسفل الإبط يتم تطبيقه تحت الماء لمدة 40 دقيقة. ويعمل من خلال منع الخلايا المنتجة للعرق من إتمام عملها، وبسبب نتائجه المؤقتة فهو بحاجة إلى جلسات منتظمة.

  • مضادات الكولين:

سواء كانت دواء الأوكسبيوتينين (oxybutynin) الفموي أو جليكوبيرولت (glycopyrrolate) الموضعي، فهي أدوية تساعد في حظر الإشارات العصبية التي تحث على التعرق.

  • حقن البوتوكس:

على الرغم من الحاجة إلى عدد كبيرة من الحقن، إلا أن إبر البوتكس تعمل على منع إطلاق الناقل العصبي إستيل كولين (له دور في إنتاج العرق)، حيث أن فاعلية هذه الإبر تبقى لعامين.

كما يمكن من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة أن يبقى الشخص مستويات القلق والتوتر لديه طبيعية. الأمر الذي يساعده أكثر في التحكم بتعرقه الناتج عن هذه المشاعر السلبية. وفي سبيل ذلك يمكن تجربة:

إن كنت تعاني من التعرق فور الشعور بالقلق، فقد يكون من المناسب ارتداء ملابس خفيفة، والوقوف دائماً في الأماكن جيدة التهوية، وشرب المشروبات الباردة باستمرار.

 

كلمة من عرب ثيرابي

بغض النظر إن كنت تعاني من تعرق مفرط أم لا، إلا أن وجود مشكلة مزمنة تؤدي إلى الشعور بالقلق المزمن، فهذا دليل على الحاجة إلى الحصول على المساعدة المتخصصة لإدارة أعراض القلق والقلق. وهذا ما ينصح به الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي، حيث يمكن التعرف على أسباب هذا القلق عن كثب والعمل على حل المشكلة من جذورها للتخلص من الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص.